كان رحيل المخرج السينغالي الكبير عثمان صمبين خسارة فادحة لسينما العالم الثالث الجديدة، ويقدم الناقد الفلسطيني هنا تناولا بانوراميا لدور هذا المخرج الكبير ومسيرة حياته وإنجازاته السينمائية المهمة.

عثماني صنبين (1923 -2007) مؤسس السينما الافريقية: دور السينمائي في تحرير الافارقة وتعليمهم!

إبراهيم درويش

 يعتبر عثماني صنبين ـ المخرج والروائي السنغالي (1923- 207) الذي توفي في العاشر من حزيران (يونيو) في السنغال ـ الاب الحقيقي للسينما الافريقية، واول مخرج ينال حظوة عالمية وتعرض افلامه في الدول الافريقية غير بلده السنغال. بدأ عثماني حياته كمجند في الفرقة الافريقية في الجيش الفرنسي حيث خدم في النيجر وعلمته التجربة جوانب الضعف الانساني. وكما تحدث لاحقا فان اسطورة المستعمر تساقطت في عين الافريقي الذي كان يعتقد ان كل الاوروبيين متعلمون، فقد عمل سائق شاحنة اول خدمته وخلالها تعرف علي ملامح الجبن والضعف الانساني عند الجنود الفرنسيين الذين كانوا يرتجفون خوفا وطلبوا منه كتابة رسائل الي أهاليهم. وهنا يقول انه ما اكتشفه كان نوعا من النور فقد ظن ان كل الفرنسيين متعلمون، لم يعرف في حياته الاولي قبل التحاقه بالجيش الا فترة قصيرة قضاها في المدرسة التابعة للادارة الاستعمارية.


ولد عثماني عام 1923 في زيغوينتشور علي نهر كاسامانسي في جنوب السنغال، كان والده صيادا هاجر من العاصمة دكار. وكان جده لامه عالما بالاسلام والعربية، ولكنه قضي معظم طفولته مع جدتيه لابيه وامه اللتين تأثر بهما خاصة جدته القابلة. وعبر المدرسة القرآنية والفرنسية وجلسات الليل تعلم عثماني الكثير من حكايات مجتمعه خاصة اسلوب القصص الشعبي المعروف في السنغال باسم غرويت . وكما ذكر لكاتب سيرته الذاتية سامبا غاديغو كان والدي صيادا بسيطا، وعاش كل حياته صيادا. وكان يردد امامي انه لن يعمل عند اي رجل ابيض، كل تجربته كانت عن الصيد وكنت الوحيد من اسرتي الذي دخل المدرسة .
في عمر الثالثة عشرة طرد من المدرسة لانتقامه من الاستاذ الفرنسي الذي ضربه، ويتذكر عثماني قائلا عندما صفعت مدير المدرسة سألني والدي هل ادميته . والده كان يأخذه معه للتجديف ومن خلال رحلات الصيد تعلم كثيرا عن الصمت وهو التكنيك الذي حضر بشكل كبير في اعماله. وبعد طرده من المدرسة عمل كمساعد لمكانيكي وعامل بناء وفي الايام التي كان والده يصيد فيها صيدا ثمينا كان يكافئه باخذه للسينما التي شاهد فيها كل الافلام الصامتة لشارلي شابلن. وتأثر كثيرا بافلام ليني رايفنشتال عن الالعاب الاوليمبية عام 1936 في برلين والانتصار الذي حققه الامريكي الاسود جيسي اوين، وما اعجبه في افلام المخرجة ليني ليس المحتوي ولكن اطار الصورة وحركة الكاميرا. في تلك الفترة من عمره لم يكن واعيا للعنصرية الاستعمارية مع ان دور السينما كانت مقسومة بين البيض المستعمرين والسود، كان البيض يجلسون في المقاعد الخلفية المريحة اما السود امام الشاشة وبعضهم كان يحضر كرسيه معه. يتحدث عثماني عن حس الاهانة اليومية التي كان يعيشها السنغاليون، حيث الرجال بشعورهم البيضاء من الشيب يرفعون قبعاتهم احتراما للبيض.
