تتابع الباحثة السودانية هنا تأمل آخر مجريات الأحداث في الثورة السورية ومراياها المقلوبة في الثورة الأوكرانية المضادة، وقد مررت هذا كله كعادتها على عبر مرشح التواريخ العربية القديمة والفتنة المعتزلية وكثير من التواريخ الحديثة كذلك كي نكتشف جذور الأزمة، وآليات المراوغة والتخاتل القاتلة.

الثورة المضادة والفتنة المعتزلية

خصخصة الرب والجنة وتأميم الجحيم في زمان الديكتاتوريات الوراثية

خديجة صفوت

لعن الامام علي (ع) شيوخ الفتن والضلال وقال فيهم «قصم ظهري اثنان عالم متهتك، وجاهل متنسك»

 

تقديم: هل الثورة المضادة فائض انتاج زمان التغابن ام العكس؟
يؤلف الصراع  الذي عبر عن نفسه ابان ما يسمى محنة خلق القرآن واحدة من مواجهات الاسلام السني الباكرة واللامتناهية في صراع احتدم من يومها وتباعا منذ تنويعات  الخوارج والمعتزلة. وما يبرح ذلك الصراع يعبر عن نفسه بين اهل السنة وتنويعات لاحقة من خصوم الاخير امثال الليبراليين الجدد ومدعي السلفية والجهاديين والتكفيريين ويصدر الاخيرون فيما يصدرون عن مشروع محمد ابن عبد الوهاب.

هذا وكنت قد ذكرت وجيزا في الجزء الاول من هذه الدراسة ان غالبا ما يغفل نقاد الوهابية وخاصة نقاد اتباعها السياق الذي نشأت فيه الوهابية رغم انهم عددوا معظم مثالب اتباعها. ذلك ان النقد لم يصل بين ظهور الوهابية مثلا وبداية نهاية البرجوازية الصناعية ونشوء الرأسمالية المالية او الصهيونية العالمية. وكذا لم يفسر لنا معظم المؤرخين ما هو ذلك الذي دفع مصر الى تحمل ما تحملته في الحرب الوهابية من خسائر جسيمة. وفيما قد يتساءل كثيرون "عما دفع محمد على الى تلك الحروب مع فداحة الخسائر في المال والعتاد والبشر سنوات من غير أن يتردد بل العكس كان  كلما أخفقت حملة واصل بأخرى  حتى انتصر حملاته على الثورة الوهابية وجيزا؟

هل اصدر الصراع السنى السني عن ثورة مضادة؟
يمكن القول بان الصراع السني - السني قوي بصورة غير مسبوقة مع المعتزلة العباسيين. ومن المفيد تذكر ان صراع أهل السنة كان بهذا الوصف "انعكاسا لقوى سياسية وعسكرية واقتصادية وفكرية غير عربية أخذت تحتل موقعا أساسيا في الدولة العباسية. وكانت تلك القوى تطرح نفسها بوصفها صاحبة حقوق تفوق أحيانا كثيرة حقوق القوى العربية". فقد كانت القوى غير العربية تعتقد انها تصدر عن حضارات وثقافات اكثر تقدما مما يصدر عنه العرب فيما يخص الفلسفة والعلوم وغير ذلك من الفكر, ذلك ان الإنتاج الفكري العربي كان  يغلب عليه وقتها الشعر والمفاخرة أو المهاجمة. ويقول نصر حامد أبو زيد ان القومية الفارسية كانت تعتبر نفسها في الصراع الفكري – الاجتماعي "ندا للقومية العربية منذ آخر عهد الأمويين، مما مهد لنصرها بقيام الخلافة العباسية على أكتافها(1). ورغم ان الصراع السنى السنى الدائر اليوم يحتدم بين عرب وعرب الا ان عناصر اجنبية مثلا الخزر تخترق صفوف قوات السنة الابالة اليعاربة. وقياسا تتنافس دول الصحراء والابل والنفط مع دول الماء والحضارات الحجرية وصولا الى التقاتل بسمسرة تنويعات الخزر وبمال النفط.

