ضمن مشروعة لدراسة سمات الرويات الأولى لكتاب عرب كتبوا رواياتهم الأولى في هذا القرن الجديد يتابع الناقد المصري هنا دراساته بتناول رواية الكاتب المغربي سعيد بوكرامي التي نشرتها الكلمة قبل شهرين.

رواية الكاتب الأولى في القرن الجديد

ثقل العالم نموذجا

شوقي عبدالحميد يحيى

إذا كانت الرواية في السنوات الأخيرة قد أصبحت بالحق هي ديوان العرب، فإن الكم لا شك يلعب دورا في تحديد هذه الصفة، حيث أصبح عدد الروائيين في العالم العربي في تزايد مطرد. وما دام الحديث هنا عن الرواية الأولى لكاتب مغربي، فإن الدراسة الببليوغرافية التي يقدمها د. جميل حمداوي(1)، والذي يعد أحد أهم دارسي الأدب في المغرب،  حول إقليم واحد من أقاليم المملكة  المغربية لشاهد علي هذا الزخم الدال حيث نجد: (وقد أنتجت المنطقة أكثر من ثلاثة وأربعين(43) نصا روائيا لتسع وعشرين روائيا(29)  منذ العقود الأخيرة من القرن العشرين وبداية العقد الأول من هذا القرن)، بل نجد في هذا العقد الأول من هذا القرن، الذي لم يصل نهايته بعد ـ والذي هو محل دراساتنا في الوقت الحالي قد وصل إلي واحد وعشرين نصا روائيا في هذا الإقليم فقط.

كما قد يلقي بعض الضوء أيضا (من حيث الكم) ما ساقه د خاليد الورديغي في دراسته حول الرواية المغربية  علي مدار العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين:

الفتـــــــــــــــــرة

          عـدد النصوص الروائية الصادرة

1970 1979

 

ثلاثة وعشرون نصا روائيا.

1980 1989

 

 تسعة وستون نصا روائيا.

1990 1999

 

 مائة وخمسة وأربعون نصا روائيا(2).



الأمر الذي يوضح الإقبال المطرد علي علي الكتابة الروائية في المغرب العربي والوطن العربي عامة. وإذا كان هذا من حيث الكم، فإن أحد أبرز كتاب الرواية المغربية وهو الروائي بهاء الطود، يوضح لنا لماذ هذا الاهتمام بالرواية دون سواها(3):

«اكتشفت بعد كتابة الخاطرة والمقالة والقصة القصيرة, أن التعبير السردي الروائي أقرب الي من أي شكل تعبير آخر, وان الرواية هي الأقدر كشفا عما يجيش به صدري من قلق ومشاعر وأحلام, كما ان قسماتي النفسية من أساسها وجذورها تتمثل في الرؤية الكلية الشاملة للأشياء, والنفاذ إلى الأشياء الصغيرة والتفاصيل الدقيقة والميكروسكوبية التي هي مادة الرواية وجوهرها». ومن هذا المنطلق أصبحت الرواية في المغرب أيضا، هي الوسيلة التي بها يستطيع الكاتب أن أن يبعث برسالته، مضمنا إياها همومه وهموم وطنه وأمته وعالمه.

وفي العقد الأول من هذا القرن الواحد والعشرين استطاعت الرواية العربية عامة والمغربية منها، أن تثبت أنها الفاعل الأدبي الأول، الصارخ بآلام أبناء هذا العالم العربي المبتلي، المواجه لحكام وحكومات شاخت في مقاعدها، وتمترست في قواعدها المحصنة ضد شعوبها، والمحركة لجبال الصمت الراكد الرازخ علي صدور شعوبها، داعية للحركة والفعل والتخلي عن تلك السبية البغيضة. لا يختلف في هذا الرواية السورية عن الرواية المصرية، أو الرواية السعودية عن الرواية المغربية.

