في هذه القصائد يستخدم الشاعر السوري أسلوب القصيدة المناجاة التي تسعى لاستنطاق ما يعتصم بالصمت، وتدير القصائد حواراتها الداخلية مع بعضها البعض ومع الواقع الخارجي معا، في بنية تتحاور فيها القصائد والرؤى وتتكامل.

خمس قصائد

توفيق الدالاتي

(1) الحرية
نور المعرفة المنشود
يسطع خلف الأبدية
ويكاد الدم يروي
أقماراً
ساطعة تحترق
نوراً للبرية
حيث الرؤيا شك
ينسج ثور
في مملكة الفوضى
عاصفة ثورية
بسم الوعد
يرسم أحلاماً
والحورية أحياناً
تبكي وزر الإثم
تصطاد على بقعة ضوء
وردية
تبكي أحزاناً
فتقص القصص الأسطورية
لامرأة... أسموها
طمعاً... بالحرية.

(2) الحورية السمراء
ما للحورية السمراء لا ترجى جوانحها
تلهو، طروباً
في دربها، ضمدت أحزاني
الشوق أضناني
والنأي ينتظر
والجهر في سرها واد ماله أثر
وبريق عينيها لا ترجى ذوائبها
وعاشق
يبكي... وينتظر
لا خل، ولا بشر
سوانحي لست أعرفها
يا دارها والشوق ينهمر
غاب الشراع
وتاه الفكر والنظر.

(3) تحت السماء
تحت السماءْ
ونشوة بيضاءْ
وخيطَ ماءْ
تهجي حروفها
ليومض المعنى
بحاءٍ... زايٍ... وياءْ
ونونٍ عراها سكونْ
وحزنٍ عابر مسكونْ
وبسمة خجلى
علاها الأسى
وحزنٍ تردى
لتومض الحروف
في المعنى
بصمت الخريفْ.

(4) عاشق
نهى
فانتهى
أفشى... بالهوى
سراً.. ومحا
لا تسله الرضى
ساءه الحال
وهدّه البعد
أبدل حمقه
هدىً
...... ومضى.

(5) الروح
سما كأنه
الفانوس
السر والناموس
المحروس بالرؤى
ينوس هامساً
أيا نفوس
يهمي لكنه
على أي
حال ذلك
المحبوس خفية ً
ثم ثوى
من دفتر سال
سراً
يجوس

شاعر وكاتب من سوريا
dalati33@gmail.com