في أمان الله

مازن حمدونه

الآن قافلة زفافك تمضى صوب قصر مملكة قدرية..
تعزف لحنا أبديا.. في غفوة بت في حضن أخر
أيقظتنا نواح البرية.. في صباح ذاك اليوم الخجول
سقط صقر السماء.. وبات في فضاء غير فضاءه

حيفا...
قولوا لحيفا.. ذهب الوليد.. رحل الحفيد
الابن الذي انشق صدر الشمس على حبه
على عشق البريء..
على سطح القمر خطت حروف اسمه..
معالم وجهه الحنون..
فرد ذراعيه وحضن الماضي والحاضر..
عزف على أوتار الوطن

مازلت بلا بطاقة...
من سيمنحك بطاقة تعرف بك...!!
من سيسمح لك بالخروج.. بالدخول
اصرخ في وجه الظلم..
ليعلم الطاغي اننى من رحم الوطن
من عمق التاريخ..
عرفتني حيفا.. البروة
عرفتني القدس ويافا
عرفتني بغداد.. دمشق.. بيروت
عمان حضنت حاضري.. وحيفا مازالت
تغنى في وجداني..
أنا لا أريد كل بطاقاتكم..
نطق التاريخ وقال: انك كنت وطنا
أيقظت كل من ضاعت بطاقة هويته
ان الوطن أم لا تمنحني ورقة مطوية

نظرة الوداع الأخير...
سيوارونك الثرى..
 توقف الزمن عن الدوران
تكسرت أقلامنا.. جف شلال حياتنا
حيفا اليوم تعثرت..
أطفأت أنوارها.. كحل الرماد عيونها
القدس دقت أجراس كنائسها..
وجلجلت أصوات المآذن مساجدها

الوطن في حالة صمت..
ومحمود درويش يمضي بصمت..
ملائكة السماء تسبح للرحمن في المكان
فلسطين كلها توقفت عن الحياة..
محمود درويش في أمان الله..
لا تحزن فأسمك منقوشا على أبواب مساجدنا
على مفاتيح أقصانا.. على أبواب كنائسنا
وضعت لتاريخي عنوانا.. وفصوله مازالت
لم تكتمل بعد..
سنشعل لك في كل عام شمعة...
وسنعزف ألحانك.. أشعارك
كلماتك.. مفرداتك.. ستكون عنوان حضارة أجيالك

Mazen_hmd@hotmail.com