فإذا كانت الرواية المصرية في هذا العقد، قد نزعت الستائر المغلفة لما تريده من رسائل، وأخذت زمام المكاشفة والمواجهة المباشرة متخذة من الواقع المعيش بكل ما فيه من فجاجة وقبح، وسيلة لحمل رسالتها. فإن الرواية السورية ـ وفقا للظروف السياسية، راحت تبحث عن البطل المخلص، والمنقذ من واقع أشد قسوة وسطوة. وانفجرت ثورة الحريم في السعودية لتنزع حجاب الكبت والرضوخ والاستسلام في الحرملك. وها هي الرواية المغربية تنزع نحو الهروب من واقع أليم داعية إلي مواجهة حتمية، ولتعلن عن الرغبة في تكسير القيود وتحطيم الأسوار، سعيا نحو استنشاق هواء الحرية المعيد للحياة.

فيسعي "سعيد بوكرامي" بعد ثلاث مجموعات قصصية وعدة كتب نقدية، لتقديم رؤيته ورغبته في التغيير من خلال باكورة أعماله الروائية "ثقل العالم"(4) ذلك العنوان الذي يضع أمامنا علامتي تعجب  واستفهام ـ مؤقتا ـ حيث يبدو العنوان غير دال للوهلة الأولي، الأمر الذي يجعلنا ننساق للإيحاءات المباشرة التي يدعونا إليها هذا العنوان، والذي نري معه أنه كلما ازداد الثقل علي كاهل الإنسان، زاد إحساسه بالضغط، وعلا أنينه وبح صوته، فيحاول التخفيف عن نفسه بنفض هذه الثقل، أو محاولة التخفيف منها. إما بنفضها أو محاولة الهروب منها ـ رغم سلبية الفعل. وإذا كانت المؤشرات توضح تنامي حالات الانتحار في العالم، كنوع من الهروب، أمام سطوة مستجدات العالم الضاغطة عليه، والقاضية علي ما تبقي من خصوصيته وحريته، حتي أصبح الإنسان في سجن بلا جدران،  فإن هذا الحل لا يصلح في عالمنا العربي الذي يعتبر الانتحار نوع من الكفر، فهل يهرب الإنسان العربي من حجيم الجياة الدنيا ليقي بنفسه في حجيم الآخرة؟ إذن عليه بنوع آخر، ربما كان نوعا آخر ومن الهروب، هو الهروب للمواجهة. 

ولقد وجد سعيد بوكرامي وسيلة أخري للهروب، لا يقع فيها الإنسان في المعصية أو الكفر، في الوقت الذي يسمح له بحرية أكبر، ربما تصل إلي الحرية المطلقة، تلك هي حالة الجنون. أو فقدان العقل، مشيرا بها كذلك إلي أن ما يقع للإنسان العربي في الوقت الحالي، لابد يؤدي به إلي مستشفي الأمراض العصبية والعقلية، فتكون الحالة التي يقدم شخصيته الرئيسة في الرواية متفقة في داخل الرواية مع خارجها، في الواقع المعاش.

في "ثقل العالم" يبدأ سعيد بوكرامي بفقرتين مستعارتين، وعندما يستعين الكاتب بعبارة من خارج النص، فإنه بالضرورة لا يأتي بها مجانيا، وإنما بها يضئ شمعة يسلطها علي نصه، حيث تعتبر أحد عتبات النص كما يقال، عل القارئ بها يستضئ للكشف عما بالنص ذاته. تأتي الفقرة الأولي من"يوميات كافكا، ذلك الذي تميز بعوالمه الفنتازية الخارجة عن قواعد الواقع الروتيني المألوف، لتخلق عوالم أكثر حرية في التصرف والحركة ـ إلي جانب استمرارية تواجد فعل الدهشة التي هي من أولي عناصر الإبداع ـ حيث يقول "لكن أن يحوم حول رؤوسهم غراب خفي مثلما يحدث معي، فهذا ما لم أتخيله" فسعيد بوكرامي ـ مع كافكا ـ يحوم فوق رأسه غراب، وما أن يسمع الإنسان مجرد اسم الغراب حتي يتبادر لذهنه اللون الأسود والخراب والنعيق، وتحيطه نذر الئم والخوف والترقب، الأمر الذي يضعنا منذ البداية في حالة من القلق والريبة والتوجس وتوقع ما ليس بمستحب. ليس فيما يلي من أحداث روايته فقط، وإنما ما تعكسه الرواية بالضرورة علي ايامنا القادمة أيضا.

