يقدم الشاعر السعودي هنا، إحساسا مثقلا بالمرارة والفقدان والانكسار. حيث تشرح الذات انجراحاتها وانكساراتها ومن خلال النص نتعرف على جزء من ملامح شعر التسعينات في السعودية.

ما أستحقه

عيد الخميسي

أستحق الشجرة التي تحترق فيما أظل نائماً تحت ظلها، أستحق الطعنة وهي تأتي من الأمام، من أعلى، جهة القلب.

أستحق الصحراء ففيها ما يشبه الاكتشاف.. وبشيء من الأدبية: الصورة المكتملة لسحر الضياع.

أستحق المقهى الذي يجاورني فيه متحدثي (البال توك) الضاحكين، كما أستحق أغنية (أسقنيها) تماماً. 

أستحق الأصدقاء وهم يذهبون مرة أخرى كما اعتدت، الـ ( كرسيدا ـ 94 ) ذات العينين المفقودتين والإشارات الحميمة، أستحق الجار وحكاياته التي لا تملك نهاية جيدة على الدوام، الطرقات التي لا أتحقق منها ويأخذني لها الحنين أو الألم أو البحث عن أي منهما. 

أستحق الضجر وهو يسخر مني بحنو كأخ كبير، أستحق أن أفكر بجدية في الحياة (وهي تمضي حولنا أنا وبدر لنفاجأ بالـ 38) وفي أنها تشبه العمل بالضبط.

كما تستحقني تلك الجثث التي تتدلى من أحلامي، أستحق الأرق والرمضاء السعيدة، أستحق ما يمكن دائماً.

أستحق الكتاب الذي يخيب أملي فيه والكتابة التي لا تعني أحداً.

أستحق المجاملة العادية التي أعامل بها نفسي، التأني الذي يأخذني إلى الممرات المتشابكة كلها دون أن أدخل باباً.

أستحق ألا توجد ضرورة تدفعني لحكايات تهب الأمل، أستحق ألا أنظر أبداً.

أستحق الفقدان. 

شاعر سعودي