يقدم الكاتب قراءة وافية لكتاب (المخطوط العربي). يأتي فيه على توضيح تعريف الكتاب المخطوط، ثم تاريخ أدوات الكتابة العربية، والطريقة التي كان المخطوط يدَّون بها، وأساليب التدوين، وفنون التجليد والزخرفة. ويخلص إلى أن العرب قد عرفوا المخطوط منذ القدم وقد أضاف اليهم الإسلام الكثير بعد تلاقح الثقافات.

المَخطُوط العربي... النشأة والتطور

محمد عبد الفتاح السرورى

 

كيف نشأ المخطوط العربي وكيف تطور؟ وما هي المراحل التي زاملت صناعته خلال القرون الأولى للهجرة؟ وما هي ألون وأنواع الفنون في المخطوط العربي؟ وكيف يتم إعداد المخطوط؟

الأسئلة السابقة هي الأسئلة التي طرحها الباحث الدكتور (عبد الستار الحلوجي) في كتابه محل حديثنا (المخطوط العربي) وهو الكتاب الحائز على جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية لعام 1998

المخطوط العربي في تعريف الباحث هو الكتاب المخطوط بخط ٍ عربي سواء أكان في شكلِ صحف ضُمًّ بعضها الى بعض في شكل دفاتر، أو كراريس وبهذا فإن كُلاً من الرسائل والعهود والمواثيق والصكوك والنقوش تخرج عن حدود البحث.

يتعرض الكاتب في بداية بحثه الى أدوات الكتابة العربية حيث أن في عصر البداوة كانت المواد التي يُكتب عليها مشتقة من صميم البيئة الصحراوية التي يعيش فيها العرب ولهذا كان العرب قديماً يكتبون على:

1- العسب والكرانيف: والعسب جمع عسيب وهي السعفة أو جريدة النخل بعد يبوسها ونزع الخوص منها، اما الكرانيف فجمع كرنافة وهي أصل السعفة الغليظ الملتزق بجذع النخلة.

2- الأكتاف والأضلاع: وهي عظام أكتاف الإبل والغنم وأضلاعها.

3- اللِّخاف: وهي الحجارة البيض الرقاق.

4- الرق والأديم والقُضيم: وجميعها أنواع جلود فالرق هو ما يرقق من الجلد ليكتب فيه والأديم هو الجلد الاحمر أو المدبوغ والقضيم هو الجلد الأبيض.

5- المهارق: وهي الصحف البيضاء من القماش ومفردها مهرق وهو لفظ فارسي مُعرب.

تلك هي المواد التي كان العرب يستخدمونها قبل الإسلام قد ذكروها في بعض أشعارهم مثل قول المرقش الأكبر:

الدار قفر والرسوم كما *** رقَّش في ظهر الأديم قَلَم

وهي نفس الخامات التي أُستعملت على عهدِ رسول )الله صلى الله عليه وسلم( وصحابته ففي حديث الزهري أن الرسول قبُضَ (والقرآن والعُسب والقضم والكرانيف) ويروي البخاري أن زيد بن ثابت حين كلَّفه أبو بكر بجمع القرآن مضى يجمعه من (العسب والُلخاف وصدور الرجال).

ومع فتح العرب لمصر أتيح للعرب أن يتعرفوا على مادتين جديدتين صالحتين للكتابة وهما البردي والقباطي، والقباطي يمكن أن يندرج تحت (المهارق) السابق ذكرها على اعتبار أنها نوع من أنواع النسيج وأن كانت تنفرد بخصائِصها وسِماتها التي تميزها عن غيرها من الأنسجة وتجعلها أهلاً لأن يُطلق عليها العرب تلك التسمية المميزة عن كل نسيج ٍ سواها.

أما أوراق البردي فكان الحصول عليها يسيراً، ولهذا خَطت بالكتابة بالعربية خُطى واسعة على طريق الانتشار والذيوع وأصبحت أكثر مُكاتبات الأمويين على البردي والقباطي وكانت أوراق البردي تُصنع على هيئة لفائف ٍ وكان طول الواحدة منها ثلاثون ذراعاً وأكثر أما عرضها فيبلغ شِبراً.

