يتناول الباحث المصري هنا الاستراتيجيات النصية المختلفة التي يستخدمها القاص المتميز محمد مستجاب في استلهامه للموروث الشعبي في تشكيل بنيته السردية والحوار مع بنى السرد التراثي.

التشكيل بالموروث في قصص محمد مستجاب

(قصة مستجاب الخامس نموذجا)

سامي سليمان أحمد

(1)

لعل أبرز ملمح يميز تجربة الكتابة السردية عند محمد مستجاب ( 1939 ـ 2005) هو سعيه الدائب للإفادة من تقنيات السرد العربي القديم والوسيط وطرائق السرد الشعبي الشفاهي في تقديم كتابة سردية جديدة تنطوي على أنماط من المغايرة الكيفية لتجارب سابقيه ومعاصريه من كُتّاب القصة القصيرة والرواية الذين تعاملوا مع أنماط السرد العربي القديم والوسيط، رسميا كان أم شعبيا، بوصفها كاشفة عن إمكانات يمكن استثمارها في تشكيل الأشكال السردية الحديثة.(1). ويبدو لنا أن هذا الملمح يمكن أن يولد مدخلا "جديدا" لدراسة تجربة مستجاب السردية للكشف عن طرائق تفعيله للعناصر السردية الموروثة ومساعيه لجعل الكتابة السردية قائمة على أساس استيعابها استيعابا يكشف عن سعيه الدائب والمتجدد إلى تمثلها بما يؤدي، عبر تواصل التجريب، إلى خلق ضروب جديدة من الكتابة السردية التي تنهض، من ناحية، على تمثل التقنيات السردية العربية الفصيحة والشعبية، الكتابية والشفهية، وتقوم، من ناحية أخرى، على التعبير عن هموم الجماعات الشعبية التي تبدو، في كثير من الأحيان، مُبعدة عن مركز اهتمام السلطة المركزية الحديثة.

ولاختبار تجليات هذا الملمح ستكتفي هذه الدراسة بتحليل قصة "مستجاب الخامس"  وهي واحدة من قصصه التي يفيد فيها من طرائق السرد العربي الفصيح (الرسمي) والشعبي (الشفهي والمكتوب). وقد نُشرت للمرة الأولى في مجلة إبداع (عدد سبتمبر1987)، ثم أعاد نشرها في مجموعته "قيام وانهيار آل مستجاب" 1995(2) التي حصلت على جائزة القصة في معرض القاهرة الدولي للكتاب سنة 1995.

(2)

تعد قصة "مستجاب الخامس" نمطًا من أنماط القصة القصيرة المعاصرة؛ يقوم على تمثل الموروثات السردية العربية القديمة في بعض أشكال الأدب الفصيح (كالمقامة والرسالة والخبر والحكاية) واستلهام الطرائق والتقنيات السردية المستخدمة في أنواع السرد الشعبي (الشفهي والمكتوب) كما في الحكايات والنوادر والسير. وإذا كانت هذه القصة واحدة من قصص الشخصية ـ وهى القصة التي تركز على تصوير شخصية إنسانية من عدة جوانب، بينما تتوارى الشخصيات الأخرى ويضعف دور الحدث ـ فإن سعى الكاتب إلى تمثل جماليات السرد العربي الفصيح، القديم والوسيط، والسرد الشعبي قد ماز شكلها، وهذا ما يتبدى في العناصر الأساسية لشكلها، وهى: الراوي، والشخصية، واللغة بما يرتبط بها من تقنيات جمالية.

يُعد الراوي هو العنصر الأساسي في شكل هذه القصة، وربما كان علينا أن نلاحظ بداية أن هذا الراوي قد قسَّم القصة إلى فقرتين كبيرتين؛ أولاهما من بداية القصة إلى تصوير اللغز؛ حيث تحتل الفقرة الأولى ست صفحات ونصف الصفحة (ولنلاحظ أن هناك خمس صفحات متوالية فيها)، بينما تحتل الفقرة الثانية ثلاث صفحات، وهى تصور "امتحان" اللغز، وقد تعامل الراوي مع كل منهما بطرائق مختلفة (ستتضح في الفقرات التالية من هذه القراءة). إن الراوي (هنا) شخصية لا يكشف النص ملامحها الاجتماعية، النفسية الخارجية، وإن كانت صفته "الاجتماعية" متجلية في كونه "عضوًا" أو "جزءًا" من الجماعة التي يسرد جوانب من تاريخها، وهى آل مستجاب (هل يجب أن نلاحظ أن عنوان المجموعة يميل إلى الجماعة/ آل مستجاب وهو: قيام وانهيار آل مستجاب، بينما يضع عنوان القصة مستجاب الخامس في الصدارة). ولعل ذلك الانتماء التاريخي/ الاجتماعي هو ما يجعل الراوي حريصًا ـ عبر طرائق وتقنيات جمالية متعددة ـ على إيهام القارئ/ المتلقي التاريخي بأنه ما يحكيه؛ أي القصة كلها، مادة من تاريخ هذه الجماعة (الممتد)، وأنه مجرد منظم لهذه المادة. وإن كان ذلك الملمح يضع ذلك الراوي في موضع مماثل للمؤرخ العربي القديم كما نجد لدى الطبري الذي يسوق المواد التاريخية؛ أي مواد الأحداث التاريخية، كما هي دون تغيير، ودون تعليق إلا قليلا(3) ـ فإن راوي "مستجاب الخامس" راوٍ فني لتاريخ "اجتماعي" يخص الجماعة، مما يجعله يسعى إلى إيهام القارئ/المتلقي التاريخي بعكس ما يعرفه جيدًا؛ إذ يقول الراوي [ومستجاب الخامس هو الذي وضع لغز ذلك الكائن الذي يسير على أربع في الصباح وعلى اثنين في الظهيرة وعلى ثلاث في آخر النهار، هذا اللغز الذي حله مستجاب الأعرج ليصبح مستجاب الثالث]. إذ ليس ما قدمه الراوي (هنا) سوى محاولة لإيهام القارئ/المتلقي التاريخي بعكس ما يعرفه جيدًا؛ فأبو الهول هو الذي وضع ذلك اللغز، بينما أوديب هو الذي حله، ليصبح ملك طيبة، على نحو ما تقرر الأسطورة اليونانية(4) .

