رؤية خاصة للشاعر غمكين مراد وهو يكتب عن حالات الجسد في أدق تفاصيله حين ينجلي ويستكشف ويتسامى ويتحلل، صور من حالات متعددة يقدمها الشاعر محاولا الوصول الى استعارات هذا الشكل المتمنع عن الوصف والذي ظل موضوع الإبداع الأثيري يحاول في كل مرة الدخول الى أسراره.

تورياتُ جسد

غمكين مراد

على ركبتيِّ الحياةِ

أُزررُ قميصاً للصدقِ،

طافياً على مستنقعِها

تتحاشاني طحالبُ الدمِ

تردعني أصواتُ النشازِ

أرواحُها في المقابر.

 

مُعلقاً بحبلِ ظلٍّ على فوهةِ بركانٍ

شظاياهُ أنيابُ ابتسامة

دخانهُ حبلُ مشنقة يلاحقني.

 

لكنني،

انتهيتُ من القميصِ

والعروةُ ثقوبٌ في الجسد

الأزرارُ إبرُ لهيبٍ يحضنُ ما تبقى

الجسدُ خان الألمَ

الألمُ في سريرٍ لغير اللّذةِ

الأعضاءُ

تـُرِكتْ لتنهلَ من مجاري صرفٍ لقاذوراتِ الحياةِ

سُلالةٌ خائنةٌ

تفضحُها كلماتُ البياضِ

ورنينُ الصوتِ أمامَ المرآة.

جالساً أنتصرُ

على ركبتيها

وعدوي بعيدًا عن النظرِ

يُفتت ظلّي

ينخرُ في الاسمِ سمومَ الفناءِ..

 

شتانَ :

أن تقاتلَ وتنتصر

وأن تنتصرَ روحك دون حِراك،

ما دمتَ ترى في المرآةِ

أنتَ وما داخلها.

 

ثلاث توريات للوجع:

دمٌ لغسيل الجسدِ

ضبابٌ لكفنِ الجسدِ

كتابٌ لقبرِ الجسدِ

 

ثلاثةُ أرواحٍ تـُحييّ الجسد:

في أعلاهِ:

روحٌ معلقةٌ بمشجبِ المُخيِّلةِ إلى السماءِ.

في منتصفهِ :

روحٌ لا تملكها، تصيحُ امرأة.

في أسفلهِ:

روحٌ مهدورةٌ طريقُها في الأبدِّ.

 

ثلاثةُ قصائد لأزرارِ القميصِ:

عماءُ الروحِ

آهاتُ نشوةٍ

رقعةُ الغيابِ.

وتبقى أمامي الحياةُ معطوبةٌ,

جسدها عارٍ

أعضاؤها متنازعةٌ,

في زاويةِ القلبِ منها

الصدقُ منكمشُ الوركين

محياهُ قطنٌ غابَ عنه الماءُ

ألْبستهُ القميصَ

القلبُ أسودٌ

والصدق رماديٌّ في زاويةٍ منهُ

إحساسُه يتجذرُ في ما يتمناه

والأغلب في ما يخافُ منه.

أمامي الحياةُ مشلولةٌ

على كرسيٍّ

تدبُّ على الأيام.

في داخلي حياةٌ

خافتةٌ

تهوى الكلماتِ

وتتركُ على ركبتي الأخرى

خيطانَ القميصِ.