يستقصي هذا التقرير الأولي بعضا من فعاليات معرض البحرين الدولي السادس عشر للكتاب، وهو المعرض الذي انطلقت فعالياته شهر مارس الماضي ويتواصل بداية شهر أبريل. ونتعرف من خلال هذا الجرد على أهم الفعاليات واللقاءات التي شهدها المعرض في دورته الجديدة وما يقترحه من قضايا ومواضيع تلامس المشهد الثقافي العربي..

معرض البحرين الدّوليّ السّادس عشر للكتاب

دشّن سموّ الشّيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء معرض البحرين الدّولي السّادس عشر للكتاب بمركز البحرين الدّوليّ للمعارض والمؤتمرات، برفقة معالي وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة وبحضور د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامّة للكتاب في جمهوريّة مصر، وعدد كبير من الشّخصيّات الدّبلوماسيّة، السّفراء، ممثّلي الدّول المشاركة، الأدباء والمفكّرين والإعلاميّين.

المعرض الذي يستمرّ حتى السّادس من شهر أبريل المقبل، تشارك فيه أكثر من 350 دار نشرٍ ومؤسّسة ثقافيّة فكريّة محلّيّة وعربيّة وعالميّة، كما يوازي تلك المشاركات برنامج ثقافيّ يثري تجربة هذا العام، برفقة جمهوريّة مصر العربيّة ضيف شرف هذا العام، والتي تمرّر العديد من المشاهد الثّقافيّة والفكريّة المصريّة ضمن يوميّات المعرض، بالإضافة إلى العديد من الفعاليّات التي تقدّمها جهات ثقافيّة متعاونة، وأنشطة تدشين الكتب وغيرها.

يجسّد معرض البحرين الدّوليّ للكتاب 16 فصلاً ثقافيًّا مختلفًا، تنتظره البحرين في موسمها المعتاد كلّ عامين، غير أنّه في هذه المرّة يطرح مغايرات نوعيّة كونه ينطلق في سياق احتفاء المنامة ببرنامج (الفنّ عامنا) الذي يكرّس للجمال والفنون، لذا ففي دورته السّادسة عشرة هذه يتّسق بمواضيعه مع الفنّ، ويُطلق تظاهرته الثّقافيّة بازدواجٍ جماليّ ما بين الكتاب والنّصوص الفكريّة وما بين المعطى البصريّ للفنون وتفسيراتها في الفكر والثّقافة، مدشّنًا ضمن أجنحته مكتبةً خاصّة بكتبِ الفنّ ومفاهيمه، إلى جانب العديد من البرامج الثّقافيّة والفعاليّات التي تُعنى بذات الموضوع. فيما تستمرّ دور النّشر والمؤسّسات الثّقافيّة بتقديم إصداراتها ووسائطها الثّقافيّة والفكريّة، من بين هؤلاء المشاركين مكتبات رائدة، مؤسّسات ودور طباعة حكوميّة وخاصّة، سفارات العالم للتّرويج للثّقافات، بالإضافة إلى الجهات الثّقافيّة الأهليّة والمشاريع الفكريّة المميّزة. وتشارك جميعها بتنويعة جذّابة من الكتب، المنشورات والمطبوعات والوسائط الثّقافيّة الفكريّة التي تقدّم غنىً في محتواها العلميّ، الأدبيّ، الثّقافيّ، التّعليميّ والتّرويجيّ، وتتّجه بجديد إصداراتها المعرفيّة ومقتنيات الكتب العالميّة إلى مختلف الشّرائح والقرّاء.

وكما يحتفي المعرض بالعديد من الإصدارات العربيّة والعالميّة، ويهيّئ لها في أروقته مساحات عرضٍ وتصفّح، فهو أيضًا يشهد إضافات نوعيّة جديدة وعميقة إلى المكتبة العربيّة، ليثري نتاجاتها من خلال حفل تدشين وتوقيع كتب ومؤلّفات جديد. وقد خصّص جناح وزارة الثّقافة بالمعرض السّاعتين السّادسة والسّابعة والنّصف مساءً موعدًا يوميًّا لتدشين كتابٍ في كلّ واحدة منها، لمجموعة من الأدباء والكُتّاب والمفكّرين البحرينيّين والعرب، بالإضافة إلى مجموعة من كتب النّشر المشترك الصّادرة عن وزارة الثّقافة.

