يرى الباحث أن "السيرة الذاتية" ليست كتابة حديثة في الأدب العربي، وشهدت تطوراً مع الزمن، ولا تنحصر في تراجم الكتاب بل تشمل أنواع مختلفة مثل التاريخ، واليوميات، والمذكرات، والاعترافات. وقد اتصف هذا الفن بمواصفات شخصيّة ونفسيّة.

فن السيرة الذاتية وأنواعها في الأدب العربي

عبدالمجيد البغدادي

 

إن فن كتابة السيرة الذاتية نوع قديم من الأدب وهو قد مر بتغيرات مع مرور الوقت لأن العرب كانوا يعرفون هذا الفن في العصر الجاهلي أيضا. وهذا يعني أن هذا الفن ليس حديثا في الأدب العربي بل إنه نوع معروف من الأدب العربي.

وكذلك شهد فن كتابة السيرة الذاتية تطورات مع مرور الزمن، وهو لا ينحصر في كتابة تراجم الكتاب والمؤرخين بل إنه برز في أنواع مختلفة من الأدب مثل التاريخ، واليوميات، والمذكرات، والاعترافات، والقصة، والرواية. واتصف هذا الفن بمواصفات شخصية ونفسية. فإن شاء اﷲ سنلاحظ تاريخ وتطور هذا الفن وأنواعها في الصفحات القادمة.

السيرة في اللغة:
أولا نلقي الضوء على معنى السيرة لغةً وإصطلاحاً، والسيرة في اللغة:

الطريقة، أو السنة:
وقد ورد الشعر في هذا المجال لخالد بن زهير:

فلا تجزعن من سنة أنت سرتها * * * فأول راض سنة من يسيرها(1)

والمقصود من قوله لا تغضبن من تلك السنة أو الطريقة فأنت جعلتها سائرة بين الناس. وكذلك قيل عن السيرة بأنها هي الحالة التي يكون عليها الإنسان وغيره كما يقال: قرأت سيرة فلان: أي تاريخ حياته(2).

ووردت هذه الكلمة في لسان العرب لإبن منطور الإفريقي:

السيْـرُ: "الذهاب، وسار يسير سيرا ومسيرة وسيرورة. والتَّسْيارُ: تَـفْعَالٌ من السير. وسَّيـرهُ من بلده: أي أخرجه وأجلاه. وسَّيـرتُ الجُل عن ظهر الدابة: نزعته عنه. والسِّيْـرَةُ: السنة، والطريقة. يقال: سار بهم سِيْـرةً حسنة، والسيرة: الهيئة، وجاء في القرآن المجيد: سنعيدها سِيرتها الأولى، وسَّير سِيرة: حدث أحاديث الأوائل"(3).

ويقول الفيروز آبادي في قاموسه "القاموس المحيط: السيْـرُ: هو الذهاب، كالمسير والتسيار والمسيرة والسيرورة. َّ والسيْرة: الضرب من السير، والسيْـرةُ بالكسر: السنة والطريقة والهيئة"(4).

السيرة في الاصطلاح:
السيرة في الاصطلاح هي: بحث يقدم فيها الكاتب حياته أو حياة أحد الأعلام المشهورين، ويبرز فيها المنجزات التي تحققت في حياته أو حياة المتحدث عنه.

أما فن السيرة في التعريف الأدبي هو: نوع من الأدب يجمع بين التحري التاريخي، ويراد به مسيرة حياة انسان ورسم صورة دقيقة لشخصيته(5).

وقد بدأ هذا المصطلح سيرة ذاتية إلى الوجود في أول مرة، في بداية القرن التاسع عشر، وجاء في المعجم (Oxford) ويرجع تاريخه إلى عام 1809م(6).

وقد شاع مفهوم كلمة سيرة في الأدب العربي مدللا على الجنس الأدبي الذي يشتمل على حياة فرد من الأفراد(7). والسيرة في الأدب ولها أشكال متعددة وأنواع مختلفة، ولأجل ذلك هي متعددة التعريفات تبعًا للنوع والشكل الذي تلبسه، ولكن أشهر السير وأعمها قسمان:

القسم الأول: السيرة الغيرية:
يُراد بها الجنس الأدبي الذي يكتبه بعض الأفراد عن غيرهم من الناس، سواء أكانوا من الأعلام الذين عاشوا في الزمن الماضي أو في الزمن الحاضر. وقد أخذها عبداللطيف الحديدي في كتابه فن السيرة، بحث يعرض فيه الكاتب حياة أحد المشاهير، فيسرد في صفحاته حياة صاحب السيرة أو الترجمة ويفصل المنجزات التي حققها، وأدت إلى ذيوع شهرته، وأهلته لأن يكون موضوع دراسة(8).

والسيرة الغيرية أقدم زمنا من السيرة الذاتية، لأنها برزت مع التأريخ والأدب. فمنذ وجود الحضارات، جعل الرجال يؤلفون فيها الذين كانوا يتكسبون في بلاط الحكام والسلاطين، فكانوا يكتبون ما كان يجري في زمنهم من تطوّر ونشوء، فكتبوا للملوك والسلاطين، وللحروب والمحاربين، وإن معظم هذه الأعمال تشتمل تحت مفهوم السيرة الغيرية.

