في ذكرى 15 عاماً على تأسيس مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث

إيماناً بالفعل الثقافي، وبدور المؤسسات الأهلية في الارتقاء بالمجتمعات والمساهمة في عملية الانفتاح الذي يتطلبه عالمنا العربي، واحتراماً لتاريخ البيت الذي لعب دوراً تنويرياً ورائداً في مسيرة الحراك الثقافي المجتمعي الذي لعبته مدينة المحرق منذ عقود، أسس مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث عام 2002 ضمن استراتيجية واضحة لمتابعة هذا الدور وهذه المهام التي بدأها الشيخ إبراهيم وحفاظاً على الإرث العمراني العريق وأصالة الأمكنة ليعيد الحياة إلى الحجر الذي يحكي قصص الأولين وبرؤية المستقبل الواعد بالأمل. 

 عبر 15 عاماً من النشاط الثقافي تخللتها محاضرات ولقاءات شعرية وفنية وغيرها من الفعاليات الثقافية، يدوّن مركز الشيخ إبراهيم في ذاكراته أكثر من 500 قامة فكرية ثقافية بارزة تواصل معها في خطواته التنويرية منذ العام 2002 ويحضر عدد كبير منها اليوم لاحتفالية تعكس اقتناع أصدقاء المركز بدوره المعرفي والحضاري الذي يعطي الصورة المشرقة والأمل بمجتمع عربي واعد، تسوده قيم التعددية والانفتاح والاحترام للإرث الثقافي المادي وغير المادي لمجتمعاتنا الإنسانية، وبالأخص العربية، وبهذه المناسبة شكرت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم كل الداعمين للمركز منذ إنشائه كما عبّرت عن إيمانها ورهانها على العمل الثقافي الأهلي ودوره في الارتقاء بالمجمعات العربية. 

يحيي  المركز  هذه المناسبة عبر احتفاليات تدوم 3 أيام، بدأها يوم يوم الخميس 12 يناير2017، الساعة السابعة مساء، بموسيقى تجول الشوارع القريبة من مركز الشيخ إبراهيم، حيث قدمت الفنانة المتألقة غادة شبير أمسية موسومة بــ:"أندلسية" أدهشت فيها الحاضرين وضيوف المركز القادمين من دول عدة وهي التي تشارك المركز منذ تأسيسه بسهرات تخلّد الموسيقى الشرقية الراقية في جدرانه وفي قلوب مرتاديه.

بينما سيعكس الموسيقي الأردني زيد ديراني نخبة من موسيقاه المتجانسة بين الشرق والغرب، يوم الجمعة 13 يناير 2017، عند الساعة الثامنة مساء في المركز، وستضيف الفنانة المصرية ياسمين علي في أمسيتها "طربيات" بعض من ملامح الغناء العربي لكوكبة الشرق أم كلثوم، يوم السبت 14 يناير 2017، عند الساعة الثامنة مساء، في المركز وكل هذه الدعوات مفتوحة للجميع.

وبهذه  المناسبة أعلن المركز عن نتاج سنواته التي يعكسها 25 موقعاً، بين مدينتي المحرق والمنامة، كما ذكر 5 مشاريع قادمة، وسبق للمركز أن دشن معرضاً استثنائيا يوم 15 ديسمبر الفائت يقدم خلاله 15 فنانا تقدم عروضهم في 15 بيتاً متفرعاً عن المركز، كما تشارك قناة العربية كراع أعلامي حصري لهذه الاحتفالية، وتبث عبر شاشتها إعلاناً ترويجياً ، يعكس غنى وعراقة بيوت المركز.

نال المركز مقاماً متألقاً بإنجازاته، نظير جهوده المضنية في الحفاظ على الهوية التراثية والعمرانية، فقد حاز على جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني للمهنيين والطلاب في دورتها الخامسة العام 2015، "الحفاظ على التراث العمراني" في المرتبة الأولى مناصفة مع مشروع القرية التاريخية بالنماص، نظير مشاريعه في إحياء منطقة المحرق القديمة، والحفاظ على ملامح المعالم العمرانية، كما حصد جوائز أخرى فريدة، كجائزة المدن العربية في العام 2005، وجائزة الأمير فيصل بن فهد العام 2008، إلى جانب تدشين العديد من المراجع والدواوين والدراسات البحثية التي باتت ضرورية للمهتمين بالشأن الثقافي.

رهان مركز الشيخ إبراهيم استثنائي  في المشاريع الإنسانية والعمرانية لصون التراث مؤكداً على هويته التاريخية وبيوته تشهد لعراقة التاريخ، كبيت عبد الله الزايد لتراث البحرين الصحفي، وبيت الشعر الذي يحمل أسم الشاعر إبراهيم العريض، وبيت محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي، وعمارة بن مطر- ذاكرة المكان، تخليداً لذكرى عائلة بن مطر الرائدة في مجال  تجارة اللؤلؤ، كما يضم المركز تحت قبته، مكتبة أقرأ1 في المحرق، مكتبة أقرأ 2 بالمالكية، وبيت الكورار، وبيت القهوة، ومركز المعلومات، ومقهى لقيمتنا، وذاكرة البيت، وبيت خلف الأثري بمدينة المنامة والذي يعود لأحد كبار تجار اللؤلؤ في بدايات القرن الماضي، والحديقة المائية، وعمارة بوزبون، كما افتتح المركز بمناسبة ذكرى تأسيسه "دار المحرق"، الذي يضيف من غناه ومحتواه.