وفيما تستكثر دول النفط على دول الماء العقل، فانها توظف ما قد اعرفه بعقلانية التخاتل. وتستدعي الاخيرة التغابن. فان كان غير العرب قد وظفوا العقل في مقارعة العرب فقد تعين اهل النفط على استخدام العقلانية المتخاتلة كسلاح لتمييز انفسهم بالتدين وحماية عقيدة اصولية جهادية قتالية تتلفع في نفس الوقت بادعاء سلفية تتطير من السلف الصالح وتكاد تدمر كل دليل او شاهد حجري على ذلك السلف. ذلك مثلا انه ان انكر الوهابيون السعوديون ونظائرهم الوهابيون الجدد وجود بيت المولد وهو موقع ميلاد النبي فقد راحو يدمرونه وهكذا مع مقابر الصحابة وكل اثر ديني بحجة مكافحة البدع.

المهم فورا من المفيد تذكر ان ذلك الصراع وتلك المنافسة تتمثل اليوم فيما تتمثل واكثر ما تتمثل في سوريا الصمود بين الجيش السوري الوطني وبين الجيش الحر ودولة الاسلام في العراق وبلاد الشام-داعش-  وجبهه النصرة وتنويعاتها. وقياسا يقف الثوار والمناضلون الشرفاء مثلما فعل الامام احمد بن حنبل- بوصفه أهم الأئمة الأربعة- بطلا للصمود في مواجهة هجمة المعتزلة.

وحيث تمييز مذهب الإمام أحمد بين المذاهب السنية الأخرى بالتوفيقية فقد كان لابن حنبل الفضل في نشوء مذهب سني كلامي جديد" فكان الدعامة التي قيضت حماية الإسلام من البدع مرة وقيام حركة إصلاحية في العالم الإسلامي مما هيأ لظهور وانتشار توفيقية مبدعة أصدرت عن أبو الحسن الأشعري. وكان الاشعري قد انسلخ عن المعتزلة باستخدام أدلة خصومه المعتزلة في نقض آرائهم فقيض بذلك نهاية الاعتزال مما يمكن القول معه ان الاشعري بادر باكراً بإيقاف الجدل على قدميه هذا فان تعين المعتزلة والمتكلمون على حركة اختراق وتشويه الإسلام لم تنفك ان باتت ثورة مضادة على الاسلام الشعبي والرسمي جميعا  فقد وقف الأمام أحمد بن حنبل (164هـ/780م -241 هـ/855م) رضي الله عنه، في وجه غلواء المعتزلة ومواجهة الخلافة والمعتزلة مجتمعين عليه على توالي الخلافات الرشيدية من المأمون حتى المتوكل. فقد كان بن حنبل قد تعين على الدفاع عما يمكن تعريفه بـ "عاطفة التدين الشعبي التي حمت السنن والآثار ضد حركات اختراق الاسلام السني في واحدة من تلك المحاولات المنوالية لتشويه الإسلام. وكانت تلك الحركات لاتني وما تبرح تحاول تكريس ما عاق ويعوق المسلمين والعرب عن ركب التقدم الانساني فخلق شرط الحاقهم بالأمم البائدة المحتلمة فيزيقيا.

ويقول البعض ان العالم الإسلامي شهد "صحوة فكرية بزعامة بن تيمية (661 - 728هـ / 1263 - 1328م) الذي يقول حسب: مصطفى قطبي ”يجب ألا يُعطى العقل ثقةً مطلقة وأن العقل البشري لا يملك الكفاءة للتعديل على القضايا التي جاء بها الوحي”. فالقول واضح ويشير إلى أن العقل البشري (بحسب ابن تيمية) لا يمكن أن يكون نداً للوحي ولا يمكن لهذا العقل أن ينتج معارفه خارج السياق الذي جاء به." كما جاءت تلك الصحوة  حسب المدافعين عنها على يدي تلميذ الا خير بن قيم الجوزية (691 - 751هـ / 1292 - 1350م(2)

فهل تنويعات بعض تلك الظواهر وخاصة تداعياتها قمينة بالتعبير عن نفسها بوصفها محض تسييس للإسلام السني بغاية تمرير مشاريع اقتصادية وسياسات ثقافية بعينها؟ ام ان تلك التداعيات مجعولة لان تخترق الاسلام في مرحلة يقف فيها الاسلام كما يقف وكان قد وقف على مر مئات السنين مستهدفا من كل جانب ومعه المسلمين والعرب اكثر من غيرهم؟ ولماذا يطرح الاسلام السياسي  نفسه خارج الاسلام الرسمي والاسلام  الشعبي؟ هل يمكن مضاهاة الاسلام السياسي بهذا الوصف بالحركات العاصية للإسلام والمنشقة عنه اي بما يمكن ان ير عف بالثورات المضادة؟

