في بحثه عن معاني للظلال، يخط الشاعر المغربي مختارات من مقاطع "هايكو"، إذ أنها الأكثر قدرة على تكثيف المعنى وتدوير الدلالة وتبئيرها وجعلها أقرب لهذه الصور التي يجعلها الشاعر مقولات قصيرة تؤشر على صداه، صدى ذاته على هذه الظلال.

ظِلّي علَى السّورِ المُثَقَّبِ يُشْبِهُنِي

سـامح درويـش

-1-

يحزّ في النّفْس

أنْ تبِيتَ في الزّمْهرِيرِ،

أيّها القَمر.

 

-2-

علَى البابِ،

يدُ النّحاس خرْساء

لا تُكلّمُها يَد.

 

-3-

ظِلّي،

علَى السّورِ المُثَقَّبِ

يُشْبِهُنِي.

 

-4-

شاقُوليًّا،

تتَغلْغلُ شمْسُ الضّحى

في سَرِيرِ الزّوْجيّة.

 

-5-

لي موْعدٌ معِي،

على أوْراق التّوت اليابسة

أسْمع نقْرَ المطرْ .

 

-6-

علَى أُكْرَةِ البابِ،

رقْراقةً قطراتُ النّدى

تجِفُّ علَى مَهل .

 

-7-

في عزّ الخَريف

يتَسلّق اللّبْلابُ شجَر العنّاب،

حَلّلْ وناقشْ .

 

-8-

علَى الرّفّ،

تتَبادلُ برِيق غُربتها

حَصواتُ الوادِي.

 

-9-

شمْس الأصِيل،

إبَرُ الصّنوبر

ببَريقِها تُداوِيني .

 

-10-

على غصْن رمّان،

يؤجّج الخريفُ غيْرتَك،

أيّتها الحرْباء.

 

-11-

الوادِي،

ها هو بيْن العِماراتِ

يتَفقّدُ مجْراهْ.

 

-12-

بتَهافُتٍ،

تنْقر أسماكُ الوادي

قطَراتِ المطرْ .

 

شاعر من المغرب