خلدت الحركة الشعرية العالمية الشهر الماضي ذكرى رحيل الشاعر الأمريكي جاك هيرشمان (1933 – 2021)، ونظمت العديد من اللقاءات التأبينية والندوات للتعريف بإرث أحد الشعراء الأكثر مناهضة للرأسمالية والاستعمار الى جانب دعمه للقضايا العادلة للشعوب، هنا ترجمة لأحد قصائده والتي يذكرنا من خلالها الى أن لا أحد يهتم للأمر البثة، ومن خلالها نتذكر أثر الشاعر الذي اختار قراءة قصائده في الشوارع والأمكنة المفتوحة.

من يهتم للأمر

جاك هيرشمان

ترجمة عبد اللطيف شهيد

 

لكن هذا اللّاشيء الذي يريد قوله

الذي عمَّ كوكبنا، ليس أمرًا سلبيا،

إنه أكثر من فجوة، فتحة

على الجانب الآخر مِنّي،

لعملية الاستماع إلى النور

ليس مثلك عندما تُحَضِّر

يومك، يبدو على ضلال،

يزداد غموضًا و سريع الزوال،

حيث كلُّ القيم

تبدو مُستَأصَلَة و مُنحَطَّة،

أحضِرها بجوار جسدك المعطوب

في الظلام، و بعد ذلك،

لأن الجنس حيواني

و ينتمي إلى النجوم، هو سعيد فعلا،

وجدوا تلك النقطة خارج النافذة

(حبيبات حائط قديمة، أو شجرة أو حزاز صخر*)

وينظرون إليه، مشدوهين، مثبَّتين،

كما لو لم يكن هناك شيء مُشِعٌّ،

متَأَمِّلٌ، منسجم،

مثل نافذة كمبيوتر على العالم

عن" العالَم السايرِبيني"

تحدَّث عن المستقبل

منذ ثلاثين سنة، عن هذا الاستماع

للضوء البصري

بالضبط تحت سطح الأشياء،

هذا الكوكب الذي تحتويه فيك، بُنِي

من المحارق والنشوة، من بوصة حلزون

وحديد عامِلٍ، من براهين و

رتابة، من غولم  و روبوت، مفتوحة للاستقبال

متعثرة، جائعة، مقفرة،

أصوات خالصة من أعماق السكون البري

وهناك عندما تقذف خمس عظام صغيرة

من جُبك الجِلدي،  تسقط علامة الاستفهام

وأنت تعرف من يهتم للأمر.

 

* حَزَازٌ: نَبَاتٌ يَنْبُتُ عَلَى الصُّخُورِ وَالحِيطَانِ وَقُشُورِ الشَّجَرِ

*** *** ***

* يعد الشاعر الأمريكي “جاك هيرشمان” ، (نيويورك 1933 – سان فرانسيسكو 2021)، أحد الأصوات الكونية للحركة  الشعرية العالمية  والأكثر دعوة للحرية و مقاومة هيمنة الرأسمالية. افتتح مسيرته الأدبية شعريا بديوانه الشعري الأول: “مراسلات الأميركيين” 1960 (سبقه كتيب شعري عام 1953)، عرف “جاك” حياة التسكع كان  يقرأ أشعاره في شوارع ومقاهي “سان فرانسيسكو”، وربط علاقات مع “جيل البيت” وخاصة مع الشاعر “لورينس فيرلينغيتي. تميز “جاك” بمواقفه السياسية الطليعية ، الرافضة حينها للحرب الفيتنامية، و مساندته للثورة الكوبية، والسياسات الشعبية في كل من فنزويلا و نيكاراغوا و بوليفيا، و رفضه لغزو العراق وتضامنه الدائم مع نضالات الشعب الفلسطيني و حقوقه المشروعة و مناهضا شرسا للإمبريالية العالمية و التي خلدتها أعماله ما بين 1960  و 2008، حيث صدرت له العديد من الأعمال مثل “إثنان” 1963، “تبادل” 1964، “مشهد لندن مباشرة” (1967)، “شرارة” 1970، و”الخط السفلي” (1988) …

 المصدر:

https://circulodepoesia.com/2021/01/poesia-norteamericana-jack-hirschman/