من فتنة خلق القرآن الى داعش

اجادل انه ان لم نقرأ التاريخ في مجمله وليس أت الاشتراكية الزمن الضائع للرسمالية الصناعية السلعية لحساب الرأسمالية المالية- الصهيونية العالمية فان المشروع الاشتراكي كان حريا ان يرى النور في مناخ اقتصاد السوق .وقياسا فان اقتصاد الاخير كان حريا بان يتطلب مزيد من الايدي العاملة المسترخصة cheap labour  اللا مسيسة depoliticised اللامنظمة   un-organised labourمما كانت منطقة الشرق الاوسط حرية بان توفره مرة على مستوى تقسيم العمل الدولي منذ الحرب العالمية الاولي  ومرة بعد تكريس مفهوم  مناطق التجارة الحرة ومناطق التحويلات الصناعية الحرة منذ ثمانينات القرن العشرين خصما على العمال الصناعيين في اوروبا الغربية وعلى الدولة القومية والحدود القومية والسيادة القومية للإمبراطوريات السابقة على الرأسمالية الصناعية وعلى منتجي الفائض والكفاف والثروة في منطقة التحرر الوطني وخصما على حركات التحرير المسلح فيما اسماه تولياتي العالم الثالث. فقد كان الاخير فائض انتاج ما سمى بالعالم الاول- اوروبا وامريكا الشمالية وغاية الثاني وهو المنظومة الاشتراكية التي كانت  قد  الهمت  وشجعت ودربت المناضلين من اجل التحرر الوطني اقتصاديا وفكريا وتنظيميا وسياسيا.

الا ان الثورة العالمية المضادة التي كانت الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية تمولها وتدربها وتسندها عبر المحافل الدولية والمؤسسات الدولية منذ عصبة الامم الى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وما يسمى المجتمع الدولي وغيره تحت الوية  .ما يسمى العالم الحر والديمقراطية الليبرالية الجديدة والمنظمات غير الحكومية بوصف الاخيرين تنويع على من اسميهم المبشرين الجدد وفيالق النسووقراط ومنظمات الغوث الانساني وغيرها.

فقد الائتلاف السوري كل رصيد على طاولة مفاوضات جنيفا 2 وقد اتضحت سيطرة الجيش العربي السوري بعد اجتياح حردة وقراقوش واستبدال سليم قائد الجيش الحر بعادل بشير فلم تنفك امريكا وبعض العرب ان راحوا يتعينون على تكريس استراتيجية استخدام الارهاب في تفتيت المنطقة مجددا. وكانت  تلك الاستراتيجية قد ؤاحت توظف مجددا مزيد من المرتزقة على حدود سوريا والاردن وقد باتت الاخيرة المنفذ الوحيد للجماعات التى تدربها امريكا وتمولها السعودية. وبالمقابل تتعين الرسمالية المالية الصهيونية العالمية مثلا على تقسيم اوكرانيا الى ثلث اوربي وثلثين روسييان  بغاية استكمال تجزءة المجزأ وتقسيم المقسم

شرح  على المتون
(1)    تنويع على  غواريو الثورة السورية المضادة في اوكرانيا
تعد اوكرانيا ثاني اكبر دولة اوربية شرقية وتتاخم روسيا من حدودها الجنوبية على طول خط حدود يزيد على 1700 كليومتر ولها ثاني اكبر جيش بعد روسيا ويوجد الاسطول الروسي على شواطئها فوق ان اوكرنيا هى معبر للغاز الى اوروبا

وباحتواء اوكرانيا تغدو روسيا دولة محاصرة والى ذلك تؤلف اوكرانيا اهم ممرات الغاز من روسيا بعدما هزمت امريكا في سوريا لذلك تدفع امريكا 20 مليون دولار اسبوعيا للمعارضة الاوكرانية الموالية للغرب اي للثورة الاوكرانية المضادة. وكانت امريكا قد قادت الثورة المضادة الاوكراينة المسماة الثورة البرتقالية 

