يسعى الباحث السوداني المقيم في برلين هنا إلى تقديم تلك النظرة البانورامية العامة عن الاستشراق الألماني، تاريخه وأعلامه واهتماماته، تمييزا له عن استشراق أصحاب المشاريع الاستعمارية الذي حلله إدوار سعيد في كتابه العلامة ونقض تمثيلاته الجائرة للآخر. والذي فتح الباب أمام العديد من الدراسات لخطاب ما بعد الاستعمار.

الاستشراق الألماني: مالهُ وما عليهِ

ندوة الملتقى العربي للفكر والحوار، 5 أبريل. 2022/ برلين

حامد فضل الله

 

عرضنا في ندوة سابقة  قضية الاستشراق من خلال تقديم "كتابي الاستشراق"، والثقافة والإمبريالية للمفكّر الموسوعيّ الفلسطينيّ الأمريكيّ الراحل إدوارد سعيد. وللتذكير فقط:

أُشير إلى أنّ الاستشراق لغةً، مأخوذٌ من كلمة شرق، مكان شروق الشمس، يقول ابن منظور "شرقت الشمس تشرق شروقاً وشرقاً: طلعت، واسم الموضع: المَشرق". يختلف العلماء المهتمون بدراسة الظاهرة الاستشراقية في تحديد تاريخ نشأة الاستشراق، يرى عدّة باحثين أنّ بدايات الاستشراق تعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، حيث تمت ترجمة القرآن الكريم للمرّة الأولى إلى اللغة اللاتينية، ثم بعد ذلك تم إنشاء مدارس لتعليم اللغة العربية وترجمة أقاصيص وحكايات ألف ليلة وليلة. على أنّ التاريخيات الألمانية والهولندية والفرنسية هي التي بلورت على مشارف القرن التاسع عشر المعالم الأولى للاستشراق بمعناه العلمي. ويتفقون على أن الاستشراق في الأصل هو التخصص في الدراسات المتعلقة بالشرق من قِبَل الغرب، وهو علم يدرس لغات شعوب الشرق وتراثهم وحضارتهم ومجتمعاتهم وماضيهم وحاضرهم، وجمع المخطوطات ونشرها، والكتابة في موضوعات شرقيّة: فلسفية ولغويّة وأدبيّة. والغربيون الذين يقومون بذلك "هم المستشرقون"

وعلينا هنا ملاحظة أنّ كلمة "استشراق" تشمل الشرق كلّه حتى حدود اليابان والصين، ولذلك يفضّل بعضهم كلمة "استعراب" و" مستعرب"، بينما يسوي آخرون بين "المستشرق" و"المستعرب" لأنّ "المستشرق" و"المستعرب هو هذا الأوروبي المعنيّ بحضارة الشرق العربي وتشعباته وصوره المختلفة منذ ظهور الاِسلام في القرن السابع إلى اليوم. وهذا التعريف يقتصر على تفسير جغرافيّ، فيمكن إضافة: "الاستشراق" هو إفصاح عن التباين بين شرق وغرب.

فالمستشرقون الألمان مثل غيرهم من المستشرقين لم يتركوا مجالاً من المجالات السابقة إلاّ واهتموا به اهتماما كبيراً، لكنهم ركزوا في مجالات محدودة مثل دراسة نص القرآن الكريم والحديث وعلم القراءات وعلم التفسير وعلاقة القرآن بالديانات الأخرى والشعر العربي وكُتبْ المفكّرين والعلماء المسلمين خصوصاً العرب والفرس، ونشر النصوص العربية الكلاسيكية التي صارت مصادر الدراسات العربية والاِسلامية. وكذلك إنشاء عددٍ من كراسي تدريس اللغة العربية وبذلك كرّسوا لتقليد علميّ، لا يزال الألمان يتوارثونه جيلاً بعد آخر.

تختلف دوافع اهتمام المستشرقين الألمان بالدراسات الاِسلامية عامة والدراسات القرآنية خاصة، طبقا لاختلافاتهم الفكرية والأيديولوجية، فاللاهوتيون منهم يختلفون في موقفهم عن العلمانيين، وعلى رغم الاختلافات العقدية والمذهبيّة بينهم، فإن الدافع الديني هو الباعث الأوّل لاهتمامهم جميعاً بالدراسات القرآنية مع الاعتراف بوجود اختلاف حول الوسائل والأهداف.

لقد تمت ترجمة القرآن الكريم للمرّة الأولى إلى اللغة اللاتينية في عام 1143، وأول ترجمة ألمانية كانت في عام 1616.

والآن سوف أقوم بعرض مكثّف لبعض علماء الاستشراق الألمان وجزء من ابحاثهم.

- يوهان ياكوب رايسكه: Johann Jakob Reiske  (1716-1774)

يعد مؤسس الدراسات العربية في ألمانيا، كما اهتم بدراسة اللغة العربية والحضارة الإسلامية وإن كان له فضل في هذا المجال فهو الابتعاد بالدراسات العربية الإسلامية عن الارتباط بالدراسات اللاهوتية التي كانت تميّز هذه الدراسات في القرون الوسطى (الأوروبيّة) وترجم معلّقة "طَرفة بن العبد" ومقارنتها بديوان الهذليين، وحماستي البحتري وأبي تمام وشعر المتنبي وأبي العلاء، فوضع الأساس العلمي لدراسة الشعر العربي .

