ضمن إعادة قراءته المتميزة للمتن الروائي العربي، ومحاولة التنظير له من داخل مسيرته وصيرورته، يستعيد الناقد الفلسطيني بعض الرؤى والقضايا التي تطرحها رواية لويس عوض الكبيرة.

استعادة متأخرة لنص بصير

حسن مفتاح: وهم المعرفة واغتصاب الواقع

فيصل درّاج

أخذت رواية التقدم، في كتابات طه حسين وسهيل ادريس وحنا مينة، أشكالاً مختلفة تشرح معنى التقدم وتدافع عنه. حايثت الرواية إيمانية صارمة، لا موقع فيها للالتباس والاحتمال ولا مكان فيها لسخرية كثيرة أو قليلة، ذلك أن التقدم الذي التبس بالقانون يملي لغة وثوقية. جاء من دائرة "الفكر التقدمي" مثقف نقدي مسكون بالقلق، اعتنق ماركسية كلاسيكية فترة واقترب من ماركسية أخرى في فترة لاحقة، إلى أن آثر قراءة الأدب، والنظريات بعامة، على ضوء "الحياة". والمثقف اللامع هو لويس عوض، الذي عالج الأدب، ذات مرة، بمبادئ المادية التارخية في مقدمة شهيرة وضعها لكتاب "بروميثيوس طليقاً" للشاعر الانجليزي شيلي، قبل أن ينتقل إلى منظور مغاير، نسبياً، أعلن عنه في كتابه "الاشتراكية والأدب". استبدل عوض بفكرة الواقع، وهي مقولة أساسية في النقد الأدبي الماركسي، فكرة "الحياة"، التي تحرّر الأدب من قيود النظرية الجاهزة. ومع أنّ عوض بدا، في سياق ستينات القرن الماضي، مرتداً، عالج ارتداده بلطف كبير الماركس اللبناني حسين مروة، فانه لم يكن مرتداً على الإطلاق، ذلك أن تحفظّه على الشيوعية سبق ولادة "الجهاز الناصري" بسنوات خمس. وآية ذلك روايته الوحيدة: (العنقاء أو تاريخ حسن مفتاح)، التي كتبها بين القاهرة وباريس في عامي 1946، ونشرها في بيروت بعد ذلك بعشرين عاماً.

أعطى عوض في روايته شهادتين: شهادة أولى على حقبة سياسية مصرية أعقبت الحرب العالمية الثانية 1945، عرفت صعود تيارات شيوعية مختلفة اقتسمت، مع غيرها، الدعوة إلى العنف، وشهادة ثانية على المثقف الشيوعي الإيماني الذي اعتقد، مخلصاً، أنه قادر على دفن "زمن الاستغلال" وتوليد تاريخ لاغبن فيه ولا جهالة ولا استبداد. وإذا كانت الشهادة الأولى ميسورة، بأشكال مختلفة في دراسات تاريخية متعددة، فإنّ الشهادة الثانية وثيقة نادرة رصدت أحلام المثقف الثوري المستحيلة، التي تولد شعلة متأججة متلاطمة وتنتهي إلى خيبة وذكريات. صاغ عوض وثيقته مماعاش ورأى، ووضع فيها ملامح وممارسات بشر عرفهم، وأدرج فيها هواجس ذاتية عَبَرته ذات مرة، واستأنس بما مرّ به سريعاً واستقر طويلاً لدى آخرين. ولعل الذاتية الثورية الحالمة، رغم عمرها القصير، هي التي مزجت نصه بالكثير من السخرية، ودفعته إلى كتابة رواية وحيدة في سن مبكرة وأقنعته، لاحقاً، بالخروج من "الواقع" إلى الحياة.

