يبدأ الشاعر الأردني المرموق سنة جديدة بنص/ شهادة يعيدنا الى هذا المنحى التراجيدي الذي يشكله الشاعر للوجود ولهذا الراهن والعالم المليء بالمفارقات، سنة تمضي بينما يمضي الشاعر دائما الى الإنصات الى نبض الأسئلة التي تتحسس عمق وكينونة الحياة متلمسا كوة للخلاص مع أنه في النهاية يمضي دائما اتجاه المستقبل.

سَأمْضي إلى العَدم

موسى حوامدة

سَأمْضي إلى العَدم

بخُطى مَلك

وأمضي إلى الخَلاص

على دربِ المَسيح

وإن كنتُ لا أثقُ بالنجومِ والأدْعِياء

.....

سأمضي إلى العدم...

فلستُ نادماً على شيء

ولست طامعاً في شيء

سرابٌ كلُّ الذي مرَّ بي

من تلالٍ وسهولٍ وبحارٍ

وأناسٍ سيئين أكثرَ من عَدوٍ مُتَربِصٍ بالهزيمة.

كلُّ الأصدقاءِ الذين صادقْتُهم أصْداء

كلُّ الذين أحبَبْتُهم أسْماء

أمَّا أنا ......

فعلى خُطايَّ أسير

 

لا وطنَ لي

ولا شارعَ يَعرفُني

لا شاعرَ لي

كلُّ الشعراءِ الذين أحببتُهم لصوصُ أوراقٍ وكتب

كلُّ النبلاءِ الذين تبعتُهم أوْغاد

كلُّ الصعاليك الذين أحببتُ أسماءَهم جُبناء

كلُّ الناسِ أشباهُ أشْياء

حتى النساء اللواتي أحببتُهن

......

على خطاي أسير

حتى النساء اللواتي أحببتهن ..

...لا لن أقول

فأنا خلاصُ نفسي

ونبيُّ ذاتي

لستُ اليَسوع

لكن أبي عِقالٌ طائِشٌ

وأميّ بستانُ رجاء.

 

وعلى ذكرِ النُبوات أُفتي:

بأني أنا الشريرُ الذي أرسلَ

الطُغاةَ إلى ديار الأنبياء

فالأنبياءُ الذين ساروا على هَدْيي ليْسوا أنْبياء

والأنبياءُ الذي جاؤوا بعدي

تَعثَّروا في الحِقدِ

غَرِقوا في أوَّلِ البَحر

وظلَّلت وحدي أسيرُ على الماء

همْ فكرةٌ هنديةٌ واللهُ حافظُها

وأنا رمُّان الزمانِ

وعَتمة الأشياء.

 

كلُّ ما على الأرضِ افْتراءٌ

"صخبٌ وعنفٌ"

وعواء

مسرحٌ مفضوحٌ

هدوءٌ يسبقُ الحقولَ

وثرثرةٌ تُصغي لتَفاهةِ المعنى

تقضمُ تفَّاحَ القَصائدِ

وشجرَ الهَوامشِ

في كتبِ الظَّلام

وتفسيرِ الضلال.

والآنَ يا صاحبي وحدَكَ تَرتَّقي شيئاً غامضاً

الآنَ قُلّ لي: ما أنتَ؟

....

لا لن أقول

فأنا سرُّ نفسي..

وعلى خُطاي أسير...

.....

على خُطاي أسير.

 

اسطنبول 29/1/2016