القسم الثاني: السيرة الذاتية:
العصر الروماني منذ وجود الجنس الجديد (السيرة الذاتية) في الأدب اهتم اهتمامًا كبيرا في الآداب العالمية عامة، والأدب العربي خاصة وبدأ الدارسون يتناولونه في بحثهم فوضعوا له عدة تعريفات، ومع ذلك ما وضعوا له حتى اليوم تعريفًا واضحا لحدوده، وقد يعود السبب فيه إلى اتصاله بغيره من الأجناس الأدبية الأخرى، ولذلك كثرت تعريفاته، ويعرف هذا الفن عبد العزيز شرف بقوله: السيرة الذاتية تعني حرفيا ترجمة حياة إنسان كما يراها(9).

والسيرة الذاتية تتعلق بالواقع، بأنه يذكر ويقص حياته ويقدّم مسار أفكاره وأحاسيسه. وبذلك التصريح سماه فيلب ليجون بميثاق السيرة الذاتية وشرط وجود السيرة الذاتية هو الميثاق الأوتوبيوغرافي لتكون هناك سيرة ذاتية يكون هناك تطابق بين المؤلف والسارد والشخصية(10).

أما السيرة في القواميس اللغوية فتعني الطريقة والسنة والهيئة وتاريخ حياة الفرد فذلك المعنى اللغوي يكون قريبا من المعنى الاصطلاحي كثيرا، وهناك علاقة وطيدة وصلة قوية بين المدلول اللغوي والمدلول الاصطلاحي.

واجتهد علماء في السيرة الذاتية، ونذكر منهم على سبيل المثال جورج ماي (ت-1949) يقول: "فمن المشاكل التي تطرحها السيرة الذاتية في النظرية النقدية الحديثة، الاهتمام التاريخي بماهية السيرة الذاتية وبدايات ظهورها كفن في الآداب العربية والغربية، وإيجاد مقومات الجنس الأدبي بين الأجناس الأدبية، ومحاولة إيجاد تعريف يتناسب مع الحدود المبدئية لتصنيف السير الذاتية كجنس له هويته، إذ تنوعت التعريفات والمصطلحات للدلالة على مفهوم السيرة الذاتية بمترادفاتها المتعددة"(11).

ويقول جورجماي أنه يصعب الوصول إلى حد ما عن تعريف جامع للسيرة الذاتية وسببها أن السيرة الذاتية هو الجنس الأدبي حديث نسبي، بل لعله أحدث الأجناس الأدبية(12).

وهذه حقيقة بأن الدراسات لم تجمع على سبب وجود الإشكالية في تعريف السيرة الذاتية، ولذلك نرى فيليب لوجون في كتابة السيرة الذاتية يتراجع عن التعريف الذي كان قد وضعه للسيرة الذاتية في دراسته السابقة، ويحاول لبتعريف جديد لها بواسطة سلسلات منشورة بين مختلف النصوص المقترحة للقراءة ويضع في سبيل ذلك قيودا شتى إلى وصول تعريف جامع ومانع للسيرة الذاتية. وبذلك نراه يعترف في النهاية، بأن من الضرورى من وجود نصوص يرجع عنها الدارس هل هي قصة، قصيدة أو سيرة ذاتية(13).

فالسيرة الذاتية موجودة في كل جنس أدبي ومن الصعب الفصل بينها وبين أي جنس فالمبتكر يستذكر أشياء من ذاكرته.

واصطلاح السيرة الذاتية قد ورد من الانجلترا في بداية القرن التاسع عشر، وكلمة السيرة تدل على معنيين قريبين من جهة ومختلفين من جهة أخرى:

والمعنى الأول: قائله لاروس (1866م) بأن حياة شخص مكتوبة من قلبه. فهي قسم من الاعتراف في ضد المذكرات التي تسرد أحداثا يمكن أن تكون غريبة عن السارد.

والمعنى الثاني: هي كل نص يبدو أن كاتبه يكتب عن حياته أو مشاعيره مهما كان الميلان من جهة الكاتب، وهذا المعنى هو الذي قصده فابيروا في المعجم الكوني للأدب 1876م، حينما قال فيها: "إنّ السيرة الذاتية عمل أدبي، رواية، سواء كان قصيدة أم مقالة فلسفية قصد المؤلف فيها بشكل ضمني، أو بشكل صريح رواية حياته وعرض أفكاره أو رسم حياته، ولوجون يقول عن السيرة الذاتية هي كل عمل يجمع في الوقت نفسه الشروط اللغوية والموضوعية وما يتعلق بالراوي في حين لا تجمع الأنواع المشابهة للسيرة الذاتية"(14).

حسب التعريفات السابقة نجد أن السيرة الذاتية تشتمل على وصف طريقة الكتابة. والسيرة الذاتية هي فن من الفنون التي تجعل وتبني المبنى من الثقة بين الكاتب والقارئ، ولذا يجب على الكاتب بالتزام الصدق عند كتابة سيرته، وهذا يجعله قريبا إلى نظرة القارئين.