وفي العصر العباسي ظهر الورق كمُنافسٍ للبردي رغم أن العرب عرفوا الورق وإستوردوه وإستعملوه في الكتابه لكنه لم ينتشر بينهم إلا بعد أن صنعوه بأيديهم وعلى أرضهم وذلك في زمن هارون الرشيد وقد بدأت صناعة الورق تدخل دنيا العرب إثر إنتصار الجيوش الإسلامية بقيادة زياد بن صالح الحارثي حاكم سمرقند على إخشيد فرغانة الذي كان يناصر ملك الصين سنة 133 هجرية–751 ميلادية فقد عاد المسلمون إلى سمرقند ومعهم عشرين ألف أسير بينهم صينيون ممن يعرفون صناعة الورق وعلى أكتاف هؤلاء الأسرى قامت صناعة الورق في سمرقند وما لبثت أن إنتقلت الى العرب وهكذا نرى أن العرب قد صنعوا الورق منذ أواخر القرن الثاني الهجري ولعل لفظ (الكاغد) الذي كان العرب يطلقونه في أول أمرهم على الورق لفظاً صينياً دخل مُعجمنا اللغوي عن طريق اللغة الفارسية، كما يذهب الى ذلك فيليب حتَّي في كتابه ( تاريخ العرب) وبظهور صناعة الورق في آفاق الحياة العربية، يدخل المخطوط العربي مرحلة جديدة من مراحل نموه وتطوره وهي مرحلة خصبة تمتاز بكثرة الإنتاج ووفرته وسهوله تداوله بين القارئين.

أما المواد التي كان العرب يكتبون بها مخطوطاتهم فقد تطورت وتغيرت مع الزمان وظروف المجتمع فقبل الأقلام كان العرب يستخدمون الآت حادة ينقشون بها كلماتهم في الحجارة أو على الرحال وربما استعاضوا عن السكين بإستعمال مواد أخرى للكتابة ومع ذلك فالباحث لا يشك أن العرب قد عرفوا الأقلام وكتبوا بها منذ العصر الجاهلي، فلفظ القلم يجري على ألسنة شعراء هذا العصر مثل قول عَدِي بن زيد:

ما تُبين العين من آياتها *** غير نُؤْى مثل خطِّ القلم

والقرآن الكريم يورد لفظ القلم إفراداً وجمعا فالله سبحانه وتعالى يقول (ن والقلم وما يسطرون) ويقول (ولو أنما في الأرض من شجرةٍ أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) وكانوا يطلقون على القلم لفظ اليراع وكانت الأقلام الأولى تصنع من السعف أو الغاب أو القصب.

وإذا تركنا الأقلام الى المداد والدوىّ وجدنا أن المداد في الأصل (كل شئ يُمد به) وسمي الحبر حِبراً لتحسينِه الخط، ومن قَولهم حَّبرت الشئ تحبيراً أي زينته وحسنته، وكان المداد يُجْلَب من الصين كما كان يصنع في بلاد العرب من الصمغ وكان اللون الأسود هو اللون المفضل والمستحب للحبر لِمَا في لون الحبر الأسود ولون الصحيفة من تضادٍ يساعد على إظهار الكتابة في أوضح صورة مُمكِنه، كما أن صناعة المداد الأسود أيسر بكثير من صناعة المداد الملون حيث أن اللون الأسود لا يحتاج الى أصباغ أو إلى موادٍ كيمياوية لم تكن متوفرة في ذاك الزمان.

أما عن الدواة والمحبرة فهما بمعنى واحد وهي (الآنية التي يُجْعَل فيها الحبر من خزف ٍ كان أو قوارير) وهناك فرق بين الدواة والمحبرة؛ والدواة أعمِّ من المحبرة وخلال القرون الأولى للإسلام كانت الدَّوىّ تصنع من الخشب أو المعدن والنحاس والحديد وربما الفُخار أو مادة زجاجية.

