ينفتح هذا الباب على صوت شعري يمني مقيم في ألمانيا، يعيد تشكيل صورة الوطن في تشظيه واغترابه، صورة أمست نمطية اليوم في ظل ماتعيشه العديد من أوطاننا في العالم العربي، هكذا ينفلت الوطن من وجدان الشاعر الشاب وهو يحاول لملمة ماتبقى في ذاكرته..

صبيٌ ووطن

مجد علي محمد زيد

وطني ..

أبسمكَ تُبتَدأُ القصيدةُ؟

أم تنتهي..

ضحكةُ ذاك الطفلِ

الذي يمم وجهه نحو السماءْ ؟

كم له أن يطيل البكاءْ ؟

بعد أن استعصت عليه الحياةُ

وأصبح عاجزاً

عن اعالةِ أخته الصغرى

حين تستلقي

على حضن أمها منهكةٌ

ترفرف برمشها

وتحاول أن تنامَ

ولا تنامْ

لأن جوعها يؤلمها

ويؤلمني

ويوجعُ قلبَ أخيها الشجاعْ

أيا فراشةً

تخرجُ من يراعْ

أهكذا يصبح الوطن لساكنيه ؟

أهكذا يتجاهل الثريُ

فقيراً يبيعُ الفلَ في الساحاتْ ؟

أهكذا تحزنُ أمٌ خلفت ولداً شجاعْ ؟

وطنٌ يباعُ

وطنٌ يباعْ

***

يخرجُ صباحاً

كي يبيعَ الفل في الساحاتِ

يقترب من أحد الأثرياءْ

يسئله : هل تشتري الفل البهي ؟

يجيبه أين البهاءْ !

فهو لا يهمه أن يرى لوناً جميلاً

ولا أن يشتمَّ رائحة تريح القلبَ

هل له أن ينام تحت ظل شجرةٍ

في كل الظهيرةِ

فتهبُ نسمة من هواءْ؟

وهل له أن يُقَبِلَ طفلةً تبسمت في وجهه

وطنٌ

يباع

في

خفاءْ..

***

يعودُ ليرى أمه

تصارعُ دمعةً سقطت

على جبين الفتاةْ !

يا لهذا الوجودْ

صبيٌ برغيف خبزٍ يعودْ

وهذه البلادُ لها ثروةٌ

لكنها في أيدي القرودْ

بلادٌ

تباعُ

في

جحودْ..

***

تأخذُ الأم الرغيفَ

وتناول طفلتها

فتقولُ..

بل نأكل سوياً

فتدمعُ الأم مرةً أخرى

ولكن في خفاءْ

فليست دموع العين تكفي

لحجب هذا الألمْ

...

بلادٌ تباعُ كالسلعْ..

 

يمني مقيم في ألمانيا