ولأن المشهد لا يحتمل والصورة تزداد أكثر سوداوية، تكتب المبدعة والأكاديمية الجزائرية نصا شعريا يؤسس لمفارقات المشهد العربي اليوم، هنا لا تذكرنا المبدعة إلا بهذا الوضع العربي البئيس والذي يتجه الى الهاوية، في وقت فقدنا فيه بوصلة الأمل.

سلامٌ... سلامٌ...

شميسة غربي

مَع دَفْقةِ الفَجْر؛

تَنَاثرَ هَمْسُ النُّور...

يَرْتشِفُ عِطرَ الكوْنِ...

يَنْقُشُ على رِيشِ الحَمام...

نَجْوَى؛

أضْوَى مِنْ جَبينِ الغُلام...:

سلامٌ...

سلامٌ...

يا أيّتُها الرُّوحُ الهائِمَة؛

بيْنَ سَطوَةِ الفِكرِ...

 بيْنَ خفْقة القلب...

سلامٌ ...

سلامٌ...

يا أيّتُها الإنْسانِيَة المُهْرَقة...

على زَوَابِع الدّمار...

سلامٌ...

سلامٌ...

يا أيّتُها السّنابِلُ المُعَلّقة؛

على مَقاصِلِ الجُنونِ...

سلامٌ...

سلامٌ...

يا أيّتُها النّسْمَة النِّازِفَة؛

مِنْ جُرْحِ التّراب...

مِنْ نُوَاحِ النُّعُوشِ...

مِنْ لهيبِ النَّارِ...

مِنْ شظايا الموْتِ...

سلامٌ...

سلامٌ...

سلامٌ...

سلامُ...

يا أعاصير الحزن النّائمَة؛

تحْتَ أقدام اليأس المَطوِية...

سلامٌ...

سلامٌ...

يا خيْرَاتِ الحُقولِ المَنْكوبَة...!

يا صَفاءَ الليالِي المَنْهوبَة...!

سلامٌ...

سلامٌ...

يــــا دجلة...

يــــا فُرَات...

يا عبق الحضارات...

سلامٌ...

سلامٌ...

يــا... بَغْدَادُ...

يا بَغْدَانُ...!

يــــا... رَبّةَ الشِّعْرِ...

يا سِحْرَ الشَّرْقِ...

و... يَـا...

قِصّةً أُخْرَى...

مِنْ قِصَصِ الإنْسانِيَة الكبْرَى...!

 

سيدي بلعباس / الجزائر