إن راوي "مستجاب الخامس" بانتمائه إلى الجماعة التي يحكى عنها (آل مستجاب) يتحول إلى مؤرخ الجماعة، ومن هنا يصبح عليه أن يكشف عن التاريخ الحقيقي لها أو عن بعض جوانبه، ليفسر كثيرًا من أحداثه، لاسيما حين تأخذ الحادثة لدى بعض أفراد الجماعة، أو لدى المتلقي المتخيل، بعدًا مختلفًا عن بعدها الحقيقي. فالراوي يشير ـ في البداية ـ إلى أن "مستجاب الخامس" قد فاته اعتلاء أريكة "آل مستجاب" مرتين، الثانية منهما [هي هذه التي كُتِبَ علينا أن نفصح عنها كي نَدَرَأ ما يكون قد علق بها من أدران وسوء نوايا وأغاليط]، ولذا فإن الفقرة الثانية في القصة التي تصور لحظة الامتحان (اللغز) تأتى تحقيقًا لما فُرض على الراوي من تفسير لسبب عدم اعتلاء مستجاب الخامس عرش "آل مستجاب". إنه الراوي المؤرخ الذي يفسر ما حدث، لأنه يعرف حقيقته، إنه أيضًا "نمط" من الراوي العليم الذي يبدو عارفًا تمامًا بكل ما يحكى عنه.

إن حضور الراوي حضورًا طاغيًا عبر سرد "مستجاب الخامس" يجعل منه الواسطة الأساسية بين عالم القصة بوصفه عالمًا متخيلاً والقارئ أو المتلقي التاريخي الذي يتلقى القصة، ومن هنا يتبدى حضور الراوي منقسمًا عبر محورين: عالم القصة، والمتلقي التاريخي، وهو يتحرك عبر هذين المحورين بطرائق مختلفة تحدها ـ بصورة أساسية ـ رغبته "الضمنية" في إقناع المتلقي التاريخي بعمق معرفته بتاريخ الجماعة التي يحكى عنها، وتتولد عن ذلك التقنياتُ السردية التي يعتمدها والخصائص الجمالية التي تبدو "مُميِّزة له". وترتد هذه التقنيات والخصائص معًا إلى تمثلات "الكاتب التاريخي" للسرد في التراث العربي الفصيح، والتراث الشعبي القديم والحي أيضًا.

ويبدو الملمح الجمالي الأساسي لذلك الراوي هو سعيه الحثيث والدائم إلى إقامة اتصال مباشر مع المتلقي التاريخي، ليصبح ذلك المتلقي طرفًا في "لعبة السرد". وفى ذلك الملمح يبدو راوي "مستجاب الخامس" تنويعًا على بعض ضروب الراوي في عدد أشكال السرد الشعبي الشفهي والمكتوب، وكذا في بعض أشكال السرد العربي الفصيح القديم، وثمة نماذج مختلفة يتكشف فيها سعى ذلك الراوي (راوي "مستجاب الخامس") إلى إقامة تواصل مباشر مع المتلقي أو القارئ التاريخي ـ بداية من لجوئه المتكرر إلى استخدام الجمل الاعتراضية التي تهدف إما إلى تحديد الدلالة أو تقييدها أو توسيعها؛ على نحو ما يظهر في عدة مواضع، منها:

[حرص فنانو القول ـ من المداحين والشعراء والرواة وندابات الجنائز ـ على الارتكان إليه فيما يطرأ على نصوصهم من اضطراب أو تأكل]. أو [في الصباح كانت ضفتا النهر ـ شرقًا وغربًا ـ تغصُّ بالقوم]. وقد يلجأ ذلك الراوي إلى الجملة الاعتراضية لإضفاء مزيد من التحديد والوصف (التوصيف) على ما يحكى عنه، على نحو ما يتجلى في حديثه عن الكوارث التي حلت بمستجاب الخامس، ومنها [حينما انجذب ابنه السابع ـ والأثير ـ إلى الشعر الحديث متخليًا عن الشعر العمودي].