ـــ فردريك ديتريشي (Fr. ll. Dieterici) من مواليد مدينة برلين في عام 1821 وساح في شبابه في مُدن الشرق، وأستاذ اللغة العربية في عام 1850. وله ومؤلفات عربية متعددة منها، معجم عربي ألماني وشرح ألفية ابن مالك وصنفَ كتاباً في الشعر العربي.

ــ فرنسيس جوزف شتاينجاس (F. J. Steingass) كان ضليعاً باللغتين الفارسية والعربية، من منشوراته قاموس عربي إنكليزي كما نقل قسماً من مقامات الحريري إلى الإنجليزية وكتب عن تاريخ الخطوط والكتابات السامية.

ــــ إدوارد جلازر (E. Glaser) من مواليد 1908. رحل إلى بلاد اليمن ووصف كثيراً من أحوالها وآثارها.

ــ العلامة الألماني الكبير وليم ماكس مولر ( W. Max Müller) ولد  في مدينة ديساو عام1823 كان معظم انشغاله باللغات الهندية والمقابلة في أصول اللغات. وقد نقل إلى الإنكليزية كتاب القرآن مع كتب الشرق الدينية.

  - يوليوس ڤلهاوزن Jullius Wellhausen ) 1844-1918) تخصّص في دراسة التاريخ الإسلامي والفرق الإسلامية، من أبرز إنتاجه تحقيق تاريخ الطبري، على أن أكبر تأثير للاستشراق الألماني في مجال التاريخ والكتابة التاريخية جاء من خلال كتابه المشهور: الإمبراطورية العربية وسقوطها، وقد صدر الكتاب عام 1901م، وتُرجم الى الانجليزية.

- تيودور نولدكه Theodor Noldeke) 1836-1930)

كان أستاذاً للغات الإسلاميّة والتاريخ الإسلامي في جامعة توبنجن. واهتمّ بالشعر والجاهلي وخصوصاً المعلّقات، وبقواعد اللغة العربية وأصدر كتاباً بعنوان ’مختارات من الشعر العربي‘ وأهتمّ بالأبحاث القرآنية، وأصل وتركيب سور القرآن، ومن أهمّ مؤلفاته كتابه "تاريخ القرآن" نشره عام 1860.

- كارل بروكلمان Carl Brockelmann ) 1868-1956)

 اهتم بدراسة التاريخ الإسلامي ومن أشهر مؤلفاته كتاب ’تاريخ الأدب العربي ، وهو عبارة عن تاريخ الكتابة العربية عبر العصور، وفي شتّى الفنون، والمؤلفات والمؤلفين، وعمل بروكلمان أربعين عاماً في كتابه، وأصدر 3 مجلدات وهو عمل جهد مقدّر، على الرغم مما ورد فيه من بعض الأخطاء، حسب وجهة نظر المختصين من العرب. وواصل العمل بعده  فؤاد سزكين التركي الأصل بجامعة فرانكفورت، وخاصة بعد انكشاف عشرات الآلاف من المخطوطات في تركيا والمغرب وغيرهما.  

- جوزف شاخت Josef Schacht ) 1902-1969)

عُرف باهتمامه بالفقه الإسلامي، تركز إنتاجه في مجال المخطوطات وفي علم الكلام وفي تاريخ العلوم والفلسفة.
-
آنا ماري شميل Annemarie Schimmel) 1922)

من أشهر المستشرقين الألمان المعاصرين بدأت دراسة اللغة العربية في سن الخامسة عشرة وتتقن العديد من لغات المسلمين وهي التركية والفارسية والأوردو. درّست في العديد من الجامعات في ألمانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفي أنقرة، ونشرت أكثر دراساتها بالإنجليزية، واشتهرت بحبها للمسلمين واعتقادها أنّ الصوفية هي الحل المثالي لمستقل الاِسلام.   

هلموت رايتر (1892 – 1971م) خاتمة لجيل العمالقة من المستشرقين الألمان، فقد كان الرجل موسوعي الثقافة، ملماً باللغة العربية والتركية والفارسية، ومتضلعاً في التاريخ والتصوف والفلسفة الإسلامية وعلوم اللغة، ومتمكناً من بحر المخطوطات وتحقيقها.

فريديش روكيرت Friedrich Rückert  (1788 ــ 1866 )  وهو شاعر رومانسي، كان له نزوع بالمعرفة الحقيقية عن الشرق واللغة العربية، وترجم مقامات الحريري وكان يعتبر القرآن عصيّ على الترجمة، ولكنه قام بترجمة ثلث القرآن..

ــ تأسست في عام 1844 الجمعية الشرقية الألمانية على يد هاينريش فلايشر (1801 – 1888) التي دأبت منذ ذلك الوقت على إصدار مجلة علميّة متخصصة بالثقافات الشرقية. وكانت له مؤلفات في النحو وفقه اللغة

ونشر أبراهام غايغر (Abraham Geiger)  في عام 1833 دراسة بعنوان " ماذا أخذ محمد عن اليهودية؟

يوهان فوك  (Johann Fück)  (1894 ـــ 1974 )

أيضا له دراسات في تاريخ اللغة العربية وأسلوبها والدراسات السامية، ورسالة دكتوراه عن محمد بن إسحق عام 1926 .

