يتناول الباحث مصطلح «الاغتراب» باحثا عن تواريخه ودلالاته المختلفة، ويرى أنه أحد المفاهيم الإشكالية في نصوص الفلسفة والسياسة وعلم الاجتماع والعلوم الإنسانية. ويكشف عن معانيه اللغوية وسيروته التاريخية ومضامينه، وتنوع استعمالاته التي جعلته محاطاً بالارتباك والغموض في العديد من الأدبيات.

الاغتراب: قراءة في إشكالية المفهوم

عبد الكريم سليم علي

ما الذي يعوق تمام الوعي؟

سلطة الأسطورة وسلطة الطبقة.

وكيف نزيل السلطتين؟

زوال سلطة الأسطورة بالثورة العلمية.

وزوال سلطة الطبقة بالثورة الاجتماعية.

الثورة الأولى من شأنها إزالة اغتراب الإنسان عن الطبيعة، والثورة الثانية من شأنها إزالة اغتراب الإنسان عن الإنسان.

مدخل:

يعد الاغتراب Alienation  واحدا من المفاهيم الإشكالية الأكثر دويا في الكتابات التي تعالج مشكلات المجتمع سواء في الفلسفة، أو فلسفة السياسة، أو العلوم الاجتماعية والإنسانية، وقد حظي هذا المفهوم منذ مرحلة مبكرة باهتمام العديد من المفكرين أمثال: هوبز، روسو، كانت، فشتة، شيلر، هيجل، دوركهايم، ماركس، هايدجر، سارتر، ميرتن، فروم، هورني. والمتطلع للبحوث المتعلقة بمفهوم الاغتراب يكشف عن تنوع استعماله، وتعدد معانيه، فضلا على غياب تحديدات واضحة ودقيقة في استعمال المصطلح، مما أحاطه بالارتباك والغموض في العديد من الأدبيات، وربما نشأ هذا التداخل عن الطابع المركَب للمفهوم، حيث تتعدد ميادين البحث فيه وزوايا النظر إليه، وعموما يغلب على مفهوم الاغتراب المعاني السلبية المتمثلة في الجوانب اللاعقلانيّة والنزعات اللايقينيّة التي تعكسها منظومة كبيرة من استجابات السخط واللاتوافق وعدم الارتباط.

الاغتراب لغة:

كلمة الاغتراب Alienation مفردة لغوية انكليزية تنحدر من أصل لاتيني تعني في إطارها اللغوي Alienation وهي اسم يستمد معناه من الفعل اللاتيني Alienare بمعنى ينقل أو يبعد، وفي العربية يشير معنى الاغتراب –بشكل عام– إلى الانفصال أو التحول عن الوضع أو المكان المألوف للإنسان، بمعنى انه يعبر عن حرمان الإنسان من أشياء يحبها، أو ابتعاده عن شيء أو شخص يرغبه أو يحبه، بفعل تنشئته أو غريزته، وهو تعبير عن ضياع أو افتقاد هذا الشيء، ومن الجدير بالإشاره إن مفهوم الاغتراب يمكن ان يحمل معنى مستحسنا إذا ما نظر إلى المغترب بوصفه (منفصلاً) عن مجتمعه، وإذا ما كان متميزاً عن الآخرين بفكره الفريد الصادق، وتطلعاته الحداثوية، فهو إن كان في وطنه وبين أترابه وجيرانه، غريباً في آرائه بعيداً في تطلعاته، وهذا ما يطلق عليه البعض (اغتراب المثقف).

الاغتراب لمحة تاريخية:
الاغتراب ظاهرة لها جذورها التاريخية التي يمكن ملاحظتها في الكتابات الفلسفية واللاهوتية، القديمة لدى بعض فلاسفة الإغريق مثل: سقراط الذي جسد مفهوم الاغتراب فكرا وسلوكا بطروحاته التي تؤكد على حرية الأفكار والحوار، ورفضه التراجع ولو خطوة عن معتقداته مقابل طلب رحمة الآخرين، فأنهى الصراع بقبوله تجرع السم مودعا إلى الأبد حياة الاغتراب.

وتظهر فكرة الاغتراب أيضا، بشكل أو بآخر، في كتاب الجمهورية، ونظرية الفيض عند أفلوطين، ثم الأفلاطونية الحديثة، فانتقالها فيما بعد الى اللاهوت المسيحي، وبخاصة الدراما الإنسانية التي صورها سفر التكوين عن خلق وانفصال وسقوط الإنسان، ومواجهة الحياة المزدوجة القائمة على الصراع الدائر بين الجسد والروح، ويمكن أن نتلمس العديد من صور الاغتراب لدى فلاسفة المسلمين، وفي التوجهات الصوفية، كما في سيرة وأعمال التوحيدي، الفارابي، السهروردي، الحلاج، ألنفري، ابن العريف .. ولعل أوضح صور الاغتراب تتجلى بالتأويلات الفكرية الناشئة عن تأثيرات التغيرات العلمانية التي طرأت على الفكر الأوربي في عصر التنوير.

