اختتمت الدورة التاسعة لفعاليات مهرجان المسرح العربي بتتويج العرض المسرحي المغربي "خريف" لفرقة أنفاس للمسرح، وهو ما يؤكد ويتوج التجربة المسرحية المغربية السنوات الأخيرة والتي عرفت حراكا لافتا على مستوى الجماليات والتجارب، هنا تقرير عن بعض فعاليات المهرجان، على أن يعود محرر الكلمة، في العدد القادم لقراءة متأنية للعروض المسرحية المشاركة، ويعرف لنا بأجواء النقاش الفكري الذي شهدته الدورة التي احتضنت فعالياتها كل من وهران وامستغانم بالجزائر.

«خريف» المغرب يتوج بالجائزة الكبرى للمهرجان العربي للمسرح

عبدالحق ميفراني

اختتمت فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان العربي للمسرح المنعقدة من 10 إلى 19 يناير 2016 بالجزائر (وهران- مسغانم) وتكلل المسرح المغربي بالتميز و الفوز على الصعيدين.

المسابقة الرسمية للمهرجان، من خلال تتويج مسرحية " خريف" لفرقة مسرح أنفاس (المغرب)؛

جائزة البحث العلمي المسرحي للباحثين الشباب لأقل من 35 سنة، من خلال فوز ثلاثة باحثين مغاربة بالمراتب الثلاث لهذه الجائزة، وهــم:

عبد المجيد أهري (المرتبة الأولى) ،

عادل القريب (المرتبة الثانية ) ،

أمل بتويس (المرتبة الثالثة).

    وقد استندت لجنة التحكيم في تتويج مسرحية "خريف" على جملة من المقومات الأدبية و الفنية، جاءت واضحة في بلاغ الهيأة العربية للمسرح.

خريف من المغرب تتوج بجائزة القاسمي لأفضل عمل مسرحي 2016.

عرض تأسس على تجربة المؤلفة مع مرض السرطان، وعالجته شقيقتها المخرجة بمستوى فني رفيع.

النسخة السادسة من جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي للعام 2016، ذهبت إلى مسرحية "خريف" لمسرح أنفاس من المغرب، و قد جرت أعمال المرحلة النهائية من المنافسة على الجائزة ضمن أعمال مهرجان المسرح العربي في دورته التاسعة "دورة عز الدين مجوبي" و التي عقدت في مدينتي وهران و مستغانم بالجزائر، في الفترة من العاشر إلى التاسع عشر من يناير 2017.

بعد مرحلتي الترشيح من اللجنة الوطنية و الاختيار من قبل اللجنة العربية، تنافست خريف في المرحلة النهائية مع العروض التالية:

  1. كل شيء عن أبي ، إخراج بوسلهام الضعيف، لمسرح الشامات. المغرب.
  2. خريف . إخراج أسماء الهوري. مسرح أنفاس. المغرب.
  3. الثلث الخالي، إخراج تونس آية علي، لمسرح جهوي العلمة، الجزائر.
  4. ثورة دون كيشوت، إخراج وليد داغسني، فرقة كلاندستينو، تونس.
  5. الخلطة السحرية للسعادة . إخراج شادي الدالي. مسرح الهناجر .مصر.
  6. العرس الوحشي. إخراج عبد الكريم الجراح. الأردن.
  7. يا رب . إخراج مصطفى الركابي. منتدى المسرح التجريبي. العراق.
  8. القلعة . إخراج علي الحسيني. المسرح الكويتي . الكويت.

هذا و قد أشارت لجنة التحكيم في تقريرها إلى عديد الملاحظات و التوصيات، كما توقفت عند العروض الآتية:

  1. الثلث الخالي من الجزائر

تأليف : محمد شواط         إخراج: تونس آيت علي.

بشأن التشكيلات الحركية والاستخدام الجيد للفراغ.

  1. يارب من العراق

تأليف: علي الزيدي          إخراج: مصطفى الركابي

بخصوص قدرات الممثلين والسينوغرافيا المستخدمة بشكل جيد للفضاء المسرحي.

  1. القلعة من الكويت

تأليف: عبد الأمير الشمخي  إخراج: علي الحسيني

بخصوص السينوغرافيا والسيطرة على ايقاعات العرض والاشتغال على عناصر العرض.