وقام بتصحيح بعض أخطاء المؤرخين مثل: اعتبار العاميّات لغات مستقلّة، ولغة القرآن هي دارجة قريش.

فيشر (1865 – 1949م)  وضعَ معجماً للغة العربية الفصحي، و نشير إلى قاموس هانز فير (1909 – 1981م) العربي – الألماني للغة العربية المعاصرة، وقاموس جوتس شرجلا  (1923) الألماني – العربي، الذي صدر في عام 1974  

ــ ويلحق بالمدرسة الألمانية الكلاسيكية هذه، مستشرق مجريّ شهير هو جولدتسيهر (1850 ــ 1921 ) وقد درس في ألمانيا على فليتشر، ويعدّ كتابه  "بحوث في علوم اللغة العربية" وكتابه "دراسات إسلامية" من أهم الكتب ذات الأثر المنهجي الحاسم في أواخر القرن التاسع عشر.

 العلماء الجديدون:

ــــ كان رودولف "رودي" بارتRudi Paret  (1901 ـــ 1983) أستاذاً في جامعة توبنغن وهو عالم لغوي، وباحث في العلوم الاسلامية، ونشير إلى كتابه بعنوان "الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية، المستشرقون الألمان منذ تيودور نولدكه"، وكتابه بعنوان "محمد والقرآن، تاريخ وبشارة النبي العربي"، مشيراُ فيه إلى أهمية كتابي جوستاف فايل 1889ـــ 1808 (Gustaf Weil )، عن "النبي محمد، حياته وتعاليمه و"مدخل تاريخي نقدي إلى القرآن"، واستند فايل في كتابه عن النبي محمد إلى مخطوطة سيرة ابن هشام، كما ترجم رودي بارت القرآن (معاني) القرآن إلى الألمانية ترجمة جيدة.

ــ وخلفه جوزف فان أس  Josef Van Es

يبحث في موسوعته العلمية الشاملة بعنوان: "علم الكلام والمجتمع في القرنين الثاني والثالث الهجري، تاريخ التفكير الديني في الإسلام المبكر، ويتناول تاريخ التفكير الديني  والاجتماعي والسياسي في هذين القرنين، ويطرح مجموعة من المفاهيم والمواضيع والأطروحات المثيرة للجدل حول العلاقة الجدلية بين اللاهوت والمجتمع. ويُعتبر فان أس أهم المتخصصين عالمياً في علم الكلام الاِسلامي.

ــــــ هارتموت بوبتسين Hartmut Bobzin  أستاذ العلوم الاِسلامية وفقه اللغات الساميّة في جامعة ارلانغن، مجالات عمله الرئيسية البحث في القرآن وتاريخ تلقي الاِسلام في أوروبا، قام بوبتسين بإنجاز ترجمة جديدة للقرآن الكريم، الطبعة الأولى 2012، "دار بك" ميونخ.

ــ البروفيسور فريتس شتيبات (24 يونيو 1923 ــ 7 أغسطس 2006) (Fritz Steppat  ( Prof.

وهو أوّل مدير لمعهد جوته بالقاهرة (1955 ــ 1959)، ومدير لمعهد الشرق في بيروت (1963 ــ 1968)، وأستاذ كرسي للدراسات الاِسلامية بجامعة برلين الحرّة (1969 ــ 1988) تميّز بالاهتمام بالدراسات العربية الاِسلامية الحديثة، وكتب عن العديد من الكُتاب والأدباء العرب، ونشير إلى كتابه الهام بعنوان" الاِسلام شريكاً" Der Islam als Patner

كما نود أن نشير باختصار إلى غودرون كريمر  (Gudrun Kräme) خليفة شتيبات في كرسي الدراسات الاِسلامية، ومواصلة نهجه بالاهتمام بالدراسات العربية والاِسلامية الحديثة، كما أصدرت كتابا بعنوان" تاريخ الاِسلام"، صدر عن دار نشر "بك" ميونخ عام 2005،

ــــ و أنجليكا نويفرت ( Angelika Neuwirtht) أستاذة الدراسات الإسلامية والعربية في جامعه برلين الحرة أيضاً، وهي من أبرز دارسي القرآن والنص القرآني في العقدين الأخيرين، في ألمانيا، وربما في العالم الغربي، وتأثرت بالدراسات البنيوية. تركزت أبحاثها حول النص القرآني وشرحت نظريتها حول قِدَم النص القرآني ووحدته، وأن القرآن ظلّ عصياً على التحريف. ونشير هنا إلى كتابها الهام بعنوان "القرآن كنص من العصور القديمة المتأخرة، مدخل أوروبي". جاء في المقدمة:

هل القرآن، إسلامي بحت، حقا وبالتالي غريب علينا؟ أم أنه بالأحرى صوتٌ جديدٌ خاصٌ، في كونسرتو النقاشات القديمة المتأخرة، والتي من خلالها تم وضع الأسس اللاهوتية للديانتين اليهودية والمسيحية أيضا، وقارئ المجلد، سيجد بأنّ القرآن نصّ من العصور القديمة المتأخرة، ويمثل حقبة تكوينية للتاريخ الثقافي الأوروبي. ويكفي هنا أن نشير إلى مشروعها "مدونة قرآنية" Corpus Coranicum)) الذي يركز بالأساس على طرح جديد للنص القرآني انطلاقا من كل النسخ الموجودة، رغم ما يمكن أن تفصح عنه من اختلافات، قد تبتعد عن مسار المصحف العثماني المتداول.