ويرد سؤال بأنه إلى أي حد يمكن أن يكون صادقا مع ذاته في كتابة سيرته؟

ويجيب عن هذا السؤال إحسان عباس حين يقول: الصدق الخالص أمر يلحق بالمستحيل، والحقيقة الذاتية صدق نسبي، مهما يخلص صاحبها في نقلها على حالها(15).
السيرة الذاتية في الأدب العربي القديم:
أوّل مشكلة نجدها عند كل كاتب السيرة، هي: الأسلاف احتجبوا خلف ما كتبوا، وقد يذكر أن بعض الطوائف يحتجبون خلف اعترافاتهم العقلية.

وهنا تبرز سيرة ابن سينا القصيرة لكن الغنية تجربتها المعرفية(16). ولا شك في ذلك بأنّ الشخص العربي كان يمدح قبيلته على كل حال، وكان الشخص العربي يلتزم قرارات قبيلته مهما كانت الظروف وهذا ما يميزه قول دريد بن الصمة:

وهل أنا إلا من غزية إن غوت * * * غويت وإن ترشد غزية أرشد(17)

ويقول عبدالرحمن البدوي إذا لم تصلنا نصوص نثرية مكتوبة سردها إنسان عاش في العصر الجاهلي عن نفسه فذلك لأنّ الكتابة كانت قليلة في العصر الجاهلي(18).

وكان للشاعر الجاهلي مقام كبير في قبيلته لأنه كان يدافع عنها بشعره ويسجل أعمالها وحروا ولذلك قد وصل إلينا الشعر ولم يصل النثر لأن الشعر أسهل في الحفظ والتداول بين الرواة(19).

والشعر كذلك استطاع أن يشتمل على س يرة ذاتية وإن كانت غير واضحة. أما بالنسبة في العصر الإسلامي فإنّ أول قطعة وصلت إلينا هي ما رواه سليمان الفارسي(ت-36ه/ 656م) عن نفسه، وهذه القطعة ذكرها الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد وأسندها إلى ابن عباس، حينما يذكر فيها السيرة الذاتية عن نسبه، وهذه القطعة قد تعتبر أول بذرة للسيرة الذاتية في القرن الأول.

وبعد ذلك نجد باقة من قطع السير الذاتية متناثرة في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ما تتعلق بسيرة الشاعر الأموي نصيب بن رياح وسيرة إبراهيم الموصلي (ت-177ه) وإسحاق ابن إبراهيم الموصلي.

وبعد كتاب الأغاني قد وجدنا السير الذاتية في كتاب آخر هو: "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" لموَفَّق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم بن خليفة الخزرجي المعروف باسم ابنُ أبي أصيبعة (توفي قرابة عام 1269 م) فقد ورد فيها سيرة ابن إسحاق وابن الهيثم(20).

وذكر إحسان عباس في كتابة فن السيرة، أن ابن الهيثم (ت- 430ه) كان صريحا في سيرته إلى درجة تضر بسمعته بين الناس(21) كما أنّ ابن الهيثم شغل منذ أول أمره باختلاف الفرق، وقد اهتدى بفطرته إلى أنّ الحق بين الطوائف والملل والمذاهب إنما هو في طريق الوصول إليه، واقتنع بأنّ معرفة الحق هي التي تقربه إلى ربه، بعث عزيمته إلى هذه المعرفة التي لا تنال إلاّ بالعلم وبذلك تحدد وسيلته وغايته(22).

وفي كتب التراجم التي حفظت لنا شيئا من قطع السير الذاتية معجم الأدباء لياقوت الحموي إذ يورد السيرة الذاتية لعلي ابن زيد البيهقي نستطيع أن نلاحظ من هذه القطع السير الذاتية، وإن لم تكن تامة تشكل بذورًاً خصية لفن السيرة الذاتية، فنحن نجد في بعض منها أسلوبا أدبيا مفعما بالحيوية(23).

وهناك عدة رسائل تشتمل على السير الذاتية منها:
رسالة محمد بن زكريا الرازي
(ت-313ه) فيما كتبه عن سيرته وسلوكه الفلسفي، ورسالة الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي(ت-414ه) ذكر فيها بعض الأحوال الذاتية، وكذلك هناك رسالة لإبن الجوزي "لفتة الكبد إلى نصيحة الولد".

والكتب التي تشتمل على السير الذاتية منها كتاب طوق الحمامة في الألفة والآلاف لإبن حزم الأندلسي (ت-456ه) والمنقذ من الضلال لإمام الغزالي (ت-505ه) يذكر فيها شيئا من القضايا الروحية. ولعلّ أخر بذور السيرة الذاتية في الأدب العربي القديم والتي وصلت إلينا هي سيرة ابن خلدون (ت-707ه) المسمى بابن خلدون وهي سيرة ذاتية.(24)

يمكن اعتبار هذه النماذج الأصولية التي تخرج منها رائحة لتاريخ السير الذاتية وتعتبر هذه النماذج المنتشرة في الكتب والرسائل قاعدة لانطلاق هذا الفن الأصيل.

السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث:
أما في العصر الحديث فنجد هذا الفن السير الذاتية في آية القرن التاسع عشر الميلادي، بعد حملة بونابارت على مصر في سنة 1797 الميلادية(25). وسلك المحدثون على طريقة قدمائنا في الترجمة لأنفسهم، بعد الاطلاع وإتقان من اللغات الأجنبية عند العرب(26) وفي هذا المنطلق يكتب محمد بن عمر التونسي (ت-1857م) في كتابه "تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان" عام 1832م ويحتوي مقدمة هذا الكتاب سيرة المؤلف نفسه، ثمّ تحدث عن الوظائف التي شغل بها، ثم تحدث عن رحلته إلى بلاد السودان(27).

وكتاب تخليص الإبريز لرفاعة الطهطاوي (ت-1873) فقد يعده الباحثون من الكتب الأساسية في فن السيرة الذاتية، والحقيقة بأنّ هذا الكتاب كان محتجبا عن عيون الناس فترة من الزمان وغرض رفاعة من هذا الكتاب، هو ذكر رحلته إلى فرنسا وهذا قد يفيد للدارسين الذين سوف يسافرون إلى فرنسا أو الانجلترا(28).

وفي رأي إحسان عباس (ت-2003) حول الكتاب (الأيام) لطه حسين (ت-1973م) هو أول كتاب في السير الذاتية الحديثة ولا يتسابق معه كتاب آخر من أدبنا العربي، وله ميزات عديدة منها: الطريقة البارعة في القصص، والأسلوب الجيد، وكذلك العاطفة المكنونة، والقدرة على السخرية(29). وكذلك نجد السيرة الذاتية لابن حزم الاندلسي (ت-456ه) في كتابه "طوق الحمامة في الألفة والآلاف" ويتزين هذا الكتاب بالأحداث التاريخية وقد يتصور القارئ بأن أمامه يجري الحوادث مثل الأفلام الجارية على الشاشة(30).

ونحن نرى في العصر الحديث بعض الناثرين ينسجون ترجمتهم في نسيج قصصي، منهم: الشدياق (ت-1887م)، وتوفيق الحكيم (ت-1987م)، والجدير بالذكر أنّ طه حسين تأثر من روسو (ت-1778م) واعترفه بصراحة(31)، بيد أن طه حسين قد أبدع في هذا الميدان وفي مجال النقد الأدبي مع ذلك كان موهوبا في مجال القصة والرواية(32).

وكذلك قد تأثر أحمد أمين بكتاب الأيام ومشى على منوال طه حسين حينما كتب سيرته في حياتي وليس سبب التأثر هو شهرته الأدبية فحسب، بل أثرت شخصيته في نفسيته(33).

أمّا كتاب "حياتي" لأحمد أمين (ت-1954م) فيمثل فيه العلاقات الخارجية بالناس والأماكن ويميل إلى ذكر الحقيقة وأسلوبه جميل واخباري ومرتبط بين السيرة الذاتية والتاريخ ومبتعد عن الناحية الفنية. وكذلك نجد في العصر الحديث أيضًا في أدبنا السيرة ذاتية للأديب توفيق الحكيم في "عصفور من الشرق"(34).

أما عباس محمود العقاد (ت- 1964م) فنراه مختلفا في أسلوبه في كتابة سيرته الذاتية واختلف اختلافا تاما عن طريقتي وأسلوبي طه حسين وأحمد أمين.

نـجد عند العقاد أسلوبا تـحليليا تفسيريا، وهو تعود عليه وكتب مقالاته على هذا الأسلوب(35).

وكذلك نلاحظ فيها اختلاف البناء الفني أيضًا عن طريقة طه حسين، وأحمد أمين(36).

و"الأيام" لطه حسين هو كتاب لسيرة ذاتية وهي رائعة جدا في الأدب العربي، أما الكتب للآخرين وهي قصة محضة مثل كتب لتوفيق الحكيم والمازني (ت-1949م)، ونجد في هذه الكتب شيئا قليلا من العناصر الذاتية والترجمة الشخصية ونفس هذا الشيء موجود في كتب العقاد أيضا. وإلى جانب ذلك هناك بعض الأعلام مثل نجيب محفوظ (ت-2006م) الذي جعل سيرته في إطار قصصى ممتلئ بالعمق والذاتوية، وكذلك محمد شكري(ت-2003م) الذي كتب سيرته في كتابه الموسومة "الخبز الحافي" وجبرا إبراهيم جبرا (ت-1994م) يكتب السيرة الذاتية في "البئر الأولى" وفيصل الحوراني (ولد-1939م) يكتب في "الوطن في الذاكرة" ومحمد القيسي (ت-2003م) في كتابه "ثلاثية حمدة" وفي هذه الكتب لا يكون الفكر مقارنا بالجنس المرتبط بالشعر، كالقصة الشعرية، والسيرة الذاتية الشعرية(37).

والآن نخرج من إطار السيرة الذاتية ونتكلم عن أنواع مشابهة لها وهي:
التاريخ، واليوميات، والمذكرات والاعترافات والقصة والرواية.
السيرة الذاتية والتاريخ:

السيرة الذاتية تمشي إلى جانب التاريخ جنبا بجنب، تنشأ وتشب في حضن التاريخ، وهي تتحدث عن فرد منذ ولادته ونموه وتعليمه وتربيته إلى لقاء ربه تعالى، كما ذكرنا سابقا عن تعريف لوجون فنلحظ بأن السيرة الذاتية لم تغفل عن التاريخ، بل تمشي إلى جانب صاحب السيرة، والمؤلف يكتب كلما وجد معه أو مع صاحب سيرة غيره.