في عام 1944 خدم عثماني في الجيش الفرنسي كسائق شاحنة في النيجر، وفي فرقة المدرعات. وقد أسهمت الحرب في نزع قناع الاسطورة عن المستعمر بكسر الميم، عندما طلب منه جندي فرنسي ان يكتب رسالة لاهله، فليس كل البيض اذن يعرفون القراءة والكتابة. في عام 1946 انضم الي اتحاد عمال البناء وشارك في الاضراب الذي شل الحياة العامة في السنغال ومالي، 1947. بعد هذه سافر الي فرنسا حيث عمل في الميناء وشارك في نشاطات الحزب الشيوعي وشارك في المظاهرات ضد الوجود الفرنسي في الهند الصينية وفي الجزائر. وعمل في هذه الفترة علي مساعدة العمال السود الافارقة في الميناء، كما عاش مع عائلات فرنسية. علاقة عثماني مع الحزب الشيوعي تأثرت في عام 1960 مع انه يعتبر نفسه ماركسيا حتي النخاع. في اثناء عمله في الميناء اكتشف عثماني العالم الادبي في مكتبة اتحاد عمال السفن، حيث تعرف علي الكتاب السود مثل ريتشارد رايت، وجاك لندن (هناك الكثير من ملامح هذا الاخير في حياة واعمال عثماني)، والجامايكي كلود ماكي وجاك رومين من هاييتي. وفي مارسيليا التقي بمعظم الناشطين والمثقفين الافارقة، دبيلو اي بي دوبويس وجيمس بالدوين وكوامي نكروما. عندما بدأ بكتابة الشعر في مجلات ودوريات اتحادات العمال اراد اعطاء افريقيا صوتها الافريقي لان افريقيا في ذلك الوقت كانت تتحدث بلسان اوروبي.
وقام بنشر اولي رواياته (عامل الميناء الاسود) 1956 ونظرا لجذوره الشيوعية انحاز للواقعية الاشتراكية في اعماله وروايته (عامل الميناء الاسود) هي عن اضراب عمال الموانئ الذي شارك فيه. ثم روايته (الهة القطع الخشبية) 1960 عن اضراب عمال خط السكة الحديدية من دكار الي النيجر، وهذه الرواية خلافا لاعماله الاخري حظيت بدراسات وافرة وفيها قدم المرأة الافريقية كعامل فاعل في حركة التحرير الوطني، مع ان المرأة في الفصول الاولي من الرواية ظلت علي هامش الاحداث العامة في الرواية.  وسيظل عثماني يتابع دور المرأة وصورتها كفاعل اجتماعي وقوة من اجل التغيير في كل اعماله السينمائية والروائية.