على أن أكثر المواضع السردية التي يسعى فيها الراوي إلى إنشاء علاقة تواصل مع القارئ أو المتلقي التاريخي هي تلك المواضع التي تعرض حادثة "مهمة" أو جانبًا مهمًا أو دالاً في شخصية مستجاب الخامس، حينئذ يتجلى الراوي مهيمنًا في مسار السرد، ويعتمد على تقنية القطع التي تتيح له ـ في بعض المواضع ـ إيهام القارئ والمتلقي التاريخي بأنه (أي الراوي) يسرد له القصة سردًا شفويًا، وأنه "يفكر بصوت مرتفع"، جاعلاً من ذلك القطع وسيلة إلى توجيه المتلقي وجهة محددة في فهم ما يُسْرَد له، من ناحية، وتقديم جانب جديد من الشخصية من ناحية ثانية، ولعل ذلك التقديم يُشكل تقنية "جديدة" أخرى هي تقنية الاستطراد التي يعرفها جيدًا السرد الشعبي ويتكئ عليها دائمًا، كما يستخدمها كل سرد شفوي. فالراوي يحكى عن "مستجاب الخامس": [وكانت زوجته الرابعة تفخر بأنها وهبت نفسها لأغلى ما جاءت به الطبيعة: الذاكرة والذكورة] (ثم يلجأ إلى القطع وكأنه ينقل القصة شفاهيًا، فيقول: [وهو أمرٌ لا نحب أن نتوسع في التعرض له حتى لا تلتوي القصة منا]، ولأن المتلقي في السرد الشعبي والشفهي شريك للراوي/السارد، فإن إيقاف سرد ذلك الجانب المشوِّق للمتلقي، يتطلب تعويض المتلقي لاسيما أن ما تمَّ تغييبه قد أثار فضوله، ويدرك الراوي ذلك، فيقول.. [لاسيما وأننا نعرف عنه ثاقب النظر وسرعة الرؤية وصفاء الرؤية]. وإذا كان المتلقي يستطيع التشكك فيما يقوله الراوي عن "مستجاب الخامس" فإن الراوي لا يتركه نهبًا للشك إذ يسارع إلى التعليل الذي يتضمن عودة إلى تأكيد "ذكورة" مستجاب الخامس، يقول الراوي [إذ كان يمكنه أن يتعرف على النساء العابرات من الإمعان السريع في كعوب أقدامهن، وكان ذلك يتم في أضيق الحدود حتى لا تتكرر حادثته مع زوجة مجهول خلع عنه أرديته وأعاده إلى قومه عاريًا]. ولأن الراوي يماثل الراوي الشعبي الذي يحكى "مادة" تمثل تراثًا مشتركًا بينه وبين متلقيه، فإنه يسرع إلى التعليق الذي يشير إلى امتلاكه رأيًا مختلفًا عن الرأي السائد فيما يحكى عنه، إذ يقول [وهى حكاية مُبالغ فيها ولا نحب التوقف عندها كثيرًا]. ومن البيِّن أن النموذج السابق يكشف عن أن اتصال السرد أو إيقافه أو إبطائه يرتبط برغبة الراوي في تحقيق اتصال دائم بالمتلقي التاريخي.

إن راوي "مستجاب الخامس" هو مؤرخ جماعته، وإذا كان يحكى تاريخًا يُمثل تراثًا مشتركًا بينه وبينها، فإن توجهه إلى المتلقي التاريخي يتطلب منه أن يجعل تاريخه مقنعًا، ومن هنا يصبح عليه أن يكون مؤرخًا مفسِّرًا، لا يكتفي بحكي وقائع التاريخ أو سردها، بل يصبح ـ أيضًا ـ مسئولاً عن تفسيرها. ومن هذا المنظور تُعد هذه القصة مجموعة من المرويات "التاريخية" التي يقدمها الراوي، وإن كان حضوره في المادة السردية "التاريخية" يتخذ أشكالا مختلفة، ومنها الحضور بهدف التعليل على نحو ما يتجلى بوضوح في الفقرة الأولى من القصة، كما في هذا المقطع.. [أول ما واجه القوم أن الخامس متمسك بالخامس دون أن يطلق عليه الحادي عشر، فحاولوا إثناءه عن مطلبه الذي يعنى إقرارًا من القوم أنه صاحب حق الأريكة منذ عصر مستجاب الرابع، فلما عاند أذعنوا تحت فتوى عاجلة تقول إن الاسم لم يعد يعنى الترتيب بقدر ما هو لقب شخصي، ثم كان ثاني ما واجهه: من ذا الذي يضع اللغز لصانع الألغاز دون أن يشوب الأمرَ نقدٌ وكلام؟ وقد انتهت المعضلة بتفويض أحدهم أن يستحضر لغزًا من صفحات الجرائد والمجلات ذات السمعة الطيبة، مع مراعاة وهذا كلام بينهم لا يخرج للآخرين ـ أن مستجاب الخامس غير مسموح له بالخطأ في حل اللغز، فلم يعد الأمر يخصه وحده، بل يخص قومًا تشخص أبصارهم انتظارًا لما تأتى به المقادير.].