يوَّضح الباحث الدكتور (عبد الستار الحلوجي) في مجمل عرضه لتاريخ المخطوط العربي وصناعته وتطوره أنه كانت هناك طريقين رئيسيين سلكتهما المخطوطات العربية وصولاً من المؤلف الى القارئ، الطريق الأول هو طريق التأليف وهو أن يعكُف المؤلف على جمع مادة ما كتابة ومراجعتها وتهذيبها وتنقيحها والإضافة إليها ثم يُخرجها للناس بعد أن تستوي على صورة يرتضيها كما فعل الثعالبي في كتابه فقه اللغة.

أما الرافد الثاني الذي تدفقت عبره المخطوطات العربية هي ظاهرة الأمالى وهي ثمار مجالس الإملاء التي إنتشرت في الحواضر الإسلامية خلال القرنين الثالث والرابع الهجريين والإملاء هو –وكما يستشهد الباحث بحاجي خليفة- (أن يقعد عالم وحوله تلامذته بالمحابر والقراطيس، فيتكلم العالِم بما فتح الله سبحانه وتعالى عليه من العلم ويكتُب التلاميذ فيصير كِتاباً ويسمونه الإملاء والأمالي. وكذلك كان السلف من الفقهاء والمحدثين وأهل العربية وغيرها في علومهم) ومجالس الإملاء هي بمفهوم العصر الحديث محاضرات عامة في فروع المعرفة التي كانت تَهُم الجماهيير وتشغلهم كالحديث والفقه واللغة والأدب، ولم يكن يتصدى للإملاء إلا من وثق بنفسه ووثق الناس به وشهدوا له بالعلم والفضل ولقد تَمَخضَت مجالس الإملاء عن كتب كثيرة ظهرت بإسم الأمالي أشهرها أمالي بديع الزمان الهمذاني المتوفي سنة 398 هجرية.

ويأخذنا الباحث بعد ذلك إلى الطريقة التي كان المخطوط يُكتَب ويدَّون بها يُقِّسم الباحث طريقة تدوين المخطوطات كالتالي:

صفحة العنوان:

تدل أقدم المخطوطات على أن العرب لم يعرِفوا صفحة العنوان في أول عهدهم بصناعة الكتب وأن العنوان كان يأتي في المقدمة وفي نهاية المخطوط ومع ذلك فقط كانوا يتركون الصفحة الاولى بيضاء إما خوفاً على ما يكتب فيها من التعرض للتلويث والطمس إذ لم يجلد المخطوط وإما رغبة ًمنهم في أن تستبقى للحلي والزخارف.

بداية المخطوط:

كان المخطوط يبدأ عادة بالبسملة تليها مقدمة للمؤلف يستهلها بحمد الله والثناء والإستعانة به والصلاة والسلام على رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بعدها ينتقل الى ذكر إسم كتابه وموضوعه والغرض منه أو الدافع الى تأليفه والمنهج الذي يتبعه وطريقة ترتيب المادة العلميه فيه على أبوابٍ أو فصول وقد يذكر المصادر التي إعتمد عليها في تأليفه. ومعنى ذلك أن تلك المقدمة كانت تؤدي عدة وظائف إستقلت عن بعضها البعض فيما بعد وهي:

العنوان والفهرس والتقديم للموضوع والتمهيد له وقائمة المراجع.

ولم يكن عنوان الكتاب الذي يأتي في سياق المُقدمة يتميز عن عرض النص في أول الأمر بخطة أو بلون مداده، ثم رأوا بعد ذلك أن يميزوه بلون مخالف لمداد الكتابه فإستعملوا له اللون الأحمر في أغلب الأحيان.

عناوين الفصول والعناوين الجانبية:

والشيء نفسه حصل لعناوين الفصول والعناوين الجانبية، فلم تكن في أول الأمر تفرق عن بقية النص في نوع الخط ولا في حجمه ولا في لون مداده ولم يمن يميزها إلا أنها تكتب في وسط السطر ثم بدأوا بعد ذلك يختصونها بحروف أكبر وربما بخط مخالف. وكان الخط الكوفي هو الخط المفضل عادة في مثل تلك الأحوال وفي مرحلة تالية تميزت العناوين بلونٍ مغايرٍ للون المداد الذي كُتب به النص.