مضامين الاغتراب:
هناك العديد من المعاني التي تقع تحت طائلة الاغتراب منها: العزلة Isolation، وهي شعور بنقص التضامن مع الآخرين، بمعنى أن الفرد المنعزل يشعر بعدم وجود من يشاركه الآراء والاهتمامات، وقد تصل تلك المشاعر إلى درجة تولد قناعة لدى الفرد بعدم الرغبة بالانتماء للجماعة، والابتعاد عن أية مشاركة اجتماعية وثقافية، والانفصال حتى عن رغباته وحاجاته التي تربطه بالآخرين، والعزلة ظاهرة نوعية ليست ناجمة عن الغياب المادي عن الآخرين، بقدر ما هي ناجمة عن الغياب النسبي للمشاركة الاجتماعية الهادفة والفعالة. وفي إطار تفاسير علم النفس لظاهرة العزلة تصف كارين هورني Karen Horney عالمة التحليل النفسي ذات المكانة المرموقة جدا، مشاعر العزلة بأنها: تعبير عن الحالة التي يكون فيها الفرد غير مدرك أو واع لحقيقة ما يشعر به أو يفضله أو يؤمن به أو يرفضه، أي أنه يكون غريبا عن ذاته الحقيقية، بحيث ينشأ ما تسميه "تقييد تلقائية الذات" التي تدفع الفرد إلى حالة من انعدام التوافق، أو التطابق بين الأهداف والوسائل، وتفيد هورني بأن الخبرات المختلفة تنتج أنماط مختلفة من الشخصيات والصراعات، وأن الشعور بالقلق الناتج عن العزلة والضعف هو قلب المشكلة النفسية، وتظهر هذه المشاكل عندما تعترض العلاقات المبكرة بين الطفل والوالدين النمو الداخلي للطفل، وتخلق حاجات واتجاهات متناقضة نحو الناس والآخرين.

المفهوم الآخر الذي ينضوي تحت مظاهر الاغتراب، هو تلاشي المعايير Normlessness وطبقا لهذا المعنى فإن المجتمع الذي وصل إلى تلك المرحلة، يصبح مفتقراً إلى المعايير الاجتماعية المطلوبة لضبط سلوك الأفراد، بمعنى أن المعايير السائدة فقدت الاحترام، الأمر الذي افقدها سيطرتها على السلوك. وينشأ عن غياب المعايير الاجتماعية الضابطة والمحددة أيضا لمعايير النجاح والفشل زيادة في صعوبة التنبؤ بالسلوك، وزيادة محتملة في إيمان الافراد بالحظ والنصيب وسلطة الأقوياء. إن مثل هذه الظروف تدفع الافراد إلى اعتماد الأساليب والعلاقات التقنية والنفعية، أكثر من ارتباطهم بالمعايير والارتباطات القيمية لانجاز الأهداف التي يطمحون إليها، وهذا الأمر يشير إلى أن عناصر الاتصال ستطغى عليها صفة التكلف، وضعف الحافز، وسطحية المشاعر مما يجعل تفاعل الافراد فيما بينهم مجردا من العمق الفكري والعاطفي، تسوده العلاقات المؤقتة والنفعية، وفقدان الثقة بالآخرين والتنافس غير المنضبط.

أما موضوع التنافر الحضاري Cultural Estrangement فيشير إلى معنى آخر للاغتراب مفاده: إحساس الفرد بالانسلاخ من القيم والتقاليد والعادات السائدة في المجتمع، والبحث الدؤوب عن معايير بديلة، غالبا ما تقف في طرف نقيض من معايير واقع حياة الفرد. تلك التوجهات ينظر إليها البعض على أنها اضطراب يظهر في صيغة التمرد حيال الأهداف والمعايير السائدة، وغالبا ما يرتبط هذا النمط من الاغتراب بالمثقفين والشباب المتطلع المندفع، كما حدث في ظاهرة تمرد الأدباء والفنانين، ومعهم جيل واسع من الشباب على كل مظاهر الأدب والفن والنواميس الاجتماعية المتوارثة عقب الحرب العالمية الاولى، وكان من ابرز تجلياتها ظهور الحركة الدادائية، وعلى أعقابها ظهور المذهب السريالي، وهذا الأمر قد ينطبق على مظاهر تمرد الطلبة والعمال على المؤسسات التقليدية التي تحدد من حركتهم وتكبح من تطلعاتهم.