(العنقاء أو تاريخ حسن مفتاح) رواية "تقدمية" تنقد ايديولوجيا التقدم وتسخر منها: تسخر، بتعاطف كبير، من وهم صناعة التاريخ، ومن إيمانية علموية، إن صحّ القول، حوّلت مقاربات نظرية إلى تعاليم دينية فقيرة، ومن إرادوية شقية اعتقدت أن الواقع ينصاع إلى مشيئة الأفكار وتسخر، إلى حدود الشفقة، من "أنوات ثورية" أقنعها الوهم بأنها قادرة على منازلة الماضي وهزيمته. تطلع عوض إلى "تقدم" آخر، يعترف بالواقع من دون عنف، ويطالب بإصلاح ما يمكن إصلاحه من دون عنت، ويعترف بالتنوع الفكري والسياسي بلا تعصب. أعرب عن "وعيه التقدمي" بشكلين: نقد النظام الملكي والقوى السياسية المرتبطة بالاستعمار، ونقد التصورات التي تريد تحقيق الغايات العادل بوسائل غير عادلة. بيد أنّ وعيه النقدي، في أكثر وجوهه إشراقاً ونضارة، تكشّف في الشكل الروائي الذي توسله، حين ابتعد، وأوغل في بعده، عن النموذج الأدبي الشائع في زمانه واقعياً كان، أو واقعياً اشتراكياً، دون أن يعني ذلك أن واقعية ذاك الزمان كانت تفتقر كلياً إلى الصواب.

استهل ذلك التقدمي المتشائم، أو التقدمي البصير، روايته بالموت وأغلقها به، واشياً بنزعة عدمية، كان الماركسيون ينعتونها بالانحطاط. شاء عوض أن يخبر بأن شكلاً من الفكر المتحزب غير قابل للحياة، لأنه يستدعي الحياة إليه ولا يذهب إليها. ولعل المسافة المتنامية بين فكر عوض والماركسية المتفائلة، في زمانه، دعته إلى نقض التعصب النظري السياسي بمقولات أدبية، سالكاً سبل بعض الماركسيين الذين ردّوا على الجمود النظري بمقولات جمالية. ولهذا تتبّرّأ روايته من شعارات التفاؤل والانتصار والغد الذي يهطل خبزاً وعلماً ووروداً، مختارة طيفاً من المقولات يتحدث عن الضياع والاغتراب والأفول. فالمثقف الثوري هش منقبض الروح، حتى لو بدا غير ذلك، والوجود الإنساني رخو المآل، تترصده الخيبة ويسقط عليه موت غير منتظر، والأنا مهما اشتدت يدوسها التاريخ ويمضي، ولا سبيل إلى اليقين طالما أن المعتصم به يفزع من ظلال النافدة...

قادت هذه التصورات، التي تأمل بها عوض بطله، إلى الذهاب من الواقع إلى ما وراء الواقع، حيث الهذيان القاتل والأرواح المتلاطمة في الفضاء وكوابيس اليقظة والأرواح المتناسخة المتقاتلة، والإنسان القلق المنفتح على الموت، وكل ما يحوّل الواقع، أو ما وراء الواقع، إلى فانتازيا تصير اليقين الشامل إلى دمية جديرة بالرثاء. وبسبب الواقع السطحي، الذي يمسك به واقع محتجب أكثر صلابة، ينقسم القائد الشيوعي حسن مفتاح إلى شخصيتين: شخصية مرئية عالية الصوت شديدة الانضباط، تسوس "اللجنة المركزية" بحزم واقتدار، وشخصية محتجبة يسوسها عالم داخلي قاهر ومقهور، يطارد أشباحاً وتطارده الأشباح وينتهي مصلوباً على مشنقة.

تقول شخصية في الرواية: "تجرّد من اللجنة المركزية قليلاً وانظر إلى الناس نظرك إلى أفراد أحياء. ص: 282". تقرّر الجملة القصيرة أن اللجنة المركزية حجاب يربك الرؤية، وأن الناس أفراد احياء لا مقولات ايديولوجية. ولكن من أين يأتي ذلك الإيمان المتزمت الصادق؟ يتراءى، في الحالين، خلل، يجمع بين الحلم والعماء، وبين حب الناس والحقد عليهم، وبين تحرير البشر والقول بتكثير القبور... ولهذا يقول عوض إنه كتب رواية ضد العنف بعامة، وهو يكتب رواية عن مثقف إيماني يهجس بتغيير المجتمع وإيقاع الفصول.