ثم يجتزء الروائي عن "خوان غويتيصولو" مقتطفا ليس بالشمعة، وإنما بالمصباح الضخم يسلطه علي ما يليه من أحداث روايته، وواقعنا الأليم "في ظروف مثل هذه التي أصبحت فيها محروما منذ أسابيع من نعمة الحرية.." وكأني بسعيد بوكرامي يزعق من وراء السطور، أن يا أيها العالم إنني منذ أسابيع ـ وهو بالطبع لا يعني الأسابيع تحديدا، وإنما السنوات ـ وأنا محروم من نعمة الحرية، وعليه في هذا الحبس لا أن يواحه نفسه فقط، وإنما أن "يجابه الحدود التي فرضتها السلطات (الطبية)" وبالطبع  لا يخفي علينا رغبته في توسيع هذه السلطات وعمد حصرها في فقط (الطبية). ثم "دون انتظار مساعدة من أحد"  فالحرية تنتزع، ولا تمنح، (وما حك جلك مثل ظفرك) فعليك وحدك يقع عبء حصولك علي حريتك، دون مساعدة من أحد، أيا كان.

تتفق "ثقل العالم" مع الرواية المصرية في القرن الجديد، ومع الرواية العالمية عموما، من حيث إختفاء الخط الدرامي المتصاعد الذي معه قد تغيب القصة بمعناها التقليدي، وتصبح الرواية لوحة بانورامية واسعة، تسع الوطن ككل، وربما العالم كله. فإذا بحثنا عن خط محدد لثقل العالم، فلن نجد، فقط يفتح المشهد علي الراوي في عيادة الأمراض النفسية، ليقدم لنا الراوي نتفا مما فيها، ولنتعرف علي موت الأب وتفتته علي أسفلت الشارع (فيما يعني موت الماضي)، يضاف إليه هجر الزوجة "نزهة"، والتي تعني بشكل آخر ضياع الاستقرار والحياة العادية، فضلا عن ما يمكن أن يحمله الاسم من دلالة. ثم يقدم هذا القسم نماذج من الفساد وخراب الضمير، وتبدل الأحوال الاجتماعية إلي الأسوأ ـ متفقة في ذلك مع العديد من نماذج الرواية المصرية في القرن الجديد، حتي يصل إلي تحديد منطقة وسط البلد ـ التي تعدد استخدامها أيضا في الرواية المصرية ـ للدلالة علي فساد المجتمع ككل، وليصل إلي توسيع القاعدة حتي يربط الفساد والخراب بسلوك الحكام والساسة حينما «أخرجتني يد تطبطب فوق كتفي من نادي الرؤساء الفاسدين، وأنا غير نادم على ذلك، فنتانتهم تشبه نتانة الفساد في العالم العربي».

ثم يسدل الستار في حديقة مستشفي الأمراض العقلية والراوي يشهد زوجته المفترضة، وابنه المفترض، وهو يخرج من البوابة إلي اللاوِجهة، في طريقه للضياع أيضا وكأن الكاتب أراد ضياع المستقبل، أو ركضه في اللااتجاه، (طالما لم تتحدد خطة المستقبل).ولتسير أحداث الرواية ـ إن كان بها أحداث في البحث عن (طريق المستقبل)، وليصبح الشكل في الرواية هو البطل الحقيقي، وبدلا من كونه ـ الشكل ـ حامل الرسالة  ـ في الرواية التقليدية ـ يصبح هو الرسالة ذاتها.

فكيف كان ذلك: 

تنقسم الرواية إلي قسمين. جعل القسم الأول فيها ما يمكن تسميته (القسم النظري أو الاستاتيكي) وربما يصلح أيضا تسميته بالقسم الواقعي، حيث يبدأ به من أرض الواقع من العيادة النفسية.  والقسم الثاني وهو ما يمكن تسميته بالقسم الفانتازي أو القسم العملي، والذي فيه يحدث الفعل المتخيل، أو المرتجي، وهو الركض ضد، أو المواجهة مع. حيث نتعرف في القسم الأول علي ما يعتبر التمهيد، والتحديد للرسالةالمرجوة من العمل.

