هما قصيدتان للشاعر والناقد المصري محمود فرغلي علي موسى حول حالة الالتباس التي يعيشها في راهن مفضوح حيث تنعدم فيه الرؤية الواضحة ويتعمق اللايقين وتتزايد حالة الشك، ولأن لكل بداية نهاية فمآلات أي حالة الزوال وتلك عبر التاريخ التي تتكرر وكأننا في فصل الدرس الذي يعيدنا الى عبره وحكمه.

قصيدتان

محمود فرغلي

1- تلبّس

أقولُ لهُ : خائنٌ أو عميلْ

يقولُ   : وما سمتُهُ ؟

أقول   : غريب ، له طلة الشمس فوق الجهات،

           يقول عن الأرض والحب ما لا نقول

يقول : وكم عمرُه  في الحساب؟

رددت  : ........ثلاثون إلا قليل

يقول : وأين التقيتَهْ ؟

     : على بعد حزنين مني أقام من الحلم بيتَهْ

فينظر لي دهشة ثم يسألُ : من أين جاء؟

أقول : كعهدى به، من مخاضٌ ممضٌّ وحملٌ طويل

يقولُ وفي وجهه بسمةٌ :

           هل ستعرفه إنْ رأيتهْ ؟

  أجيب : وإن غابّ عنّي طويلا... فعندي الدليل

فيهتفٌ من لهفة : مستحيل !!!!

وفي لحظةٍ أتكوّم في قبضتيه،

ويمسكُ

           بي خائنا أو عميل ..

 

2- في حجرة الدرس

صورةٌ فوقَ سبورةٍ

بالعيونِ

يُربى التلاميذُ في حجرةِ الدرسِ،

يستظهرونَ

التواريخَ والأزمنةْ.

يعرفونَ المواقيتَ

حالَ النجومِ

المناخَ

اتجاهَ الرياحِ،

البلادَ،

العبادَ

فصولَ السنةْ.

يقول المعلمُ في حجرةِ الدرسِ

إن المناخاتِ بنتُ التغيّرِ،

إن مصيرَ النجومِ الأفول،

يدٌ

كالملقّنِ تُدركُ قولَ المعلمِ

(من كان بالأمس في حجرةِ الدرسِ طفلا)

تفضُّ الإطارَ،

تمارسُ عاداتها في هدوءٍ،

            تصححُ بالكفّ أخطاءهُ البيّنةْ.