ويثري معرض البحرين الدّوليّ للكتاب تجربته بتجربة وطنٍ عربيّ موازٍ، يستلهم ذات قضاياه الفكريّة والثّقافيّة، ويقارب تجربته النّوعيّة طيلة فترة إقامة المعرض. ففي هذا العام، تتّجه المنامة مدينة السّياحة الآسيويّة 2014م إلى القارّة الإفريقيّة لتستلهم أعمق حضاراتها وثقافاتها برفقة جمهوريّة مصر العربيّة، التي ترحّب بها المنامة في معرض البحرين الدّوليّ للكتاب 16، وتتقاسم معها نتاجاتها الفكريّة وعلومها وتاريخها ومعارفها وفنونها من خلال برنامج ثقافيّ متكامل أعدّته وزارة الثّقافة المصريّة بالتّنسيق مع وزارة الثّقافة في البحرين، ويمرّر خلال أيّام المعرض أهمّ مشاهد الهويّة الثّقافيّة المصريّة وآخر إصداراتها ونتاجاتها الفكريّة، وذلك في أمسيات متعدّدة تأخذ الجمهور بعيدًا حيث التّاريخ المصريّ ونتاجات الزّمن الجميل، وصولاً إلى تيّارات الثّقافة المعاصرة التي تعيشها مصر. ويشمل البرنامج الثّقافيّ المصريّ على ندوات تناقش الأدب المصريّ وموقعه في الأدب العربيّ مع الكاتب إبراهيم عبدالمجيد، الفنّ التّشكيليّ في مصر والعالم العربيّ مع الفنّان سمير فؤاد، العلاقات التّاريخيّة بين مصر والبحرين والتي يناقشها د. خلف الميري ود. محمّد نعمان جلال، إلى جانب مناقشة النّاقد السّينمائيّ عصام زكريّا للتّحوّلات في السّينما العربيّة وندوة (المشترك الثّقافيّ والاجتماعيّ بين مصر والبحرين) التي يقدّمها د. فتحي أبو العينين. ومن كبار شعراء مصر، يشارك في المعرض كلٌّ من سيّد حجاب وعبدالمنعم رمضان بمجموعاتهما الشّعريّة المميّزة، كما تقدّم فرقة سداسي شرارة حفلين لروائع الموسيقى الشّرقيّة والتّراثيّة، فيما يقدّم الشّباب سهرةً شعريّة غنائيّة برفقة المطرب محمّد محسن، الشّاعر مصطفى إبراهيم وعازف العود إسلام القصبجي. وما بين د. يحيى الجمل ود. صلاح فضل، سيكون الجمهور على موعدٍ مع سيرة الجمل من خلال كتابه (قصّة حياة عاديّة)، فيما يقدّم د. شاكر عبدالحميد وزير الثّقافة المصريّ الأسبق ندوة بعنوان (أمين صالح صانع الأساطير).

 كما يخصّص القائمون على المعرض ركنًا خاصًّا للأطفال، يشارك من خلاله الصّغار وعائلاتهم بمجموعة من الفعاليّات والبرامج الثّقافيّة التي تستهدف الأطفال من سنّ الرّابعة فما فوق، بهدف التّأسيس لمجتمع قارئ وتعميق العلاقة ما بين الطّفل وعوالم القراءة والكتابة. من خلال الرّكن المخصّص للأطفال، ستبدو القراءة فعلاً محبّبًا وقريبًا من الأطفال ومخيّلتهم، عبر أنشطةٍ وفعاليّات مبتكرة تتّصل في بعضها مباشرة بالكتاب والعالم القصصيّ، بالإضافة إلى جلسات الحكواتيّ، حيث يصغي الصّغار إلى حكايات بديعة ومدهشة. إلى جانب ذلك، ثمّة برنامج مخصّص لإنتاج أعمال فنّيّة مستوحاة من قراءات الأطفال وما يسمعون إثراءً لخيال الطّفل وإكسابه خبرات جديدة، بالإضافة إلى عروض فنّيّة للعرائس ومسرح خيال الظّل وغيرها.