والتمرد في هذا السياق لايعني أن السلوك يخضع دائما للاختيار الحر في التحرك خارج إطار الواقع، فكثيرا ما يقوم الأفراد بأداء أفعال معينة دون درايتهم التامة بسبب أدائهم مثل هذه الأفعال، كما أنهم كثيرا ما يقومون بأفعال يعرفون أنهم مضطرون إلى القيام بها وليس لديهم حرية الاختيار في القيام بغيرها، وأمر المسايرة والخضوع لواقع الحال هنا، نوعي ونسبي، ومن المسلم به أن حرية الشخص في أداء سلوك ما إذا ما قيدت، أو هددت بالتقييد، في حدود تتجاوز معها عتبة التحمل بالنسبة للفرد، فأنه حتما سيستثار دافعيا وسيظهر سلوكا متمردا إما بصفة الإحجام، بمعنى: أنه ينغلق على نفسه ويعيش في دوامة القهر والمسايرة، وربما يرحل مغتربا تاركا ساحة المواجهة لمتمردين آخرين،وإما ايجابيا بصفة الإقدام: عندما يحاول استرداد أي حرية أداء كانت قد فقدت، أو يحميها إن كانت قد هددت. وكلما زادت نسبة الضغوط على حرية الفرد زاد حجم تمرده، ومصدر التهديد للسلوك الحر يكون في الغالب مصدرا اجتماعيا، أي في شخص آخر، والعلاقة في مثل هذا التهديد سوف تتركز على العلاقات الرسمية وغير الرسمية، بين مصدر التهديد والشخص الواقع عليه التهديد، والذي يزيد من توتر الفرد وتمرده هو إدراك الفرد بأن فقدان سلوك حر واحد قد يعني ضمنا إبعاد سلوك آخر في الحاضر او المستقبل، وواقع هذه العلاقة بين طرفي المعادلة لايقف عند حدود المواجهة بينهما، وإنما يكتسب صفة التعميم الجماهيري (العدوى الجماهيرية)، فالآخرين سيشعرون بالتوتر إذا ما لاحظوا أن سلوكا حرا لفرد ما يماثل سلوكهم قد تمت مصادرته، ومضمون ذلك أن هذا المنع من الممكن أن يطال سلوكهم الحر مستقبلا وبالتالي سيلقى المتمرد الأول دعما وتعاطفا من الآخرين الى الدرجة التي تشـكل معها ظاهرة التمرد أحيانا تيـارا أو جماعة متمردة تربطها مشـاعر غربة موحـدة في إطار تواجدها.

كما يقع تحت طائلة الاغتراب مفهوم الشعور بالعجز وانعدام القدرة Powerlessness والذي يعد من المفاهيم الأكثر تكرارا في البحوث النفسية للاغتراب، وتكمن حقيقة الاغتراب في سياق هذا المعنى من خلال توقع الاحتمالات الجارية في أذهان الأفراد فيما يتصل في الحصول على نتائج محددة يسعون إليها، أو تقرير بعض المواقف التي يتخذونها، ويستدعي هذا المنظور تأكيد الظروف الموضوعية للإفراد بوصفها مسؤولة عن تحديد درجة ما يمكن من واقعية استجاباتهم إلى تلك الظروف. وفي هذا الإطار يقدم الباحث سيمان Seeman تفسيرا لمظاهر الاغتراب من خلال وجهة نظر نفسية–اجتماعية مستندا على طروحات نظرية التعلم الاجتماعي، إذ يناقش مفهوم الشعور بالعجز وانعدام القدرة، أو ما يسمى الضعف وانعدام السلطة على أنه توقع أو احتمال لدى الشخص بأن سلوكه الخاص لا يستطيع تقرير حدوث النتائج أو التعزيزات التي يرجوها، ويوجز سيمان هذه الصورة بأن توقعات الفرد لضبط الاحداث محكومة بالموقف الموضوعي لانعدام السلطة والمعايير، أو الضعف كما يراه الفرد، او بحكم الفرد على هذا الموقف من خلال معيار أخلاقي بحت، فضلا على، إحساس الفرد بسعة الهوة بين توقعاته للضبط ودرجة الضبط التي يتمناها، ويفيد سيمان: إن الاغتراب بمعنى الضعف وانعدام السلطة، توقع يرتبط بتوقعات ضبط التعزيز الداخلي الخارجي، (ضبط التعزيز الداخلي هو إدراك الفرد أن الحوادث سواء كانت ايجابية أو سلبية فهي نتيجة أفعال الشخص وسيطرته، أما ضبط التعزيز الخارجي فهو إدراك الفرد أن الحوادث الايجابية والسلبية لا ترتبط بسلوكه الشخصي، وأنها تقع خارج سيطرته تحكمها عوامل مثل الحظ أو الصدفة أو القدر أو قوى الآخرين وربما بسبب قناعة الفرد بأن الحياة معقدة جداً لا يمكن التنبؤ بها). ويعلل سيمان تلك العلاقة بأن كلا المفهومين (الاغتراب وضبط التعزيز الداخلي–الخارجي) يقعان تحت طائلة علاقة الإنسان بالنظام الاجتماعي الأكبر في بيئته، وإدراكه لصلة تبادل التأثيرات بينه وبين الاحداث الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية، الصناعية، وشؤون عالمية.. وما إلى ذلك. والواقع أن طروحات سيمان التي عدت التوقع نمطا من أنماط الاغتراب لم تلق تأييدا كاملا من قبل البعض إذ يشير ريتشارد شاخت في كتابه الشهير "الاغتراب" بعد جملة من التحليلات النظرية إلى أن الظاهرة السلوكية التي يتحدث عنها سيمان لا تعكس حالة الاغتراب بقدر تعبيرها عن حالة الإحباط والذي عده اصطلاحا أكثر ملائمة.