إن حضور الراوي المؤرخ (كما في المقطع السابق) يقترن بكيفية تشبه الكيفية التي كان يستخدمها المؤرخ العربي (الرسمي) القديم؛ حيث يرصد المؤرخُ الحادثة َ بعناصرها الأساسية رصدًا يقوم على إبراز علاقات السببية بينها، وهذا ما يتجلى في "الحرص الواضح على بيان الأسباب والنتائج سردًا، دون أن يقضى ذلك على حضور الراوي الذي يتجلى في لجوئه إلى تقنية التعليق التي تبرز في استخدامه الجملة الاعتراضية [وهذا كلام بينهم لا يخرج للآخرين]. إن التقاء راوي "مستجاب الخامس" بالمؤرخ هو الذي يُفسر اعتماده على استخدام بعض الصيغ اللغوية التي كان يستخدمها المؤرخون والإخباريون العرب القدامى، وهذا ما يتكشف في لجوئه إلى الفعل "روى" بأكثر من صيغة مثل [وفيما يُروى فإنه كان لا يقرب لحم خروف دون أن يكون في متناول يده خروف آخر خشية النضوب] و[يروى المقربون طرائف عن فورة انتشاء تترك على الذقن الكث والزعبوط الرصين طرطشة بيضاء].

وليس الفارق بين "يُرْوى" و "يَرْوى" في هذين الاستخدامين سوى الفارق بين نمطين من الإخبار من حيث علاقة الراوي/ المؤرخ بما يخبر به؛ إذ تشير الصيغة الأولى "يُرْوى" (بالبناء للمجهول) إلى عدم معرفة الراوي بناقل الخبر معرفة جيدة، أو عدم وثوقه من المصدر. بينما تشير صيغة "يروى" (بالبناء للمعلوم) إلى معرفة الراوي بمصدر الخبر، وهاتان الصيغتان متواترتان في السرد العربي القديم الفصيح بأشكاله المختلفة، وتعكس الصيغتان فيها "نوعًا" من "أمانة النقل".

إن حضور الراوي العليم في سياقات السرد يفرض عليه أن يكون مُلِّمًا بكل ما يتصل بالشخصية التي يحكى عنها، وأن يكون قادرًا على تفسير الصفات أو الخصائص التي تتصف بها هذه الشخصية، مما يُعد، من ناحية، تقديمًا أو تصويرًا لها، ويؤدى، من ناحية أخرى، إلى بروز تقنية تفسير خصائص أو بعض خصائص الشخصية التي يدور السرد حولها. ويبدو أن "ذكاء" الراوي واقتداره يتمثل في تقديمه حادثة للشخصية مع تفسيرها، دون استخلاص الصفة التي تجلِّيها في الشخصية. وذلك ما يظهر ـ بوضوح ـ في كشف الراوي اتصاف "مستجاب الخامس" بالحكمة حيث يقول [قيل له: مستجاب التاسع يحوز قنطارين من خالص الذهب، فانحنى الخامس على الأرض وتناول زنبقة وتنسم أريجها فذهبت مثلاً، وقيل له: الثالث بني هرمًا بقى جثمانه عبث الزمان، فانتفض زاعقًا وشرخ صدره وأخرج قلبه وصرخ: وهذا هرمي، فذهبت مثلاً، وقيل له: العاشر يبحث عن الحكمة بين الناس فقال: الحكمة في ملاءة السرير، فضحك القوم وانصرفوا ساخرين].

ففي الفقرة السابقة يعتمد الراوي "على" تقنية تفسير خصيصة في الشخصية، ويماثل فيها تقنية مماثلة برزت لدى المؤرخين العرب القدامى، وهم بصدد "وصف" شخصية ما بالحكمة، حيث كانوا يسردون الأمثال في سياقاتها الفعلية، ويقومون عقب كل مثل بتقديم عبارة "فذهبت مثلاً"، ويمضى التركيب اللغوي للموقف على النحو التالي:

قيل له (كذا) فقال (...) فذهبت مثلا(5) . وهذا ما يكشف عن أن المثل يتولد من موقف حقيقي.