ـــ بابر يوهانسن ( Baber Johansen) الأستاذ السابق في جامعة برلين الحرة، ثم أستاذ الاِسلاميات بكلية اللاهوت بجامعة هارفرد، له اهتمام أصيل بالفقه الاِسلامي وهو أحد أكبر دارسيه.

ـــ أما روتراد فيلاند (Rotraud Wielandt)  الأستاذة بجامعة بامبرج، ركزت اهتمامها على الرواية العربية الحديثة وعلاقات الشرق بالغرب.

ــ أما شتيفان فيلدStefan Wild ، استاذ كرسي الدراسات الاِسلامية السابق في جامعة بون قد بدأ عملة بدراسة عن كتاب "العين" للخليل بن أحمد، ثم الدراسات الأدبية المعاصرة وبالنص القرآني.

ومن المعاصرين الآن نكتفي بذكر ثلاثة منهم فقط:  

ــ دوريس كلياس اربنك، من مواليد 1942Doris Killias  Erpenbeck   

اهتمت ألمانيا الديمقراطية مبكّراً بترجمة الأدب العربي وكانت دوريس كيلياس/ اربنبك، أستاذة الأدب في جامعة هومبولت في برلين والمستشرقة الألمانية التي وهبت سنوات حياتها لتعريف القارئ الألماني بالأدب العربي المعاصر. لقد درست اللغة العربية في سنّ مُبكّرة، ثم درست اللغات الساميّة في جامعة هومبولت في برلين، ودراسات إضافية في القاهرة، وكانت رسالة الدكتوراه عن النثر المصري، وكذلك نالت شهادة التأهيل في الأدب الجزائري. وعملت كباحثة في معهد الدراسات الرومانسية بجامعة هومبولت. نقلت إلى الألمانية العديد من أعمال نجيب محفوظ منها اللصّ والكلاب وزقاق المدّق ومن الثلاثية (قصر الشوق) وترجمت لجمال الغيطاني، ولعبد الحميد بن هدوقة ولمحمد شكري. وقد أجريتُ معها منذ سنوات حواراً مطوّلاً، حول خبرتها في الترجمة وحبّها للأدب العربي وقد نُشر الحوار بالكامل في مجلة القاهرة العدد (158 ) يناير 1996 والتي كان يشرف على رئاسة تحريرها غالي شكري .

ـــــ توماس بَوَر  Thomas Bauer، المستعرب وأستاذ الدراسات الاِسلامية في جامعة مونستر يقدم إضافات جدية في مقارباته للثقافة العربية وللفكر الاِسلامي، التي تتسم بكثير من الروح الموضوعية والبعد عن الرؤية الاستشراقية، ففي كتابه قبل الأخير "ثقافة الاِلتباس" يقول: "... صورة الإسلام قبل الاستعمار بأنها "ثقافة الاِلتباس" إذ ليس القول تنوير "الإسلام"، بل يجب إيجاد طريق يمكن من خلاله، لقاء وتلاقح، أفضل ما في عصر التنوير الأوروبي والثقافة الإسلامية والتقاليد الروحية. " أما في كتابه الحديث بعنوان:" لماذا لم يكن هناك عصور وسطى إسلامية، تراث العصور القديمة والشرق". يقول بَوَر، كثيرا ما يتهم الإسلام بأنه عالق في العصور الوسطى، ثم يستخدم العديد من الأمثلة لإظهار كيف عاشت الحضارة القديمة في العالم الإسلامي مع ازدهار المدن والعلوم ، بينما كانت أوروبا في العصور القديمة عبارة عن انقاض وأطلال فقط.

ــ أما ستيفان فايدنر (Stefan Weidner) الباحث في العلوم الاِسلامية والمترجم الرصين، قام بترجمة عدد من قصائد محمود درويش وأدونيس، وتعرض لفاضل العزاوي وحسين الموزاني وغيرهم ومعلقا على الترجمة الألمانية لكتاب "الاستشراق" لإدوارد سعيد، واصفاً بأنها قد تمت بإهمال مذهل وجمل غير مفهومة تماماً، لا تليق بهذا العمل الفريد والهام ولا بمؤلفه وعالِم الأدب الفلسطيني الأمريكي الجليل.

