معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية 47

47 يكرّم ثلاثة فنانين بجوائزه السنوية 

يعود معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية متحدثاً بلغة الجمال والفن ومواصلاً مسيرته في عرض إبداعات الفنانين وإثراء الحراك التشكيلي في مملكة البحرين حيث تنظم هيئة البحرين للثقافة والآثار نسخته السابعة والأربعين في مسرح البحرين الوطني. ولا يكاد يمر يوم الافتتاح، إلا ويعلن المعرض عن الفائزين بجوائزه السنوية، حيث فازت هذا العام بجائزة "الدانة" الأولى مريم النعيمي، فيما حصل على الجائزة الثانية أحمد عنان وحصلت جمانة القصّاب على جائزة المركز الثالث. 

وكان معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية انطلق يوم 14 يوليو 2021م تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، حيث أناب سموه لافتتاح المعرض سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة.  

ويفتح المعرض أبوابه للزوار يومياً ما عدا أيام الثلاثاء من الساعة 10:00 صباحاً حتى 7:00 مساءً. وتعمل هيئة الثقافة على إشراك الجمهور في المعرض من خلال "جائزة الجمهور، حيث يمكن التصويت للعمل المفضّل من خلال المنصّة الرقمية المتواجدة في صالة العرض، فيما ستعلن الهيئة عن الفائز بالجائزة في ختام المعرض.  

"تبدّلات الماء" هو عنوان العمل الذي شاركت فيه مريم النعيمي في المعرض وفازت عبره بجائزة الدانة المرموقة، عملٌ تركيبي يجمع ما بين التصوير والفيديو واقتباسات من أسطورة جلجامش. وتقول مريم النعيمي أن عملها يتمحور حول الماء كونه يتجلى في القصص والذاكرة الجمعية التي تتشاركها القرى في مملكة البحرين، موضحة أن العمل محاولة للنظر إلى قصة الماء وذاكرته في المجتمع بأبعاده الوجدانية والجغرافية، وأشارت إلى أنه بعد اكتشاف النفط "لعب هذا السائلان، النفط والماء، أدواراً متبادلة استمرت وما زالت تستمر في تحويل وتشكيل الواقع". وأضافت: "العمل يتيح لنا الفرصة لنتأمل في الحال الجغرافي للماء من حولنا، وجوده وغيابه، تبدلاته وحركته واختفاءاته.. وكيف لهذا التبدل المستمر أن يشكل ويعيد تشكيل الهويات التي تكونت حوله". 

وشكرت مريم النعيمي هيئة البحرين للثقافة والآثار لإتاحة الفرصة لها للمشاركة قائلة: "ممتنة جدا لوجود مساحة للبحث والتأمل والتساؤل والتعبير عنه من خلال الفن". 

وفي زاوية أخرى من المعرض يقع العمل الفني "الأسرة" للفنان أحمد عنان، وفاز به بالمركز الثاني في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية. يتكون العمل الفني من ثلاث لوحات متسلسلة واستخدم فيها الفنان خامات متعددة على قماش.  

يحمل العمل في طياته رؤية أحمد عنان للآثار التي تركتها أزمة جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) على الأسر والعائلات، إلا ألوان العمل بألوانه المشرقة وأشكاله وشخصياته المرحة لا يعطي المشاهد هذا الانطباع من الوهلة الأولى. وحول ذلك يقول عنان: "العائلة وحدة المجتمع وسر السعادة في البحرين، جائحة كورونا تسببت في انقطاع اتصال العائلات مع بعضها البعض وبعض العائلات فقدت أحباءها"، ويضيف: "لم أرد معالجة هذا الموضوع بشكل تراجيدي، بل بشكل فيه أمل، فقمت بإظهار الفرح في الألوان، ونظرت للأمر بعيون الطفل وعبرت بيده وعقله، ولكن مهما كان لن نعود كالأطفال وأترك للمشاهد والمتلقي اكتشاف هذا الأمر في اللوحات". وفي ختام حديثه توجه أحمد عنان بالشكر لهيئة الثقافة ومعالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة وجميع منظمي المعرض على عملهم "ليكون معرض الفنون التشكيلية أفضل المعارض الفنية". 

العمل الفائز بالجائزة الثالثة كان من تنفيذ جمانة القصّاب التي تشارك في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية لأول مرة، عملها التركيبي يعالج موضوعاً قلّماً يتم التطرّق إليه، فهو يتمحور حول الأعراض الجانبية للتعافي من الأمراض النفسية، وتقول جمانة: "يفقد المتعافي جزءاً من هويته لصالح العلاج، بديلاً عن فقدانه الكامل لاتزانه.. وهو جانب من التضحيات الثقيلة التي يجب على المريض تقديمها". العمل الفني الذي يحمل عنوان "أعراض جانبية" يتكون من عشرات الأوراق المرافقة للأدوية ومشطوب من كل منها كل ما ليس أعراضاً جانبية. 

هذا ويضم معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في نسخته السابعة والأربعين أكثر من مئة عمل فني قام بتنفيذها 57 من الفنانين البحرينيين والمقيمين في مملكة البحرين. وتتنوع أعمال المعرض ما بين رسم باستخدام خامات ومواد متعددة، أعمال فيديو وتركيب، تصوير فوتوغرافي، نحت وغيرها.  

وعلى هامش معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية يستضيف متحف البحرين الوطني معرضاً بعنوان "خليفة بن سلمان - حضور بالمحبة تجدّد لأعوام: 1972-2020" تم تكريسه لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، والذي رعى بشكل متواصل وحتى العام الماضي معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية منذ انطلاقته عام 1972م.