ولعل الكيفية التي يقدم بها الراوي شخصية مستجاب الخامس تكشف عن طريقة ساخرة في تقديم الشخصية إلى المتلقي، على نحو ما يبدو في وصفه له بأنه [كان الخامسُ قويًا كنَمْلة، ضعيفًا كبقرة، إذا شرب عبّ وإذا وقف شبّ وإذا غضب صبّ، أخذ عن أخواله وسامةً ونزقًا، وعن جدِّه مستجاب الأول عنادًا في الحق وكراهةً للبيتِ وصبرًا على الأصدقاءِ وولعًا باللحوم، وفيما يُروى فإنه كان لا يِقرّب لحمَ خروفٍ دون أو يكون في متناول يده خروفُُ آخر خشيةَ النضوبِ دون الامتلاءِ، كما كان مُغْرِمًا بالطحينةِ يقضى وقتًا مستمتعًا في إعدادها، ويروى المقربون طرائفِ عن فورةِ انتشاءٍ تتركُ على الذقنِ الكثِّ والزعبوطِ الرصينِ طرطشةً بيضاءَ. لكنه في أوقات استرخائهِ يظلُّ مستلقيًا يمزجُ بعيونهِ القمرَ في مخلوط النجوم]. فالراوي يقدم البطل (هنا) [بصورة شعبية ساخرة، تذكرنا بنوادر جحا أو أبو نواس أو شخصية هنبقة الأحمق. كما أن هذه السخرية تذكرنا بأسلوب الجاحظ وأسلوب الهمذاني الفكه في التعبير والاعتماد على المفارقة في الحكي والتصوير)(6).

إن ملامح الراوي والتقنيات التي اعتمدها في تصوير الشخصية قد تركت تأثيرات مختلفة على اللغة،وهذا ما سنتوقف أمامه في فقرات تالية، غير أن ما يجب توضيحه هنا أمران: يتصل أولهما بأن هذه القصة لا تقدم "مجرد" توظيف لبعض عناصر التراث الشعبي والفصيح ـ على نحو ما يتبدى لدى كتاب آخرين من نفس جيل الكاتب(7) ـ بل تعطى لتلك العناصر فعالية غير محدودة، مما يُكسب شكل هذه القصة خصوصيته الجمالية. ويتصل ثانيهما بالفارق الجمالي الملحوظ بين فقرتي هذه القصة؛ فمن الواضح أن كل المؤثرات السردية الشعبية والفصيحة "العربية" قد تجلت في الفقرة الأولى من القصة؛ حيث تحول الراوي فيها إلى "سارد حر" في علاقته بما يسرده ينتقل بين جوانب مختلفة، ويقدم أخبارًا مختلفة، وينتقل "بحرية تامة" زمانًا ومكانًا، إنه صار "عنصرًا مركزيًا" يشكل السرد، دون أن تنفى مركزيتُه مركزيةََ الشخصية التي يدور حولها السرد (مستجاب الخامس).

وأما في الفقرة الثانية فيتم تصوير امتحان اللغز، وإذا كانت هذه الحكاية تبدو تفسيرًا للسبب في عدم اعتلاء "مستجاب الخامس" عرش آل مستجاب (كما تبدى في الفقرة الأولى) فإن هذه الحكاية قد تضمنت سردًا وحوادث جزئية، وبرز فيها التشويق. وقد توارى الراوي وتصدرت الحكاية المشهد القصصي، بل أنها تحولت بذاتها، إلى مشهد متكامل دال. وفى ذلك المشهد اقترن توارى الراوي بتغييب معظم إن لم يكن كل الملامح الجمالية التي برزت في الفقرة الأولى، وهذا يظهر أكثر ما يظهر في اللغة بخصائصها الجمالية. 

(3)

وتبرز في لغة قصة "مستجاب الخامس" عدة خصائص جمالية ترتبط أو يرتبط معظمها بالتقنيات والطرائق التي يستخدمها الراوي في السرد، ومن هذه الخصائص: التنوع في مستويات الفصحى، ومحاكاة اللغة المنطوقة ولغة بعض الأشكال السردية العربية الرسمية والشعبية، والاعتماد على التناص. وتبدو الفصحى المعاصرة بمستوياتها المختلفة سائدة في السرد، وإن كانت لغة الفقرة الثانية تختلف عن لغة الفقرة الأولى في كيفية "استخدام" الفصحى المعاصرة؛ فبينما تتداخل مع الفصحى في الفقرة خصائص من لغة السرد العربي القديم الرسمي والشعبي (على ما سيتضح في سطور تالية) فإن الفصحى البارزة في الفقرة تمثل مستوى من مستويات الفصحى المعاصرة، حيث المفردات التي يبين معناها للوهلة الأولى؛ إنها فصحى يستخدمها الراوي ليصف الحدث وصفًا تفصيليًا بكافة دقائقه وعناصره، ولذا تبدو أقرب إلى "الصرامة"؛ حيث تصف المشهد وتشكله في آن، وهذا ما يتضح في الفقرات الجزئية التي تشكل الفقرة الثانية، على نحو ما يظهر في هذه السطور: [لفَّ مستجاب الخامس حول نفسه مرتين، ثم نظر إلى القوم، واقترب وئيدًا إلى العنزة ففكَّ وثاقها وسحبها إلى القارب، حينئذ وضح للجماهير صواب مدخل الرجل لمواجهة اللغز].