إن السؤال المنتظر هو التالي: ما الذي يجعل من "اللجنة المركزية" حجاباً يقوم بين المناضل الشيوعي وغيره؟ والجواب الماركسي الذي لا تعوزه المفارقة هو: الأيديولوجيا، التي تأمر حاملها بأن يتعامل "وهمياً" مع الأشياء الحقيقية، علماً أن الماركسية، نظرياً، تصوّر يهتك الأيديولوجيا، أو "الوعي الزائف"، ويبدّدها. والواضح الذي لا يحتاج إلى كثير من المداورة أن البيروقراطية الحزبية، الملتحفة بأيديولوجيا توائمها، تختزل الجهد النظري الماركسي إلى جملة تسويغات ثابتة، أو إلى تبريرات تنبثق من العقل الإيماني وتعود إليه. وواقع الأمر أن الحجاب الأيديولوجي، وفي وضع المثقف بخاصة، محصلة لقاء بين فردية نرجسية و"نظرية كلية المعرفة"، يفضي إلى ذات تتوهم امتلاك الحقيقة. تتبادل الفردية المتحزّبة والمعرفة الكلية المواقع، إذ المثقف على صورة نظريته، وإذ النظرية من صورة معتنقها. يعادل المثقف الحزبي، كما حزبه الذي هو مثقف جمعي، النظرية التي تفصح عن الحقيقة ويؤمّن شخصنتها في آن.

يساوي حسن مفتاح، الذي يجسد الحقيقة وتتجسد فيه، ذاته، وتساوي ذاته القابضة على الحقيقة "اللجنة المركزية"، وتساوي اللجنة المركزية المشخصنة في فرد الحق المطلق، الذي يحق له تخليق البشر بشكل جديد. ولهذا "كان يعلم حسن مفتاح أنه خلق ليصارع العمالقة، وليقتتل مع الأرواح الشريرة التي سوّدت الليالي وملأت الأرض بالغيلان، ص: 175". والأرواح الشريرة لها وجوه كثيرة: الشعب الذي يعيش على الفطرة، والهمج الذين لا يفهمون إلاّ الألوان الأساسية، والقرى المسكونة بالملل الأصفر الأبدي. تترجم تعددية الأرواح الشريرة تعددية الوظائف التي اختار الخير حسن مفتاح للقيام به، سواء اكتفى بتشريعات جديدة أو احتاج إلى قتل كثيف أو جمع بين الطرفين معاً: "إن التشريعات لا تكفي، لا بدّ من المشانق لا بدّ من عزل الجيل الجديد. نعم. المشانق للجيل القديم والمصحات للجيل الجديد. نعم مصحّات، مصحات بطول البحر الأحمر، مصحات بطول البحر الأبيض المتوسط.. ص: 227". صاغ لويس عوض، ساخراً، أحلام المثقف الإيماني بتوليد تاريخ جيد، يستبدل بالقرى المدن وبالحقول المصانع وبالقوة الجسدية الآلة، ويستبدل بالفطرة المتوارثة عقلاً عقلانياً محصناً، لأن العقل الإنسان يوجد في أشكال غير عقلانية.

