صورة العراق المسيحي لم تكن خافية على أحد. بل أن العراق كان دائما مسيحيا قبل قدوم المسلمين إليه فاتحين في القرن الميلادي السابع، الأمر الذي يجعل المؤرخين يؤكدون أن المسيحيين في العراق هم من أقدم الجماعات المسيحية في العالم. وعلى رغم هذا القدم كله، وعلى رغم الاقامة في بلد صعب وملتبس وجاذب للغزاة من كل حدب وصوب كالعراق، فقد ظلت تلك الجماعة تغري الآخرين بنضارتها وتفتحها وجمالها وازدهار سبل عيشها. وظلت تنعش الثقافة الوطنية بأفكارها ورؤاها وأصواتها المتمردة والحالمة. كانت دائما مشروعا لجمال ذاهب إلى ربيعه. شيء جوهري ولامع من اللغة العربية امتزج بذلك المشروع من خلال الأب مار انستاس الكرملي، حارس اللغة المكلف رعاية أناقتها والمولّه بغنجها الأخاذ.