هنا يبرز الاعتماد على نمط الجملة الفعلية التي تجسد حركة "متغيرة" وتقدم كل جملة مشهدًا بالغ الإيجاز، وتجعل الحركة على تنوعها ـ شاخصة لدى المتلقي. ومع ذلك فإن الاعتماد على الجمل الموجزة يكشف عن تأثير السرد العربي الوسيط الذي كان يعتمد فيما يعتمد على أنماط مختلفة من الجمل الموجزة،وهذا ما تكشف عنه مراجعة حكايات البخلاء عند الجاحظ، أو الحكايات والأخبار الأخلاقية التي وردت في كتاب "المكافأة" لابن الداية. ولعل أبرز خصائص لغة قصة "مستجاب الخامس" ـ لاسيما في الفقرة الأولى منها ـ هو السعي إلى محاكاة اللغة المنطوقة/ الشفهية عبر استخدام عدة تقنيات جمالية في التشكيل "الجمالي للغة السرد، كالإطناب والترادف والتكرار والتماثل الصوتي والسجع والتضاد أو المقابلة، وفى بعض سياقات القص قد تبرز أكثر من خصيصة من هذه الخصائص مجتمعة معًا. فالراوي يصف مستجاب الخامس قائلاً: [كان الخامس قويًا كنملة، ضعيفًا كبقرة، إذا شرب عبّ، وإذا وقف شبّ، وإذا غضب صبّ] فيعتمد على السجع حيث تكرار التاء المربوطة في جملتين متواليين، ثم تكرار الباء في ثلاث جمل متوالية. ويبرز في الجمل الثلاث الأخيرة نمط من التماثل الصوتي/ الإيقاعي الناتج عن تكرار البنية النحوية للجملة، وتماثل الأفعال المستخدمة في تشكيل أو بنية الجملة؛ حيث تقوم بنية الجملة نحويًا على: أداة شرط (إذا) + فعل الشرط (ماض ثلاثي) + جواب الشرط (ماض ثلاثي أيضًا).

إذا شَرِبَ عَبَّ
إذا وَقِفَ  شَبَّ
إذا غَضِبَ صَبَّ


 فإن لم يكن الكاتب قد اقتبس هذه الجمل من نص سردي وسيط (كنصوص الجاحظ) فإنه ـ بهذا التشكيل اللغوي ـ يحاكى لغة السرد العربي "القديم" والوسيط. وقد تتحقق محاكاة لغة السرد العربي القديم بالاعتماد على التضاد أو المقابلة بين عبارات متجاورة أو متتابعة، مثل (خشية النضوب دون الامتلاء). وأما الترادف فلعله أكثر الخصائص الجمالية البارزة في لغة السرد في هذه القصة، وهو يُشكل حضورًا لافتًا في الفقرة الأولى بصفة خاصة، وهو يتكرر ـ بصورة لافتة ـ في سياقات مختلفة، مثل:

ـ [كي ندرأ ما يكون قد علق بها من أدران وسوء نوايا وأغاليط].
ـ [فأصاب في المنطقة حبًا وشهرة ومجدًا واحترامًا].
ـ [وأصبح ذا كلمة مسموعة وأمر مطاع وحضور مشع].
ـ [يخدمه في ذلك علم ومعرفة ودراية وسمو ثم تواضع مهذب ولسان عف].
ـ [ما يطرأ على نصوصهم من اضطراب أو تأكل أو شك أو تطويع غير مقنع].
ـ [إننا نعرف عنه ثاقب النظر وسرعة الرؤية وصفاء الرؤيا].
ـ [إيمان راسخ وثقة بالخالق وتشبث بأهداب الفضيلة].
ـ [فما ارتعش أو اضطرب أو ناح أو لعن أو كابر في غير الحق].

ومن الملاحظ أن معظم هذه الجمل والعبارات قد وردت في وصف مستجاب الخامس، وهى تجسد "صفاته" الأخلاقية. ومن البيِّن أن خصائص الاعتماد على السجع والتضاد والترادف تشير إلى تأثير السرد الشفهي الذي تقوم كثير من أشكاله على إبراز دور الراوي الذي يستخدم نمطًا من النثر الموقَّع يتصف بأنه [قصير مسجوع، فيه كثير من الترادف والإطناب والتكرار وكثيرًا ما يتجاوز المكتوب منه الإيقاع في النثر والإطناب والتكرار)(8).

