هذا اسمك الحركي

عبدالوهّاب الملوّح

مِنْ عَادَةِ الُّلغَةِ الشَّفِيفَة أَنْ تُخَفِّف مِن جِرَاحَاتِ الحَصى؛
مِنْ عَادَةِ العُشَّاقِ أَنْ يسْطُوا عَلَى الآَتِي
وَمِنْ عَادَاتِكَ التِّرْحَالُ منْ لُغَة إِلى
وطَنٍ إلى
جُرْحٍ إِلى
حَبقٍ إلى
موتٍ إلى
مَنْفى..
مسَاء الخيْر يَا مَحْمُودُ:
هَلْ هَذَا اسْمُكَ الْحَرَكِي؛
لِتُنْقِذَ زَهْرَةً مِن عِطْرِهَا؛
لِتَذَكِرَ امْرَاَةً بِأُنْثى في خُطَاهَا ولَفْتَتِهَا؛
خَذَلَتْكَ رَائِحَةُ الحَبِيبَة فاعْتَلَيْتَ مِنَصَّةً في الغَيْمِ
تَكْتُبُ مَوْتَكَ العَلَنِي بِقَتْلِ الانتِظَارِ
بِحِبْرِكَ السرِّي
وَتَصْفِيَةِ الحِسَابِ م النِّهَايات المُمِلَّةِ
هَكَذا؛ رَتَّبْتَ كُلَّ لَوازِمَ السَّفَر الجَديدِ
وَقُلْتَ كَفَى أنا
حَيٌّ هُنا...
حَيٌّ هُنَاك...
أَنا هُنا.. وَهُنَاكَ
دَرَّبْتَ الكَلاَمَ عَلى التَنَفُّسِ في المَضَائِقِ والأَعَالي؛
أَيُّها المُتَمَرِّدُ... المُتَأَنّقُ... المَلِكُ... الُمَشَرَّدُ..
يا نُبوءة جُمَلةِ الشُّهَدَاءِ.
مَنِ سَيُصَدِّقُ الكَلِمَاتِ بَعْدَ الآن؟
مَنْ سَيزْرَعُ في القَصِيدَة قَلْبَهُ؟
كَمْ مَرَّة كَذَّبْت جُرْحَك وانْشَغَلْتَ
تُعَتِّقُ المَعنى تُرَبّي في تَشَرُّدِنَا الأَمَلْ.
كَمْ مَرَّةً جَهَّزْتَ مَمْشَى في الْمَجَازِ يُؤَدِّي إلى
ضوء يُدَشِّنُ كَرْنفالات المَطرْ.
كَمْ مَرَّة
وَلَك البِلاَدُ فَراشَةٌ والأرض بوصَلَةٌ
بِوِدِّكَ الآن أَن تُرَمِّمَ فَتْحَةً في قَلْب هَذِي السنديانة فهْي
ظِلُّكَ للأبدْ.