تصيغ الشاعرة من خلال صورة وظلها ما يمكن أن يكون لحظة هيام لكنها تكتب على البياض وتنفتح على وجع الانتظار حيث لا هو قادر على الاقتراب ممن رأى فيها شمس يومه ولا هي استطاعت أن تنهي نصها كي يتحقق فيه ما انمحى في الواقع.

هُيام!

روز اليوسف شعبان

 

كان يحتسي الشايَ

على شرفات بلدته القديمة

رآها تجدلُ ضفائرَها

مع الشّمسِ

مع الغيمِ

مع الحساسين الصّغيرة

تنشدُ الأشعارَ

وتغنّي لبلبلٍ

حطَّ على ياسمينة

ففاح عطرُها

وبدّدَ أفكارَهُ الحزينة

***

 

كان يحتسي الشايَ

مع زخّاتِ المطر

رآها تغسلُ أطرافَ البنانِ

ببتلاتِ الزّهر

تصبغُ بالحنّاء

الجوريَّ وأوراقَ الشجر

عيناها ليلٌ

يبرقُ فيهما

عطاردُ وزحل

شعرُها رقصةٌ غجريّة

يموجُ مع السّنابل

في سويعاتِ السّحر

***

 

كانت تحتسي الشايَ

على شرفات بيتها القديم

تعزف على نايها

تغنّي بصوتٍ رخيم

رأتهُ يغازلُ العنّابَ

يراقصُ الفراشَ

يصبغُ بالشّوقِ

لحنًا ويهيم

***

 

كانت تحتسي الشايَ

عند السّحر

تكتبُ على الغيمِ قصّةً

روايةً

قصيدةً

وتنتظر!

 

17/8/22