 هذا ويشارك مهرجان تاء الشّباب للمرّة الثّالثة في المعرض، ناقلاً تجربته واحتفاء الشّباب بالثّقافة على اختلاف أنماطها ومواضيعها إلى موقع المعرض، ويستلهم من روحه ومختبره الشّبابيّ سلسلة من الفعاليّات التي تشكّل تجريبًا مصغّرًا على الملأ لتعامل الشّباب مع المشاهد الثّقافيّة والفكريّة وأدوارهم في صياغتها. كما سيكون لتاء الشّباب جناحًا تعريفيًّا ضمن المعرض، يتعرّف من خلاله الزوّار إلى تفاصيل هذا المشروع، منجزاته وإصداراته، ما يطمح إليه الشّباب من خلال الثّقافة والفنون، وسيكون المحطّة التي تستقطب الأجيال الشّبابيّة الرّاغبة في الانضمام إلى هذا المشروع.

وانطلق (الخميس، الموافق 27 مارس) فعاليّات معرض البحرين الدوّلي للكتاب في عامه السادس عشر والذي تنظّمه وزارة الثّقافة، إذ تمّ افتتاحه رسميًّا في السّاعة العاشرة صباحًا بمركز البحرين الدّولي للمعارض والمؤتمرات، وبمشاركة ما يزيد عن 350 دار نشرٍ ومؤسّسة ثقافيّة وفكريّة من الوطن العربيّ ومن العالم أجمع، من بينها العديد من المكتبات الرّائدة، مؤسّسات ودور طباعة حكوميّة وخاصّة، سفارات العالم للتّرويج للثّقافات، بالإضافة إلى الجهات الثّقافيّة الأهليّة والمشاريع الفكريّة المميّزة.

اليوم الأوّل لمعرض البحرين الدّوليّ السّادس عشر للكتاب يتضمّن العديد من الفعاليّات المرافقة، إذ انطلق مساء (الخميس، الموافق 27 مارس الجاري) أولى فعاليّات البرنامج الثّقافيّ المصريّ من خلال حفل الافتتاح لفرقة سداسي شرارة الموسيقيّة. وكان الجمهور البحرينيّ على موعدٍ مع أجمل المقاطع الموسيقيّة التّراثيّة الأصيلة، إلى جانب مجموعة فنّيّة معاصرة مدهشة تبدعها فرقة شرارة. وتُعدّ هذه الفرقة من أقدم الفرق المصريّة التي تقدّم فنونًا تراثيّة أصيلة إلى جانب أعمال ومقطوعات تتّسم بالعصريّة. وتضمّ الفرقة أبناء وأحفاد الموسيقار عطيّة شرارة وعددٍ من الفنّانين والعازفين على الآلات الوتريّة مثل: الكمان، التشيلّلو، القانون، الكونترباص وآلات النّفخ والإيقاع، إذ تأسّست هذه الفرقة في العام 1980م لتقديم المؤلّفات الموسيقيّة التي كتبها الموسيقار عطيّة شرارة خلال مشواره الفنّيّ، وحفظ إرثه من الألحان الشّرقيّة وإعادة تجديدها وإبداعها.

 ويسبق الحفلة الإعلان الرّسميّ عن الفائز بجائزة (مُحتَرف: كيف تكتب رواية؟) في حفلٍ خاصّ في السّاعة السّادسة مساءً، وسط لفيف من الحضور من المثقّفين وكُتّاب الصّفحات الثّقافيّة في الصّحف العربيّة والدّوليّة، وذلك تتويجًا لجهود الشّباب المشاركين في الورشة طيلة العام الماضي، إذ اشتغل 7 كُتّاب من مختلف أنحاء الوطن العربيّ على إنجاز رواياتهم، بمتابعة وإشراف الرّوائيّة اللّبنانيّة نجوى بركات وبالتّعاون مع وزارة الثّقافة في مملكة البحرين. الجدير بالذّكر أنّ هذا المحتَرَف يمثّل برنامجًا يستهدف الشّباب العربيّ ويشجّعهم على كتابة الرّواية، من خلال مجموعة ورش عمل متّصلة. وفي هذا الحفل سيتمّ تدشين الرّوايات السّبع للأدباء الشّباب، والاحتفاء بجيل جديد من المبدعين.