  1. وعرض مسرحية خريف من المغرب

تأليف: فاطمة هوري         إخراج: أسماء هوري

بملاحظة الطرح الإخراجي والأداء والتوظيف الجيد لاستخدام الجسد والتوافق الموسيقي.

و أشارت اللجنة إلى مسوغات منحها الجائزة لمسرحية (خريف) لأنه (.. عرض تميز عن سواه في اكتنازه بفحوى إنسانية ولغة إبداعية ترتقي للعالمية، قوامها الرئيس احتفاؤها وتمجيدها للحياة من خلال جسد معذب يذوي وينطفئ، إلا أنه يتحدى غول الموت الذي يمزق هذا الجسد بصمت، يقاوم كل أشكال الألم النفسي والجسدي متمسكاً بالأمل وبقيم الحياة، مجابهاً قدره بشجاعة وإصرار حتى اللحظات الأخيرة.

هذا العرض الذي نجح في الوصول إلى قلوب وعقول الجميع سهل ممتنع، قدم لنا رؤية إبداعية واضحة قوية بليغة تمس البشرية جمعاء. "لن نجعل من مغادرة الحياة عويلاً جائحاً، بل نشيداً للإرادة التي تتمسك بقيم الحياة وتقاوم كل الألم".

عبر هذه الرؤية وظف العرض باقتدار فضاء العرض المسرحي إلى مشهديات جسدية، تتناغم فيما بينها وتتقاطع لغة الحركة والإيماءة بمختلف أبعادها، الفنية السيميائية بلغة الكلام، وعناصر العرض الأخرى، من سينوغرافيا وموسيقى تألق مؤلفها في عزفها في نسيج فني مترابط، وفي تعبيرية بليغة توحدت جميع مفرداتها وعناصرها لتجعل من الشكل تجلياً للمضمون الإنساني.

كما تمكن الأداء من تنغيم الفعل والصراع الداخلي، لنرى في الجسد والصوت روحاً واحدة تجسد الألم والمقاومة، وتجسد رؤية الإخراج بتوهج وإبداع.

وعليه قررت لجنة التحكيم وبالإجماع منح هذا العرض الجميل (خريف) لفرقة أنفاس المغربية جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي لعام 2016، للدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي المنعقدة في وهران – مستغانم بالجزائر، في الفترة من 10 – 19 يناير للعام 2017)

و من الجدير بالذكر أن العمل من تأليف فاطمة الهوري التي كتبت تجربتها مع السرطان و توفيت بسببه، حيث قامت شقيقتها المخرجة أسماء الهوري بإعداد العمل مع رشيد برومي و تقديمه بمعالجة فنية استطاعت أن ترقى به لينال في المهرجان الوطني في المغرب لينال جائزة النص و لينال جائزة السينوغرافيا و الممثلة فريدة بوعزاوي، و صولاً إلى نيل جائزة القاسمي في نسختها السادسة.

تتويج الباحث المغربي عبدالمجيد أهرى بالجائزة الأولى للمسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي للشباب عن بحثه "المسرح الجديد: من تحلل نظرية الدراما الى تشكل جماليات ما بعد الدراما"

توجت النسخة الأولى من المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي للشباب (للباحثين حتى سن 35 سنة) الباحث المغربي عبدالمجيد أهرى عن بحثه "المسرح الجديد من تحلل نظرية الدراما الى تشكيل جماليات ما بعد الدراما". كما ذهبت الجائزة الثانية الى الباحث المغربي عادل القريب عن بحثه "المسرح العربي من الإقصاء الشمولي للآخر الى فضاء الهجنة"، فيما توجت الباحثة المغربية أمل بنويس بالجائزة الثالثة عن بحثها "المسرح والحداثة المفقودة" محاولة في التركيب.

وتشكل هذه الجائزة أحد التوصيات والخلاصات المركزية للاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي أطلقتها الهية العربية للمسرح، كما تعبر عن الحاجة للبحث العلمي في وقت "يصعب أن تنمو الحياة الثقافية وأن يزدهر الإبداع الأدبي والفني في بيئة فكرية واجتماعية وسياسية تتصف بانعدام الحيوية وتعاني من الجمود والتخلف..". ونظرا "لأهمية العمل على توفير مناخات الدراسات والبحث العلمي في سبيل تنمية المسرح، فإن الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح قد وضعت هدفاً من أهداف عملها وخططه، إعادة العلوم إلى دورها في تنمية المسرح، وذلك بتنظيم مسابقة عربية للبحث العلمي المسرحي، ولمزيد من تفعيل التنمية فقد خصت الشباب المسرحي بحصر المشاركة فيها للباحثين دون سن الخامسة والثلاثين.