وتنقسم اوكرانيا  الى  كاثوليك وبرتستانت ويوالي الاول اوروبا وغيرهم روسيا وباوكرانيا اكثر من 132 اقلية كانت قد عاشت في وئام على مر السنين الا ان ما اجادل انه تنويع على الربيع العربي او الاحرى الشرق الاوسط الجديد في سيناريو يمكن اطلاق تعريف اوروبا الشرقية الجديدة عليه وهو اعادة انتاج لعبة الثورات المخملية. ويتمأسس المشروع الاخير فوق:

استقطاب الاوكرانيين بين كاثوليك وبروتستانت على غرار السنة والشيعة ومع ذلك يجمع معظم الاوكرانيين  على وحدة اوكرانيا

غرس جماعات متطرفة دينية تتعين على العنف والتدمير واشعال النعرات الطائفية

تتعين الجماعات المتطرفة على تدمير المنشآت الحكومية والرسمية

تعتقل الجماعات المتطرفة قوات الشرطة وتغتال وتختطف كبار ضباط الامن والجيش مثلما قد يفعل بعض الشيشان والخزر من اقرانهم في مصر وليبيا وسوريا. ذلك ان الشيشان قد يعودون الى خزر وادي نهر الفولدا والقفقاز ممن تحدر من فلول قوات الاسكندر الاكبر.  فقد كانت جماعات الخزر قد هاجرت في صحبة الاسكندر فاتجهت من ماقدونيا شرقا بداية القرن الرابع قبل الميلاد ثم استقر معظمها على تخوم في اوكرانيا وبولندا وغرب روسيا

ترنو الجماعات الكاثوليكية التي تغذيها امريكا الى الغرب والى المشروع الصهيوني العالمي. 

وترنو الجماعات الاورثوذوكسية نحو روسيا

وكأن الجماعة الاولى تنويع على الاسلام السياسي فيما تقف الجماعات المتطرفة من الصراع موقف الجهاديين والتكفيريين.

تقوم جماعات مسيحية متطرفة بدور الجماعات الاسلامية   التكفيرية والجهادية متطرفة بغاية اشعال ثورة مضادة لصالح الرأ خصما على

شرح على المتون

(2) الثورات المضادة في  زمان التغابن  والديكتاتوريات الوراثية
ازعم انه بإمعان النظر وقراءة التاريخ في سياقاته المتعددة وليس اختزالا واجتزاءا او انتقاءا فان التعرف على ثورات زمان التغابن التى كانت قد انتشرت ابان الخلافة الاموية ثم العباسية يغدو ايسر بمكان. وازعم ان الوهابية اوقفت الاعتزال فوق رأسه حيث احتكر اتباعها  التفسير واطلقوا يد علماءهم او مفتييهم في تحريف الآيات(1) . وحيث كانت الخلافة الاموية وخاصة العباسية قد اتسمت بصراع العناصر غير العربية مع العنصر العربية، مما قيض حلول حركة شعوبية" عبرت عن نفسها في رد غير العرب على التمييز العنصري ضدهم بتحريف الآيات والاحاديث بخاصة فيما سمى بفتنة خلق القرآن التي راحت تستخدم العقل مجازا في التفسير وفي احتكار التفسير خصما على ائمة السنة امثل بن حنبل. 

وقياسا فان احتكرت الوهابية التفسير لم ينفك اتباع محمد بن عبد الوهاب ان اطلقوا يد المطوعين وجهلاء رجال الدين والعجم والادعياء في التفسير  خصما على الازهر وعلماء الدين. وبذلك اوقفت الوهابية الاعتزال العباسي فوق رأسه. ومن المفيد تذكر ان الاعتزال وعلم الكلام وغيرهما  من مدارس الخروج على السلطة القائمة او-واحتوائها كان قد تعين على تكفير كل من لا يتفق معه مرة فيما تعين على  احتواء شرائح السلطة في نفس الوقت مرة أخرى. وكانت حركات الخوارج والمتكلمين والمعتزلة والأشاعرة وغيرها حرية بأن تجد نفسها-بدرجات المقياس وفي مراحل مختلفة من نشوءها ونضوجها  نكوصها- في خلاف مع أهل السنة مما تمثل في أشد تنويعاتها غلواء إبان العصر العباسي.