إلى جانب ذلك، ينطلق ركن الأطفال بمعرض البحرين الدّوليّ للكتاب يوم غدٍ بفعاليّاته المتنوّعة والهادفة إلى تقريب الطّفل إلى الكتب وجعل القراءة فعلاً محبّبًا، وذلك على فترتين، الأولى من 10:00 صباحًا وحتّى 12:00 ظهرًا والثّانية من 5:00 وحتّى 9:00 مساءً. وفي كلا الفترتين، تقدّم الحكواتيّة الفلسطينيّة دنيس أسعد العديد من القصص والحكايات المشوّقة للصّغار من سنّ الثّالثة وحتّى الخامسة عشر، فيما يقوم (سرد... بيت الطّفل الثّقافيّ) بتقديم قصّة الرّجال العميان والفيل متبوعة بورشة فنّيّة للصّور المتحرّكة للأطفال من سنّ الثّامنة وحتّى الخامسة عشر. وفي دمجٍ ما بين الفنّ والكتاب، سيكون الصّغار على موعدٍ مع ورشة كولاج برفقة الفنّانة البحرينيّة نوف الرّفاعيّ، وورشة أخرى بعنوان طفوليّات يقدّمها الفنّان البحرينيّ إبراهيم خليفة.

يجسّد معرض البحرين الدّوليّ للكتاب 16 فصلاً ثقافيًّا مختلفًا، تنتظره البحرين في موسمها المعتاد كلّ عامين، غير أنّه في هذه المرّة يطرح مغايرات نوعيّة كونه ينطلق في سياق احتفاء المنامة ببرنامج (الفنّ عامنا) الذي يكرّس للجمال والفنون، لذا ففي دورته السّادسة عشرة هذه يتّسق بمواضيعه مع الفنّ، ويُطلق تظاهرته الثّقافيّة بازدواجٍ جماليّ ما بين الكتاب والنّصوص الفكريّة وما بين المعطى البصريّ للفنون وتفسيراتها في الفكر والثّقافة، مدشّنًا ضمن أجنحته مكتبةً خاصّة بكتبِ الفنّ ومفاهيمه، إلى جانب العديد من البرامج الثّقافيّة والفعاليّات التي تُعنى بذات الموضوع.

الشّاعر المصريّ الكبير سيّد حجاب يشارك قصائده ومشاعره الجمهور البحرينيّ

في أمسية امتازت بصدق المشاعر وعذب الكلمات، قدّم شاعر العامية المصريّ القدير سيّد حجاب أمسية شعرية جميلة ضمن فعاليات معرض البحرين الدولي للكتاب 16، وذلك مساء (الجمعة، الموافق 28 مارس 2014م)، حيث كانت هذه الأمسية هي ثاني الفعاليّات ضمن برنامج جمهورية مصر العربية ضيف شرف المعرض لهذا العام.

قدمت اﻷمسية الشاعرة والإعلامية الدكتورة بروين حبيب، وشارك الشاعر جمهوره بمجموعة متنوعة من قصائده القديمة والجديدة، والتي تطرقت لعدّة قضايا تهم الشارع المصري، إذ قدّم نصوصًا وطنيّة وأخرى تحولت إلى أغنيات لمجموعة من المسلسلات والأفلام.

وأمام بعض اللّحظات الشعريّة، توقّف الشّاعر سيّد حجاب بضع ثوانٍ في مرّات عديدة، تأثّر أثناء إلقائها، خصوصًا في قصيدته التي تطرّق فيها لصداقته وعلاقته بالموسيقار الكبير الراحل عمار الشريعي. وقد حملت هذه الأمسية أجمل قصائده ونصوصه التي انسجم معها النّاس وتعارفوا عليها في مختلف الوسائل الإعلاميّة ووسائط التّواصل الاجتماعي، وبدت أشعار سيّد حجاب قريبةً من حياة العامّة، قضاياهم، أحلامهم ومعاناتهم.