ضمنيا تشكل الجائزة أحد أهم توصيات ملتقيات الفكر والنقد، التي دعت الى تجديد الخطاب النقدي المسرحي في العالم العربي، مواكبة للتحولات المتسارعة التي شهدها العالم. ويظل الرهان الارتقاء بالبحث العلمي في المسرح، وفتح المجال أمام الباحثين الشباب للتعبير عن رؤاهم واجتهاداتهم الرصينة في مجال البحث والخطاب، عبر دراسات تثري البحث العلمي للمسرح.

وسيشهد حفل الاختتام الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، دورة عزالدين مجوبي، والذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح في الجزائر، فعاليات تتويج الفائزين بأفضل ثلاثة أبحاث: بحيث أن قيمة الأولى 4000 دولار، والثانية 3000 دولار والثالثة 2000 دولار، إضافة إلى أيقونة الهيئة العربية للمسرح الفضية، وشهادة براءة بالفوز، ومشاركة الباحثين الفائزين في ندوة ضمن المؤتمر الفكري بمهرجان المسرح العربي.

وشهدت الندوة المحكمة للمسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي، والتي احتضنت فعاليات إحدى فقرات برنامج المؤتمر الفكري بوهران تحت عنوان "العبور الى المستقبل بين الريادة والقطيعة المعرفية، مرافعات للباحثين الثلاث تلاتها مناقشات للجنة العلمية والتي تشكلت من الباحثين: محمد المديوني (تونس)، مصطفى رمضاني (المغرب)، سامح مهران (مصر)، كريم عبود (العراق).

المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي (المخصصة للباحثين الشباب) تحت سن الخامسة والثلاثين، شهدت حضورا مغربيا لافتا من خلال وصول ثلاثة باحثين شباب مغاربة، وهو ما يزكي تلك الريادة، التي ظلت تسم المغرب الثقافي في العالم العربي، والمتمثلة في الحراك النقدي للخطاب العالم. ولعل تتويج عبدالمجيد أهري، وعادل القريب، وأمل بنويس ووصولهم الى اللائحة النهائية من بين 24 بحث عربي تأكيد لهذا الاستحقاق المعرفي والعلمي.

الباحث المتوج عبدالمجيد اهرى، من مدينة ورزازات، هو طالب باحث سلك الدكتورة كلية الآداب والعلوم الانسانية جامعة القاضي عياض مراكش، ويعد أطروحة الدكتوراه حول مسرح "برتولد بريشت: منطلقاته النظرية وتحققاته الدرامية بإشراف الناقد المسرحي الدكتور عبد الواحد ابن ياسر، كما أعد رسالة الماستر حول "تجليات الثورة في الخطاب الدرامي عند انطونان ارطو"، سبق أن حاز على جائزة التأليف المسرحي ضمن المسابقة التي نظمها مسرح تانسيفت هذه السنة، وسبق له أن خاض تجربة مهمة في المسرح الجامعي. أما الباحث عادل القريب فهو باحث حاصل على الدكتوراه في النقد المسرحي والروائي، من جامعة ابن طفيل القنيطرة، بأطروحة موسومة ب" تمثلات النقد الثقافي في النقد العربي المعاصر: النقد المسرحي والروائي نموذجا"، له العديد من المشاركات العملية داخل المغرب وخارجه، كما له مجموعة من المقالات المنشورة في مجلات علمية محكمة. من مؤلفاته: كتاب "التناص: من سؤال التنظير إلى الممارسة النقدية"، 2015. كتاب " تمثلات النقد الثقافي في المسرح العربي" دائرة الاعلام والثقافة بالامارات العربية المتحدة، 2015. كتب جماعية: "الأدب المغربي الحديث والمعاصر التاريخ والخطاب"، "أعمال الشارقة الثاني للبحث المسرحي"، المركز الثقافي، دائرة الثقافة والإعلام، حكومة الشارقة، "السرد وتمثيل الذاكرة التاريخية قراءات في رواية الناجون". أما الباحثة آمل بنويس والتي توجت عن بحثها القيم "المسرح والحداثة المفقودة/ محاولة في التركيب"، فهي ناقد وباحثة في مجال المسرح وفنون العرض، سبق لها أن ناقشت أطروحتها بمركز الدراسات في الدكتوراه ضمن تكوين "المسرح وفنون العرض" موسومة ب"مآزق التحولات في المسرح المغربي المسرح المضاد ، المسرح المعاصر ـ مابعد الدراما"، وهي حاليا من الأقلام النقدية النسائية الحاضرة بقوة في المشهد النقدي المسرحي.

