احتضنت ولاية فرجينيا الأمريكية فعاليات الدورة الثالثة من مهرجانها الشعري الدولي والذي تنظمه أحد الجامعات الأمريكية، في هذا التقرير نتعرف على فعاليات وهوية هذا المهرجان الشعري والذي يحاول أن يرسخ نفسه وسط جغرافيات المهرجانات الشعرية في العالم، كما نقترب من المشاركة العربية من خلال الحضور الفاعل للشاعر المصري شريف الشافعي.

مهرجان بريدج ووتر للشعر بالولايات المتحدة

أسدل الستار في ولاية فيرجينيا الأمريكية، على فعاليات الدورة الثالثة من "مهرجان بريدج ووتر الدولي للشعر" (BIPF)، الذي تنظمه جامعة "بريدج ووتر" كل عامين. وقد شهدت الدورة الثالثة، التي افتتحت يوم الخميس 12 من يناير 2017 واستمرت خمسة أيام، حضور حوالي 80 شاعرًا من الولايات المتحدة ودول متعددة، من بينها مصر، التي شارك منها الشاعر شريف الشافعي.

وقد شهد اليوم الختامي حفل تكريم للمشاركين في لقاء جماعي بمسرح الجامعة، سبقته قراءات شعرية متعددة بقاعات الجامعة المختلفة، وورش عمل بحثية، ولقاءات مع الناشرين المشاركين. ومن الشعراء الذين شاركوا في قراءات اليوم الأخير، وبعضهم من خارج البرنامج الرسمي ضمن فقرة (الميكروفون المفتوح): آنماري لوكهارت، ناثان جونتر، مادلين بيكيل، ويليام سيفر، كارولين بير، وغيرهم من الولايات المتحدة، كما شارك الشاعر الكردي السوري المقيم في واشنطن جان صالح، ونيكول يوركابا من أوكرانيا، وعبر تقنية "سكاي بي" (Skype)، شارك من جاميكا الشاعر "دويت كلارك"، وغيرهم.

وكان المهرجان قد افتتح الخميس الماضي 12 من يناير، وسبقت الافتتاح الرسمي قراءة شعرية مفتوحة في مكتبة "سواج" بفيرجينا، شارك فيها بعض شعراء المهرجان، إلى جانب عدد من شعراء الولاية، والوافدين من ولايات أمريكية أخرى.

ثم جاء حفل الافتتاح، الذي استهله البروفيسور ستان جلواي، الشاعر الأمريكي، ومدير المهرجان، وأستاذ علم اللغة في جامعة "بريدج ووتر"، بكلمة رحب فيها بالضيوف، خصوصًا الشعراء القادمين من دول بعيدة مثل مصر وزيمباوي، مشيرًا إلى أن المهرجان، الذي يُعقد دوريًّا كل عامين، يطرح فكرة التواصل الإنساني العميق بين أطراف الأرض، في لقاء ثقافي وتفاعل إبداعي بين حاملي الكلمة الجمالية من قارات العالم المختلفة.

كما تحدث البروفيسور سكوت سوتر، رئيس قسم اللغة الإنجليزية بالجامعة، مشيرًا إلى أنه من دواعي غبطته أن يستضيف المهرجان لغات متعددة، تتحدث بلسان واحد، هو لسان الإبداع الشعري.

وجاءت بعد ذلك القراءات الشعرية في اليوم الأول، ومنها المشاركة العربية في المهرجان، بحضور الشاعر المصري شريف الشافعي، الذي قرأ بعض النصوص باللغة العربية من ديوانه "الأعمال الكاملة لإنسان  آلي"، فيما تولى د.ستان جلواي مدير المهرجان قراءة ترجمتها الإنجليزية.

وكان الشافعي (44 عامًا) قد شارك في الدورة السابقة من المهرجان، التي انعقدت في يناير 2015، بحضور قرابة 50 شاعرًا من 15 دولة منها: الولايات المتحدة، وفيتنام، وأوكرانيا، وكندا، وفرنسا، واليابان، والهند، وجنوب إفريقيا، وفنزويلا، وجاميكا، والصين، وشهدت تلك الدورة الحضور الأول للشعر العربي بالمهرجان.

واشتملت قراءات اليوم الأول الشعرية كذلك على نصوص لعدد من الشعراء الأمريكيين، منهم: ويليام بيت، ستيفين كوري، مارك فيتزجرالد، باتريسيا جراي، ليندا دوف، جيسيكا موك، كونسلو مارشال، مايكل كازارنيسكي، سام براون، إيرين ماك جراث، وغيرهم.

وتوالت بعدها القراءات الشعرية خلال أيام المهرجان، بمشاركة حوالي 80 شاعرًا، بالإضافة إلى 20 طالبًا من جامعة بريدج ووتر. ومن الدول التي شاركت: أوكرانيا، جاميكا، زيمباوي، جزر البهاما، كندا، الكونغو، وغيرها. وتضمن المهرجان أيضًا جلسات حوارية ونقدية، وورش عمل، ومناقشات بين الشعراء والحضور، حول طبيعة وملامح كتابة كل شاعر، وقضايا الشعر المختلفة، فضلاً عن مائدة لكبار الناشرين بالولايات المتحدة، لعرض أحدث إصداراتهم في حقل الشعر، والمجال الأدبي على وجه العموم. ويطبع المهرجان أنطولوجيا باللغة الإنجليزية تتضمن قصائد جميع الشعراء المشاركين.

