في رثاء الشاعر الكبير

اسماعيل الحاج هنيدي

نعى إلينا العلا والشعر مصرعه
إن الخصال التي كانت تفضله
لوكنت أملك إذ جاءت منيته
إن الحياة وإن طال السرور بها
يوم العزاء أقمنا دمعنا حكماً
في مجلس لا نرى فيما تضمنه
فإن حضيت به يوماً نعمت به
إن كان أسعف ذا هذا بحاجته
وسائل حاسد هل نيل في مرضٍ
مازال يكتب أشعاراً لأمته
فحبه للورى حب لثورته
سلو بعكاً رجالاً كان يسعفهم
صريع فكرٍ لأوطان تحيط به
كم قاتلوه فما نالوا به ظفراً
والفكر والفضل والإحسان والكرما
على الرجال تجلت عنده قيما
دفعتها عنه لكن حم ما حتما
لا بد يلقى الفتى من مسها ألماً
حباً فهل قطرت منه السماء دما
إن أنت أحببته في خلقه بسما
فإنه قمر نجلوبه الظلما
حاز البشاشة والأنعام والكرما
فقلت للحاسد المغتاص إن فمها
وذاك يأخذها من ذاك مبتسما
ولفظه لؤلؤ في شعره نظما
أما كفى السيف حتى جرد القلما
أليس عهدك فيه عزة ودما
موارد الموت لم تنتقل لها قدما


الفرات السورية في 17-8-2008