تتويج الكاتب الأردني هزاع ضامن البراري بجائزة التأليف للنص المسرحي الموجه للكبار

توجت لجنة التحكيم المكونة من المؤلف المسرحي بوكثير دومة (تونس) والكاتب مفلح العدوان (الأردن)، الكاتب المسرحي هزاع ضامن البراري بالجائزة الأولى للنص المسرحي الموجه للكبار عن نصه "زمن اليباب"، ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، والتي تلتئم في الجزائر، دورة عزالدين مجوبي، وتنظمه الهيئة العربية للمسرح بالشارقة بتعاون مثمر مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام وبإشراف من وزارة الثقافة. 

وذهبت الجائزة الثانية للكاتب المصري سعيد حامد شحاثة "أريد رأسي"، فيما اختارت اللجنة أن تكون الجائزة الثالثة مناصفة بين الكاتب الليبي البوصيري عبدالله عن نصه "آلهة العرب" والكاتب المصري محمود القليني بنصه المسرحي "غائب لا يعود". وقد قدم الناقد والكاتب المسرحي مصطفى سليم، أستاذ مساعد الدراما والنقد المسرحي بأكاديمية الفنون المصرية، قراءات في "القلم المسرحي العربي"، وهي قراءات ملخصة للنصوص الأربعة المرشحة لنيل جوائز مسابقة التأليف المسرحي الموجه للكبار والتي تنظمها الهيئة العربية للمسرح كل سنة وتوزع جوائزها ضمن فعاليات دورات المهرجان.

الى جانب ما يعرفه المهرجان من جلسات للمؤتمر الفكري، يتم حسم الفائزين و ترتيبهم في ثلاث مسابقات نظمتها الهيئة عام 2016 و هي مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار، مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال، المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي (المخصصة للباحثين الشباب) تحت سن الخامسة والثلاثين، هذه الأخيرة التي توجت الباحث المغربي عبدالمجيد أهرى عن بحثه "المسرح الجديد من تحلل نظرية الدراما الى تشكيل جماليات ما بعد الدراما". كما ذهبت الجائزة الثانية الى الباحث المغربي عادل القريب عن بحثه "المسرح العربي من الإقصاء الشمولي للآخر الى فضاء الهجنة"، فيما توجت الباحثة المغربية أمل بنويس بالجائزة الثالثة عن بحثها "المسرح والحداثة المفقودة" محاولة في التركيب.

حجب الجائزة الأولى وتتويج الكتاب الأربعة المتأهلين لجائزة التأليف للنص المسرحي الموجه للصغار

حجبت لجنة التحكيم المكونة من الدكتور أياد السلامي (العراق) والأستاذ فتحي عبدالرحمن (فسطين)، الجائزة الأولى للنص المسرحي الموجه للصغار لاعتبارات منهجية وعلمية تتعلق بمستوى النصوص المتأهلة المتقارب، وعدم وجود نص مسرحي مؤهل للتتويج بالجائزة الكبرى، فيما حازت كل من كنزة المباركي من الجزائر (عن نصها حجا ديجيتال) ومصطفى عبدالفتاح من سوريا (عن نصه دارين تبحث عن وطن) الرتبة الثانية بنفس مستوى القيمة والتقدير، وذهبت الرتبة الثالثة لكل من دحو فرج من الجزائر (عن نصه صفر واحد) وأحمد محمد مستجاب من مصر (عن نصه صورة سلفي)، وذلك ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، والتي تلتئم في الجزائر، دورة عزالدين مجوبي، وتنظمه الهيئة العربية للمسرح بالشارقة بتعاون مثمر مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام وبإشراف من وزارة الثقافة. 