عاد للسنغال للمشاركة في عمليات تحرير ابناء مجتمعه وتعليمهم ولانه ايقن ان سوق القراءة محدود وان من يقرأ اعماله تظل نسبتهم قليلة، وقد قال مرة ان نسبية الامية في افريقيا تتجاوز الـ 80 بالمئة وان احدا من الافارقة الفلاحين والعمال والشحاذين لن تتاح له فرصة القراءة وفي النهاية فان جمهوره سيظل محصورا في الطبقة البرجوازية. ولهذا وجد ان السينما هي اهم وسيط لتعليم وتحرير ورفع مستوي الجماهير وقد آمن بقدرة السينما علي التغيير واعتبر المخرج السينمائي بمثابة غرويت/ الحكواتي او الزجال . ومن هنا حصل علي منحة من معهد غوركي لدراسة السينما في موسكو. وبعد تخرجه من هناك اخرج فيلمين قصيرين حملا بذور اهتماماته الاجتماعية والسياسية وانحيازه للطبقة العاملة (بوروم ساريت/ سائق العربة)  1963، حيث تصادر الشرطة عربته لانه دخل منطقة سكنية باذخة كانت تسكنها الطبقة المستعمرة اما الان فتحتلها الطبقة البرجوازية وهو فيلم سياسي يعري الطبقة الحاكمة فيما بعد الاستقلال وفسادها والفيلم يأخذ من الواقعية الجديدة في السينما الايطالية فهو لا يختلف في تقنياته عن فيلم (سارقو الدراجات) 1948 لفيتوري دي سيكا الشهير. اما الفيلم الاخر فهو نياي (1964) ومثل سابقه فهو تعرية لفساد ونفاق شيوخ القبائل وعمد القري في السنغال. لكن اول فيلم روائي له كان البنت السوداء 1966 اسود وابيض، وهو قائم علي رواية له وتصور حس العزلة والتهميش الذي تعيشه خادمة افريقية مع سيدتها الفرنسية مما يؤدي لانتحار الخادمة، وهو اول فيلم روائي افريقي يخرجه مخرج من افريقيا.
عام 1973 كان في جولة في الولايات المتحدة لعرض فيلمه (ماندابي/الحوالة) والتقي هناك طلابا امريكيين سألوه عن حال السينما الافريقية، فقال لهم ان هناك الكثير من الافلام عن افريقيا صنعها مخرجون بيض، ولكنها ليست عن افريقيا الحقيقية بقدر ما هي عن المستعمرين ومغامراتهم وان كل ما يعرفه الافارقة هو طرزان. فيلم (البنت السوداء) كان سياسيا حيث عبر قائلا بالنسبة لنا نحن المخرجون الافارقة، كان ضروريا ان نقدم افلاما سياسية وان ننخرط في الكفاح ضد الفردية، والطبقة الغنية المرفهة، وكل الاشياء التي ورثناها عن الاستعمار. هذا الفيلم تبعه فيلم اخر هو (ماندابي /الحوالة) 1968 وهو الذي قام علي رواية له بنفس الاسم. ويدور حول نفس التيمات التي طرحها ويستخدم أشخاص لم يمثلوا قط في حياتهم. وقد انتج نسختين بالفرنسية واخري بلغة وولف، لغة غالبية السنغاليين. وحاز الفيلم علي تكريم خاص في مهرجان البندقية. كما اشرنا فقد وجه صنبين افلامه للمشاهدين الافارقة، اما بالنسبة للغرب وبقية انحاء العالم، فقد كان سوقا. ومن هنا فان افلامه كانت تأخذ من واقع القارة والتغيرات السياسية والاجتماعية السريعة التي كانت تمر بها القارة. فيلم (ايميتاي اله الرعد) 1971 وحاول فيه التصدي للتجنيد الاجباري الفرنسي للسنغاليين في اثناء الحرب العالمية الثانية.
أما فيلمه الشهير (خالا/ اللعنة) 1974، وهو عن تعويذة او حجاب من اجل التخلص من حجاب او حرز وضع علي رجل اعمال من الطبقة التي اثرت بعد الاستقلال وفقد رجولته في ليلة زفافه لزوجته الثالثة. وكان صنبين عثماني قد اصدر الرواية عام 1973. من الافلام المثيرة للجدل كان فيلم الـ(سيدو) 1976 عن اثر الاسلام والمسيحية علي القيم والتقاليد الافريقية. ومنعت السلطات الفيلم لسنوات وخلاف حول تهجئة اسم الفيلم الذي كان بالجمع ولكنها اي السلطات ارادته مفردا خاصة ان احد ممثلي الفيلم اختير لملامح الشبه مع ليوبولد سنغور، رئيس السنغال وزعيم الزنوجة التي لم يكن عثماني يعرف نفسه من خلالها، فالمشكلة التي تواجه الافريقي في رأيه ليست لون البشرة وانما الاستغلال الاقتصادي.
