هذا نص لشاعر سوري يعتبر الشعر ترجمة للذات في قصيدته الأقرب الى كيمياء لغوية للحظة العدم ينسجها الشاعر من لحظة آفول. نص قصير أقرب الى تشكيل لهذا الفعل الكيمائي لبعض من تفاصيل يومي ولحظة آسرة مسكونة بشجن الشاعر وهي تتحلل من يده فجأة.

غروب

غمكين مراد

هكذا

يجعلني الغدُ

أنحتُ من الدخان قدري

أكتب بالرماد أنشودتي

ويبقى القدوم لغة للخطأ

 

هكذا

يجعلني الخيال

أمشـِّطُ بمدّية مُسننة لحم الوقت

يأخذني السرير إلى عاهرة النسيان

لا مجال للشكِّ

                في الخطأ

إن كان الصواب سرجهُ

 

هكذا

أختلف مع الغيب في رسم الغد

وأختلف مع اللحظة التي أنا فيها

                               ومع القادمة

فالخيارات شجون الكسل

وما تبقى رهاناتٌ على

                    أمس ذُل

                    ويوم يُهان

                   وغدٍّ سيُقتل

غِدْنا أرجوحة في يد الريح

تقودنا

تتركنا

وتترك الأنفاس مشتتة

حتى تتوحد في النفس الأخير.

 

لا سبيل للقول

أننا كالدمى تتوهم فينا الروح

لا حتى سبيل للاعتراف بمشيئة القول

                         وأكيد الفعل

معدومةٌ في جوف الصفر أقدارُنا

تلكمُ أجوبتنا في المُعاش

تلكم دعاياتنا في البقاء حالمين

تلكم الوقائع في متاهةٍ

نحن جدرانها

 

هكذا

دون تزيين

دون موسيقى

أُرصف الألم

وأردفهُ بالكلمات

كلّها الـ هكذا

و اللا سبيل

وتلكم

مقدماتٌ لأطراف الليل بعد

                           غروب الحياة.

 

شاعر من سوريا