الهوامش:

منذ نشأة المخطوط العربي كان النساخون يتركون مساحة بيضاء تحيط بالمساحة المكتوبه في الصفحة وكانت هذه المساحة تتناسب مع حجم الصفحة نفسها فتتسع كلما كبرت الصفحة وتضيق كلما صغرت.

التسطير:

يؤكد الباحث أنه لا يوجد تحت يديه ما يدل على أنهم كانوا يسطرون الصفحات قبل أن يكتبوا فيها حتى يتحكموا في عد السطور ويضمنوا عدم إعوجاجها ولكنه يرجح أنهم كانوا يفعلون ذلك في المصاحف (المقصود بالمصاحف هنا الصحائف المسطورة على إختلاف علومها وليس فقط القرآن الكريم كما هو شائع الآن) ذوات الاحجام الكبيرة ويغفلونه في غيرها من المخطوطات العادية ويُرجح الباحث ذلك لأنه ليس من السهل ضبط الكتابه في المساحات الكبيرة بدون ميلٍ أو إعوجاج من غير تسطير وليس هناك شك في ان العرب كانوا يحرصون على استواء سطور الكتابة منذ القدم. وكذلك يحرصون على أن يكون هناك تباعد ما بين السطور على نسبة واحدة الى أن يأتي فصلٌ فيزداد في ذلك.

علامات الترقيم:

لم يكن النساخون العرب في القرون الأولى للهجرة يستعملون من علامات الترقيم إلا نقطة أو ما يقوم مقامها كاداة للفصل بين الجُمل.

الاختزال في الكتابة:

كانوا عادة يختزلون صيغ الأخبار والتحديث لتكررها في كتب الحديث والتاريخ على وجه الخصوص، فيكتفون بكتابه (أنا) بدل من (أخبرنا) و(ثنا) أو (نا) بدل من (حدثنا) و(قثنا) بدل من (قال حدثنا) ولم تكن صيغة الصلاة والسلام على رسول الله تختصر في القرون الأولى وإنما كان إسمه الشريف يذكر إما مقروناً بالنبوة والرسالة، و إما متبوعاً بالصلاة والسلام عليه دون اختصار.

التصويبات والإضافات:

وكان الناسخ إذا أخطأ وتنبه للخطأ في حينه ضرب عليه (أي شطبه) وكتب الصواب بعده، والى جانب ذلك كان بعض النساخين والطلاب يراجِعُون الكتب بعد الفراغ من نسخها لتصحيح ما عساه أن يكون قد وقع فيها من خطأ وسهو أو تكرار وكانت الطريقة المُثلى للتصحيح هي الضرب على الخطأ أو شطبه وكتابة الصواب فوقه أما القشط فقط كان مَكْروهاً ولاسيما في كتب الحديث لأن فيه تهمة وجهالة فيما كان أو كتب ولأن زمانه أكثر فيضيع وفعله أخطر فربما يثقب الورق وأفسد ما ينفذ إليه فأضعفها) وأجود الضرب (الشطب) أن لايطمس المضروب عليه بل يخط َّ فوقه خطا ً جيداً بيناً يدُل علي إبطاله ويقرأ من تحته ما خطَّ عليه.

نهايه المخطوط:

وكانت نهاية المخطوط تميز عادة بعبارة تفيد تمامه أو إتباعه بأجزاء أخرى مثل (تم جزء كذا من كتاب كذا ويليه الجزء كذا وأوله كذا) وبعد ذلك يأتي إسم الناسخ وتاريخ نسخه محدداً باليوم والشهر والسنة.