وقد قدم الناقد الأردني منصور العمايرة، قراءات في النصوص الأربعة متوقفا عند جماليات الكتابة المسرحية للطفل، متوقفا عند رؤاها المعرفية ومضامينها التربوية والجمالية وبناءاتها المشهدية ولغتها وحبكتها الدرامية وشخوصها. مسابقة التأليف المسرحي الموجه للصغار والتي تنظمها الهيئة العربية للمسرح كل سنة وتوزع جوائزها ضمن فعاليات دورات المهرجان، تندرج ضمن سياق عام يرتبط بإطلاق الهيئة العربية للمسرح لاستراتيجيتها الخاصة بمسرح الطفل. الاستراتيجية التي مكنت من توقيع اتفاقات وبروتوكولات تعاون مع العديد من الدول العربية، من أجل تفعيل التعاون في التكوين واللقاءات وتنظيم الممارسة في هذا المجال.

والى جانب الأنسنة والعنصر الفكاهي والانفتاح على مواضيع الراهن المرتبط بالتحديات التي تفتحها الوسائط الحديثة، ارتبطت النصوص المتأهلة الأربعة بمواضيع راهن لطفل اليوم. وكشفت النقاشات مع المتأهلين، على ضرورة تحديد العديد من المفاهيم المرتبطة بالكتابة للطفل في المجال المسرحي، من المسرح المدرسي الى مسرح الطفل الى المسرح الموجه للطفل. والرهان على الطفل هو جزء من رهان على مستقبل الممارسة المستقبلية العربية، لكن مع ضرورة إعادة التفكير في تحديد الفئات العمرية الموجهة للكتابة وأيضا مواصلة التكوين وتنظيم ورشات الكتابة الدرامية.

كما توقف المتدخلون عند ضرورة الاستفادة من المعرفة البيذاغوجية والديداكتيكية، والانفتاح على علم النفس التربوي ونظريات المسرح، مع مراعاة الأسئلة الجديدة للطفل اليوم، وهواجسه وانشغالاته وأسئلته الخاصة. حضور الحكاية الشعبية والخيال العلمي ضمن الموضوعات التي حضرت بقوة في النصوص، إذ توصلت اللجنة في البداية ب157 نصا مسرحيا خاصا بالطفل، وهي اللائحة التي انتهت الى 20 نصا وأفرزت منها المتأهلين الأربعة.

550 فناناً عربيا، تكريم 15 فنانة وفناناً جزائريا، 28 عرضاً مسرحياَ، 8 تتنافس على جائزة القاسمي و11 ورشة تدريب

الشاعر عزالدين ميهوبي، وزير الثقافة الجزائري، والمخرج المسرحي فوزي بن ابراهيم أعادا معا حكاية عشق تراثية الى خشبة المسرح في حفل افتتاح الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، والتي اختتمت في الجزائر الشهر الماضي، دورة عزالدين مجوبي، والذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالشارقة بتعاون مثمر مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام وبإشراف من وزارة الثقافة و وزيرها الشاعر عز الدين ميهوبي وبدعم كبير من واليي ولايتي وهران و مستغانم، المهرجان، الذي تحول الى موعد سنوي، يلتقي خلاله المسرحيون العرب كي يناقشوا راهن المسرح العربي وطموحاته، مآل الممارسة المسرحية في بلدان تعرف العديد من التحولات، ويحاول جاهدا المسرح أن يكون صدى مباشر لما يروم داخل هذه المجتمعات من أسئلة. 

عرض "حيزية" للمخرج فوزي بن إبراهيم، والذي قدم على خشبة القاعة الكبرى بفندق "الميريديان" بمحافظة وهران في حفل افتتاح الدورة التاسعة هو عبارة عن أوبيريت غنائي، يستعيد قصة عشق درامية وقعت في أواسط القرن الماضي في أحد المناطق الصحراوية.

فبعد القاهرة عام 2009، وتونس عام 2010، وبيروت عام 2011 وعمّان عام 2012 والدوحة عام 2013 والشارقة عام 2014 والرباط عام 2015، والكويت عام 2017، ها هي الجزائر تتحول الى خيمة للمسرحيين والنقاد والإعلاميين والمهتمين والخبراء والمتدربين والأطر المتمرسة في مجالها كي ينقلوا الفرجة الى ولايتي وهران و مستغانم.

الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، الذي تحول الى موعد سنوي، يلتقي خلاله المسرحيون العرب كي يناقشوا راهن المسرح العربي وطموحاته، مآل الممارسة المسرحية في بلدان تعرف العديد من التحولات، ويحاول جاهدا المسرح أن يكون صدى مباشر لما يروم داخل هذه المجتمعات من أسئلة. الدورة، والتي من المنتظر أن تعرف وتشهد أكبر تجمع للمسرحيين العرب على امتداد الدورات السابقة.

مهرجان المسرح العربي في محطته التاسعة، بعد القاهرة عام 2009، وتونس عام 2010، وبيروت عام 2011 وعمّان عام 2012 والدوحة عام 2013 والشارقة عام 2014 والرباط عام 2015، والكويت عام 2017، ها هو المهرجان يحط الرحال هذه المرة بالجزائر كي يتحول الى خيمة المسرحيين ونقادهم وإعلاميين ومهتمين وخبراء ومتدربين وأطر متمرسة في مجالها كي ينقلوا الفرجة الى ولايتي وهران و مستغانم، وذلك من تنظيم الهيئة العربية للمسرح بالشارقة بتعاون مثمر مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام وبإشراف من وزارة الثقافة و وزيرها الشاعر عز الدين ميهوبي و بدعم كبير من واليي ولايتي وهران و مستغانم.

رهان كبير والمسابقة الرسمية تتوج أحسن العروض العربية

الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، عرفت حضورا لافتا للعديد من المسرحيين العرب، في أضخم تجمع سنوي يروم قراءة الحصاد المسرحي السنوي، ويعطي الانطلاقة في آن لبداية الموسم المسرحي في جميع الدول العربية ببرنامج عمل متنوع ومتعدد يضم العروض والندوات الفكرية والورشات واللقاءات والحلقات والتوقيعات والعديد من الفقرات التي ترتبط بالمسرح العربي وبواقعه.

ولعل توالي دورات المهرجان وانتظامها، بدأ يؤسس لمستقبل خاص لهوية المهرجان بما يتلاءم والأسئلة الجديدة التي يشهدها المشهد المسرحي العربي. ولعل المؤتمر الفكري، والذي تعرفه كل دورة ويعرف مشاركة فعلية للعديد من النقاد والخبراء والباحثين المرموقين العرب يؤسس لمعنى فعلي لتوطين المسرح في فضائه الآثيري في منظومة المجتمع العربي. خصوصا أن كل دورة أضحت تشكل مادة دسمة للباحثين كي يقاربوا بعضا من الإشكالات الكبرى التي ترتبط بالممارسة المسرحية في العالم العربي وبأفقها وبرهاناتها. كما يشكل المهرجان العربي للمسرح ضرورة، تحتاجها الثقافة العربية اليوم، قصد الاقتراب من ديدن التحولات التي تشهدها هذه الثقافة، إن على المستوى الرسمي أو من خلال الاقتراب من طبيعة الحراك الثقافي المجتمعي.

الدورة التاسعة (دورة عز الدين مجوبي) للمهرجان العربي للمسرح، تمثل أضخم وأوسع برنامج يشهده  المهرجان، وتتقاسم كل من ولايتي وهران ومستغانم فعالياته. وقد سبق أن عققد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، الأستاذ اسماعيل عبد الله في مقر الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح بالشارقة، مؤتمراً صحفياً حول الدورة التاسعة بحضور العديد من الوجوه التي تنتمي للمجال الصحفي. وقد قدم الأمين العام الخطوط العريضة لفعاليات الدورة التاسعة، كما قدم بانوراما شاملة عن فعاليات المهرجان.

ولعل من بين أبرز عناوينها، التقاء 550 فناناً مشاركا من الجزائر وباقي الوطن العربي، تكريم 15 فنانة وفناناً من الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، تقديم 28 عرضاً مسرحياَ، ثمانية تتنافس على جائزة القاسمي و 8 في مسار المهرجان و أربعة في المسار الثالث و 8 من العروض الجامعية، ما يقارب 11 ورشة تدريب، أربع منها خصصت لتنمية تجارب مسرحية لافتة في بعض الدول العربية. كما ستحتضن الدورة التاسعة فعاليات مهرجان للمسرح الجامعي ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي، سيشهد 105 مشاركين في المؤتمر الفكري، و33 مشاركاً في تأطير الورش و الندوات النقدية التطبيقية، ومناظرة ريادة النص المسرحي العربي تحسم في هذه الدورة بندوة محكمة الى جانب 3 ندوات محكمة لتحديد ترتيب الفائزين في مسابقات البحث و تأليف النص وورشة لإعداد القراءات النقدية للعروض قبل المهرجان يشارك بها مجموعة من الأكاديميين الجزائريين من أجل تقديم القراءات النقدية بشكل أكثر منهجية.