كما يذكر إحسان عباس هذه العلاقة الوطيدة بين السيرة الذاتية والتاريخ إذ يقول: كلما كانت السيرة تعرض للفرد في نطاق المجتمع، وأعماله متصلة بالأحداث العامة، أو منعكسة منها، أو متأثرة بها، فإن السيرة تحقق غاية تاريخية(38).

ولكنه يضيف: وكلما كانت السيرة تجتزئ بالفرد، وتفصله عن مجتمعه، وتجعله الحقيقة الوحيدة الكبرى، وتنظر إلى كل ما يصدر عنه نظرة مستقلة، فإن صلتها بالتاريخ تكون واهية ضعيفة(39).

كما ادعينا بأن السيرة الذاتية والغيرية كلتيهما يمشي مع التاريخ جنبا بجنب وهناك أدلة على هذا الاتصال بين السيرة والتاريخ، وهي: نحن نرى أكثر من الأحيان، بأن التاريخ قد يكون تأريخا لحياة قوم ما، بل إنه يمكن من خلال تقصي التاريخ والمعاينة والتدقيق في تلك السير رسم صورة واضحة الطريق عن تاريخ الأمة في تلك الفترة. ومنها سيرة حنا إبراهيم الشاب، فهو يؤُرخ فيها لحرب 1948 الميلادية، وكذلك لحرب1967 الميلادية وفيها يرسم صورًةً واضحةً لليهود في تلك الفترة، وكذلك نجد الأمر نفسه في كتاب مريد البرغوثي رأيت رام اﷲ حيث يؤرخ ويكتب فيها لحرب1967 الميلادية، ويكتب السيرة الذاتية مرتبطا بالتاريخ، كما قال أحمد أمين في كتابه "حياتي" "لماذا –إذن– لا أؤرخ حياتي، لعلها تصور جانبا من جوانب جيلنا، وتصف نمطا من أنماط حياتنا، ولعلها تفيد اليوم قارئا وتعين غدًا مؤرخًا، فقد عنيت أن أصف ما حولي مؤثرا في نفسي متأثرا مما حولي"(40).

إذا قلنا بأن السيرة الذاتية تشبّه بالتاريخ وترسم صورة واضحة من التاريخ، فإن ذلك لا يعني أنها تتطابق معه تطابقا تاماً من كل الوجوه، بل إنها تختلف عن التاريخ في عدة أمور، من أهمها: أن السيرة الذاتية تعتمد على ذاكرة فقط وقد تسقط بعض الأشياء والأمور وتغفل عن بعضها الآخر، بينما التاريخ يعتمد على الوثائق العلمية والشهادات الموثوقة، فمن يتوضح الفرق بين السيرة الذاتية والتاريخ. وعليه نستطيع القول أن السيرة الذاتية فن أدبي مرتبط بالتاريخ، والدليل عليه بأن كثيرا من السيّر حين تفقد العنصر التاريخي، فتصبح أقرب إلى الإخبار الذي يراد منه الفائدة العامة فقط.

السيرة الذاتية والمذكرات:
كما نعرف، تتحدث المذكرات عما يجري حول كاتبها، وهي تولي اهتماما كبيرا للأحداث حول كاتبها وخارجها أكثر مما توليه للكاتب نفسه.

ونستفيد من المذكرات بمقدار كبير من حيث المعلومات عن المجتمع الذي يدور حول كاتب المذكرات(41) معنى ذلك بأن الكاتب لا يتكلم عن نفسه بالضرورة، ولكنه يتكلم عما يدور حوله من الأحداث، ويدوّنها ويؤرخ لها، وهو لا يكتب عن نفسه إلا الشيء البسيط.

وورد في تعريف المذكرات بأنه: سرد كتابي لأحداث جرت خلال حياة المؤلف، وكان له فيها دور، وتختلف عن السيرة الذاتية بأنها تخص العصر وشؤونه بعناية كبرى، فتشير إلى جميع الأحداث التاريخية التي اشترك فيها المؤلف، أو شهدها، أو سمع عنها من معاصريه، وأثرت في مجرى حياته(42).

وثبت يذلك بأن المذكرات تولي الحياة العامة أثناء الحياة الخاصة للكاتب، لأنها توحي إلى حياة فرد كما تراها. وهناك فرق بسيط بين المذكرات والسيرة الذاتية وهي أن السيرة تعتمد على الذاكرة، وتهتم بها، وعلى تسجيل ما مر بها، والمذكرات فقد تكون جزءا مهما يشاهد كاتب السيرة على تذكر ماضيه، أما المذكرات فهي تعتمد على الوقائع التاريخية ولا دخل للذاكرة فيها. مثل مذكرات محمد عزة دروزة التي بدأ نشرها عام 1948م وجاءت تحت عنوان "مذكرات وتسجيلات مائة عام فلسطينية"(43).