ذلك ان الصراع لم يكن بين اهل الفتنة واهل السنة بهذا الوصف وانما كان صراعا بين جماعات تستهدف الاسلام السنى-الاسلام بهذا الوصف وبين من يدافعون عن الاسلام وعن الهوية الاسلامية وعن بقاء او فناء امم وثقافاتها وحضورها جميعا. ذلك ان اجندة القضاء على امم بعينها اتصلت باكرا وحتى اليوم بمفهوم اممي يسوغ تجاوز القومية ويصدر عن ما هو فوق القومية العربية الاسلامية مثلا او اي قومية.

وقياسا مرة اخرى فان أحتكر التكفيريون والجهاديون سواء اسلاميين اوليبرالييهن جدد زعامة الثورة المضادة فقد باتت الثورة المضادة ثورة المتهوسين من احفاد الخزر والمتخلفين المعوقين عقليا من انغال المحافظين الجدد . ومن المفيد تذكر ان المتخلف او المعوق عقليا قد يعبر عن نفسه في فقدان الفرد القدرة على التفكير لنفسه فيغدو مطبوعا على النقل والاستنساخ ممن عداه دون اي اضافة اونقصان. المهم فورا هو ان احفاد الخزر كانوا حريون بان يضمروا اجندات قيامية مثلما فعل خزر حركة الروي David el Roi. المولود بالعراق(3)  هذا وكان بعضهم قد بقى يعيش على مشارف الخلافة العباسية لما يزيد على 100عام.

الا ان احدا لا يضع اعنبارا جادا لتلك الظواهر ولا لمغبة وجود الخزر مثلا  على تلك الشاكلة القتالية على مر قرن. فقد كان الخزر قد تعينوا على مناوشة الخلافة العباسية طوال قرن كامل . ولعل حاصل حمع تلك الجماعات المتواجهة مع العرب كان حريا بان يعبر عن نفسه فى جهادية خزرية تصدر عن بعض  جماعات الشيشان اسلافهم المتاخمين للعباسيين اكثر من اي شئ اخر.

(3)    التكفيريون الخزر:
ازعم ان من الجهاديين التكفيريين من يمكن ان ينسب الى الخزر. والخزر جماعات هاجرت مع وانخرطت في صفوف حملة الاسكندر الاكبر التي اتجهت من ماقدونيا شرقا بداية القرن الرابع قبل الميلاد ثم استقر معظمها على تخوم وبين ما يعرف بأوروبا الشرقية وبخاصة في اوكرانيا وبولندا وغرب روسيا حيث توجد لهم جمهورية كان ستاين قد منحها لهم.

وهناك رواية تقول بان الخزر جماعة بدوية مترحلة خلقت لها امبراطورية يهودية سميت امبراطورية الخيام لانهم بقوا يترحلون بعد ان انشينبغى التنبه على ان الخزر هم اليهود الذين يؤلفون ما يطلق عليه القبيلة الثالثة عشر. فهم ليسوا يهود الجزيرة العربية ولا هم الذين هاجر منهم الى شمال شواطئ البحر المتوسط ولا الى الاندلس.

الخزر والعرب منذ الامويين والعباسيين بعضا من القرن الثامن الميلادي ومعظم القرن التاسع وما يبرحون حهاديون سواء يهود ومسيحيين ومسلمين يقاتلون العرب فى  العراق وليبيا وسوريا ومصر.الروي David el Roi (1160). المولود بالعراق في 1160 وكان دوود الروي داعية طرح نفسه بوصفه مسيح الصهاينة. واناقش الاخير

ختاما

كنت قد تساءلت - في بحث فرض جنسا جديدا في تأريخ المرحلة العباسية فانتج ميتاسردية قائمة بذاتها- عما اذا كانت ثورة المعتزلة المأمونيين المضادة وتنويعاتهم اللاحقة قد خلقت شرط نشوء ما ألم بالأمة العربية والإسلامية تباعا وصولا الى سيناريوهات الجهادية وبعض طوائف وحركات التكفيريين الآنية؟ واذا كان الا خيرون قد الفوا مثلهم مثل فرسان المعبد وجند الرب الصليبيين فيالق حركات مضادة وثورات مضادة للثورات الشعبية التاريخية الموضوعية؟ وهل ثمة تعالق بين الحركات التنويرية المتخاتلة تلك او ما يشار اليهم بالاليموناطي Illiminate وتشويه العقيدة وصولا الى تنويع من العلمانية السلبية المتكاذبة؟