استراتيجية عربية للمسرح للنهوض بالثقافة المسرحية داخل المجتمعات العربية

تسعى الهيئة العربية للمسرح، وضمن استراتيجيتها الكبرى التي أعلنت عناوينها مند الدورة الأولى وواصلت بناء هويتها على امتداد الدورات، الى جعل المهرجان ورش كبير لتكريس الثقافة المسرحية داخل المجتمعات العربية وتقوية نسيجها ضمن الحراك العادي التي تعرفه. وضمن الرؤية الاستراتيجية للهيئة تسعى كل دورة من الدورات الى أن يحضر المسرح العربي بأهم التجارب ليكون ضيفا على الجمهور العربي أينما كان. ناهيك على ترسيخ التلاحم العربي من خلال المسرح، الذي يظل قافلة للتآخي والتقارب واللقاء والحوار والتفكير أيضا.

الدورة التاسعة من عمر المهرجان، حطت الرحال بدولة عربية تعرف حراكا لافتا في مجال الممارسة المسرحية، جزائر مصطفى كاتب، وعبد القادر علولة، وامحمد بن قطاف وغيرهم. ولعل اختيار روح تسمية الدورة باسم واحد من شهداء المسرح الجزائري "عز الدين مجوبي" هو تكريس لاحترام نضالات المسرحيين و تضحياتهم و الدور الذي يلعبه المسرح في التغيير و تهيئة مناخ الحرية.

وكرم المهرجان كوكبة من أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، تلك الفرقة التي أسسها المسرحي الجزائري الرائد مصطفى كاتب عام 1958 لتكون الرسول الفني لشعب الجزائر الذي يخوض حرب استقلاله، حيث بقي من تلك الفرقة 15 فنانة و فناناً.

المؤتمر الفكري : العبور إلى المستقبل بين الريادة والقطيعة المعرفية

وعرف المهرجان تنظيم مؤتمر فكري كبير وسم موضوعه ب (العبور إلى المستقبل بين الريادة والقطيعة المعرفية) ويأتي  المؤتمر الفكري في هذه الدورة مكرسا للمعنى المعرفي والعلمي والذي ظل على الدوام إحدى رهانات هذه الدورات. إذ على مدار تسعة أيام شهد المهرجان عقد ندوتان تطبيقيتان استذكاريتان لشهيدي المسرح الجزائري عز الدين مجوبي، و عبد القادر علولة، ومناظرة علمية حول ريادة النص المسرحي العربي بين مارون النقاش و ابراهيم دانينوس، حيث قدم المتناظران د. سيد علي اسماعيل من مصر، و مخلوف بوكروح من الجزائر.

وتم حسم الفائزين و ترتيبهم في ثلاث مسابقات نظمتها الهيئة عام 2016 وهي مسابقة تأليف النص المسرحر الموجه للكبار، مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال، المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي (المخصصة للباحثين الشباب) تحت سن الخامسة والثلاثين. كما شهد المؤتمر الندوة التطبيقية العلمية حول فن الإيماء وندرته في المسرح العربي، حيث تم تطبيق التمارين مع كافة الحضور. إضافة إلى ندوات نظمت في جامعة مستغانم حول النقد والصور الجمالية في المسرح لفائدة طلبة كلية الآداب والفنون وطلبة الدراسات العليا فيها.

وشهد المهرجان ملتقى خاصاً بالمهرجانات الضيفة و توقيع تفاهمات مع الفيدرالية الدولية للتمثيل، وإعلاناً عن حزمة نشاطات تنظم بالاشتراك مع ديوان الثقافة وجهات عديدة في الجزائر على مدار العام 2017، إلى جانب اجتماع مسرحي مغاربي سينتج عنه خطة عمل مشتركة لصالح المسرح العربي. كما احتفي المهرجان في يوم افتتاحه واختتامه باليوم العربي للمسرح من خلال إلقاء الفنان الأردني حاتم السيد لرسالة هذا اليوم الذي يصادف العاشر من يناير من كل عام.