«مسرحة» الرواية في منتدى الاثنين بالشارقة

عبد الفتاح صبري يدعو إلى «مسرحة» الرواية؟

بحضور سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة وعدد من المسرحيين والمهتمين استضاف منتدى الاثنين المسرحي مساء أمس الأول بجلسة سوق العرصة  القاص والناقد المصري عبد الفتاح صبري مدير تحرير مجلة «الرافد» في حديث حول علاقة المسرح بالرواية. وفي تقديمه إلى الحضور قال  الناقد السوداني محمد سيد أحمد  ان عبد الفتاح صبري يعد من الاسماء القصصية المهمة في الوطن العربي، وقدّم للمكتبة العديد من العناوين المهمة بخاصة في ما يتعلق بالمشهد الإبداعي الاماراتي.

واستهل صبري حديثه بعودة إلى البدايات الأولى لفن البداءة وحكي كيف تخلق من الطقوس الاغريقية ودخل إلى مركز الحياة في اثينا وراح يتطور منفتحاً على الاجناس الفنية إلى ان أُطلق عليه " أبو الفنون". اما الرواية فهي وإن لم تحظ بشعبية لافتة كما حصل مع المسرح وقتها إلا انها كان موجودة بشكل وآخر وقد تقدمت إلى المشهد اخيراً وربما أكثر من المسرح ويمكن الحديث الان عن كثر من كتّاب الرواية في   فيما يعاني المسرح فقراً واضحاً في مكتبة نصوصه.

وفي ما يتصل بأوجه الشبه بين المسرح والرواية فهي عديدة؛ بحسب صبري، بدءاً من العناصر الفنية للحكاية: البداية والوسط والنهاية، وثمة العناصر البنائية كالشخصية والزمان والمكان واللغة والحبكة..إلخ. لكن، ثمة فروق بين الجنسين فالنص المسرحي يُكتب ليقدم مرئياً على الخشبة بينما تكتب الرواية للقراءة، كما ان النص المسرحي يتميز بغلبة  الحوار في حين يمكن للرواية ان تكون  بلا حوار، ويتميز المسرح بوحدة المكان وهو يتأطر بزمن محدد اما الرواية فتملك ان تتمدد في ازمنة شتى وامكنة عدة وفي ذلك اثراء لجمالياتها.

وتحدث صبري عن ضعف حضور النصوص المسرحية في السنوات الأخيرة نتيجة التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها الساحة الثقافية العربية فلقد ساد " مسرح الضحك الرخيص" و" مسرح البطل الواحد" وبالتالي صارت الكتابات المسرحية مفصلة لهذا البطل أو ذاك. وأدى هذا التراجع إلى توقف  كتّاب المسرح " الحقيقيين".

وبالمقابل بدا المشهد الروائي بالنسبة لصبري غنياً بالاعمال الجديدة والجيدة ومن هنا دعا إلى مسرحة الروايات وتقديمها على الخشبة؛ فبهذه الطريقة يمكن لنا ان نعيد إلى المسرح قوته ورصانته.  

ودعا صبري في ختام حديثه إلى بذل المزيد من الجلسات الحوارية حول علاقة المسرح بالفنون الأخرى والبحث عن آواصر جديدة تثري المشهد الفني بعامة في نهاية الأمر.

  هذا، وشارك كل من أحمد بورحيمة ، د. صالح هويدي، قاسم سعودي ، زكريا أحمد ، محمد سيد أحمد وآخرين بمداخلات أثرت الحوار.