والآن أعود إلى عنوان الندوة "الاستشراق الألماني ماله وما عليه"، وأبدأ بما عليه:

بما أن القرآن الكريم مصدر التشريع الأول عند المسلمين، فقد لقي اهتماماً كبيراً عند المستشرقين الألمان، لقد أبرزنا تواً، مساهماتهم في مجال الدراسات القرآنية، والآن نتعرض إلى الدوافع المختلفة لهذه الاهتمامات والآثار المترتبة عليها. بعد فشل الحملات الصليبية على الشرق الاِسلامي، نشأ اتجاه يدعو إلى محاربته بسلاح الفكر، ولذلك بدأت ترجمة معاني القرآن، واستخراج المعاني التخمينية ومختصرة، و هي لا تعطي المعنى المتقارب لحقيقتها، وأخطاء سواء في المعنى أو المبنى والعديد من الآيات المحذوفة، بهدف تشويه الاِسلام في وجدان الأوروبيين، حماية للمسيحية منه والرفض لنبوة محمد (صلعم)، استبعاداً لها من الفضاء الفكري الاِنساني، وحتى المصلح الديني الكبير مارتن لوثر، ومن الذين تأثروا بالفكر الإسلامي حينما تمرد على الكنيسة الكاثوليكية في روما، قد أمر بترجمة القرآن، بهدف محاربة الاِسلام، وتزويد المسيحيين بحجج سليمة لتثبيت إيمانهم. ونشير هنا إلى دراسة جايجر، التي جاء ذكرها، وهي التقليل من شأن القرآن باعتبار أنّ القرآن مقتبس في أكثر أجزائه من العهد القديم، والتقاليد اليهودية الأخرى، ويتسأل، من أين أتى محمد بدينه، من اليهودية أم من المسيحية؟  كما نشير هنا إلى أنّ نسبة كبيرة من المستشرقين الألمان، كانوا في البداية من اللاهوتيين (رجال الدين) فكان هدفهم الأساسي التبشير للديانة المسيحية. ونتعرض الآن إلى كتاب المستشرق الكبير تيودور نولدكه بعنوان تاريخ القرآن" الذي صدر عام 1860 ـــ دون أن ننسى الاهتمام العلمي بالقرآن في أوروبا، ابتداءً من القرن الثاني عشر ـــ  وقد عالج فيه مسألة نشوء نص القرآن وجمعه وروايته، ومسالة التسلسل التاريخي للسور واقترح ترتيباً لها، يختلف عن ترتيبها بحسب نزولها، كما هو معهود في الاِسلام. ولكنه يعترف في عين الوقت، بأن الترتيب الذي يقترحه ليس إلاّ ترتيباً تخمينياً والكتاب يتألف من أبحاث أدبية ــ تاريخية وكوثيقة من وثائق التاريخ الاِنساني، وهو بحث فيلولوجي (لغوي) دقيق  (والفيلولوجيا هي الركن الأول للتاريخانية الألمانية منذ حوالي القرن) إلى جانب الأحداث التاريخية التي تشير إليها بعض السور والآيات. لا يقيٍّم نولدكه ومن تبعه من العلماء، القرآن  ككتاب منزَل، بل كنصّ وضعه النبي محمد نتيجة إلهام (أي بمعنى نفي الوحي) ونولدكه لا يشكك في صدق النبي والنبوة، ولا شكّ في صدق الخبرة الدينية الخاصة التي عاشها. ولا نحتاج هنا إلى الإشارة بتطورات لاحقه حول القرآن تختلف عن نظرة نولدكه وتلاميذه. ولكن ربما إشارة سريعة إلى مقال نويفرت الطويل، الذي نشر في عام 2012 ، في صحيفة فرانكفورتا الجماينة بعنوان " القرآن ــ  جزء من أوروبا؟" وقد قمت بترجمته إلى العربية، وهنا عرض للمدخل والخاتمة:

"إنها لمجازفة المطالبة بجعل القرآن الكريم مقبولاً وواضحاً كجزء من الثقافة الغربية، إذ لا يوجد موضوع آخر يلهب العلاقة التي تربط بين العالم الإسلامي والغرب الأوروبي. وقد يبدو للوهلة الأولى أنّ هذا الجدل خاضع لحسابات سياسية، مما يجعل التوصل إلى خلاصة مقنعة أمراً متعسراً. ولكن لا بدّ من الإقرار بادئ ذي بدء بأنّ هناك نواة تاريخية لهذا النقاش من الممكن توصيفها واتخاذ قرار بشأنها: فالأمر يتعلق بالقرآن الكريم وعلاقته بالكتب المقدسة للمسيحية واليهودية. ويفصح كافة الكتاب تقريباً مِن قدموا مراجعة عامة للقرآن الكريم عن نظرة استعلائية بصدد شكل القرآن وعن تهميش لمدلول تطوره إلى درجة التلميح لاحتمال الاقتباس والتزوير، الأمر الذي يؤكد استمرار تأثير التصور القديم بأن القرآن "نسخة هزيلة للتوراة" لا يقدم جوهريا أي شيء جديد"... وتختتم:

"إن في إعادة استيعاب القرآن وفجر الإسلام في نهاية العصر القديم للشرق الأوسط تصحيح لمفهوم كانت تحتكره أوروبا تقليديا بأنها تنتمى للثقافة اليهودية ـ المسيحية فقط، ما سيوضح من جديد مدى إسهام القرآن في تاريخنا الفيلولوجي والثقافي المشترك". لقد ورد في القرآن نقد للتوراة وكذلك ساهم العلماء المسلمين في نقد العهدين القديم والجديد، وتجاهل المستشرقون هذا النقد الإسلامي، ولكن هذا التجاهل ليس نابعاً من عدم المعرفة بالتراث الاِسلامي، لأن الاعتراف بالنقد الاِسلامي يعني الاعتراف بأن الاِسلام مصحح لكتبهم وعقائدهم.

