يؤكد الكاتب المغربي أن هذا الكتاب موسوعة لأدب التصوف في المغرب وخاصة في القرنين: الثاني عشر والثالث عشر للهجرة، تصبو إلى المشاركة في إجلاء الغموض عن الأدب المغربي، في فترة كثيرا ما نُعِتَ قِسمها الأكبرُ بالضُّعفِ في الإبداع الأدبي، فأُهملت أجزاء منه، وضاعت أخرى، ولم تراع الخصوصية المغربية في ذلك حق رعايتها.

نظرات في كتاب «الأدب الصوفي في المغرب»

خالد التـوزاني

تروم هذه المراجعة تسليط الضوء على السياق العام الذي صدر فيه كتاب: "الأدب الصوفي في المغرب إبان القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة: ظواهر وقضايا " لمؤلِّفِهِ الدكتور مولاي عبد الوهاب الفيلالي، والإشارة إلى خصوصيته وأهدافه ومنهجه وبعض النتائج والخلاصات التي توصل إليها المؤلف وكيف تأثر صاحب الكتاب بموضوع دراسته، ثم أختم بلمحة إلى المؤلف.

سياق الإصدار الجديد
بعد أن أصدر الأستاذ الدكتور مولاي عبد الوهاب الفيلالي كتابه القيم الموسوم بــ "عوارف معرفية من التصوف وأدبه في المغرب" سنة 2010، والذي حظي باهتمام واسع من قبل المهتمين بالأدب الصوفي داخل المغرب وخارجه، يقرر المؤلف إخراج باقي أعماله الأكاديمية إسهاما في دعم التواصل العلمي بين الباحثين وإغناءً لدراسات الأدب المغربي، وخاصة بعد أن تعززت الساحة الثقافية بالمغرب بتأسيس الرابطة المحمدية للعلماء لمراكز بحث متخصصة غطت جل ربوع المملكة، كان من أبرزها هذا المركز المبارك (مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك) الذي افتَتحَ أشغاله سنة 2010 السيد معالي الأمين العام للرابطة فضيلة الدكتور أحمد عبادي. ليشكل هذا المركز منذ تأسيسه رافعةً قوية للبحث العلمي في المغرب وإضافةً نوعية للساحة الثقافية والعلمية ببلادنا، وذلك عبر أنشطته العلمية المتعددة والمتنوعة، والتي من بينها نشره للبحوث الجامعية الأكاديمية التي  تيسر وتقرب المذهب والعقيدة والسلوك، ولذلك عمل المركز في ظرف زمني قياسي على نشر ثلاثة كتب قيمة دشَّن الأول منها السيد رئيس المركز فضيلة العلامة الدكتور سيدي عبد الله معصر من خلال مؤَّلف سماه: "تقريب المذهب والعقيدة والسلوك"، ثم تلاه كتاب للدكتور إدريس غازي وسمه بـــ: "القول الأصولي المالكي ومناهج الحجاج"، وأخيرا كتاب اليوم المحتفى به: "الأدب الصوفي في المغرب إبان القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة: ظواهر وقضايا " لمؤلِّفِهِ الدكتور مولاي عبد الوهاب الفيلالي، فمزيدا من النجاح نتمناه لهذا المركز الشامخ.

