تخصنا الشاعرة المرموقة ديمة محمود بنص آسر في توصيف الكينونة في قدرتهما على التقاط صورها بصيغتيها الجنسية حيث تتوحد في النهاية الذات الواحدة لكن في المفترق تشكل الشاعرة العالم بتلك المضادات والمفارقات والتي قد لا تفيد أي أحد اليوم ففي النهاية لا يشبه الشاعر أي أحد والأقرب إليه قصيدته.

لا نشبه هذا العالم

ديمة محمود

 

لا نشبه هذا العالم

المصفّحة التي تتّربص بنا

تغسلنا قبل أن نتعرّى

هذا الرُّكون لا يعني كثيراً

ونحن نفقأ عين العالم بإبرة

العالمُ الذي يقفز كمهرّجٍ فرحان

هو نفسُه

الذي يصوّب رؤوسه النّوويّة

والنابالم في مقتل

بينما تحجل الانتهازيّة  في أمعائه

بلا ريبةٍ أو تردّد.

 

ماذا سيحدث

يعني لو استبدلنا نصفينا

في محاولةٍ للتّصدّي

وقلنا إنّ الزّبدة نصف المجتمع

وبفرشاةٍ لدهن الجدران

لوّنّا نصفينا العلويّين بالأخضر

كدعمٍ لمناصري البيئة

واستبدلتُ ساقيَ بعمود إنارةٍ

لأجرّب معاناة المخذولين

بينما تصبح ساقكَ مطرقةً

في يد صبيّ خرّاط

ماذا سيحدث لو قلنا:

"لا شيء خارج النص"

لا شيء داخله كذلك!

البيضةُ لمّا تزل بيضة

والشعراء سماسرةٌ حمقى

بين الواقع والفن

هل أعيرك حمّالة ثدييَ الآن

من باب المساواة

وألتقط صورةً مع غليونك

كحنينٍ غير مبررٍ لطقسٍ برجوازيّ؟!

وما بين "تروتسكي" و"لينين"

يمكننا أن نعكس اتّجاهات المناجل لأعلى

ونلطّخَها بالأزرق

في اشتغالٍ سورياليٍّ لسحب السّماء لأسفل

واستكشاف ميتافيزيقيا العشرين عاماً القادمة

ونَظْم استراتيجيّاتٍ

لمواجهة الحروب

والإضرابات العمّالية

وإنفلونزا الدّببة

وتنظيم كرنفالاتٍ للإغاثة

والانتخابات

وجذب مستثمري هضبة التّبت.

 

عندما رنّ هاتفك النّقال

وأنت تذبح فَرخيْ الحمام الأبيضين

لم أكن أقصد منع كفيّك من الخِضاب

كنت فقط سأقول:

إنّها ليست النّقائض وحدَها

 ما تقضُّ مضجع العالم

أنا وأنت أيضاً...

بالرغم من أنّنا متشابهين كـــنَصْليْ مِقصّ!