يقدم الشاعر المغربي هنا قصيدتين مترعتين بمواجد الحيرة والالتباس حيث يقيم الشاعر في أولاهما في بيت وراء الضباب يطل على المقبرة يعد فيه الفراغ، ويبحث في ثانيتهما كعابر يتشبث يأرجوحة اللغة والصمت عن صباحات لشبونة ومساءاتها وعن أشيائها الخفية التي قد تشكل نوتات زمانه الصباحية منها أو المسائية.

قصيدتان

عبد اللطيف الإدريسي

(1) بيت وراء الضباب
أسكن في ضباب حلم لم يزره الوصال

وأنت في أقصى الحومة التي تطل على المقبرة

تقشرين

في زرقة البرد

رمانا خجولا

تبكين على كافر ملأ قبور ليلك شموعا

أطفأتها نهاية ضباب متردد

ـ لقد استيقظ الطريق السيار

صاح ديك أعور من أعلى مئذنة

تطل على بحر

أضاع العرش

وكل الحكايات

 

جالس وراء الكون أعد الفراغ

كم يصعب عليّ أن أنام بجنب لا أحد

 

(2) فادو يبحث عن لشبونة
صباحاتك بالنور

أيتها الأشياء الخفية

أيتها الكراسي المبعثرة

أيتها الديدان التحتية

وأنت أيتها الأيام التي مرت

على أمّ خدعتُها في أحلامي

 

مساءاتك بنور خافت

أيها القلق الجارح

أيها الطيف المتجدد

أيها الليل الهاوي

وأنت أيها العابر

في دعوات تستحضر غائبا

 

في أعماق فادو برتغالي

تلاشت نوتات زماني

الصباحية

نوتات زماني

المسائية

 

هي اللغة وسيلة

والصمت آخر الإشارة

 

بيزوس المحروسة

شاعر من المغرب يقيم في فرنسا