هل يمكن للشاعر العراقي، مهما ابتعدت به السياسة والجغرافيا عن العراق إلا أن يكتب فجيعته بما يدور في بلده المكلوم بالاحتلال والمارينز. هذا ما تكشف عنه قصيدة الشاعر العراقي المرموق وهي يكتب وجع الغربة والحنين للعراق الحر المستقر.

على ضفاف أنهارك أبكي

عيسى حسن الياسري

(إلى العمارة..........)

(1)
أيتها المتعبة أبداًً
لا أحد يتذكركِ سوى طيور الأصقاع الباردة
لذا جلست على ضفاف أنهارك الحزينة..
وبكيت

(2)
وجهك شاحب كخريف مريض
غيومك تتكسر كشجرة هرمة
وفوق سطوح منازلك يتكدس زمن..
من غبار

(3)
أيتها القديسة التي نسيتها الطرق
وتنكرت لها السفوح
هل تذكرين متى وقف عند..
بابك ِ المحبون..........؟

(4)
عشت ِ متقشفة كدرويش
فقيرة كمتسول
رثة الثياب كأميرة سجينة
ومدماة الذراعين كالمتربع على عرش الصليب
لكنّ أحداً لم ينس اسمك ِ
حتى ذاك الجزار الذي انتزع قلبك..
وأطعمه "لكلاب المارينز"

(5)
كلما جئت لأقبل عتبتكِ
لا أحد يدلني عليك
هناك مقعد فارغ
وشجرة تقف عارية تحت المطر

(6)
وأنا أقف على قمة جبل "مونت رويال" الصخرية
ألمحكِ من وراء ستارة "الأطلسي"..
الداكنة الزرقة
فأراك مكتفية بعكاز يسند حزنك
وبكوخ دونما نافذة تطلين منها..
على النهار
وصخب صبية الزقاق

(7)
ليس لديك ما تفعلينه
بأصابعك اليابسة تكتبين أسماء أبناءك..
على لوحة الريح
وكلما سكب المساء عتمته في قدحك الخزفي
علقت تمائمك في هدب نجمة
لتسقطها كما شمس دافئة على عتبات..
بيوت "العراق"

(8)
ثمة براعم توشك أن تتفتح
سنابل ترفع أهدابها للمطر
رف عصافير ينتهك صمت الحقول
طفل يلهو بضفيرة طفلة نائمة
وثمة ظل ابتسامة
كل هذا قطفه من لا قلب لهم

(9)
أذا قيض لي أن أزوركِ..
أيتها الحنونة
فسأجلب لك معي حكاية عن نهاية الليل
وحقاً من الدموع
وخارطة قد تدلني على بيوت الأصدقاء.

شاعر عراقي يقيم في مونتريال بكندا