هذا الحلول، والذي يشكل الجسد إحدى استعاراته، يأخذه الشاعر والمترجم المصري محمد عيد إبراهيم الى أقاصي تخوم اللغة حيث ينصهر الى أبعد ما يكون كي يتشكل ما بين "الحضور والغياب" بين "الحياة والموت" كنقطة فاصلة سديمية تجعل من كينونة الشاعر الضوء الفريد لجسد يأبى أن يتشكل.

أبتسم في صلاتي

محمد عيد إبراهيم

بين الحِضنِ الأولِ والأخيرِ 

دائرةٌ مقفلةٌ.  

 

لمسةٌ كهربيةٌ

كالسّياجِ على وجهكِ الصوفيّ

حينَ يركَنُ إلى الكنبةِ، على فمكِ

كقصيدةٍ أخيرةٍ

أكبرُ من أن تولَدَ.

 

جسمكِ فاكهةٌ ليلاً

بألوانٍ دوّارةٍ كالصدى

بعدما يخجلُ أن يتكلّمَ...

 

لو حذفتُكِ من الأزرقِ

لما بقيَت أرضٌ ولا سماءٌ

بل فلاةٌ تُغرقُ وجهَكِ

وهو سالبُ الحبّ إن يتبخّر

منكِ ـ كالصمتِ في سبتمبرَ

والهواءُ إيماءٌ من الحلمِ، بكِ،  

بي ـ بانَ ظلٌّ أبيضُ ثائرٌ

على جَبهتكِ

بينما عيناكِ بسُمٍّ عاطفيٍّ

وإصبعي فوقَ ثديكِ

كانَ يُنيرُ ساعةً ثم ينطفئ.

 

خطوةٌ على الرصيفِ، في الشارعِ

خمرةٌ شفّافةٌ منكِ، تركضُ وهي تومئُ

ـ إني أنا البذرةُ، لا تنشغلْ

بي، وإلا حرَقتُكَ...

 

ذاتَ يومٍ، في غدٍ، أراكِ، ما

بينَ إصبعَيّ، تنامينَ، وجهكِ

لأعلى، وجسمكِ مائدةٌ للسماءِ،

وكنتُ أعمىً

لا أرى الشمسَ بينَ فخِذَيكِ، وهي تسلَخُ

حلمي أن يتنفّسَ، لا

أعقِدُ رأيي أن أهُبّ

فقد كانَ يُخفيكِ غيمٌ تعلّمَ

أن ينقبضَ ويبسُطَ حلقتَهُ

لا يني

حتى تسافرَ شهوتي

نحوَ منتصفِ الصيفِ، يا

خضراءَ مكدومةً

قد تحلّلتُ، كالجثمانِ، في عينَيكِ، إني

ليلٌ جاهلٌ بتاريخِ لحمكِ الرّطبِ

حينَ يفيضُ الزمانُ، وألهو  

بنفسي، عليكِ...

 

إلى عالَمٍ فوقَ أرضيٍّ،

أقلِبكِ، كانَ جسمكِ مائدةً للسماءِ، وكنتُ

زوجَ الطبيعةِ، فاشربي

خُضرتي، نقطةً نقطةً، بدمي حياةٌ

وكنتِ الرغيفَ إلى جنّةِ الإنسانِ.  

 

طائرٌ يصحو، فوقَ شجرةٍ

ينفّضُ جناحَيهِ من ذَهبِ الليلِ

وعلى بطنهِ يتسحّبُ

مثلَ كريمِ العينِ، إلى الحِضنِ الأخيرِ:

ـ هذا الموتُ عُذريٌّ...