تستدعي فنتازيا صناعة البشر نصب المشانق وسفك الدماء وتكثير المصحّات، وكل ما يتخّذ من "العنف المقدس" قاعدة له. يبدو حسن مفتاح، الذي يحارب الأرواح الشريرة، سفاحاً لا يقلّ شراً عن الأرواح التي يحاربها. لكن المثقف المبارك بحقيقة تحايثه مبرّأ من هذا كله، فهو يقوم بما أوكل إليه التاريخ القيام به، وهو لو لم يقم به لاصطفى التاريخ آخر ينوب عنه. فالتاريخ له ضرورات لا هرب منها، وله بشر يقع عليهم اختياره لينجزوا ما شاء وأراد. ومثلما تحالف حسن مفتاح مع نظرية تسبغ عليه كمالها وينقلها وعيه المكتمل من بطون الكتب إلى السياسة العملية، فقد شاءه التاريخ حليفاً، ينطقه باسمه ويجسّد إرادته. ولهذا لا يتعسّف حسن في ممارسة أو قول أو اجتهاد، طالما أنه ابن نجيب مطيع لتاريخ اصطفاه وارتضى به. وحتى لو اضطرب واحتار، فإنه خاضع أبداً "لضرورة لا يتبيّنها 177". إنه منطق الجبر وسطوة الضرورة بلغة معينة، أو أنها الحتمية التاريخية، بلغة أخرى، التي تأتي بمجتمع مصري "يعيش على الفطرة"، وتأتي بـ "لجنة مركزية" تمحو الفطرة الراكدة بعقل متجدد بلا انقطاع. ولهذا لم يقتل المثقف حسن مفتاح ابن عمه الفلاح الساذج حين قتله، فما اقتتل مع الفلاح وقتله هي الضرورة، أو روح التاريخ العاقلة التي تزامل العقلاء: "الموت لك يا سيد قنديل. إن الأقدرا قد خلقتك لتكون ضحية. أنت العابر الذي يسعى في أمان فيسقط عليه منزل داثر.. أنت الحاصد الذي يحصد في أمان فترديه رصاصة طائشة كان ينبغي أن تردي البط البري، ص: 187". سخر لويس عوض من "أوهام النظرية إلى حدود العبث، وعبث العمياء والضرورة البصيرة: فهو يوكل إلى ذاته ما توهم بأن التاريخ أوكل فعله إليه، وهويختصر تعقد التاريخ إلى موعظة أخلاقية بسيطة. وهو في الحالين يؤسس لمأساة مزدوجة لا يتبيّن أسبابها: يقتل ابن عمه الفلاح بعد أن يخترعه، ويبرر القتل بنظرية لا يتبيّن معناها.

سخر لويس عوض من "أوهام النظرية" إلى حدود العبث، وعبث بـ "ابن التاريخ" الذي يساوي بين القتل والتقمّص والموت والإصلاح وبين الأحياء والأموات: إن إرادة الجميع ثاوية في إرادة تاريخ غريب، يصاحب بشراً وينبذ آخرين. سخر عوض من ماركسيين اختزلوا النظرية إلى أوهام أيديولوجية، ترضي ذواتهم وتطرد الواقع خارجاً. فالماركسي المفترض، بصيغة الجميع أو المفرد، يخترع الفلاح ولا يراه، ويطالب بسحق الشروط التي تنتج عاداته المستديمة، ولا يتوقف أمام تاريخ مجتمعه، مكتفياً بـ " قوة المعرفة" و "مشيئة التاريخِ، معتقداً "أن الشعب المصري شعب مادي نموذجي لتطبيق النظام الشيوعي عليه،.... ص 245.

