لحظة شجن خاصة يشكلها الشاعر التونسي المرموق، في عز انتشار المرض، وهو يعيد الدعوة والتي لا خيار حول جدارتها، لزوم البيت وهو يتحول الى جزء من الخلاص والوقاية، لكن أيضا هي لحظة يعيد فيها الشاعر تجليه الخاص في الدنو والاقتراب خاشعا، بعض من هول اللحظة التي تمر منها الإنسانية جمعاء، في مواجهة عدو بدون ملامح.

كورونا

عبد العزيز الهمّامي

 

فَلْتدخلْ بيتَكَ لَوْ تسْمحْ
العالَم مَوْبُوءٌ
وهَـوَاءُ الشّارِعِ يَـجْـرَحْ
المَنْزِلُ وَرْدتَـك الأُولَى
وَمَكَانُـكَ فِي الغُرْفَةِ أَوْضَحْ
كُورُونَا العَصْرِ تُبَاغتُنا
وَتُعَرْبِدُ تَحْـتَ مَلاَبِسِنَا
فَاحْذَرْ
أَنْ تَخْرُجَ مِنْ بَـيْـتِـكَ
أَوْ تَبْـرَحْ
المَوْتُ يَدُقّ عَلَى الأَبْوَابِ
فَلاَ تَفْتحْ
وَحْشٌ يَتَـرَبّصُ بالمُنْعَـطَـفَاتِ
مَخَالِـبُهُ لاَ تَصْفَـحْ
لَمْ يَظْهَرْ للِعَيْـنِ
وَلَمْ نَـدْرِ مَتَى أَمْسَى
وَمَتَى أَصْبَحْ
اقْرَأْ كُـتـبًا
شَاهِدْ أَفْلاَمًا
وَاكْتُبْ مَا شِئْتَ وَجَـنِّـحْ
وَاجْعَلْ مِنْ وَقـتِـكَ أُغْـنِـيَةً
كُـنْ طِفْلًا فِي بَيْتِكَ وَامْرَحْ
سَتَرَى الأَشْيَاءَ مُلَوَّنَةً
وَالكَوْنَ أَمَامَكَ بُستانًا
وَطُيُـورًا تَصْدَحْ
هَذا لَيْلٌ يَتَوَسّدُ قَـتْـلاَهُ
وَيُعـرِّي اَخِـرَ مُفْـرَدَةٍ
فِي الـزّيْفِ وَيَفْضَحْ
وَالوِحْشَةُ تزْدَرِدُ الأَشْيَاءَ
فلاَ وَجْهٌ يفْـتَــرُّ
وَلاَ قَلْبٌ يَـفْـرَحْ
فَلْنَعْشَقْ دِفْئَ مَنَازِلِنَا
وَنُصَلّـي
حَرْبٌ فِي العَتْمَةِ دَامِيَةٌ
وَخَنَاجِرُهَا تَـذْبَـحْ
هِيَ مَعْـرَكةٌ في دَاخِلِناَ
قَـدْ نَخْسِرهَا أَوْ نَرْبَـحْ
وَدُرُوسٌ قَاسِيَةٌ
لَمْ نَعْـرِفْ
أَنْ نَفْشَلَ فِيهَا أَوْ نَـنْجَحْ
اليَوْمَ يَفِيضُ غُـرُوبُ الأَرْضِ
عَلَى لُغَـتِي
وَأَناَ لاَشيْئَ لَدَيَّ سِوَى
أنْ أَسْجُدَ لِلهِ
أَسْتغْـفِـرُهُ وَأُسبِّحْ

 

شاعر من تونس