أما في المجال الأدبي، قاموا بنشر للنصوص الأدبية القديمة، وعن طبيعة الشعر العربي وتطوره واهتمامهم بالشعر الجاهلي، ترجمات وتحقيقات علمية. وكتب تيودور نيلدكه فصلاً في كتاب بعنوان " من تاريخ ونقد الشعر العربي القديم" وتعرض أخرون بأبحاث عن صحة القصائد العربية القديمة.  ويرى نيلدكه في نقده: بعدم وجود وحدة في القصائد الجاهلية، ومنتزعة من سياقها التاريخي ورتيبة رتابة حياة البدو، والتكلف، وتكرار نفس المواضيع عند جميع شعراء الجاهلية.

يؤكد بعض الباحثين العرب إلى أهمية عمل المستشرقين في بعث تراثنا بشكل عام والجاهلي بشكل خاص، كما يؤخذ عليهم عدم فهم بعضهم الحياة الجاهلية على حقيقتها، بسبب بعد الشقة واختلاف العقلية، وتطبيق مقاييس النقد الغربي وإقحامها على الشعر العربي، ولإهمالهم عنصر الذوق في دراسة الأدب حسب رأي طه حسين. وعن عدم صحة الشعر الجاهلي، يدعمون وجهة نظرهم، بالإشارة إلى وقائع جاهلية، يرد ذكرها في القرآن، مما يعني لهم اعتماد هذه الأشعار على القرآن وبالتالي إسلامية مصدرها. أن قضية، بأنّ الشعر الجاهلي منحول على أصحابه من قبل المسلمين، اعتمد عليها بعض الباحثين الألمان من مقال الباحث الإنجليزي مرجليوث بعنوان "أصول الشعر العربي" في عام 1925 " يأتي فيه مسألة صحة الشعر الجاهلي" وهذا يذكرنا بكتاب طه حسين بعنوان " في الشعر الجاهلي" (1926)، الذي أثار ضجّة كبيرة في تلك الحقبة، عندما سار طه حسين على هذا المنوال ومُتبنياً منهج الشك الديكارتي (الفيلسوف الفرنسي ديكارت).

كذلك اتهام العرب قبل الاِسلام بالبربرية، أي لا تاريخ حضاري لهم، وكذلك قول غرونباوم، إن الحضارة العربية الاِسلامية تعود إلى أصول إغريقية، وليس بعثاً للقديم العربي، وموروث الأسلاف، وحتى الفقه الاِسلامي قد صيغ وتطور عن أصول هيللينية، وكلّ الانجازات الحضارية للأمم جميعاً مصدرها الغرب، وهكذا يتمّ الغاء الأخر، وكأنه لا توجد حضارات أخرى ساهمت بقدر ما في الفكر البشري، و هنا تتجلى العرقية الغربية في أبشع صورتها، ولكن نودّ أن نشير هنا إلى بيكر الذي أمن بالأصول الهيللينية للحضارة الاِسلامية، وهذا سبب ارتباطها الوثيق بأوروبا، ولكنّه آمن أيضاً، بالطابع الخاص الذي أضفته الثقافة الاِسلامية على تلك الأصول، والاِنجازات التي تجاوزت بها تلك الأصول أو نقدها. هذه أمثلة فقط، فهناك الكثير، الذي يمكن أن يؤخذ على الاستشراق الألماني.

ولكن دعونا الآن أن  نتحدث عن الجوانب المشرقة للاستشراق الألماني:

فيما يتعلق بالدراسات القرآنية:
ــ نتيجة الاهتمام المتزايد بنص القرآن ونشره في لغته الأم، ساهموا في عمل المعاجم والفهارس المختلفة للقرآن، لتسهيل العودة إلى الآيات المتعلقة بموضوع واحد.

ــ قاموا بتحقيق المخطوطات القرآنية وجمعها وتصنيف وتصويرها، كما ساهموا بجهد كبير في نشر العديد من كتب القراءات وكتب التفسير وكتب التاريخ.

ــ مساهمات علمية في مجالي الدراسات العربية الاِسلامية والدراسات العبرية ودراسات العهد القديم، مما أدى إلى التعرف على الموقف القرآني من التوراة والاِنجيل.، وتطور الاِصلاح الديني.

ــ  إن قيام الفيلولوجيون بنشر النصوص الكلاسيكية التي صارت مصادر في الدراسات العربية الاِسلامية، لا غنى عنها لمن يريد التعرف على تاريخ المنطقة العربية والثقافة الاِسلامية في العصور الوسطى. كما ركزوا في عروضهم الدراسية على وضع الحضارة الاِسلامية في السياق العالمي.

