احتضن المغرب ندوة فنية وانثربولجية لجمعية الفكر التشكيلي، وتندرج ضمن مسار انشغالات هذه الجمعية بباحثيها الجماليين والذين ما انفكوا يطارحون في مواضيع تهم الفضاء التشكيلي والبصري. وتسهم هذه الندوة من تمثل جزء من بعض سمات التجلي الإبداعي لنماذج من المنجز الفني الصحراوي وعبر الاشتغال على تيمة الصحراء خصوصا..

التجلي الجمالي في الإبداع الصحراوي : نماذج وتجليات

دأبت" جمعية الفكر التشكيلي في مناسبات ومقامات متعددة،على مطارحة قضايا ذات صلة بقيم الجمال الفني وبسؤال الإبداع في جميع تمظهراته  وتمفصلاته. كما  وطن أعضاء الجمعية أنفسهم على الاضطلاع  المعقلن والخلاق بمكونات الهوية البصرية المتعددة  للمغرب،  وبامتداداتها الثقافية والإجتماعية وغورها التاريخي الأثيل، واستمرارا في نفس التوجه، وإيمانا منا بأهمية  استيحاء الذاكرة الجمالية والبصرية الوطنية  فإننا نقترح تدشين هذا التوجه عبر عقد ندوة فنية وانثربولجية  أولى في موضوع : " التجلي الجمالي في الإبداع الصحراوي : نماذج وتجليات "

 وذلك وفق المحاور التالية:

1.    جماليات الأنا والآخر في شعر" التبراع"

2.    جماليات الصحراء في المتخيل الأدبي الغربي.

3.    المشغولات اليدوية في الصحراء : الفن..والهوية الجمالية

4.    تصادي الفلسفة والأدب من خلال مفهومي الصحراء والترحال  :( لوكليزيوLeclézio  )  نمودجا.

5.    جمالية المكان في الشعر الشعبي الحسَّاني .

6.    ملاحف الصحراء من ورشات الصباغة..إلى محلات التاجرات .

بمشاركة ثلة من الباحثين والنقاد من ذوي التخصص وهم:

الدكتورة  العالية ماء العينين، باحثة جامعية. (1)

الدكتور محمد الشيكر  باحث في الفلسفة والجماليات.  (2)

الأستاذ ابراهيم الحيسن  استاذ باحث في الفن التشكيلي وشؤون الصحراء. (3)

الأستاذ عبد اللطيف بوجملة إعلامي وباحث في الفلسفة والجماليات. (4)

 (5)الأستاذ لحبيب عيديد  باحث في أدب الصحراء

 (6)الأستاذ أحمد البشير ضماني  كاتب وباحث ..                                                      

                       الندوة من تسيير الفنان التشكيلي والباحث محمد المنصوري الإدريسي.

وفي ما يلي نبذة عن مضامين المداخلات.

·        يتناول عرض الدكتور محمد الشيكر استتيقا الصجراء في الكتابات الغربية إنطلاقا من استثمار العناصر الدلالية والتأويلية في المتخيل الغربي. وذلك بشأن الصحراء كفضاء جمالي من جهة وكأبعاد ثقافية تتصل بمتخيل الترحال وعلاقته بالكتابة وتجربة الحدود.

 

·        فيما يذهب الباحث  والإعلامي  عبد اللطيف بوجملة  إلى التأكيد على وجود تعالق غير مرئي بين أشكال الفكر من جهة وبين التماكن المفهومي والرمزي والأيقوني للصحراء والترحال .  متعاطبا مع الصحراء كمخطط للمحايتة أوسطح أو أرض و كسند رمزي وأيقوني لشعرية المكان .

 

·         و يُعَرِّفُ الناقد ابراهيم الحَيْسن  ببعض الخصائص الجمالية للإبداع اليدوي بالصحراء والكشف عن كوامنه التعبيرية عند الحرفيين في صحراء البيضان لاسيما في مجال الإنتاج اليدوي، ولاسيما المشغولات   اليدوية بوصفها أبرز الفنون المحلية التي تجمع بين الوظيفة النفعية والوظيفة الجمالية. وقد تم التركيز في الورقة على الإنتاجات الجلدية الموسومة بزخارف متنوعة والمصنوعات النسيجية كما هو الحال بالنسبة للملابس التقليدية والخيمة، إلى جانب الحلي ووسائل الزينة والتبرُّوج.

 

·        أما الباحثة العالية ماء العينين فتتناول جماليات الأنا والآخر في شعر"التبراع" من خلال تعريف لغوي واصطلاحي وإبداعي لهذا اللون الشعري الذي تنظمه نساء الصحراء تغزُّلاً في الرجال، وذلك في أجواء خاصة تطبعها السرية والكتمان والحرص الشديد على عدم التداول والانتشار نتيجة للحشمة والوقار والرقابة التي تمارسها الطقوس والطابوهات البدوية بالصحراء. مستعرضة في ذلك نماذج مختارة من التبراع ضمن سياقات ثقافية واجتماعية متنوعة.

 

·         فيما يتناول الباحث لحبيب عيديد جمالية المكان في الشعر الحساني عبر نماذج شعرية متنوعة ويَعتبر أن اللحظة الطللية حضرت في الشعر الحساني كإحدى الوقفات المضيئة التي استوقفت شعراء الصحراء، ذلك أن الشاعر الحسَّاني كالشاعر العربي القديم يبدع عبر اللحظة الطللية ماضيه المنصرم وواقعه الآني كلاما شعريا متحفزا لمعانقة مستقبله الغامض، فهو عندما يبدع شعرا طلليا، فإنما يدرك إدراكا واعيا أو لا واع أن الأطلال تعتبر شاهدة على زمن مضى ولَّى..ولن يعود، ووظيفتها تبقى منحصرة، في لحظة تشكل الإبداع باعتبارها مبعث ذكريات هذا الزمن وإحياء لها عبر ذاكرة الشاعر الناطق باسم الجماعة/القبيلة.

 

·        في حين يعرض الباحث بشير ضماني ترجمة لمقال مقتطف من كتاب "الملحفة- زي نساء المغرب الصحراوي" لهرفي نيغر وكلير سيسيل ميتاتر، وقد ركز في اختياره على الجانب الجمالي المتعلق بطريقة الصباغة والتلوين بالأساليب التقليدية المحلية داخل ورشات الحرفيين، إلى جانب رصد أجواء التسويق والتسليع مع ما يسم ذلك من طقوس المتاجرة داخل أسواق شعبية تكاد تكون من اختصاص النساء.