يُعدّ الشّاعر سيّد حجاب من كبار شعراء العاميّة في مصر. وهو من مواليد العام 1940م. سيّد حجاب، هو عضو بلجنة الشّعر في المجلس الأعلى للثّقافة، وحاصل على جائزة كفافيس الدّوليّة عن مجمل أعماله. ومن الشّوارع التي قطعها هذا الشّاعر، ومن تأمّلاته للحياة من حوله كانت حصيلته في الشّعر قصائد باللّهجة العاميّة المصريّة، مقاطع مغنّاة في شارات المسلسلات التّلفزيونيّة الشّهيرة، إلى جانب أغنياتٍ لحّنها بليغ حمدي، وغنّاها كلٍّ من علي الحجّار، سميرة سعيد، محمّد منير وعفاف راضي. كما غنّى له عبدالمنعم مدبولي وصفاء أبو السّعود.

وقد عرِف سيّد حجاب بكتابة أشعاره باللّهجة العاميّة المصريّة للكثير من الأعمال الدّراميّة والتّلفزيونيّة المصريّة. أمّا عن أعماله المسجّلة إذاعيًّا وتلفزيونيًّا، فقد قدّم سيّد حجاب مجموعة من البرامج الإذاعيّة الشّعريّة، وهي: (بعد التّحيّة والسّلام)، (عمار يا مصر) و(أوركسترا).

قاسم حدّاد بشعره بين غناء جاهدة وهبة وقراءات د. بروين حبيب وتجربة الشّباب

الموسيقى، الفنّ الذي يفسّر الكلمات، رافقت مساء (الجمعة، الموافق 28 مارس 2014م) قصائد وروائع الشّاعر قاسم حدّاد في ثاني أيّام معرض البحرين الدّوليّ السّادس عشر للكتاب، وذلك من خلال الأمسية التي قدّمها تاء الشّباب وأحيتها الفنّانة اللّبنانيّة جاهدة وهبة بمعيّة الإعلاميّة والشّاعرة البحرينيّة د. بروين حبيب. حبكة الشّعر بالموسيقى والغناء، كانت ما استدعى أجمل ما كتب قاسم، إذ ارتجلت الفنّانة وهبة بصوتها مجموعة من الألحان، وتبادلت معها د. بروين حبيب إلقاء النّصوص الشّعريّة على خلفيّة موسيقيّة قدّمتها فرقة تاء الشّباب الموسيقيّة.

الحفل الشّعريّ الغنائيّ الذي امتدّ لنحو ساعةٍ ونصف جسّد احتفاء شباب التّاء وحفاوتهم بالشّاعر قاسم حدّاد، وذلك من خلال تجريب موسيقاهم و غناء نصوصه، حيث اندمج في هذه الأمسية أيضًا فيما بعد الفنّان الشّاب يوسف الجابري الذي استكمل غناء مجموعة من أشعار قاسم حدّاد التي قام كلّ من الحسن وأسيري بتلحينها.

هذه الأمسية الأولى من فعاليّات تاء الشّباب، جذبت جمهورًا واسعًا تفاعل مع الشّعر في مادّته الغنائيّة، وما بين الارتجال والدّوزنة، والموهبة الشّابة والاحتراف والتّمكّن الذي تنفرد به الفنّانة جاهدة وهبة، إلى جانب الشّعر بصوتِ د. بروين حبيب كانت الأمسية إحدى اللّيالي الرّائعة التي استعادت حضور قاسم في معرض الكتاب.

الجدير بالذّكر أنّ شباب التّاء أنفسهم احتفوا في العام الماضي بالكاتب قاسم حدّاد، وأعادوا تجربتهم هذا المساء من خلال المعرض بصورةٍ مغايرة مرفقة بالشّعر. وكانت تجربة العام الماضي قد نتج عنها ألبوم (قاسم حدّاد... تقريبًا)، والذي يجمع أشعاراً للكاتب قاسم حدّاد قام بتلحينها كل من محمد الحسن ومحمد أسيري وغنّاها الفنّان يوسف الجابري، وقد دشّنه مهرجان (تاء الشباب 5) في سبتمبر 2013م.

الدكتورة أنيسة السعدون تطرح كتابها حول الروّاية البحرينية والأيديولوجيا

تتّسع المكتبة العربيّة والأجنبيّة الحاضرة بنتاجاتها في معرض البحرين الدّوليّ للكتاب 16، بجديد الإصدارات الأدبيّة والعلميّة التي نُشِرَت مؤخّرًا، حيث كان الجمهور على موعد مع الدّكتورة أنيسة السّعدون التي دشّنت أطروحتها الأخيرة حول "الرّواية والإيديولوجيا في البحرين"، وذلك مساء اليوم الجمعة، الموافق 28 مارس، في جناح وزارة الثّقافة بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات. وقد كان هذا الكتاب افتتاحيّة برنامج تدشين الكتب في المعرض.

