أقرب الى سيرة اليوم كما يكتبها الشاعر الأردني موسى حوامدة في هذا النص الشعري الجديد، والذي يلتقط نفس اليوم وخذلانه، لكن باستشراف لأفق مختلف من خلاله يستعيد الشاعر بعضا من صور نصوص وأسماء قعدت نفسها في الذاكرة الإبداعية لتحاورها وتجعل من النص نفسا مختلفا لعل بعضا منه نجد صداه في هذه القصيدة.

كم سيكون ذليلاً هذا اليوم

موسى حوامدة

يمكنُ أنْ أتدبَّرَ اليومَ وأقْطَّعَهُ تَقْطيْعاً

أقْرأُ كآبةَ الوجودِ عندَ "هيغل"

أتلمسُ خيبةَ "ماركس" وآلامَ (فارتر)

أشفقُ على الساعاتِ من نُباحِها المتواصل

أبحثُ عن نقصٍ في شُقوق النَّهار

أسدُّ كوًّة الشمسِ بمقطعٍ سَحْريٍ ل"موزرات"

أشطبُ صفحةً سوداء من دفتر الذكريات

أسرد للخذلان مقاطعَ من سيرة الوجع

وأبحث عن متنفس في وجبات النكران

وشراء خضروات البهجة الذابلة

أمرُّ على أخبار الحرب في ملحمة "هوميروس"

وأشيحُ وجْهي

عن صور البيوت الجاثمة عند قلعة حلب.

 

بقي من اليوم ثلاثةٌ وعشرون ساعة

يمكن أن أتخلص منها بعدة طرق

دون أن يكون لك فضل في ذلك

ودون أن تخطري على سبيل الكناية

فليس صحيحاً أن الشجر العالي

لا يتكسر بلا سبب

 

يتدخل "كيركارد" ليعفي القصيدة من البرهان

والإيمان من الفضيلة!

 

أعود لأمرر الدقيقة التالية

كل فكرة تنقض غزلها

كل غزالة تسبق قدرها

كل ساعة تتعرق من ثوانيها

يواصل "هايدغر" عناء الوجود

والزمانُ يقف مصلوباً

على شرفة يوم مضى

 ذليلاً

دون شفقة المترجم

 

أواه كم سيكون طويلاً هذا اليوم

....

 

وفي الساعة التالية يتكرر الدوران

وتنام الحكمة عاريةً بلا ضمير

لكل ضمير فزاعةٌ عمياء

لا تبصر زيفهَا إلا بعد زوال العمر.

....

أواه كم سيكون مراً هذا الزمان؟

كم سيكون ذليلاً هذا التخت الشرقي!


عمّان