السيرة الذاتية واليوميات:
اليوميات فهي كذلك تشبه مع السيرة من وجه وتختلف عنها في أوجه أخرى، إذ أن اليوميات تشبه السيرة في ذكر ما يتعلق بحياة فردما، وتختلف اليوميات عن السيرة في عدم تتبع نمط فني. وشرع الاهتمام بكتابة اليوميات في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، وكان أصحاب اليوميات يرغبون في عدم نشرها، أول رجل شرع فيها وجعلها يسجل يوميا في الأدب الإنجليزي هو وليم دوجديل الذي كتب في يومياته خمسة وأربعين سنة من حياته، ولكنها لم تنشر إلا بعد وفاته. وفي رأي بعض العلماء والكاتبين مثل استاوفر، ومسز بور بأنها ليست تراجم ذاتية، رغم ذلك بأن لها قيمة، وأنها كانت من البذور الأولى للترجمة الذاتية الأدبية كما يبدو من يوميات دوجديل وما تبعه من كتابها(44).

اليوميات تعتبر من أعمال جامدة، وأنها لا تلتزم بتقنيات فنية بدرجة الإبداع، وكذلك ليس من الصعب كتابة الأحداث اليومية التي تجري في حياة شخص ما، ولكن القدرة والاستيعاب على هذه الأحداث وكتابتها تبقى ضرورية لتصليح الترجمة الذاتية أو الغيرية، تحتاج إليها اليوميات التي تركز على رصد الأحداث فقط.

وأحسن نموذج على ذلك نجد كتاب"يوميات الحركة الوطنية الفلسطينية" لأكرم زعيتر (ت-1996م)(45).

السيرة الذاتية والاعترافات:
هناك قسم آخر من أقسام الترجمة الذاتية وهي الاعترافات، التي شاعت في القرن الثامن عشر تقريبا في أوروبا. وهي رياضة روحانية تشبه بتجربة الإلهام عند الفنان، فقد كانت الاعترافات الدينية في العصور الوسطى وتعنى عناية شديدة بتصور تجربة الكشف الصوفي. وأبرز مثال على ذلك هو اعترافات القديس أوغسطين التي تعتبر في قمة الاعترافات الدينية.

ويؤكد الدكتور يحيى عبد الدايم في كتابه الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث: الصوفي ينقل لنا تجربة ذاتية تتصل بعالم غير مألوف لنا، في لحظات فورية فجائية، يخرج فيها عن شعوره الواعي، محلقًا بعيدًا عن عالمنا الأرضي إلى عالم سماوي، ثم لا يلبث وعيه أن يرتد إليه، فيصور مواجيده، وما شاهده في تجربته الكشفية تصويرا صادقا.(46)

عندنا في الأدب العربي أمثال وأشباه عديدة للاعترافات في كلام المتصوفين نحو "النصائح الدينية والنفحات القدسية" للحارث بن أسد المحاسبي، و"المنقذ من الضلال" لأبي حامد الإمام محمد الغزالي، و"الطواسين" لإبن منصور الحلاج، وكلها تصطبغ بالاعترافات التي هي أقرب إلى السير الذاتية في مواصفاتها وأسلوب كتابتها، والاعترافات تقتصر بالاعتراف الديني تحت وطأة الإحساس بالذنب أو الخطيئة. ولكن هناك اعترافات جان جاك روسو التي لاقت شهرة واسعة لم تكن اعترافات دينية لأنها اتصفت بالفحش في الصدق(47).

السيرة الذاتية والرواية:
الرواية فن من فنون الأدب، غايته سرد حادثة أو معالجة فكرة اجتماعية بأسلوب يقوم على السرد أي حكاية الوقائع على النسق التاريخي والتشويق.

فأكثر الأعمال الأدبية تدل على ذاتية كاتبها، كما نعرف بأن هذه الذاتية تختفي وراء الشخصية الروائية. بيد أنه ليست كل قصة صورت حياة صاحبها تعد ترجمة ذاتية له. ويقول جورج ماي: ما يميز موقفنا عند قراءة سيرة ذاتية عن موقفنا عند قراءة رواية، ليس كون الأولى حقيقية والثانية خيالية، وإنما كون الأولى تظهر لنا في لبوس الحقيقية والثانية في لبوس الخيال(48).

وأولئك الذين ترجموا لأنفسهم في قالب روائي وقصصي جوس إدموند في كتابه الوالد والولد، وكتب عن نفسه في كل جزء من أجزاء الرواية، رغم أنه لم يغفل عناصر الفن التي تجلب المتعة إلى القارئ(49).

وفي النهاية أود أن أختم عملي المتواضع بالثناء والحمد ﷲ سبحانه وتعالى بأن وفقني وأعانني على القيام بالدراسة للسيرة الذاتية وأعرض أهم النتائج التي توصلت إليها وهي:

أن فن السيرة الذاتية من الأجناس الأدبية القديمة المستحدثة التي طرأ عليها بعض التطورات والتغيـرات، فـقد عرفه العرب الـقدماء منذ الـعصر الجاهلي ففن السيرة ليس فنا مستحدثا، إنما هو معروف منذ القدم.

