في هذه الشذرات التأملية التي ترد للقصيدة دهشتها الأولى يكتب الشاعر الأردني حيرته إزاء العالم والتباساته الملغزة ويترك للقارئ أن يشحذ حجر التأويل علّه يفك شفرات هذه القصائد المراوغة ويميط اللثام عن بعض كثافاتها.

قصائد

سيف الدين محمد محاسنة

جَنين
الجنينُ الذي يولدُ في تمازجِ الأزمنة
لَعِبَ بكبريتِهِ الماكر
فأضاءَته القبيلة
وارتدى نسمةَ الصحراء
سلَّمَ في يباسٍ
واختفى.

شاهد القبر
الكائنُ الذي أرَّخ لشاهدِ القبرِ لمعانَهُ
وتغطى بشرائح الجُرح
وزعانفِ الرحمة
ساعدَ الصرخةَ على هذيانِها المخيف.

حَجر التأويل
سلالةٌ ترتِّبُ غضاريفَها فوقَ حَجَرِ التآويل
تدفئُ بلهيبِها شهوةَ الجحيم
ومعادنَ النصر
وتقشِّر لنا الجنةْ.

شريعة الكتابة
ذلكَ الكائنُ الذي يضمُّ قناعتَكَ الآخذةَ بالتهتك
يضمرُ لكَ الشمس
ويسجُدُ تحتَ قدميكَ المشقوقتين
يصعِّدُ حبرَ أصابعِكَ الموغلةِ في الكتابة
ويسبحُ في جزيئاتِ عقلكَ المنتصبِ مثلَ مجرَّةٍ تملأ الحُلُم.

لئلا يؤلّب مجنونهُ عليه
لا زالَ يقشِّر العالمَ من طيوره
يتأبطُ الشجرةَ الحيةَ
والحياةَ الميتة
ويمارسُ جميعَ أنواع الخطيئة.


شاعر من الأردن
Sayfaldeen2007@hotmail.com