وفيه يتم تحديد خطوط الرواية بالاستعارة أو الاستعانة بأقوال من خارج النص، ويأتي هذه المرة من كونفشيوس، تلك التي تقول (أقولها بلا تردد يمكنك أن تركض في الاتجاه الذي تريد، وفي المكان الذي تريد) وكأنه يؤكد أنه عندما تريد، فإن أحدا لن يستطيع الوقوف أمامك، فقط عليك أن تتحرك أن تركض، ثم (ولكن ألا يعتبر الركض بلا اتجاه نوعا من الهروب من المسؤليات؟ ولما لا تكون المواجهة أجمل ما في الحياة؟). وليخرج الكاتب الهم من الخاص إلي العام، حيث الأمر لا يخصه فقط، وإنما هي قضية أمة، يعود بعد ذلك ليؤكد «بداية للتدهور الذي صاحب سكان مدينتي بأغلبهم إلي مستشفي الحمقي والمخبولين»، فليس وحده الذي يعاني القهر والمرض، وإنما هي الذات الجمعية.

وفي القسم الثاني، يتحول السرد إلي الإسلوب الفانتستيك، حيث لا قواعد منطقية تحكم الفعل، وإنما تدور الكائنات (ولا أقول الشخوص) والأشياء خارج حدود الزمن، وخارج حدود المكان، ففي الطابور، وفي انتظار الدور المؤدي إلي طريق المستقبل، يتزوج الشاب بطريفة فانتاستيكية أيضا، وتحمل الزوجة، بينما يقفان في الطابور لم يبرحاه. فإذا ما نظرنا إلي القسم الأول ودوره في العمل، فهو البحث ومحاولة فهم ما يجري في العالم العربي من حولنا، حكام فاسدون، أدي إلي ذمم خربة وفساد عم في كل مناحي الحياة، وكل ذلك جعل من الأرض العربية مناخا صالحا للغزو الأمريكي، أو النظام الجديد أن يأتي ويسيطر، يحكم ويتحكم. فكانت النتيجة ـ في القسم الثاني ـ هي التششت والضياع، وفقدان المنطق والعقل. إذ الفعل هنا تم علي قسمين، هما ما لجأ إليهما سعيد بوكرامي في تحديد مسار الحركة في الرواية. 

الراوي والرؤية
من الطبيعي جدا أن تأتي الرواية الأولي للكثيرين، مروية بضمير المتكلم، إذ يكون الكاتب في هذه المرحلة مشحونا لم يزل برغبة البوح، شاعرا بأن لديه ما يود قوله، فيتقمص دور الراوي الذي يرغب في إخبار العالم بفتحه غير المسبوق، أو برؤيته التي يراها بالقطع هي الأصوب. فضلا عن كون العمل الأول ـ غالبا ـ ما يكون فيه الكاتب ـ في بداية تعامله مع الرواية ـ لم يتمكن بعد من القدرة علي إلباس عباءته للغير، أو التخلي عن ذاته للغير. فتأتي الرواية الأولي في اغلبها ذات اتجاه واحد، لا تملك التشعيب والتعقيد ـ دون أن يمنع ذلك وجود الاستثناءات ـ بمعني أن تكون الحبكة في أبسط أشكالها. ولا يعني هذا بالطبع تقليل من قيمة العمل الأول ـ والذي نضع عليه آمالا كبارا، لكنا فقط نحدد الملامح العامة التي تبين في غالبية العمل الأول، الذي درجنا علي دراسته في العالم العربي.