تطور فن السيرة فلم يقتصر على الترجمة الحرفية للأدباء أو المؤرخين، وظهرت لها: أشكال فنية مختلفة كالمذكرات واليوميات وتناولت بعض الملامح الذاتية والخصائص النفسية، وأصبح هناك أنواع للفن السيري الذاتي كالسيرة الذاتية والسيرة الغيرية، قد تعددت موضوعات ومضامين السيرة فأصبحت تتناول الجوانب الاجتماعية والسياسية، بل شملت جميع مناحي الحياة.

(أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية، جامعة العلامة إقبال المفتوحة، إسلام آباد)

(نشرت في مجلة القسم العربي، جامعة بنجاب لاهور-باكستان، ع23)

* * *

الهوامش:
(1) ابن منظور: لسان العرب، الجزء الرابع، الطبعة الثالثة، دار صابر، بيروت، 1414 ه، ص: 389-390.

(2) المعجم الوسيط: قام بإخراج هذه الطبعة إبراهيم أنيس، وآخرون، الجزء الأول، الطبعة الثانية، أشرف علي، حسن علي عطية، محمد شوقي أمين، 1972م، ص:476.

(3) ابن منظور: لسان العرب، دار صادر، ب يروت، 1994، مادة سير.

(4) الفيروز أبادي: القاموس المحيط، ، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط2، 1987، مادة سير.

(5) عبد النور، جبور: المعجم الأدبي، دار العلم للملايين، لبنان، ط2، 1984، ص: 143.

(6) شرف، عبد العزيز: أدب السيرة الذاتية، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، مصر، 1992، ص: 42.

(7) كلمة الترجمة آرامية نقلت إلى العربية، ولم تستعمل إلا في أوائل القرن السابع الهجري علي يد أبي عبد اﷲ ياقوت الحموي 574-626ه في مؤلفه معجم الأدباء وأرادوا (حياة الشخص) وباتت مرادفة لكلمة سيرة في معظم الكتب التي تناولت السيرة. انظر: عبد الدايم، يحيى: الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث، ص3.

(8) الحديدى، عبد اللطيف: فن السيرة بين الذاتية والغيرية في ضوء النقد الحديث، دار السعادة للطباعة، القاهرة، ط: 1، 1996، ص: 67.

(9) شرف، عبد العزيز: أدب السيرة الذاتية، ص: 27.

(10) محمد بوعزة: تحليل النص السردي (تقنيات ومفاهيم)، الطبعة الأولى، منشورات الاختلاف، الدار العربية للعلوم، الرباط، الجزائر، 1421 ه، ص: 32.

(11) أمل التميمي: السيرة الذاتية النسائية في الأدب المعاصر، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء المغرب، ط 1. 2005، ص: 23.

(12) اني عبد الفتاح شاكر: السيرة الذاتية في الأدب العربي، فدوى طوقان، جبرا إبراهيم جبرا، وإحسان عباس نموذجا، المؤسسة العربية للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 2002، ص09.

(13) فيليب لوجون: السيرة الذاتية، الميثاق والتاريخ، ترجمة عمر حلي، المركز الثقافي العربي، ط 1، 1994، ص22.

(14) المرجع نفسه، ص10.

(15) عباس، إحسان: فن السيرة، دار الثقافة، بيروت، ط2، 1956، ص: 113.

(16) محمد صابر عبيد: السيرة الذاتية الشعرية (قراءة في التجربة السيرية شعراء الحداثة العربية)، عالم الكتب الحديث، إربد، العراق، ط12008، ص: 4.

(17) دريد بن الصمة، شرح ديوان الحماسة لأبي تمام، دار الكتب العربية، بيروت، ط1، ص: 577.

(18) اني عبد الفتاح شاكر: السيرة الذاتية في الأدب العربي، فدوى طوفان وجبر إبراهيم جبرا، إحسان عباس نموذجا، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الأردن، ط، 1، 2002، ص: 37.

(19) المرجع نفسه، ص: 38.

(20) اني عبد الفتاح شاكر: السيرة الذاتية في الأدب العربي، فدوى طوفان وجبر إبراهيم جبرا، إحسان عباس نموذجا، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الأردن، ط، 1، 2002، ص: 42.

(21) المرجع نفسه، ص: 136.

(22) شوقي ضيف: الترجمة الشخصية، دار المعارف، القاهرة، ط4، 1978، ص: 17-18.

(23) اني عبد الفتاح شاكر: السيرة الذاتية في الأدب العربي، ص: 44.

(24) المرجع نفسه، ص: 45-49.

(25) اني عبد الفتاح شاكر: السيرة الذاتية في الأدب العربي، ص: 67.

(26) شوقي ضيف: الترجمة الشخصية، دار المعارف، القاهرة، 1987، ص: 105.

(27) تعتبر أول سيرة ظهرت في العصر الحديث، فيها تنقلات الشدياق وبعض أحواله، راجع ذلك في كتاب إحسان عباس في فن السيرة، ص: 130.

(28) اني عبد الفتاح شاكر: السيرة الذاتية في الأدب العربي، ص: 70- 71.

(29) إحسان عباس: فن السيرة، دار صادر بيروت، ط1، 1996، ص: 132.

