تقدم الكلمة هنا، قصيدة الشاعر والمسرحي الفرنسي الأكثر مزاجية. والذي قابله القارئ العربية شخصية مهمة في رواية توفيق الحكيم (عصفور من الشرق) وفيها نعيد تأمل علاقته بالمرأة التي شكلت إحدى أقوى موضوعاته الشعرية وأكثرها جدلا.

الأندلسية

ترجمة: فريد بن محمد

ألفريد دوموسّيه

(1)
هل أبصرت في برشلونة
أندلسية بصدر صَقيلٍ
مُمْتقعٍ لونُه كمساءٍ خريفيّ جميلٍ؟
تلك سيدتي..
نَبيلة "الأمايْكي"!

(2)
نَظمْتُ لها أغنياتٍ حِساناً،
أشْبِعْتُ ضرباً مِراراً
عمِلتُ،عن رضاً، خَفيراً
لألمحَ طرْف حَدَقتها
لمّا يسقط رداؤها غداة مهبّ الريحْ.

(3)
إنها لي.. لي وحْدي في هذا العالم
حاجباها الأسْودان العَريضان،
وساقُها المسْتديرة،
وشعرُها الكثيثُ الطويل جداًّ كمِعطفٍ مَلَكيّ..
كل ذلك مِلْكٌ لي!

(4)
جسمُها الطريّ المَليح الذي يَميل
عندما تنام في صالونها الصغير،
وتنّورتها الباسكية على وَرِكها،
وذراعها المُندسّة في قفّازها الأبيض،
ورجْلها المبثوثة داخل حذائها الأسود.. كل ذلك مِلكٌ لي!

(5)
إلهي! عندما تتوهّج مُقلتُها
تحت هُدْب أشعّتها،
لا أحدَ يلمَس خِمارها
ومِن وَحْي كل مقدّسات "كاسْتي"
تنْفسخ العظامْ.

(6)
يا لَرَوْعة فوْضاها
عندما تهْوي أرضاً...
وعندما تُرى متثائبة تتلوّى
في عَضّةِ لثمةٍ مسْعورة،
تصيح بكلِمٍ غيرِ معلومْ!

(7)
أيُّ لَفّافَةٍ تلوح في ضحْكتها
عندما تغنّي صَباحاً
وعندما تسْحب جوْرَبها الحريري
تُطقْطِق مِشَدَّها الأطلسِي
على خاصِرتها المُنْحَنيهْ!

(8)
هلمُّوا! صفحتي مأسورة!
هلمُّوا! الليلة الصيْفية الجميلة
أعْشَق،حالاً، العَزْف الليْلي في رحاب الحَبيبة
لألْعَنَ القُوّاد
من "تولوز" إلى "كوَادَليتي".