يقربنا هذا التقرير من توقيع المبدعة اللبنانية لأحد أعمالها الروائية الحديثة، وهو التوقيع الذي حظي باحتفاء وحضور العديد من الأوساط الثقافية، اللقاء وأبعد عن الجانب الاحتفائي شكل مناسبة لمقاربة عوالم الرواية ورهاناتها الجمالية كما قدمت المبدعة تركيبتها السحرية لإخراج نص مليء بالغموض والخوف.

عالم الغموض والخوف في ميداي الروائية اميرة ايمي العسلي

وقعت الروائية اميرة ايمي العسلي كتابها الجديد باللغة الانكليزية "ميداي"  برعاية وزارة الثقافة والمدير العام للشؤون الثقافية فيصل طالب في قصر الاونيسكو وفي حضور حشد من الفعاليات الثقافية والاعلامية . بداية النشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة رئيس دائرة قصر الاونيسكو سليمان الخوري ممثلا المدير العام للشؤون الثقافية في الوزارة فيصل طالب، واشار الخوري في كلمته الى موضوع الكتاب حيث قال :"إن تحلقنا، اليوم، حول الروائية أميرة العسلي ووليدها الجديد، رواية من عالم الخيال، تسبر فيه غور مثلث برمودا، ليتسم بمشاعر غامرة، كونها تدخلنا في دنيا التخيلات والتصورات والغيبيات، المحبوكة بقصة آثرة طليقة الإيقاع، مترامية الآفاق، واسعة وسع الأطلسي، من تخوم المتجمد الشمالي، حتى جزر الفوكلند أو المالوين..".

أضاف: "والرائع في mayday، تلك النكهة المفعمة بالجماليات، العابرة من عبق الشرق والطالعة من جوارح أديبة، شرقية الهوى والأصالة، لتنثرها في أدب غربي - عالمي، تواق أهله وشغوف، بحكايات وما ورائيات أهل المشرق".

العسلي: كتبت هذه الرواية بعد ان تعرضت لحادث اصطدام سيارة
بدورها شكرت الروائية العسلي وزارة الثقافة لرعايتها هذه المناسبة، لا سيما وان الوزير المحامي ريمون عريجي ما زال رغم الظروف الصعبة يدعم الأعمال الثقافية والفنية مما يدل على الحس الثقافي الرفيع وهذا ما يشجع الكتاب والشعراء والمبدعين في هذا المجال ان يتخطوا المصاعب والمضايقات بل والعقبات التي نجدهما تقف امامنا لتحيلنا دون انجازاتنا الفكرية والأبداعية. وأنا لي حصة كبيرة من هذه المعاناة لسنوات طويلة حاولت وما زلت احاول ان اتجاوزها تارة بالهروب والسفر الى اميركا وتارة اخرى بالتحدي والمواجهة لأشخاص برعوا بالتخفي خلف وجوه المستفيدين والمأجورين لديهم. وكأني في بعض الأحيان ارى نفسي كمن يواجه الظل المحارب اشبه بالمحارب في قصة دون كيشوت. لكن بوجود الشرفاء في هذا البلد والقيمين على وزارة الثقافة يبث فينا الأمل من جديد وحب الاستمرارية للعطاء الفكري
".

وتطرقت الى موضوع الرواية فقالت :"كتبت هذه الرواية بعد ان تعرضت لحادث اصطدام سيارة ما ادى الى توقيفي عن القيادة لمدة اربعة اشهر تقريبا، وهذا ما دعاني ان استغل وقتي بالكتابة، وبدأت الأفكار تراودني حتى وصلت إلى نقطة ارتكاز ليكون حولها حياكة القصة. نقطة الأرتكاز كانت ربط الخيال العلمي بالواقع ولكن بواقع كنت اشعر وأنا اكتب انه يجب ان يكون آت من زمن بعيد يضفي على القارىء الشعور بالطمأنينة والهدوء النفسي. فعدت الى الوراء حيث لم يكن هناك شغب الانترنت ولا الموبايل او الفيس بوك ومشاكل التشات والستلايت".

وسردت ملخص الرواية حيث قالت: "تتضمن القصة أحداثا مثيرة ومشوقة كما أنها تنقلنا الى عالم الغموض والخوف وتحكي عن قصة عاطفية مميزة حول فتاة جميلة تدعى ليندا التي كان من المفروض ان تغادر السفينة مع جميع الركاب القادمين من لندن إلى مدينة بانما، لكنها بقيت في السفينة مختبئة حتى باشر القبطان لويس رحلته الاستكشافية بصحبة مساعديه، وهم المساعد أول توم والمساعد الثاني البير، والمهندس موسزس وفريق البحارة العاملين في السفينة. بعد ذلك يفاجىء قبطان السفينة لويس بظهور ليندا امامه وعندما يسألها عن سبب بقاءها في السفينة تتذرع بأسباب غير صحيحة. لكنها كانت بالواقع تحب المساعد توم وتريد البقاء معه في تلك الرحلة، لكن توم غضب لهذا التصرف ولم يبدي لها اي اهتمام مما دعاها تميل باتجاه القبطان لويس ويقع بينهما اعجاب متبادل وحب قوي، اثناء الرحلة بدأت الأشباح تهاجم السفينة في مثلث برمودا بالقرب من المثلث الشيطاني وهنا يتدخل احد البحارة لرد الشبح لكنه كان يوشك على الموت من قبل الشبح لولا ظهور نور اخضر في الوقت المناسب جعل الشبح يختفي بالحال. لاحظ القبطان لويس ان النور الأخضر له علاقة بالمهندس موسى لأنه كلما يظهر هذا النور كان يختفي موسى ومن ثم يظهر بعد اختفاء النور، وبدأت الشكوك تراوده إلى ان بدأ موسى يتقرب من لندا ويثير في داخل القبطان الغيرة الشديد مما يؤدي الى اثارة النفور بينهما. ذات يوم تقرر ان تعبر السفينة من خلال مثلث برمودا مكان فقدان الجاذبية والوزن ، وهنا ينام الجميع في وقت واحد وعندما يصحو يكون الزمن قد عاد بهم للوراء".

وفي الختام وقعت الروائية اميرة ايمي العسلي كتابها للحاضرين.