(30) خالد الكركي: طه حسين روائيا، مكتبة الرائد العلمية، دار الجيل، بيروت، لبنان، ط1، 1992، ص: 113.

(31) المرجع نفسه، ص: 115.

(32) مصطفى الصاوي الجويني: في الأدب العالمي (القصة، السيرة، الرواية)، منشأة المعارف، الإسكندرية، مصر، ط1، 2002، ص: 189.

(33) إحسان عباس: فن السيرة، ص: 135.

(34) المرجع نفسه، ص: 137.

(35) اني عبد الفتاح شاكر: السيرة الذاتية في الأدب العربي، ص: 80.

(36) المرجع نفسه، ص: 81.

(37) عباس، إحسان: فن السيرة، ص: 139.

(38) المرجع نفسه، ص: 11.

(39) المرجع نفسه، ص: 7-11.

(40) أمين، أحمد: حياتي، مكتبة النهضة المصرية، مصر: ط6، 1978، ص: 7.

(41) شرف، عبد العزيز: أدب السيرة الذاتية، ص: 44.

(42) عبد النور، جبور: المعجم الأدبي، ص: 246.

(43) المرجع نفسه، ص: 247.

(44) عبد الدايم، يحيى: الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث، ص 15.

(45) قاسمية، خيريه: المذكرات والسير الذاتية الفلسطينية، الموسوعة الفلسطينية، قسم الدراسات، المجلد الثالث، ط1 .بيروت، 1990، ص: 157-756.

(46) عبد الدايم، يحيى: الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث، ص: 13-14.

(47) المرجع نفسه، ص: 14-18.

(48) ماي، جورج: السيرة الذاتية، تعريب محمد القاضي وعبد اﷲ صوله، بيت الحكمة، قرطاج: تونس، ط1، 1992، ص: 184-185.

(49) عباس، إحسان: فن السيرة، ص: 611-118.

* * *

المصادر والمراجع

(1) ابن منظور: لسان العرب، الجزء الرابع، الطبعة الثالثة، دار صادر، بيروت، 1414ه.

(2) إحسان عباس: فن السيرة، دار الثقافة، بيروت لبنان، ط1، 1996م.

(3) أمل التميمي: السيرة الذاتية النسائية في الأدب المعاصر، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء المغرب، ط1. 2005م.

(4) أمين، أحمد: حياتي، مكتبة النهضة المصرية، مصر: ط6، 1978م.

(5) اني عبد الفتاح شاكر: السيرة الذاتية في الأدب العربي، فدوى طوقان، جبرا (6) إبراهيم جبرا، وإحسان عباس نموذجا، المؤسسة العربية للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 2002م.

(7) الحديدي، عبد اللطيف: فن السيرة بين الذاتية والغيرية في ضوء النقد الحديث، دار السعادة للطباعة، القاهرة، ط: 1، 1996م.

(8) خالد الكركي: طه حسين روائيا، مكتبة الرائد العلمية.

(9) شرف، عبد العزيز: أدب السيرة الذاتية، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، مصر، 1992م.

(10) شوقي ضيف: الترجمة الشخصية، دار المعارف، القاهرة، ط4، 1978م.

(11) عباس، إحسان: فن السيرة، دار الثقافة، بيروت، ط2، 1956م. دار الجيل، بيروت، لبنان، ط1، 1992م.

(12) عبد الدايم، يحيى: الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث، دار الجيل، بيروت، لبنان، ط1، 1992م.

(13) عبد النور، جبور: المعجم الأدبي، دار العلم للملايين، لبنان، ط2، 1984.

(14) الفيروز أبادي: القاموس المحيط، ، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط2، 1987م، مادة سير.

(15) فيليب لوجون: السيرة الذاتية، الميثاق والتاريخ، ترجمة عمر حلي، المركز الثقافي العربي، ط 1، 1994م.

(16) قاسمية، خيريه: المذكرات والسير الذاتية الفلسطينية، الموسوعة الفلسطينية، قسم الدراسات، ا لد الثالث، ط1، بيروت، 1990م.

(17) ماي، جورج: السيرة الذاتية، تعريب محمد القاضي وعبد اﷲ صوله، بيت الحكمة، قرطاج: تونس، ط1، 1992م، ص: 184-185.

(18) محمد بوعزة: تحليل النص السردي (تقنيات ومفاهيم)، الطبعة الأولى، منشورات الاختلاف، الدار العربية للعلوم، الرباط، الجزائر، 1421ه.

(19) محمد صابر عبيد: السيرة الذاتية الشعرية، قراءة في التجربة السيرية شعراء الحداثة العربية، عالم الكتب الحديث، إربد، العراق، ط1، 2008م.

(20) مصطفى الصاوي الجويني: في الأدب العالمي القصة، السيرة، الرواية، منشأة المعارف، الإسكندرية، مصر، ط1، 2002م.

(21) المعجم الوسيط: قام بإخراج هذه الطبعة إبراهيم أنيس، وآخرون، الجزء الأول، الطبعة الثانية، أشرف علي، حسن علي عطية، محمد شوقي أمين، 1972م.