وازعم انه ان قيض التنوير المعتزلي   The Mutazilite Enlightenmentبهذا الوصف الخروج على الامامة فقد كان التنوير البروتستانتي قد تعين على عصيان البابوية. وقياسا فقد استدعي الاخير اعادة كتابة ما اعرفه بالسردية اللوامة البكاءة خصما على تاريخ البشرية. هذا كما بات التاريخ الرسمى الغربي –تاريخ الرأسمالية- وما يبرح حريا بان يفبرك (مبنى للمجهول) بالضرورة اكذوبة كبرى تخصم بالنتيجة على التاريخ الموضوعي للبشرية فالتاريخ الشعبي جميعا.

ولعل أشد الأكاذيب فحشا هي محادثات السلام اللامتناهية بين إسرائيل وفلسطين. فقد تحولت الدعوة للمقاومة اي مقاومة للرأسمالية والاحتلال او الاستبداد والدكتاتوريات الوراثية الى ما يشارف انتحار مؤجل. فالرأسمالية الصهيونية العالمية تفرض قوانينها هي في لعبة الا مم الكبرى The game of nations  اكثر من غيرها. وقياسا لا  تكاد المقاومة تملك ان تملي قوانين المقاومة. فان لا تنجح محادثات السلام الفلسطينية فذلك لان المقاومة -الا ما خلا جماعات المقاومة المسلحة-تتعاطي سما بطيئا قد  يودي بها جراء موت بطئ اليم مثل من  يتجرع  سم الهيملوك.

و  اجادل انه ان قد تعبر محادثات السلام عن نفسها كامتداد للاكتشافات الجغرافية الكبرى وإبادة السكان الأصليين والقدر الجلي  Divine destiny وارض الميعاد فان مشروع الخلافة الجهادية مشروع مشابه للمشروع العبري كون كلاهما كان قد خلق ليتنافس في الاستحواذ على رقعة ارض واحدة تسمى الشرق الاوسط سواء قديم او جديد.

ذلك انه ان قيض الاستحواذ هيهمنة لا اقتصادية-مالية تتعين على تشريعات وقوانين ودساتير-فان الاخيرة تخصم على ما  عدى الرأسمالية المالية –الصهيونية العالمية– بخاصة الشعوب. فقد استحالت او كادت تستحيل محاسبة الطعاة والنخب والربويين والمصرفيين او-و الاوليجاركيات المالية الصهيوينة العالمية- سادة الكون-كارهي الشعوب. الا ان الاخيرة تبقى وحدها القوى التى تملك مواجهة الصهيونية العالمية-في كل مكان فى المقياس المدرج In a graded scale

و قياسا فان قد  يبدو  ان التاريخ الرسمي للعالم لم يعد سوى تاريخ التغابن فقد باتت تغدو كل القضايا-منكاذبة بالضرورة. وقياسا قد لا تعدو محادثات السلام بالنتيجة سوى أن تؤلف نذيرا لتراكمات المفقرين العددية الزائدة عن الحاجة-ممن لا وجوه لهم- بوصفهم امما بائدة تباعا الا انه يبقى لنا مع كل ذلك وبسببه ملاذ في مواجهة الهولاكو الجدد هو الشعوب حماها الفكر والتنظيم الموضوعيين والله  ناصرها ا باذنه تعالى. 

 

هوامش

(1) يعلل خالد غزال ما يقر به البعض على مضض احيانا بانه تحريف الآيات بصراع المعتزلة الفكريّ  بوصفه لا ينفصل عن المناخات السائدة في زمنهم حول التفاخر بالأنساب والعصبيات والأجناس، خصوصا في ظل إصرار العنصر العربيّ على استخدام نسبه وكون النبي محمد هو ابن الجزيرة العربية وان القرآن قد نزل بهذه اللغة.

(2) انظر(ي),ارثر كويستلر Koestler, Arthur: 1967: The Thirteenth Tribe: The Khazar Empire Tents and its      Heritage    ص: 62-3 والوكيبيديا الحرة ودليل كسوزموغرافيا القرون الوسطى.