ويبدو الاعتماد على التناص واضحًا في استخدام بعض التعبيرات القرآنية أو بعض الأمثال الشعبية والألغاز فالراوي يقول [جبار يتيه في الأرض] ويقول واصفًا آل مستجاب [يخص قومًا تشخص أبصارهم]، وهذه الجملة الأولى تتناص مع الآية ولا تمش في الأرض مرحًا(*)، بينما تتناص الثانية مع الآية إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار(**). وأما التناص مع الأمثال الشعبية والألغاز فهو ملمح متكرر في فقرات السرد. وتبرز الألغاز بداية من لغز أبى الهول (الذي أشرنا إليه في فقرة سابقة) ولغز [ذلك المخلوق الذي يمكنه أن يعدي البحر دون أن يبتل]، ثم لغز [الشيء الذي كالفيل ويمكننا صُرّه]. ولقد جعل الراوي من تلك الألغاز وسيلة كاشفة عن بعض القدرات العقلية التي يتصف بها كل من مستجاب الثالث، والرابع، والخامس. وأما الأمثال ففضلاً عن محاكاة الكيفية العربية القديمة في تقديم سياق المثل (كما لاحظنا في فقرة سابقة) فمن الواضح أن الراوي قد استخدم عددًا من الأمثال الشعبية المتواترة في الحياة اليومية المصرية، وإن كان قد قدمها في لغة فصحى، وإن كان قد غير في البنية اللغوية لجملة المثل بإضافة عناصر جديدة إليها تؤدى إما إلى توسيع الدلالة كما في [كي يعتبر ويتعظ البعيد، ويضرب المربوط ضربًا مبرحًا كي يخاف السايب]، أو تغيير دلالة المثل لتصبح عكس دلالته الشائعة، كما في [والباب الذي يأتي منه الريح إذا أغلقته فلن تستريح].

ويشكل التناص مع الأمثال الشعبية والألغاز مستوى لغويًا متواترًا في لغة هذه القصة تتدعم فاعليته باستخدام بعض الكلمات الدائرة في العامية (وإن كانت ذات أصول فصيحة) مثل تسيب، هلّ، هاص، يعدي. أو باستخدام بعض الكلمات العامية مثل: السايب، طرطشة... ولعل وجود ذلك المستوى اللغوي يؤكد سعى الكاتب إلى تقريب قصته من المتلقي أو القارئ العام.

(4)

يعتمد شكل "مستجاب الخامس" على تقديم شخصية "مستجاب الخامس" بوصفه الشخصية الأساسية (البطل)، ويكشف سرد الراوي عن الملامح المتعددة التي تميز مستجاب الخامس. ومن البين أن التغييب التام للحوار في هذه القصة يجعل من سرد الراوي سواء بتقنياته المختلفة أو بدلالته الجمالية الوسيلة الوحيدة لرسم شخصية "مستجاب الخامس" وهنا نلحظ أن السرد الذي قدمه الراوي في الفقرة الأولى من القصة قد جعل صفات البطل وملامحه تتولد عبر التراكم الناتج عن توالى الأخبار، فبدا ذلك البطل شخصًا يجمع بين الذكاء، المعرفة والعلم، قوة الذاكرة والذكورة. ويكشف ذلك السرد عن أن الراوي كان يصور "مستجاب الخامس" بصورة مثالية؛ بمعنى أنه كان يخيِّل للمتلقي التاريخي أن البطل يتمتع بالحد الأقصى من الصفات المختلفة التي نسبها إليه.

وإذا كانت تلك الصفات تكشف عن الجانب الفردي/ الشخصي في "مستجاب الخامس" فإن انتماءه إلى "آل مستجاب" يُشكل بعدًا أساسيًا موازيًا للجانب الأول. ويتدعم ذلك البعد الاجتماعي في "مستجاب الخامس" بحرص الراوي دومًا على أن يكشف عن كون "مستجاب الخامس" عضوًا فاعلاً في جماعته، وممثلاً لها في آن.... وبذا فإن ضمّ كلا الجانبين يشير إلى أن البطل/ مستجاب الخامس نموذج شكَّله الكاتب التاريخي "محمد مستجاب"، يجمع بين الذاتي أو الفردي (على مثاليته) والاجتماعي أو الجماعي.

وجسد الكاتب بعدًا دالاً آخر في شخصية البطل هو البعد الأسطوري، ويتجلى ذلك البعد تجليات متعددة؛ منها قدرته على وضع الألغاز وحلها، ووضعه الألغاز يرتد إلى عرف اجتماعي يتمثل في أن [على من يقترب من الأريكة أن يحل لغزًا يثبت به أن عقله هو أصفى العقول]، وفى هذا الجانب يلتقي مستجاب الخامس بأوديب الذي حل لغز أبى الهول وتولى عرش طيبة.

كما يتجلى ذلك البعد الأسطوري في أنه كان [يدق بكعبه الأرض حتى ترتج مطلقة الشياطين من سراديبها] فأسطورية البطل تتجلى في قدرته "الخارقة"، على أن يفرض "الخير والصواب".

ورغم تعدد أبعاد البطل، ومحورية بعديه الاجتماعي والأسطوري فقد كانت نهايته الموت، وهى نهاية تقوم على المفارقة وتجسد الموقف الذي تشكله القصة.