وانعطفت الدكتورة السّعدون بمسار أمسية التدشين إلى الدّلالات الفكريّة والجماليّة في الرّواية البحرينية، وتناولت دراسة عميقة لملامح الإيديولوجيا في الرّواية تحديدًا، كونها أكثر الفنون الأدبيّة التصاقًا بالحياة واستجابةً للواقع المُعاش، إذ تلتبس بقضاياه وإشكالاته، وتنفتح على قيم شتّى تكون مادّتها، إلّا أنّ حضورها إلى عالم الرّواية يقتضي إعادة بنائها في السّرد التّخييليّ عن طريق مجموعة من الأساليب والتّقنيّات الفنّيّة.

ومن خلال هذا البحث، تدرس د. أنيسة السّعدون العلاقة ما بين الرّواية والإيديولوجيا في محاولةٍ لاستجلاء أهمّ المضامين والقِيم الإيديولوجيّة التي تشغل الرّوائيّين البحرينيّين، والنّظر في كيفيّات تشكّلها في رواياتهم وتأمّل ملامح تمايزها بما يشفّ عن مقاصدهم الفكريّة والجماليّة. إلى جانب ذلك، يهتمّ الكتاب بالتّعمق في الأنماط الرّوائيّة، والتّوصل إلى مدى أهميّة الرّواية البحرينيّة وجدارتها لأن تكون رافدًا من روافد الرّواية العربيّة.

شاعر العامية المصري سيد حجاب يعرض أجمل قصائده

مصر بكثافة لغتها الشّعريّة، بأغنياتها الجميلة والحميميّة التي أصغى لها الجمهور العربيّ عبر الإذاعة وشاشات التّلفزة، ستبدو أليفة للجمهور أيضًا في معرض البحرين الدّوليّ للكتاب 16، حيث يأتي الشّاعر المصريّ الكبير سيّد حجاب بمجموعاته الشّعريّة العاميّة، ويشارك بها حضور المعرض من خلال الأمسية الشّعريّة المنعقدة يوم غد الجمعة الموافق 28 مارس 2014م في تمام السّاعة 6:30 مساء بقاعة الفعاليات بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات.

الشّاعر سيّد حجاب يقدّم خلال أمسيته أجمل قصائده ونصوصه التي انسجم معها النّاس وتعارفوا عليها في مختلف الوسائل الإعلاميّة ووسائط التّواصل الاجتماعي، حيث تبدو أشعار سيّد حجاب قريبةً من حياة العامّة، قضاياهم، أحلامهم ومعاناتهم.

فمن الشّوارع التي قطعها هذا الشّاعر، ومن تأمّلاته للحياة من حوله كانت حصيلته في الشّعر قصائد باللّهجة العاميّة المصريّة، مقاطع مغنّاة في شارات المسلسلات التّلفزيونيّة الشّهيرة، إلى جانب أغنياتٍ لحّنها بليغ حمدي، وغنّاها كلٍّ من علي الحجّار، سميرة سعيد، محمّد منير وعفاف راضي. كما غنّى له عبدالمنعم مدبولي وصفاء أبو السّعود.

يُعد الشّاعر سيّد حجاب من كبار شعراء العاميّة في مصر. وهو من مواليد العام 1940م. سيّد حجاب، هو عضو بلجنة الشّعر في المجلس الأعلى للثّقافة، وحاصل على جائزة كفافيس الدّوليّة عن مجمل أعماله.

عرِف سيّد حجاب بكتابة أشعاره باللّهجة العاميّة المصريّة للكثير من الأعمال الدّراميّة والتّلفزيونيّة المصريّة. أمّا عن أعماله المسجّلة إذاعيًّا وتلفزيونيًّا، فقد قدّم سيّد حجاب مجموعة من البرامج الإذاعيّة الشّعريّة، وهي: (بعد التّحيّة والسّلام)، (عمار يا مصر) و(أوركسترا).