يعيد الشاعر الليبي في قصيدته هنا، تأسيس جدوى الكتابة كفعل للمقاومة. حيث للقصيدة قدرة على مواجهة الطاغوت والعدم، وذاك السواد الذي يملأ الأفق. حتى لم يعد بإمكان الذات إلا أن تجتاز الباب، الذي يدمي قدم الشاعر، نحو الحياة والأمل.

بَابُ المَسَامِير

صلاح الدين الغزال

وَقَفْتُ عَلَى بَابِكُمْ
وَالمَسَامِيرُ دُقَّتْ..
عَلَى النَّعْشِ
وَالمَوْتُ قَدْ حَدَّقَتْ
مُقْلَتَاهُ إِلَى مُهْجَتِي
وَكَانَ الأَرِيجُ..
كَرِيهاً إِلَى النَّفْسِ
مُنْذُ تَعَطَّرَ هَذَا القَمِيءْ
نَقَيْضُ اسْمِهِ اليُوسُفِيِّ
بِهِ فِي مَنَاحَاتِ
صُبْحِ المَدِينَهْ
وَمَا جِئْتُ أَطْلُبُ كَيْلاً
وَلَيْسَتْ لَدَى نَظْرَتِي رَغْبَةٌ
فِي اخْتِرَاقِ الجِدَارْ
وَخَلْفَ التِّلاَلِ
أَبُونَا الضَّرِيرْ
يُحَمْلِقُ فِي الأُفْقِ
عَلَّ البَشِيرْ
يُوَافِي إِلَى الجُرْحِ..
بِالإِنْدِمَالْ
أَنَا صَاحِبُ الفِيلِ
جِئْتُ أَدُكُّ..
مَوَازِينَ جَوْرِ الزَّمَانْ
عَلَى حَافَّةِ الإِعْتِلاَلْ
تُرَجُّ البَسَاتِينْ
فَيَخْتَلِطُ الفَأْسُ..
بِالبَائِسِينْ
لِتَضْحَى قَصَائِدُنَا..
المُثْقَلاَتْ
بِأَعْتَى الهُمُومْ
شَظَايَا يُمُزِّقُهَا المُرْجِفُونْ
لِجَعْلِ وَتِيرَةِ صَوْتِي الشَّجِيّ
تَنُزُّ بِإِلْيَاذَتِي فِي الخَفَاءْ
لِيُصْبِحَ شِعْرِي
أَمَامَ السِّيَاطِ هُرَاء
وَلاَ شَيْءَ غَيْرَ الصَّوَاعِقِ
تَقْفُو خُطَاهْ
فَنَنْسَاقُ كَالجَذْوَةِ الخَامِدَهْ
وَنَحْبُو سَرِيعاً..
إِلَى الاتِّقَادْ
لِنَجْتَازَ جِسْرَ الرَّمَادْ
وَنَجْتَاحَ بَابَ المَسَامِيرْ
نَدُكُّ الأُلَى خَلْفَهُ..
يَهْرِفُونْ
لِتَغْوِيرِ جُبِّ الشُّجُونْ
وَتَبْكِيتِ غَيْضِ الغَمَائِمْ
نَحْنُ المُسَاقُونَ لِلحَافَّهْ
هُنَالِكَ حَيْثُ القِصَاصْ
طَوَى قَبْلَنَا الوَافِدِينَ..
إِلَى الرَّكْبِ
مِنْ كُلِّ حَدْبٍ وَصَوْبْ
نُدِينُ انْصِيَاعَ الرَّسَنْ
وَلاَ نَرْتَضِي..
أَنْ يَرَانَا الرَّصَاصْ
نَفِرُّ مِنَ المَوْتِ..
نَحْوَ المِحَنْ
وَنَنْزَعُ مِنْ رَاحَتَيْهِ
وَإِنْ ضَاقَ ذَرْعاً
سَبِيلاً يَغِيظُ العَنَاءْ
وَدَرْباً يُغِيثُ البَدَنْ..

شاعر من ليبيا