خصوصية الإصدار الجديد:
إن دُور النشر تطبع مئات العناوين من الكتب، لكن بعضَ المؤلفاتِ تحظى بالاهتمام أكثر من غيرها، وتغدو مصدرا لا يستغني عنه الباحث في مجال دراساته، ولا شك أن لكتاب: الأدب الصوفي في المغرب خصوصيات تجعله يرتقي من الكتاب العادي إلى الكتاب الأكاديمي المَرجع، لعدة أسباب موضوعية؛ فقد اجتمع في هذا الكتاب ما تفرق في غيره وتوسع المؤلف في مباحث لو تم فصلها لشكلت كتبا عديدة مستقلة، فحجم الكتاب يقترب من السبعمائة صفحة إلا قليلا، ويتميز بغزارة مادته العلمية وبكثافة معلوماته ودقتها في الآن نفسها، الشيء الذي يجعل من هذا الكتاب موسوعةً حقيقيةً لأدب التصوف في المغرب وخاصة في الفترة التي اتخذ المؤلف نصوصها متنا للدراسة والتحليل ويتعلق الأمر بالقرنين: الثاني عشر والثالث عشر للهجرة- الثامن عشر والتاسع عشر للميلاد. ويظهر بشكل واضح حجم الجهد المبذول في إنجاز الكتاب الذي يعود أصله إلى أطروحة جامعية نال بها المؤلف درجة الدكتوراه في تخصص الأدب المغربي من جامعة سيدي محمد بن عبد الله – كلية الآداب ظهر المهراز، تحت إشراف العلامة المحقق فضيلة الدكتور مولاي أحمد العراقي وهو المعروف بكفاءته العلمية وصرامته المنهجية، حيث نوقش العمل خلال الموسم الجامعي 2000-2001، وإذا كتب الله له أن يرى النور سنة 2014، فقد استفاد المؤلف من تراكم تجربته في البحث الأدبي بالمغرب ليعيد تأمل عمله من جديد فيضيف إليه الإضافات التي عززت بنيان الكتاب، وقد استغرقت هذه العملية –أقصد المراجعة والتدقيق- أكثر من سنتين من العمل الدؤوب والشاق وخاصة عندما رجع المؤلف إلى مصادر الكتاب والتي كانت في أغلبها مخطوطة زمن إعداد الأطروحة، فاطلع على المطبوع والمحقق منها ليجعل من كتابه مصدرا مواكبا لمستجدات البحث الأدبي في المغرب، وقد كان يكفيه أن يحتفظ بثبت المصادر والمراجع كما أنشأها أول مرة، لكن دقة العالِم وهمة الباحث جعلته ينأى عن هذا التوجه ويفضل ركوب الصعب ويراهن على الجودة في عمله حتى استوى الكتاب على صورته الفضلى واشتد عوده فظهر للناس بوجه مشرق.

كانت تلك خصوصية هذا الكتاب وسياق إصداره، فما الأهداف التي رامَ تحقيقها:

أهداف الكتاب
يصرِّحُ مؤلف الكتاب في تقديمه لعمله قائلا: " أطروحة تصبو إلى المشاركة في إجلاء الغموض عن الأدب المغربي، في فترة كثيرا ما نُعِتَ قِسمها الأكبرُ بالضُّعفِ في الإبداع الأدبي، فأُهملت أجزاء منه، وضاعت أخرى، ولم تراع الخصوصية المغربية في ذلك حق رعايتها".

ويقول أيضا: " إن عملنا هذا مشاركةٌ في بث الوعي عند المتلقي بحقيقة تراثنا، وتعميق النظر في الأدب المغربي من خلال لون مهم من ألوانه؛ هو الأدب الصوفي، ما دامت القضية الأم هي بعثُ التراث المغربي في حلته الحقيقية وداخل سياقه التداولي الصحيح."

إن مقدمة المؤلف لكتابه "الأدب الصوفي في المغرب.." تفصح عن حجم محبته الكبيرة  للتراث المغربي الأصيل وغيرته على الأدب الصوفي الجميل، ولذلك يتصدى لملء الفراغ في هذا النوع من الدراسات وإعادة الاعتبار لما هو مغربي في الإبداع الأدبي، ورد في مقدمة الكتاب قول المؤلف: "إن واقع الموروث الأدبي المغربي عموما، والصوفي خصوصا، وواقع البحث فيه والمسافة الفاصلة بينهما، والإهمال الذي تعرض له ردحا من الزمان، كل ذلك دعا في نظرنا إلى دراسته من خلال العديد من ظواهره وقضاياه التي نراها جزءا مما يكشف حقيقته".

ما المنهج المعتمد في تأليف الكتاب؟
منذ العتبة الأولى للكتاب، أي العنوان، يفصح المؤلف عن منهجه، حيث يتعلق الأمر بمنهج الظواهر والقضايا، وهو المنهج الذي سار عليه الدكتور عباس الجراري وغيره من كبار الباحثين بالمغرب، يستند هذا المنهج "إلى الاستقصاء والاستقراء وإلى التعامل مع المادة بموضوعية وعقلانية دون إهمال عنصر التذوق، وكذا التوسل بمختلف الأدوات الإجرائية التي قد يتطلبها هذا التعامل، في تكامل وتوفيق لا ترقيع ولا تلفيق. ومن ثم، فهو منهج يقوم على الوصف والتحليل والنقد إن اقتضى الحال ويهدف إلى التعريف بظاهرة"[i] معينة وإبراز ملامحها الخصوصية.