ـــ ولم يكن المستشرقون الألمان "موظفين استعماريين" مثلما كان الأمر بالنسبة لفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، وأميركا.. وفي الأصل، لم تستعمر ألمانيا أي دولة من دول الشرق الإسلامي أي العالم العربي، بل كانت حليفة السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.

ـــ للاِطلاع أكثر على بحوث الألمان في التاريخ العربي القديم، يمكن العودة إلى الكتاب القيم بعنوان، "المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام"، للكاتب العراقي الفذ جواد علي،  في عشر مجلدات؛ فقد رجع الباحث إلى ستة وعشرين كتابا ألمانيا، وحوالي الأربعمائة مقال للباحثين الألمان.

ــ لا ينكر بعض المستشرقين وجود بعض عيوب في الطريقة التي دٌرِسَ بها القرآن والأدب العربي في الغرب، من ضيق نظرة أو قصور معرفة أو تعصب ديني خاصة وذلك منذ بداية الدراسات العربية والاِسلامية هناك في القرن الثاني عشر. ولكن المستعرض لهذه الدراسات لا بد سيجد أن التخلص من هذه العيوب ارتبط دائماً بوعى هذا البعض بهذه العيوب وخطورتها المنهجية أو ضرورة التخلص من هذه العيوب لصالح الحقيقة والعلم.

ـــــ ونقدم هنا أمثلة من النقد الذاتي:

 أولاً من القدماء:

يكتب العالم اللغوي يوهان فُوك ـــ منتقداً ترجمة القرآن لأحد اللاهوتيين: "هذه الترجمة تزخر بأخطاء جسيمة سواء في المعنى أو المبنى. ولم يكن أمينا، إذ أغفل الكثير من المفردات، كما أنه لم يتقيد بأصل السياق، ولم يُقم وزناً لخصوصيات الأسلوب.

ــــ ويقول كارل هينرش بيكر Cal Heinrich Becker وزير الثقافة في جمهورية فايمر، مدافعاً عن "موضوعيّة" الاستشراق الألماني، أنّ " الموضوعية" العلمية، لا تعني بالضرورة العداء للمسلمين ولا الخصومة معهم. وأنّ الموقف الشخصي الوطني أو القومي أو التبشيري ـــــ المقصود هنا مساندة ألمانيا للدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى، بالطبع من أجل مصالحها ومن أجل كسر احتكار بريطانيا وفرنسا وروسيا ولا حقا أمريكا لهذه المنطقة ـــــ لا ينبغي أن يؤثر على رؤية الاستشراق للحضارة الاِسلامية العالمية النزوع والتوجه. وهو الذي استخدم مع آخرين "العناصر المادية" والاقتصاد في الحضارة الاِسلامية، وفتح مجالاً ثقافياً خاصاً هو علم الاِسلام أو الدراسات الاِسلامية، بهدف ضرب التنازع بين اليهودية والمسيحية حول أصول الاِسلام، واستقلال تلك الدراسات الجديدة عن الدراسات السامية ودراسات العالم القديم.

ومن الحداثيين: 

ـــ يقول رودي بارتParet  "إن علم الاستشراق كما هو بين أيدينا اليوم نتيجة نشاط أجيال عدّة من العلماء. ويشير إلى علماء ورجال اللاهوت في العصر الوسيط ودورهم التبشيري للمسيحية ومعاداة الاِسلام بحكم سابق، وعدم تقييم المصادر الاِسلامية بشكل موضوعي. ويواصل مشيراً إلى تغير هذا الموقف العدائي من قبل المستشرقين منذ منتصف القرن التاسع عشر تقريباً تغيراً جوهرياً، فنحن معشر المستشرقين، عندما نقوم اليوم بدراسات في العلوم العربية والاِسلامية لا نقوم فقط لكى نبرهن على ضعة العالم العربي الاِسلامي، بل على العكس، نحن نبرهن على تقديرنا الخاص للإسلام ومظاهره المختلفة والذي عبر عنه الأدب العربي كتابةً ... ونحن في هذا نطبق على الاِسلام وتاريخه، وعلى المؤلفات العربية التي نشتغل بها المعيار النقدي نفسه الذي نطبقه نحن، على تاريخ الفكر عندنا وعلى المصادر المدونة لعالمنا، وإذا كانت إمكانياتنا معرفتنا محدودة ــ وهل يمكن أن تكون إلاّ كذلك ــ فإننا نؤكد بضمير مطمئن أننا في دراساتنا لا نسعى إلى نوايا جانبية غير صافية، بل نسعى إلى البحث عن الحقيقة الخالصة.