ولا شك أن " ثقل العالم " وهي الرواية الأولي لسعيد بوكرامي، ينطبق عليها الكثير من هذه الصفات، فالراوي هنا يروي تجربته المتخيلة بضمير المتكلم، الذي جاء أكثر توفيقا مما لو استعمل أي من الضمائر الأخري. فالمحكي الفانتاستيكي الذي جاءت عليه الرواية، أكثر إلتصاقا بالذات، وأقدر علي اقتحام الداخل، ذلك الداخل الحامل للرؤيا التي يسعي الكاتب للكشف عنها، وهي الواقع المؤلم والسوداوي للعالم العربي، والذي لا يحمل أي شمعة في نهاية الطريق «خرجت فوجدتني أسير في نفس الزقاق الذي كنت أعبره منذ خمسين عاما. لكن الغريب أن الأرض انخسفت تحتي متداعية ببطء كما الرمال المتزحزحة. كان النفق الدوار أشبه بحلبة تزحلق. وبسرعة خاطفة كنت في مكان بعيد أي في طرف آخر. لا أعرف بالتحديد الزمن والمسافة التي استغرقها السقوط. لكن الوصول إلى تلك العتمة الباردة كان كافيا بوضع حد لهذه الحكاية».

ثقل العالم ورواية القرن الجديد
قد يكون من التعسف بناء دراسة حول الرواية المغربية عامة من خلال عمل واحد لكاتب واحد، إلا أن عدم توافر النصوص بالشروط التي ألزمنا بها أنفسنا (الرواية الأولي الصادرة في القرن الجديد) وضعت الكثير من الصعوبات أمام الوصول إلي المبتغي. غير أن "ثقل العالم" توافر لها الكثير من المميزات العامة التي توصلنا إليها كعناصر لهذه الدراسة. منها:

1 ـ عودة الرواية إلي الواقعية من جديد، غير أنها ليست الواقعية المحاكية للواقع، أو القائمة علي وصف الواقع وتحليله دون رؤية للمستقبل، ولكنها الواقعية المتخيلة ـ إن صح التعبير ـ الحاوية للمنظور المستقبلي، الواقعية القائمة علي التخييل الفني، الكاشفة لما تحت السطح. المعبرة عن أنين الشعوب العربية الواقعة تحت سطوة الكبت، الباحثة عن الحرية والديمقراطية.

2 ـ غياب الحبكة الفنية التقليدية، بغياب الحدث الجامع أو (الحدوتة) القائمةعلي التصاعد الزمني المنطقي، مستعيضة عنه بالشرائح العرضية من صور المجتمع العربي (كل في قطره). والتي تشكل في نهايتها رؤية كلية نابعة من منظرو فردي، ومنطلقة للمنظور الجمعي. والتي ينبع منها:

3 ـ قيام الشكل بدور المضمون، حيث أصبح الشكل هو الرسالة المرادة من العمل الروائي. علي نحو ما رأينا في ـ ثقل العالم ـ من مقدمات غير منطقية، ضاغطة علي نفس الفرد  فأدت به  إلي مستشفي الأمراض العقلية، أدت بدورها إلي جزء كامل من العمل فانتازي غير منطقي.

4 ـ الاعتماد علي العمارة للدلالة علي تغير المجتمع، تركيزا علي وسط المدينة باعتباره القلب من المدينةكلها، وإن وضح هذا في العديد من الروايات المصرية ـ محل الدراسة ـ فإن رواية "ثقل العالم لم تخل من هذه الظاهرة أيضا «تغير وسط المدينة كثيرا عمارات متنوعة تمخر عباب السماء في بضعة أشهر أعرف أن أغلب هذه العمارات بناؤها مغشوش ومشبوه بعدة تجاوزات لكن ما العمل؟».

5 إعتماد بنية الرواية ـ عامة وثقل العالم خصوصا ـ علي السرد القائم علي الرؤية المصاحبة مع، أو مايسمي بالبئير الذاتي، او التبئير من نقطة الصفر، إعتمادا علي استخدام صيغة السارد العليم بكل شئ، والمحرك لكل شخوص الرواية علي قلتها.

Em shyehia@yahoo.com:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أنماط الكتابة الروائية ومميزاتها الدلالية والفنية في المغرب الشرقي/ د. جميل حمداوي موقع الورشة الثقافي 28 / 4 / 2007
2- د. خاليد الورديغي: مسارات تكون النص الروائي المغربي
3- حوار مع الروائي المغربي بهاء الطود القدس العربي
4- اعتمادا علي النص المنشور بالعدد 12 من مجلة الكلمة (مجلة أدبية فكرية شهرية في لندت) في 1 / 12 / 2007.