 وعلم الرغم من توسل المؤلف بمنهج الظواهر والقضايا في تناول الأدب الصوفي بالمغرب، إلا أن ذلك لم يمنعه من الاستفادة من إمكانات مناهج أخرى، حيث نجده يقول: "وقد استفدنا في هذا الصدد من مجموعة من الوسائل الإجرائية والتوجهات المنهجية، مثل التحليل البنيوي، ونظرية جمالية التلقي، والمنهج الفني، والمنهج التاريخي، والمنهج الموضوعاتي، والدراسة الأسلوبية، والتحليل النفسي، وكل ما رأيناه مسعفا للقبض على الدلالة وبناء رؤية تحليلية وتأويلية لأدبنا الصوفي تحترم سياقه وتُعنى بخصوصياته وتساعد على كشفها وإبرازها دون تعسف على النصوص وما تحتضنه من قضايا وتفرزه من ظواهر".

ولقد ساعد هذا الانفتاح المنهجي الواعي في استكناه غموض الأدب الصوفي في المغرب حيث مكَّن المؤلف من التوصل إلى مجموعة من الاستنتاجات، نذكر منها على سبيل التمثيل لا الحصر؛ "نشاط حركة الأدب الصوفي في المغرب العلوي كما ونوعا. والارتباط الوثيق بين التجربة الصوفية والإنتاج الأدبي، وصدوره عنها وإتمامه لها ومواكبته لمسارها المقامي والدينامي بدءا من المقامات الأولى إلى أعلاها وأكثرها استغراقا، يظهر ذلك جليا في هيمنة فكرة الحب عليهما معا وعلى اشتغال اللغة، وتمركز صفة الصدق الأخلاقي وذروته في هذا الأدب، والبحث المستمرعن المعادل الفني الأصدق والأكثر تصويرا للأفكار والتجربة، (...) ومراعاة الجمال الأخلاقي إلى جانب الجمال الفني وانفراد الأول بالزعامة في المتن الأدبي الصوفي أحيانا كثيرة."[ii] وواضح أن هذه الخصائص وغيرها مما يصادفه قارئ هذا العمل، تدل على تميز الأدب الصوفي بالمقارنة مع غيره في الأدب العربي، وممارسته للعدول والخرق في أكثر من مجال ومستوى.

وهكذا كشف الدكتور عبد الوهاب الفيلالي عن مجموعة من الخصائص التي تميز الأدب الصوفي في المغرب حيث يتحلى هذا النمط الإبداعي بمجموعة من القيم الفنية، والتصويرية الدلالية؛ الأخلاقية والاجتماعية والنفسية والتاريخية التوثيقية والمعرفية...، والتي تعكس جوهر الهوية المغربية الأصيلة.

تأثر الكاتب بجمال موضوعه:
 
إذا كان المؤلِّف من باب تواضعه العلمي يتحدث عن عمله في الأطروحة التي هي أصل هذا الكتاب سنة 2000، قائلا: "إن هذا العمل لا يدعي لنفسه الكمال، وإنما هو إسهام متواضع في تجربة التلوين والسفر إلى التمكين، علما أن الهدف الأكبر هو اكتمال رسم صورة أدبنا وكل تراثنا المغربي"، فإننا نتساءل بعد مرور خمسة عشر عاما من السفر العلمي: هل بلغ الدكتور عبد الوهاب الفيلالي مقام التمكين؟ والجواب الذي نستشفه من خلال تأملنا لكتابه الأدب الصوفي في المغرب، هو أن في هذا الكتاب نضجا علميا كبيرا نظرا للصرامة العلمية التي ميَّزت تأليفه والدقة المنهجية التي كتب بها، حيث يبدو فيه الطابع التنظيري واضحا، فالدراسة تجاوزت البعد التحليلي إلى التنظير للتصوف والتقعيد له، من خلال اقتراح آليات ومفاهيم جديدة تعكس رؤية علمية وخلفية فكرية عميقة تحاور الأدب الصوفي في المغرب إبان القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة لتبني أسس فهمه وتأويله وتداوله، وفي الآن نفسه تعكس انتقالا بنجاح من تحليل النصوص الصوفية إلى محاولات التقعيد والتنظير، ولا شك أن هذا المسار في حياة باحث أكاديمي مقتدر مثل الدكتور عبد الوهاب الفيلالي راجع في جزء كبير منه إلى تأثره بوعي أو بغير وعي بالنصوص الصوفية، فإذا كان الصوفي يعيش تجربته كتابةً فإن دارس التصوف قد يفنى في موضوعه ليلج عمق النص ويندمج معه حتى يصيرا معاً كيانا واحدا، كما قال العاشق في حال فرط عشقه: نَحْنُ رُوحَانِ حَلَلْنَا بَدَنًا[iii]، وقول الآخر الذي فني عن نفسه، و"كان الله عوضا عنه له فيه (...) وحينئذ أنشد لسان حاله بغريب عجيب مقاله:

فَكُنْتُ أَنَا هِي وَهِي كَانَتْ أنَا ومَا      لهَا في وُجُود مُفرد مَـنْ يُنازِع

بَقِيتُ بها فيهَـا ولا تَـاء بينَنَـا      وحَالي بها مَاضٍ كَذَا ومُضَارع"[iv]

كذلك مؤلف كتاب الأدب الصوفي في المغرب، لم يسلم من فتنة النص الصوفي، فكانت لغته الراقية وجمله الجميلة الجذابة متأثرة بأدب القوم في انتقاء أجود العبارات وأرق الكلمات وإبلاغ أعقد المعاني بقليل من المباني والألفاظ، فضلا عن الإشارات البليغة والإيحاءات التي تُفهم من سياق الكلام، فيخاطب كل قارئ بما يناسب قدرته ويقترب من ذهنه وعقله، فنراه يمهد لكل فصل بتقديم موضح لمقصوده كما يختمه بتركيب يوجز نتائجه ويجمع شتات أفكاره، ويشرح مصطلحات التصوف الواردة في الكتاب عبر دليل ملحق في آخر المؤلَّف، وكذلك الشأن مع تراجم الأعلام. كما يستهدف القارئ المتخصص بالغوص في مستويات من التحليل الدقيق والمعمق وخاصة في الباب الثاني حيث تناول الرمزية في أبعادها الموضوعية واللغوية والتشكيلية، منتقلا بكل ثقة من التحليل إلى التنظير ثم إلى الإبداع والتجديد، ليستحق في النهاية أن يكون بحثا حقيقيا، كما قال عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري: "البحث نفسه إبداع، ولا يمكن أن يكون بحثا حقا إلا إذا كان مطبوعا بهذه السمة الإبداعية"[v]. علما أن هناك مستويات من الإبداع ترتبط بمقامات من الإدراك، يؤدي طول الاحتكاك مع النصوص وحوارها إلى مرحلة التنظير حيث يمكن تفسير عمل النص الذي لم يكن سوى قناع لنص آخرَ مطمور ومدفون. وبذلك ينجح كتاب الأدب الصوفي في المغرب في فتح آفاق رحبة لتعميق النقاش حول الظواهر والقضايا التي حفل بها، وتشجيع الباحثين الشباب على اقتحام النص الصوفي والغوص في أغواره السحيقة، فضلا عن باقي النتائج القيمة المتوصل إليها والمرتبطة أساسا بخصوصيات أدب الصوفية في المغرب. والتي نذكر من أبرزها استخلاص المؤلف: "أن الأدب المغربي ليس فقط ذلك الأدب الرسمي والدنيوي المعهود بأغراضه وموضوعاته وأفكاره ولغته، وإنما هو أيضا حب إلهي وحب ومديح نبويان وولويان، وتوسلات ومناجيات، وأذكار، وصلوات على الرسول صلى الله عليه وسلم، وحكم وحكايات كرامتية وغير ذلك الألوان التي هيمنت في فترات من الزمان لتشكل الرسمي الحقيقي بفعل قوة إنتاجها وكثرة انتشارها في مختلف الأوساط الاجتماعية بالمقارنة مع غيرها، تبعا لانتشار التصوف الطرقي، وبفضل ما تحمله من معاني صوفية عميقة أو توجيهات تربوية أخلاقية تدل على ارتباط الكتابة بالتجربة[vi]. 