من جهته، قال البروفيسور ستان جلواي، الشاعر الأمريكي، ومدير المهرجان إن الدورة الثالثة للمهرجان (يناير 2017) هي الأكبر في عمر هذا الحدث الثقافي، الذي يتنامى عامًا بعد عام، ويزداد أهمية.

وأوضح أن تلك الأهمية مرجعها زيادة وتنوع عدد المشاركين من الشعراء، إذ تجاوزوا ثمانين شاعرًا من الولايات المتحدة ودول متعددة، فضلًا عن عشرات آخرين من طلاب الجامعة، وغيرهم من المشاركين عبر تقنية "سكاي بي" (Skype)، بالإضافة إلى اتساع دائرة ورش العمل والموائد البحثية والتفاعلية وسوق الناشرين وغيرها من نشاطات المهرجان.

وأشار د.ستان جلواي إلى أن من بين المكاسب الفعلية والعملية التي تحسب للمهرجان، فضلًا عن تعميق التواصل بين الشعراء، دوره الكبير أيضًا في التقريب بين الشعراء الحاضرين من جهة، وبين دور النشر المشاركة في المهرجان من جهة أخرى، بما يفتح إمكانية حقيقية لطبع وتسويق الكتب المخطوطة، بالإنجليزية وبلغات أخرى.

يُشار إلى البروفيسور ستان جلواي، هو شاعر وأكاديمي أمريكي، ومدير "مهرجان بريدج ووتر الدولي للشعر"، وأستاذ علم اللغة في جامعة "بريدج ووتر" بولاية فيرجينيا الأمريكية، وقد نشرت أعماله الإبداعية في قرابة 40 إصدارًا من بين فردي وجماعي، وصدرت أعماله الشعرية الكاملة (في مجلد أول) عام 2013، متضمنة أعماله حتى ذلك التاريخ.

وشارك الشاعر شريف الشافعي، من مصر والعالم العربي، في "مهرجان بريدج ووتر الدولي للشعر" (BIPF)، وقال البروفيسور ستان جلواي (Stan Galloway)، الشاعر الأمريكي، ومدير المهرجان، وأستاذ علم اللغة في جامعة "بريدج ووتر": إن المهرجان يُعقد دوريًّا كل عامين، ويشارك في هذه الدورة شاعر عربي واحد هو شريف الشافعي، إلى جوار عشرات الشعراء الأمريكيين، وممثلي دول أخرى، منها: كندا، اليابان، جزر البهاما، الصين، جاميكا، زيمبابوي، أوكرانيا، وغيرها.

وأضاف الشاعر الدكتور ستان جلواي أن المغزى الحقيقي والعميق وراء إقامة المهرجان ليس مجرد الاستماع لقصائد شعراء من دول مختلفة، إنما تحقيق التفاهم الثقافي وتعميق التواصل الحضاري بين ممثلي مناطق مهمة على خريطة العالم.

وأوضح مدير المهرجان د.ستان جلواي أن برنامج المهرجان يشتمل على قراءات شعرية في قاعات الجامعة، باللغات الأصلية للشعراء، مع ترجمة  قصائدهم إلى الإنجليزية. كما تنعقد جلسات حوارية ونقدية، وورش عمل، ومناقشات بين الشعراء والحضور، حول طبيعة وملامح كتابة كل شاعر، وقضايا الشعر المختلفة. كما يشهد المهرجان عقد مائدة لكبار الناشرين في الولايات المتحدة، لعرض أحدث إصداراتهم في حقل الشعر، والمجال الأدبي على وجه العموم، فضلًا عن تنظيم عدد من معارض الفن التشكيلي بقاعات جامعة بريدج ووتر.

وقرأ الشافعي في المهرجان الدولي مقاطع من ثلاثة دواوين له، هي: "البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية" (الأعمال الكاملة لإنسان آلي – الجزء الأول)، و"هواء جدير بالقراءة"، و"رسائل يحملها الدخان". وقد صدر ديوان " الأعمال الكاملة لإنسان آلي" في ثلاث طبعات عربية في القاهرة ودمشق وبيروت (2008-2010)، كما صدر إلكترونيًّا عن مجلة "الكلمة" اللندنية، واختير هذا الديوان في وقت سابق للتدريس في جامعة "آيوا" الأمريكية، وذلك بوصفه "إضافة حيوية إلى قصيدة النثر العربية"، و"نقطة التقاء حميمة بين الإبداع الورقي، والإبداع الإلكتروني"، بحد تعبير مُعدّة المنهج الدراسي بالجامعة، الشاعرة العراقية المقيمة في الولايات المتحدة الدكتورة دنيا ميخائيل.

أما الديوانان الآخران "هواء جدير بالقراءة"، و"رسائل يحملها الدخان"، فقد صدرا باللغتين العربية والفرنسية عن دار "لارماتان" المرموقة في باريس، بترجمة الشاعرة المصرية الفرنكفونية المقيمة في كندا منى لطيف، في العامين: 2014، و2016.