توضيحات في شأن مهرجان الشعر المغربي ـ الإيبيري

مراد القادري

 

ارتأيتُ أن أتوجَّه بهذه السّطور إلى الرأي العام الثقافي، وتحديداً إلى أصدقائي الشُّعراء المغاربة، ليس للتّعقيب على بيان جمعية الشعر المغربي ـ الإيبيري، أو للدّفاع عن بيت الشعر في المغرب الذي لهيئته التنفيذية وحدَها الحقُّ في الرد على ماجاء في البيان المذكور.بل لتقديم بعض التوضيحات لكُلّ من تابعَ بيانَ الهيئتين حول الخِلاف القائم بينهما في شأن مهرجان الشعر المغربي ـ الإيبيري، علَّها تُسهِم في رفع بعض الالتباسات، اعتبارًا لكوني عضو اللجنة التحضيرية لهذا المهرجان وتابعتُ باسم بيت الشعر، إلى جانب الشاعر الصديق حسن نجمي، أطوارَ تحضيره منذ اللحظة الأولى.

ـ عندما طُرح، خلال الجمع العام الأخير لبيت الشعر في المغرب (1 يوليوز 2006)، مقترحُ إقامة مهرجان للشعر المغربي ـ الإيبيري، وتم تبنّيه من طرف الجمع العام، صار هذا المقترحُ جزءًا من البرنامج الثقافي والشعري لبيت الشعر، ولم يعد مُهمّاً، بعد ذلك، التساؤُلُ أو معرفةُ من صاحب الفكرة، أو من كان المُبادرَ إليها.فأعضاءُ أيِّ جمعية مدعوّون، خِلال مؤتمرات منظماتِهم، إلى تقديم المقترحات التي من شأنها تطويرُ ممارسة وأداء جمعيتهم، والارتقاءُ بها إلى آفاق جديدة.وليس طرحها، ونقلها فيما بعد أو تهريبها إلى جهة أخرى.

دُونَ ذلك، سيُصبح العمل الجمعوي مُفرغا من أي التزام أخلاقي. نُقدّم اقتراحاً هنا، وحين يتأخر تنفيذه أو تواجهه مصاعب مادية أوماشابه، نُؤسّسُ له جمعية خاصة.إنها التراجيديا التي عاشَها ويعيشُها المشهد السياسي والنقابي ببلادنا، والتي أدت إلى ظواهر العزوف وانعدام الثقة....وأتمنى ألاّ يسقطَ الفعلُ الثقافي في براثن هذه النزعات الضيقة والشخصية.

ـ تتأسَّسُ أهميةُ المُقترح الذي تبنّاه بيتُ الشعر في المغرب خلال جمعِه العام الأخير، والقاضي بتنظيم مهرجان للشعر المغربي ـ الإيبيري، على قيمة وأهمية العلاقات الثقافية والشعرية التي ميّزت تاريخًا حيًّا من العبور والتفاعل مع شبه الجزيرة الإيبيرية في الماضي البعيد والقريب.ومن ثمة، كان اللقاءُ عنوانا لحاجة ثقافية، ولحظة حضارية، ستُسهِم في الإجابة، عبر الشعر ومن خلال القصيدة، على التحديات التي نعيشُها كشعوب (المغرب ـ إسبانيا ـ البرتغال) تسعى للتأكيد على قِيم التَّعايش والانفتاح والحوار.

الآن, ما أهمية هذا اللقاء في ظل الدينامية الثقافية والشعرية التي نتحدّثُ عنها وقد أضحى المُقترح الذي اشتغلنا عليه جميعا : مهرجان للشعر الإيبيري ـ العربي...؟.

أليس هذا تحويلا ثانيًا يمُسّ الفكرة والمقترح...؟. لقد تاهت الفكرة.ولم تعد هناك حاجة حقيقة وراء هذا النشاط، سوى الالتقاء وتبادل قراءة القصائد الشعرية.

ـ كيف سيبرّر أعضاءُ جمعية مهرجان الشعر المغربي ـ الإيبيري موقفَهم، تجاه شركائهم، وقد خاطبوهم البارحة باسم بيت الشعر في المغرب، واليوم باسم جمعية أخرى...؟

والعجيب في الأمر، أنهم، في المناسبتين معا، وباستثناء بعض التعديلات البسيطة، خاطبوهم بنفس الملف، وبنفس الأرضية. وكيف سيبَرّرُ الشركاءُ موقفهم، هم الآخرون، وبين أيديهم، ملفان واردان من جمعيتين مختلفتين، تدّعي كل واحدة منهما أحقّيتَها في تنظيم المهرجان..؟.خاصة أن بيت الشعر في المغرب لم يُعلن تخلّيه عن فكرة تنظيم المهرجان.وعلى عكس ما حاول أعضاء جمعية مهرجان الشعر المغربي ـ الإيبيري الترويج له بأن بيت الشعر فضّل أعضاؤُه خلال التاريخ الأول الذي اقترح للمهرجان: 16 ـ 17 ـ 18 أكتوبر2008 السفر إلى سوريا، أقول لهم:عارٌ عليكم، واتقوا الله في صداقة الشعر.فالجميعُ يعلم أنّ بيت الشعر خِلال هذه الفترة كان يُحضّر لاحتفالية جائزة الأركانة العالمية للشعر التي احتضنها المسرحُ الوطني محمد الخامس يوم 24 أكتوبر.وهي اللحظةُ الثقافيةُ والشعريةُ الرفيعة التي لم يعشْ بيت الشعر مثيلا لها، واستدعت منه، ومن هيئته، جُهدا تنظيميا كبيرا لمدة شهور.

لقد كان البيت مُنخرطا، خلال هذه الفترة، في عمل ثقافي وشعري، أصيل وحقيقي. عملٌ غير مسبوقٍ، استقطب إليه الاهتمام وأكّد القيمة َالتي مازال يحظى بها الشعرُ لدى الناس.وذاك ما ذهبت إليه عدة ُ شهاداتٍ ومقالاتٍ نُشِرت عن هذا الحفل: أحمد عبد المعطي حجازي، صبحي حديدي، مارسيل خليفة...

وأخيرا، أود أن أؤكد لبعض أعضاء جمعية مهرجان الشعر المغربي ـ الإيبيري أن العاملين الحاليين بالهيئة التنفيذية لبيت الشعر، ويوجد من بينهم أعضاء مؤسسون للبيت وساهموا في رسم أفق عمله، ليسوا فقط ورثة لتركة، نعتز بها ونقدرها، ولكنهم حريصون أشد الحرص على تطوير هده التركة وجعلها مواكبة لدينامية المشهد الشعري المغربي التي تتعزز بمختلف الإسهامات والإضافات الأصيلة لشعراء المغرب لا فرق في ذلك بين شماله وجنوبه.

عضو اللجنة التحضيرية لمهرجان الشعر المغربي ـ الإيبيري