في الأخير ونحن بصدد تأمل كتاب الأدب الصوفي في المغرب، نستحضر شهادةً في حق هذا الكتاب وصاحبه، ويتعلق الأمر بالسيد معالي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء فضيلة العلامة الدكتور أحمد عبادي، الذي وصف هذا المؤَلَّف قائلا: "إن هذا العمل المبارك يشكل قيمة مضافة للتأليف في بابه، وذلك لما يتميز به من اجتهاد منهجي ومعرفي، في الطرح والتناول، وبناء الاستنتاج استنادا إلى ثنائية الظاهرة والقضية، وكذا لخصوصية موضوعه: الأدب الصوفي في العهد العلوي، ولوعي صاحبه الملموس في طيات صفحاته بالخصوصية المغربية في هذا الباب". ولا شك أن هذه الشهادة لا تنطلق من فراغ وإنما تستند على قرائن من الكتاب نفسه وعلى نصوص وأعمال أخرى للمؤلف.  

   لمحة إلى المؤلف
  ومما يعزز من أهمية كتاب " الأدب الصوفي في المغرب" ويرفع من قيمته كون مؤلفه الدكتور عبد الوهاب الفيلالي باحث أكاديمي وجامعي متخصص في الدراسات الصوفية ورئيس ماستر الإبداع الصوفي في الأدب المغربي، ورئيس المركز الأكاديمي للثقافة والدراسات المغاربية والشرق أوسطية والخليجية، وعضو عدة وحدات للدكتوراه حول الأدب الصوفي وتحقيق التراث، كما أنه عضو لجان التحكيم في عدد من المجلات العلمية الرائدة مثل مجلة دعوة الحق التي تصدرها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، ومجلة الغنية التي يصدرها مركز دراس بن إسماعيل بفاس، ومجلة قوت القلوب التي يصدرها مركز الإمام الجنيد للبحوث والدراسات الصوفية المتخصصة بوجدة، كما شارك الدكتور عبد الوهاب الفيلالي بمداخلات علمية في مؤتمرات وندوات وأيام دراسية وتكوينية محلية ووطنية ودولية، وأسهم في تأطير طلاب الدكتوراه والماستر ومناقشة وفحص البحوث الجامعية حول مواضيع ترتبط بالأدب الصوفي وتحقيق التراث المغربي، مما أهله ليكون مرجعا في الأدب الصوفي في المغرب. ومن مؤلفاته نذكر: كتاب عوارف معرفية من التصوف وأدبه في المغرب (صدر عن دار الرشاد الحديثة – الدار البيضاء – المغرب، الطبعة الأولى سنة 2010). وكتابه الحالي: "الأدب الصوفي في المغرب إبان القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة: ظواهر وقضايا" (من منشورات مركز دراس بن إسماعيل ) وكتاب: " شعر التصوف في المغرب خلال القرن الثالث عشر للهجرة: تفاعل بين الكتابة والسلوك" (من منشورات مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصة، وله قيد الطبع كتب أخرى منها: "دراسات في فن الملحون". و"تجليات وجدانية في شعر الدكتور مانع سعيد العتيبة، نموذج رؤيا الحب". ليؤسس بذلك المؤلف لبعد تواصلي بَنَّاءٍ بين الأدب المغربي ونظيره في المشرق تأسيسا قائما على النبوغ المغربي واحترام الخصوصية الحضارية والثقافية للمغرب مع الانفتاح على كل جديد وافد من الآخر، يمكن أن يعزز بناء المغرب القوي في مختلف تجليات هذه القوة وآثارها.



[i]  عبد الحق المريني، شعر الجهاد في الأدب المغربي، منشورات زاوية الفن والثقافة، الرباط، ط:2، 2010، ص: 16.

[ii]  من مقدمة الدكتور عبد الوهاب الفيلالي لكتابه: "الأدب الصوفي في المغرب إبان القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة: ظواهر وقضايا " منشورات مركز دراس بن إسماعيل التابع للرابطة المحمدية للعلماء بفاس، ط:1، 2014.

[iii]  كامل مصطفى الشيبي، شرح ديوان الحلاج، مكتبة النهضة، بغداد، 1973, ص: 279.

[iv]  عبد الكريم الجيلي، الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل، تحقيق: أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط:1، 1997، ص: 66.

[v]  عباس الجراري، كلمات تقديم، جمع وتقديم: حميدة الصائغ الجراري، منشورات النادي الجراري، الرباط،  ط:1، 2009، الجزء: 3، ص:63.

[vi]  ينظر كتاب: الأدب الصوفي في المغرب.. مرجع سابق، ضمن خلاصة واستنتاجات.