ربما كان اهم اعماله هو (معسكر دي تشايوري) 1988 وهو فيلم يقوم علي وقائع تاريخية حقيقية وعن تمرد فرقة عسكرية من الجنود السنغاليين اثناء الاستعمار الفرنسي حيث عادت من اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية معنوياتها في الحضيض، وخفضت رواتبهم ومن هنا قاموا بالتمرد. ومن هنا يهاجم الفرنسيون المعسكر ولا يتركون الا عددا قليلا من الجنود المتمردين احياء. الفيلم هو ضد الاستعمار ولهذا لم يعرض الفيلم في فرنسا الا في فترة التسعينات. مع انه فاز بجائزة النقاد في مهرجان البندقية.  فيلم (غويلار) 1992 عن راهب مسيحي يدفن في مقبرة اسلامية وما يحدث من اضطراب وتساؤلات، ومفارقات. في (البطولة اليومية) 1999 تصدي عثماني لفكرة بطولة المرأة الافريقية وضرورة تحطيم قيود العبودية المفروضة عليهن. تبعه فيلم كاين فاتي عن كفاح امرأة تقاتل وحيدة لاعالة اطفالها من زواجين سابقين وتكافح ضد تحيز الرجل وتتطلع لتحقيق احلامها.  أما (مولادي) 2002 الذي صوره في بوركينا فاسو عندما كان في الـ82 من عمره عن عادة الختان الفرعوني وهي العادة التي تسبق الاسلام ولكنها اصبحت مؤسسة ومحمية من الكبار، ومؤسسة يدافع عنها الرجال والنساء المستفيدون من اقتصاد الختان الفرعوني. ولكنه ايضا عن كفاح المرأة من اجل منعها. وحاز الفيلم علي جائزة في مهرجان كان عام 2004.
كل موضوعات افلام صنبين كانت تدور حول الاستعمار، التقاليد الافريقية، الرأسمالية، المجتمع البطريركي والدين تحولت الي مشكلة واحدة عن السلطة واستغلالها. افلامه هي ليست عن افريقيا في مواجهة الغرب ولكنه عن القارة التي تجد نفسها في مركز التغير بفعل العوامل الخارجية والداخلية معا. من اجل ان يتحدث من خلالها لكل الذين استغلوا واسكتوا من قبل هذه القوي الخارجية وعملائهم الداخليين من القوي الافريقية التقليدية . لم يكن عثماني صنبين ضد الحداثة ولكنه كان يهدف من اجل خلق علاقة ديالكتيكية بين الثقافة الغربية والثقافة الافريقية لكي تعمل الحداثة والتقاليد في صالح افريقيا ومصلحتها. حارب عثماني صنبين التسلط والديكتاتورية وهاجم زعماء افريقيا الذين اعتبرهم معزولين عن شعوبهم اكثر من عزلة السلطات الاستعمارية نفسها او عزلة القوي التي تعاملت معها. وكان في العام الماضي يعد العدة لاكمال فيلمه (أخوة الفئران).