ومن بين المضامين التي يحملها الاغتراب انعدام المغزى Meaninglessness ويشير هذا المفهوم إلى ضياع معنى الأشياء بالنسبة للفرد، وهو إحساس عام بفقدان الهدف، وشعور عارم بأن شؤون الحياة أصبحت شائكة وغريبة، والفرد لا يملك حيالها لا الثقة ولا المعرفة اللازمة التي تعينه على الاختيار، وبذلك يقف الفرد أمام بدائل يرى انها بلا معنى.

المعنى الآخر الذي ينضوي تحت دراسة الاغتراب هو الاغتراب عن النفس Self-estrangement ويشير هذا المفهوم إلى افتقار المغزى الذاتي والجوهري للعمل الذي يؤديه الإنسان وما يصاحبه من شعور بالفخر والرضا، بحيث تبدو أعماله روتينية ليست ذات قيمة له، وإذا ما أدرك الفرد ان نشاطه أصبح شيئاً غريباً عنه ولا ينتمي إليه فأن طاقته الشخصية (الجسدية والنفسية) ستغدو هي الأخرى غريبة عنه، وسيعتقد انه ليس سوى فرد مسخر لانجاز أعمال أهملت على نحو او آخر إنسانيته، وجعلته ينظر الى ذاته على انه مجرد تابع ثانوي لماكنة آلية الحركة لانهائية المسار، تتحرك بمعزل عن الإنسان ووجوده ووجدانه، أو أنه مثل ساعة فقدت عقاربها تتمتع بالإدراك وتواصل آليتها حتى تنتهي وتتلاشى، وتتفاقم الحالة على الفرد عندما تذهب قوة عمله لآخر، وطبقا لتحليلات عالم النفس اريك فروم Erich fromm أن مثل تلك التجربة تؤدي إلى إخفاق الفرد في تحقيق معيار الذاتية الخاص به، وتجعله مغتربا عن ذاته، ويلاحظ أن ظاهرة الاغتراب عن النفس تتفاقم في ظلّ المجتمع الصناعي وتحت وطأة ضوابط تقسيم العمل، حيث لا ينفصل الإنسان عن خيرات إنتاجه فحسب، بل ينفصل عن العملية الإنتاجية العامه بأسرها.

يتضح لمن يلقي نظرة على المجالات العامة التي استخدم اصطلاح الاغتراب للتعبير عنها بأنها متعددة، وكأنها تعكس أنماطاً محددةً من الاغتراب، إلا أن البحث الدقيق يظهر أن كلا من هذه الأنماط يتضمن عدداً من الظواهر والمحاور المختلفة والمستقلة غالبا، وهذا الأمر يؤثر على ضمان الإجماع فيما يتعلق باختيار الظاهرة التي سيتم إيضاحها على أنها تعني تماما الاغتراب. إن تعدد الأطر المفاهيمية المتضاربة للاغتراب، تطرح إشكاليات شديدة التعقيد، وكذلك صعوبات مفاهيمية ومنهاجيه في بناء النظرية، وعلى ذلك يقترح البعض معالجة هذا الموقف بالنظر إلى الاغتراب بوصفه "مفهوما متعدد الأبعاد" يستوعب ضمنا المفاهيم الخاصة المتعددة التي يتم التمييز بينها، مع الحفاظ على تميز كل بعد، وهنا من الممكن الحديث عن الاغتراب بوصفه مفهوما مجردا يضم العناصر المشتركة التي يمكن اشتقاقها من الهيكل الأدنى، وهذا التناول أيضا تشوبه الضبابية من الناحية العلمية الدقيقة، ذلك أنه يتضمن الإشارة إلى الربط بين ظواهر لا يحتمل النظر إليها بوصفها مترابطة بدرجة دالة لتناولها على هذا النحو، وعلى أية حال، فأن إشكالية تحديد ظاهرة الاغتراب ورسم أنماطه وتحديد محاوره تدفع الباحثين للمزيد من البحث التجريبي، وهي قائمة على قدم وساق.