(5)

تعكس قصة "مستجاب الخامس" موقفًا ذا بعدين متداخلين يتصل أولهما بتاريخ الجماعة "النصية" ودور البطل فيها، بينما يتصل ثانيهما بدور البطل/الفرد في التاريخ/ العالم. وفى البعد الأول تبدو الجماعة النصية (آل مستجاب) جماعة ممتدة في تاريخ سحيق "عميق"، تؤكد وجودها عن طريق الحفاظ على القيم "الاجتماعية" المتأصلة لدى أجيالها، وذلك ما يعكسه أمران: الحفاظ على العلاقات والأدوار التي يقوم بها كل عضو في الجماعة (من ذلك على سبيل المثال: ضرورة أن يقوم المرشح أو المتقدم لسيادة الجماعة بحل لغز). والحفاظ على التسمية "مستجاب" التي يحملها عشرة أفراد؛ الأول، الثاني، وهكذا حتى العاشر، مما يشير في علاقته بالحفاظ على العلاقات والأدوار إلى اتصال يقوم على التكرار.ويمكن أن يعكس ذلك نظرة هذه الجماعة إلى العالم بوصفه ظاهرة ثابتة، وقائمة على النسخ والتكرار، مما يشير إلى أن الفرد لديها يبقى خارج إطار التاريخ الذي يعنى فيما يعنى قدرةَ الجماعة على صياغة مصيرها.

ويتصل البعد الثاني بدور البطل/ الفرد في التاريخ/ العالم، ويتبدى ذلك البعد في امتحان "اللغز"؛ فمستجاب الخامس بقدراته الهائلة (التي لاحظناها عند تحليل شخصيته) يبدو مؤهلا لاجتياز المحنة/ الامتحان، وحين يوشك على تحقيق هدفه (حل اللغز) يتدخل القدر (إذ يصرعه الذئبُ)، فتكشف النهاية/ نهاية الامتحان عن مفارقة دلالية ودالة (تُبنى على أساس تأمل المصير من النهاية إلى البداية) تتمثل في عجز ذلك البطل ذي القدرات الهائلة "الخارقة" عن أن يحدد مصيره. وتكشف هذه المفارقة الدلالية عن أن الكاتب التاريخي (محمد مستجاب) يستجيب لعنصر من العناصر الأساسية التي تشكل رؤية كثير من أبناء مجتمعه للعالم،أو بالأحرى رؤية الجماعات الشعبية التي ينتمي إليها، والذي يتمثل في القدرية. وقد لا يكون غريبًا أن تكون تلك القدرية عنصرًا أساسيًا في تكوين شخصية بطل السيرة الشعبية وتحديد مصيره(9). فلما استجاب مستجاب الكاتب التاريخي لمادة شعبية، وشكَّل بطلاً يشبه بطل السيرة لم يستطع، آنئذٍ، أن يطوع هذه القدرية أو يتغلب عليها.

كلية الآداب جامعة القاهرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: د. طه وادي: القصة بين التراث والمعاصرة، طبع نادي القصيم الأدبي، السعودية، 2001، ص ـ ص 88 91، حيث يتناول تأثير السرد العربي الفصيح والشعبي في كتابات عدد من الكتاب المعاصرين لمحمد مستجاب.
(2) انظر: محمد مستجاب: قيام وانهيار آل مستجاب، الهيئة العامة لقصور الثقافة، الطبعة الثانية، مارس 1996، ص ـ ص 15 26.
(3) انظر على سبيل المثال محمد بن جرير الطبري: تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة دار المعارف، 1990، مقدمة الطبري.
(4) حول أسطورة أوديب، انظر: د. نبيلة إبراهيم: أشكال التعبير في الأدب الشعبي، الطبعة الثالثة، دار المعارف، 1981، ص ـ ص 219 220.
(5) انظر نموذجا دالا على ذلك فيما يرويه الطبري في "قصة الزباء" حيث يقدم شخصيات عُرفت بأمثالها، ومنها قُصير، الزباء، جذيمة الأبرش، انظر: محمد بن جرير الطبري: تاريخ الرسل والملوك، الجزء الأول، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، 1990، ص _ ص 614 617، ولاسيما ص 616.، والكيفية التي استخدمها الكاتب محمد مستجاب هي نفسها التي استخدمها الطبري.
(6) د.طه وادي: القصة بين الأصالة والمعاصرة، مرجع سابق، ص 91.
(7) حول توظيف عناصر التراث العربي الفصيح، والتراث الشعبي في نصوص القصة القصيرة لدى كتاب الستينيات وما بعدها، انظر: مراد عبد الرحمن مبروك: الظواهر الفنية في القصة القصيرة المعاصرة في مصر (1967 1984)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1989، ص ـ ص 167 219.
(*) الآية 18، من سورة لقمان.
(**) الآية 42، من سورة إبراهيم.
(8) د. أحمد شمس الدين الحجاجي: مولد البطل في السيرة الشعبية، كتاب الهلال، أبريل 1991، ص 29.
(9) حول دور القدر في تحديد مصير بطل السيرة وأحداثها، انظر: د. عبد الحميد يونس: الظاهر بيبرس في القصص الشعبي، المكتبة الثقافية، عدد 3، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دون تاريخ، ص 10، وانظر أيضًا: د. أحمد شمس الدين الحجاجي: مولد البطل في السيرة الشعبية، مرجع سابق، ص 48.