علي الرغم من اعلاء شأن السياسي والمقاومة الا ان افلامه ليست مباشرة بل تتسم ببساطة المشهد واللغة والاداء وقوة مشاهده تأتي من لغة الصمت التي يستخدمها بذكاء. فقد عمل عثماني صنبين علي نشر الثقافة السينمائية وعلي الرغم من كثرة المخرجين في غرب افريقيا الا ان النقد السينمائي لم يتأسس الا في مراحل لاحقة، ولهذا ساهم في السبعينات بانشاء مجلة كادو الناطقة باللغة الولوفية وكان من مؤسسي جمعية المخرجين السنغاليين ـ وجمعية المخرجين الافارقة. وكان عضوا في لجان تحكيم في مهرجانات برلين 1983 وكان (1967، 2005) والبندقية 1983.  تجول عثماني بافلامه في كل السنغال وطاف بها حول العالم، وكان يؤمن بقدرة السينما علي التغيير، خاصة في المجتمعات التقليدية الافريقية، حيث قال مرة انه كان قادرا علي ملء صالة عرض سينمائية كل ليلة، وفي افريقيا يرتاد الناس السينما اكثر من المسجد او الكنيسة، حتي العميان في افريقيا يذهبون للسينما. ولهذا جاءت افلامه لتعبر عن نبض الجماهير مؤكدا اكثر من مرة علي رفض فكرة البطولة الفردية التي هي اختراع اوروبي وتأكيده علي الوعي الجمعي. ولهذا فان ابطال صنبين كانوا يمثلون انماطا من البشر وليس افرادا ومن خلالهم كان قادرا علي ممارسة دوره كمعلق سياسي، حكواتي. خاصة انه اكتشف مبكرا ان الكتابة مكلفة وانه يكتب لمجتمع امي من هنا كان واضحا منذ البداية ان لا مجال امامه الا صناعة الافلام. ظل صنبين مخلصا للرؤية الاجتماعية والتزامه نحو قضايا مجتمعه ومع انه اعجب بافلام هوليوود وشارلي شابلن الصامتة الا انه نفي اي تأثير من هوليوود عليه وفي مرحلة متقدمة من العمر قال انه استمتع في طفولته بافلام الكاوبوي، رعاة البقر، الا انه كان يستمع بها من وجهة نظر الهندي الاحمر.
امتدت تجربة عثماني لاكثر من ستين عاما مع انه بدأ بصناعة الافلام بعد حصول بلاده علي الاستقلال عام 1960، وكمخرج وكاتب سنياريو لاكثر اعماله ومحرر للافلام ومصور، لكل الافلام الروائية الطويلة والوثائقية، قام بتوثيق البطولات الفردية التي تحصل يوميا في القارة علي الرغم من فساد النخبة. وهو كفنان واديب ظل يعبر عن التزام يساري تجاه القضايا الاجتماعية والسياسية لابناء مجتمعه، وهو بهذه المثابة كان ضد افلام المقاولات. ويري الكاتب الكيني واثينغو نغوغي الذي تعاون في انتاج فيلم وثائقي عنه ان اكثر ما انشغل به المخرج هو شرط التحرير العقلي والاجتماعي لافريقيا من آثار الاستعمار اذا ارادت النجاة في العالم المعاصر.
مثل عدد من الكتاب الافارقة الذين تخلوا عن الانكليزية او الفرنسية في كتابة رواياتهم، بدأ الفنان السنغالي باستخدام اللغات السنغالية في اعماله مما ادي لاحداث نوع من الثورة في صناعة الفيلم الافريقية، واثر علي هوية ثلاثة اجيال من صناع السينما في افريقيا من غرب الي شرق ومن شمال الي جنوب افريقيا. فاللغة والرؤية الواقعية المحملة والاهتمامات الثقافية تجعل من افلامه ذات طابع خاص. ورغم الانفراج في موقف السلطة من عثماني الا انه ظل موقفه واضحا من نخب ما بعد الاستقلال ورفض التعامل معها، ورفض تحويل افلامه الي افلام فيديو، مع انه مدح الظاهرة الجديدة في نيجيريا التي تحولت لعاصمة للسينما في غرب افريقيا، اسوة بالقاهرة وبوليوود، ويعترف عثماني ان هذه الافلام لا قيمة فنية او ثقافية فيها ولكنها تعبر عن هموم الجيل في افريقيا ويجب تشجيعها وتشجيع اي انتاج افريقي. آخر مرة شاهدت فيها هذا المخرج عام 2005 عندما حل ضيفا علي صحيفة الغارديان والقي محاضرتها في معهد الفيلم البريطاني. كان بلباسه الوطني مليئا بالمرح، وفي تلك المناسبة قال افريقيا عاهرة، ولكني احبها . 

ناقد فلسطيني يقيم في لندن