ـــــ يقول فريتس شتيبات  Fritz Steppat:

"إن الاستشراق شكل نافذة جيدة على الشرق، تم التعريفُ من خلالها، وطوال قرنٍ ونصف القرن، بالعرب والاِسلام، وحضارتهما، بطرائق موضوعية وودودة في أكثر الأحيان. وأيا يكن الرأي الآن، بعد تغير الظروف والمناهج، في تلك الدراسات؛ فإنه يكونُ علينا النظر إليها من جانبين: جانب الجهود المبذولة في نشر النصوص العربية القديمة كنشرات علميةً، شكلت منهجاً سار عليه في ما بعد المحققون والدارسون العرب. وجانب العروض الشاملة والمتخصصة للتاريخ السياسي والثقافي العربي الاِسلامي، ودراسات التاريخ الديني، وتطورات الحضارة الاِسلامية في عالم ما بعد الكلاسيكية، وصولاً إلى الدولة العثمانية"، ومضيفاً " المشكلة مع الاِستشراق ليست بالدرجة الأولى من جانب إدوارد سعيد ونُقاد الأدبيات الكولونيالية، بل من ثورة العلوم الاجتماعية والمنهجيات الجديدة وتفكيكيات ما بعد الحداثة.

ــ لم يساهم الباحثون العرب بصورة كبيرة في عرض الاستشراق الألماني، ربما تكون  اللغة هي العائق الأكبر، لذلك جاءت المساهمات في الغالب من الذين درسوا في المانيا، أو يجيدون اللغة الألمانية، مثل محمد البهي وزير الأوقاف وشؤون الأزهر السابق ومحمود زقزوق ، كانت أطروحته في ألمانيا دراسةً مقارنة بين ديكارت والغزالي، وقام بالتعريف بالاستشراق الألماني وقد ساءت علاقته لاحقاً بالاستشراق ونشر كتابه "الاستشراق والصراع الحضاري"  ثم محمد عوني عبد الرؤوف، ورضوان السيد، وعبد الغفار مكاوي، محمد عبد الهادي أبو ريدة، دون أن نغفل الترجمات العديدة للعلامة عبد الرحمن بدوي.

ــ لم يتعرض إدوارد سعيد للاستشراق الألماني، بحجّة أن ألمانيا ليست لها مستعمرات، وهذا ليس دقيقاً، فألمانيا تعاونت مع السلطنة العثمانية من أجل مصالحها، وكان لألمانيا مستعمرات في أفريقيا. لقد كان هدف سعيد في كتابيه، "الاستشراق والثقافة والامبريالية"، تحديداً، هو كشف المشروع الامبريالي لبريطانيا وفرنسا وأمريكا.

ـــ قام جورج تامر بنقل كتاب تيودور نولدكه  بالكامل إلى العربية وحققه، وبدعم وإصدار من مؤسسة كونراد ــ أدناور، الطبعة الأولى، بيروت 2004

ـــ هل يمكن الآن الحديث عن الاستشراق الألماني بصورته الكلاسيكية، بعد التطورات في العلوم المختلفة، وتكوين العديد من الكراسي في الجامعات الألمانية التي تعتني بالدراسات الاِسلامية والعربية وأنشاء معهد تاريخ العلوم العربية والاِسلامية في إطار جامعة فرانكفورت وبدعم من دول عربية، ربما ينضوي تحت مخصصات، مثل التاريخ، والأنثروبولوجيا، والسيولوجيا، وعلم الدين، أو الدراسات الشرق أوسطية.

ـــ  هل يمكن على الرغم من بعض القصور، إنكار ضخامة وعظمة ما حققه الاستشراق وأنجزه طوال أكثر من قرن ونصف القرن.

ـــ إن وجود عدد كبير من الطلاب والباحثين المسلمين والعرب في الجامعات الألمانية وكذلك الحوار على قدم المساواة، سوف يؤدي إلى تعميق اكثر للدراسات العربية والاِسلامية في مناهج الدراسات الألمانية، وكذلك على ضوء وتطور المناهج والتخصصات العلمية المختلفة.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- Fritz Steppat, Islam als Partner, Würzburg, 2001

- Angelika Neuwirth, Der Koran als Text der Spätantike. Ein europäischer Zugang, Verlag der Weltreligionen, Berlin 2010

- Thomas Bauer, Warum es kein islamisches Mittelalter gab. Das Erbe der Antike und der Orient, Verlag C.H. Beck, Paperback, 2020

- Thomas Bauer, Die Kultur der Ambiguität. Eine andere Geschichte des Islams, Suhrkamp Verlag, 2011

-Van Es Josef, Theologie und Gesellschaft im 2. und 3. Jahrhundert Hidschra:

Eine Geschichte des religiösen Denkens im frühen Islam. 6 Bände. De Gruyter, Berlin 1991–1997.

- Angelika Neuwirth, Der Koran als Text der Spätantike, ein europäischer Zugang, Verlag der Weltreligionen, Berlin 2010

ــ رضوان السيد، المستشرقون الألمان، النشوء والتأثير والمصائر، دار المدار الاِسلامي 2007

ـــ عبد الله إبراهيم، الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة، تداخل الأنساق والمفاهيم ورهانات العولمة، المركز الثقافي العربين طب. أولى 1999

ـــ سوزان بينكنى ستيتكيفيتش، أدب السياسة وسياسة الأدب، ترجمة وتقديم حسن البنا عزالدين، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1998

ـــ أحمد محمود هويدي، الدراسات القرآنية في ألمانيا، دوافعها وأثرها، مجلة عالم الفكر، الكويت، العدد 2 المجلد 31 أكتوبر ــ ديسمبر 2002