هل يحرر المنفى القصيدة العربية من أمراس المحرم الشبقي، ويتيح لها الانطلاق التعبيري؟ هذا سؤال مضمر في قصيدة الشاعر السوري الكردي حسين حبش الذي يقيم في ألمانيا.

دساكر إيروس

حسين حبش

وددتُ حين انطبقت شفتي على شفتيكِ
أن نتحول إلى تمثالين.
***
إذا متنا،
هل ستتعانق عظامنا في القبر؟
***
أزين جدران غرفتي بالحزن، بالجنون، بالكآبة،
بالمرض، بالفرح، بالنوم،
وصورة متلألئة بالضياء
صورتك التي أرمق بها إلى العالم.
***
أفوح منك، تفوحين مني.
الستائر زنزانتنا للعالم الخارجي.
لوحدنا نقود أحصنة الجسد
إلى الجسد.
***
أأنحتُ لك تمثالاً من نبضات
قلبي؟
***
كسولان حتى الرمق الأخير،
نشيطان جداً في السرير.
ترتعش جموع الأعضاء..
***
تقولين:
انزع خواتمي وإياك من أصابعي.
اخل سبيل يدي من الأساور
وخذ عناقي على ذراع القسوة.
المس أقراطي، واسمع رنين خلخالي فوق مشط الأحلام.
ضعني تحت سكين الحب وأقطع شموسي بأسرها
من الوريد إلى الوريد،
ولا تتركني وحيدة، شجرة نائية عن شبق الأنهار.
التهمني..
شمني ورقة، ورقة
فلن ترتوي أبداً
ولن تنسى ما حييتَ،
ما رأيتْ..
***
الأرض تدور حول الشمس.
حين تكونين،
تغير مسارها وتدور حول سرتك.
***
السكين يهدأ
حين يكون في يديك.
***
أحب أشياء كثيرة في هذه الحياة
أنت وأنت،
ثم أنت.
***
بعناية خارقة أدللك
بالقبل.
***
شجرة الحور تتقزم
حين تمرين.
***
قميصك يعلو بالكبرياء،
نهديك.
***
أهلاً، خطواتك المشدودة
تؤجج هدوء المساء.
***
الغرفة تبترد،
خالية من أنفاسكِ.
***
الشموع عنايتك للغرفة
في منتصف الليل
***
تدندنين،
على الأغصان،
العصافير تتحاب.
***
لن أملَّ ما دمتِ
بقربي.
***
لا أدري لماذا أحب الياسمين؟
ربما لأنك شغوفة باصطياده
من شرفات قلبي.
***
حين نكون سوية في المطبخ،
تفور القهوة دائماً.
***
تكونين في الغرفة،
أطمئن.
***
حروف اسمك مدلاة
من تجليات الله.
***
لن أقول أحبك،
كل بادرة فيَّ تومئ بذلك.
***
كل الزهور التي انحنت علي،
كانت زهورك
***
يداً بيد،
بهدوء نختلس بعضنا بعضاً.
***
المرايا التي تجمَّلت
قلدتك.
***
ونحن نيام
نحلم ببعضنا طوال الليل.
***
نستيقظ في الصباح
نتبادل تحية صباح الخير
بالقبل.
***
ها أنت هنا،
الحياة بأكملها هنا.
***
بالأمس عبدتك،
اليوم،
وغداً أيضاً.
***
لا تغادري،
ستتيبس الورود في آنية قلبي.
***
لا أثر لنا
دخلنا في بعضنا كاللهب.
***
أتلو القصائد،
قصيدة قصيدة.
تفاصيل جسدك
وأشياء أخرى.
***
عارية أمامي
يتعرى جسدي من هنات الزمن.
***
الأرض التي تمشين عليها أرض مباركة.
الحدائق تشمك والأمكنة تتبعك
وأنا أقتفي طيف جسدك.
أينما وجدتِ أجدني.
***
لن أخسر شيئاً ما دمتِ
معي.
***
النوافذ مفتوحة على الجهات.
القمر وأنت.
***
كل القرائن تدل على أني متهم بك.
وأنك متهمة بي
وأننا متداخلان منذ الأزل.
***
قالت:
أصابعكَ الإحدى عشر تعبرني،
أعبرُ بها إلى كل الشهوات.
***
وردة واحدة تتفتح، زكية الرائحة
جسدك.
***
لماذا سيجارتنا واحدة دائماً
حين ندخن؟
***
العالم،
ضحكتك الغير مكتملة.
***
أتوضأ،
لأدخل جسدك.
***
لا أبالي بالإشارات الحمراء
حين تكون وجهتي
إليك.
***
حين تكونين في المساء بقربي
لا أحتاج إلى الضوء،
جسدك يكفي..
***
رمانك يرتكب الهفوات من تحت قميصك.
يعض صدري.
***
مجنونان نحن
نقول للأشجار: لن تخضري من دوننا.
للورود لن تتفتحي
للنجوم لن تضئي
للمساء ما أجمل شموعنا.
***
حين تنادين على طول شريط صوتك عبر الغابة
تتفتح الأزهار.
***
بحذافيري
أقع في حبك.
***
حين تسبحين في البحر
يغير الماء طعمه
ويصبح حلواً كالعسل.
***
الغسالة غاوية .. تدمج ثيابي مع ثيابك.
الغسالة كهف اللذة.
***
حين تدخلين عتبة الصخور،
تلين.
***
تعالي يدك في يدي نعيث في الأرض
عشقاً.
***
تعالي نمخر عباب البحر
ونرفع "راية الكوليرا" كما فعل ماركيز.
***
جسدك مشروع مؤجل
فيه آلاف الآهات.
***
لينابيع جسدك
آلاف المصبات في دمي.
***
عندما تنام الشواطئ على خدود البحر
يستقبل الرمل جسدك.
***
لا لليل إذا بقي مستيقظاً
وأنت معي.
***
جسدك،
حباحب ليل أثيري.

شاعر سوري كردي مقيم في ألمانيا
القصيدة من مجموعة شعرية تحت الطبع