حسن مفتاح مناضل صادق تخترقه تناقضات مأساوية متعددة: يحوّل النظرية التي يعتنقها إلى أوهام نظرية مصيّراً التصوّر المادي للتاريخ، بعد اختزاله، إلى تصوّر مثالي، ومستبدلاً بالشروط الاجتماعية الملموسة شروطاً متوهمة منقطعة عنها. وهو يعتقد أنه متسق في النظر والممارسة، دون أن يدري أن ممارسته تخذل، بأشكال مختلفة، القول الإيماني الذي يصرّح به. بل أن تناقضاته تتكشّف صارخة في شكل بيئته الاجتاعية، التي هي مزيج من مثقفين وهوامش نخبوية، توازي المجتمع المصري أكثر مما تتقاطع معه. والسؤال الذي يطرحه عوض بوضوح ساخر هو التالي: إذا كان الوعي الاجتماعي، ماركسياً، انعكاساً لشروط الحياة الاجتماعية فكيف يكون وعي حسن مفتاح "بروليتارياً"، وهو المقيّد إلى معيش يومي مغترب بعيد البعد كله عن حياة العمال وهواجس الفلاحين؟ يفضي المعيش المغترب إلى نتيجتين: وَهْم الانتماء البروليتاري، الذي يفرض على حسن مفتاح أن ينتمي "وهمياً" إلى الطبقات المسحوقة، وأن يتعرّف عليها بشكل وهمي أيضاً. تصدر مأساة المثقف الشيوعي المناضل عن تعامل وهمي مع علاقات حقيقية، فيفعل ما لا يقول به, ويقول بما لا يستطيع أن يفعله. وهو في الحالين صادق وعاجز في صدقه، تأخذ بيده الإيمانية إلى ما تريد لا إلى ما أعتقد أنه يريد الوصول إليه. يقف الإخفاق في منتصف الطريق ويقف الموت في نهايته، لأن الموت هو الفعل الذي يحل التناقضات جميعاً.

أبصر لويس عوض، في سن مبكرة، الممارسة الشيوعية عارية بلا طقوس ولا هالة، ونقد فيها ما سينقده الشيوعيون، أو بعضهم، بعد عقود أربعة: رأى الاختزال، على المستوى النظري، الذي يحول المبادئ النظرية إلى لاهوت فقير/ وسخر من الاختزال، على المستوى التنظيمي، الذي يختصر المجتمع إلى الطبقة والطبقة إلى الحزب والحزب إلى لجنته المركزية التي تصبح مشيئتها، لزوماً، من مشيئة السكرتير العام. وندّد بالاختزال، على المستوى السياسي، الذي يعالج التخلّف بـ "المصحات" ويتحدّث عن "مجتمع مصري شيوعي"، تكتسحه أميّة طاغية. قارن عوض، ساخراً, بين المثقف والفلاح قائلاً بأن الثاني "لا يستطيع أن يستحضر فلاحي فان كوخ كما يفعل حسن مفتاح, ولا يستطيع أن يستحضر أقوال الزملاء، في جلسات اللجنة ا لمركزية كما يفعل حسن مفتاح، ولا يستطيع أن يفكر بالفرنسية كما يفعل حسن مفتاح،.. ص: 209". تطرح سخرية عوض سؤالين لا سخرية فيهما: كيف يمكن، تنظيمياً، توحيد علاقتين غير متجانستين هما: المثقف والفلاح؟ وكيف يمكن توحيد العلاقتين إذا كان المثقف الثوري ينفي الفلاح قبل أن يلتقي به؟ وكيف يمكن اللقاء بين مثقف ماركسي يفكّر بالماركسية وفلاح ورث الأمية ويورّثها إلى غيره؟ هناك جواب ما، في زمن ما، لن يظهر جلياً إلاّ بعد أكثر من خيبة وهزيمة. جواب له علاقة بالأمية والاغتراب، وله علاقة بذلك الطموح الرائع والعجيب والمأساوي إلى صناعة التاريخ والبشر.

قدّم عوض، وهو يقرأ مآل المثقف الشيوعي في زمن انقضى، صورة تكتنفها الفتنة والأسى: مثقف يحلم بتغيير التاريخ ولا يستطيع تغيير ذاته، منتهياً إلى أحد خيارين: الرحيل عن هذا العالم مشيعاً بالكتب والنظريات، أو الارتداد إلى ما كانه، متعلماً تقليدياً خاضعاً واقعي الأحلام. ربما تسمح رواية أوسكار وايلد: "صورة دوريان جراي" بقراءة أكثر اتساعاً لرواية عوض. والسؤال الذي يظل معلقاً في الفضاء دون جواب أخير: هل المثقف التقدمي حالم نزيه مضطرب الحسبان، أم أنه نبي زائف يحتقب النبوة والزيف في آن؟*

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) لويس عوض: العنقاء أو تاريخ حسن مفتاح، دار الطليعة، بيروت، 1966.