أحجام أوراق المخطوطات:

خلال القرون الأولى للهجرة لم يكن يهتم بأن تتساوى أوراق المخطوط في أحجامها وإنما كان المخطوط الواحد يضم أوراقاً مختلفة الأحجام ولعل السبب في ذلك أن الورق لم يكن متاح لكثير من الناس نظراً لقلته وإرتفاع أسعاره وبالنسبة لأحجام المخطوطات بصفة عامة فإننا نلاحظ فيما بقي لنا من مخطوطات القرون الأولى من الهجرة حجمين متقاربين، اولهما 25×18 سم والثاني 18×12 سم ثم أضيفت إليهما أحجام أخرى تتفاوت صغراً وكبراً.

ترقيم الأوراق والصفحات:

ولم تكن أوراق المخطوط في أول عهدها تخضع لأي نوع من الترقيم ولكي لا يضطرب ترتيبها أو تختلط على القارئ أو المُجلِّد فقد كانوا يكتبون الكلمة الأولى من كل ورقة في ذيل الورقة التي تسبقها تحت آخر كلمة من السطر الأخير فيها. ولعل هذا ما يفسر لنا وجود التعقيبات في آواخر الصفحات اليمنى وعدم وجودها في الصفحات اليسرى من المخطوط فلم يكن يخشى على القارئ أن يقع في أي نوع من اللبس أو الخلط بعد الإنتهاء من قراءة الصفحة اليسرى لأنه سوف يقلب الورقة ويقرأ ما في ظهرها فإذا إنتهى منه إنتقل الى الورقة التالية وهنا لابد من وجود دليل يهديه وكانت تلك الادلة عرفت فيما بعد بإسم (التعقيبات) ولم تظهر هذه (التعقيبات) إلا بعد القرن الرابع الهجري على أرجح التقديرات.

التمليكات:

درجَ العرب على تسجيل أسماءهم على ما يملكون من مخطوطاتٍ ذاكرين تاريخ التمليك حيناً وغافلينه في حينٍ آخر وكانت تلك التمليكات تتخذ مكانها عادة في الصفحة الأولى من المخطوط.

ينتقل بنا الباحث بعد هذه الجزئية إلى عرض ألوان الفن في المخطوطات العربية حيث يستعرض الدكتور عبد الستار الحلوجي مظاهر الفن في المخطوطات العربية في ثلاثة صورٍ رئيسية:

أولاً: الصور والرسوم.

ثانياً : الحليات والزخارف الجمالية.

ثالثاً : التذهيب.

يؤكد الباحث أن هذا الترتيب هو نفسه المُتبع في في صناعة المخطوط فكانت إضافة الرسوم تأتي أولا ً وكان لابد أن يتأخر التذهيب لأنه يلمس الحُليات والزخارف ويلمس الصور والرسوم أيضاً.

وفي النهاية تأتي مرحلة التجليد ويُعد التجليد أسبق فنون الكتاب العربي الى الوجود حيث أن أبا بكر رضي الله عنه هو أول من جمع القرآن بين لوحين. وكانت الصورة الأولى للتجليد هي ان يوضع المخطوط بين لوحين من الخشب مثقوبين في مكانيين متباعدين من ناحية قاعدة المخطوط ويمر بكل ثقب خيط رفيع من ليف النخيل يبدأ بأحد اللوحين ثم تخرز به صحف المخطوط حتى ينفذ الى اللوح الآخر من الناحية المقابلة فيعُقَد. وقد أخذ العرب هذه الطريقة البدائية عن الأحباش وقد فاخر الأحباش العرب بهذا الأمر.

يتضح من سابق عرضنا لكتاب المخطوط العربي لمؤلفه الدكتور)عبد الستار الحلوجي( أن العرب قد عرفوا المخطوط منذ القدم وقد أضاف اليهم الإسلام الكثير بعد دخول الكثير من الشعوب إليه واعتناقهم إياه حيث تلاقحت الثقافات واختلطت الفنون وتجلّى هذا في فنون التجليد والتذهيب والزخرفة للمخطوطات ولاتزال المخطوطات العربية والإسلامية حتى الآن محل بحثٍ ودراسة من كثيرٍ من الدارسين والمتابعين لشأن الثقافة العربية والإسلامية نظراً لما تمثله المخطوطات من مرجعٍ هام في هذا الشأن.