منك الكلمات.. إليك

هيام أبو الزلف

إلى الغائب الحاضر محمود درويش                                  

كيف تكون بهذه الخفة
ليحملَكَ "صوب طفولة أخرى..
جناحُ حمامة بيضاء"؟؟
كيف تكون بهذه الخفة
وعلى أكتافك كل هذا العناء؟؟
يا مثقلا بوجع ستّة عقود،
هنالك من الغضب ما يكفيك لحياتين أو أكثر
وما يكفي لتحويل الفحم إلى ماس وجوهر...
تحدّثُنا نشرات الأخبار عن ذلك الرحيل
وبكاء الندى في كروم الكرمل والجليل
يرثونك بكلمات تلألأت في أصداف بحرك
وأضاءها يا بن الضوء نورٌ هاربٌ من وهج فجرك
يرثونك فأرجو أن يصيب أذنيّ الوقر
ويقنعني الذهول أنك
مجرد نائم أتعبه السفر والسهر!!!
ولأنك تخجل من دمع أمك
لا أحسبك تغادر،
فاسمع تهاليل أم أحمد
تحرس نعاسك وتضيء نجوم الجواهر...
أنت مجرد نائم
يا طفلا يرتع في ربوع "البروة"
يصطاد فراش الكلام،
ثم يتوسّد الأعشاب تعبًا
ويدخل لانهاية الأحلام...
منذ الآن ستطول قامة النخيل شوقا إليك
سيشرأبُّ السرو
ليطلَّ من نوافذ الروح عليك
ستضرب الأشجار جذورها أكثر ..في التراب
وربما ـ أخيرًا ـ نقوم نحن بالصّواب...
ربما من أجلك يتعافى الوطن...
من أجل أن تسكن خرافاته،
وأساطيره المستقبلية
وليبقى "اللازورد" في فضائه
وتبقى في ذاكرتنا الجماعية...
يا سفير الروح،
لطالما كنت روحا... أكثر منك جسد
يا سفير الضوء
لا بد من عودة الضوء إلى الأبد...
أرسل بعض النور إلينا
لا تتركنا في غفلة الكابوس
لا تدع نبض خوفنا يعلو
على صوت الناقوس
أرسل إلينا من غمامك الأبيض بعض المطر
فقد زُرِعَتْ ملامحك على أبعاد الخريطة
والأجدى أن يكون الجفاف في خطر... الغائب الحاضر محمود درويش 
 
 
 

كيف تكون بهذه الخفة

ليحملَكَ "صوب طفولة أخرى..

جناحُ حمامة بيضاء"؟؟

كيف تكون بهذه الخفة

وعلى أكتافك كل هذا العناء؟؟

يا مثقلا بوجع ستّة عقود،

هنالك من الغضب ما يكفيك لحياتين أو أكثر

وما يكفي لتحويل الفحم إلى ماس وجوهر...

تحدّثُنا نشرات الأخبار عن ذلك الرحيل

وبكاء الندى في كروم الكرمل والجليل

يرثونك بكلمات تلألأت في أصداف بحرك

وأضاءها يا بن الضوء نورٌ هاربٌ من وهج فجرك

يرثونك فأرجو أن يصيب أذنيّ الوقر

ويقنعني الذهول أنك

مجرد نائم أتعبه السفر والسهر!!!

ولأنك تخجل من دمع أمك

لا أحسبك تغادر،

فاسمع تهاليل أم أحمد

تحرس نعاسك وتضيء نجوم الجواهر...

أنت مجرد نائم

يا طفلا يرتع في ربوع "البروة"

يصطاد فراش الكلام،

ثم يتوسّد الأعشاب تعبًا

ويدخل لانهاية الأحلام...

منذ الآن ستطول قامة النخيل شوقا إليك

سيشرأبُّ السرو

ليطلَّ من نوافذ الروح عليك

ستضرب الأشجار جذورها أكثر ..في التراب

وربما ـ أخيرًا ـ نقوم نحن بالصّواب...

ربما من أجلك يتعافى الوطن...

من أجل أن تسكن خرافاته،

وأساطيره المستقبلية

وليبقى "اللازورد" في فضائه

وتبقى في ذاكرتنا الجماعية...

يا سفير الروح،

لطالما كنت روحا... أكثر منك جسد

يا سفير الضوء

لا بد من عودة الضوء إلى الأبد...

أرسل بعض النور إلينا

لا تتركنا في غفلة الكابوس

لا تدع نبض خوفنا يعلو

على صوت الناقوس

أرسل إلينا من غمامك الأبيض بعض المطر

فقد زُرِعَتْ ملامحك على أبعاد الخريطة

والأجدى أن يكون الجفاف في خطر...