يرصد الشاعر والدبلوماسي الفلسطيني عمر صبري كتمتو ظلال شهرزاد في زمن الالتباسات والمآسي والسقوط المدوي لمنظومة القيم، كل شيء تغير وأمست كل الصور تؤشر على نقيضها حتى الأسماء والأمكنة والأعلام كل شيء أفضى اليوم الى غربة مزدوجة، غربة النفس وغربة الوجود.

شهرزاد

عمر صبري كتمتو

لا تقولي

غادر الليل مرايا قصرك العالي

وغاب

نحن جئناك بليل وقمر

وقع العازف لحنا

آه

ما أقسى الوتر

 

شهرزاد

عفرت أجيادنا في الساح أحلام قديمة

وانتهينا

رقدت بغداد فوق النهر عريانه

وتعالى في فناء القصر صوت...

يا جمانه

عطري الثدي وغني...

فانتشرنا

نسأل الساقين عن حان وخمر

وأصخنا السمع

كان الصوت جمرا

فوق جمر

آه من غربة أحبابي

على أطراف دجله..

 

شهرزاد....

نحن جئناك على صهوات تشريد وغربه

وحملنا في الشفاه الشكر قبله

واحترقنا

حرقتنا رعشة الصوت وآهات جمانه

يالموج ضيع الشط مكانه

 

شهرزاد...

ألقى سراب البيد رحلي فارتضيت

صرت في الدار غريبا

واغتربت

كان لي بيت وطفله

وحكايا كنت تروين لدجله

ورفاقي ف ظلام السجن شمع وقضيه

يوقدون الليل

فالسوط رياح همجيه

وجمانه...

 

تغرق النهدين بالعطر

ويعلو صوتها في القصرعذبا

وأنا أسأل عن حان وخمر

يملأ الأقدح سكبا

عن نبيذ ضيع التاريخ عمره

في خواب بابلية

نفضت عنها غبار الأمس

في الليل صبيه

أنت مثلي شهرزاد

مبحر جال البحارا

عاد من تجواله

وانهار في الشط وغارا

لم يجد عشبا وظلا

لم يجد الا قفارى

وشعاعا خلف أفق يتوارى

يتوارى

أنت مثلي

ضيعت عيناك دربا

صوب مرج عبقا

فرجعت

ليلة من ألف ليله

لم تعودي

شهرزاد...

 

أنت مثلي

صرت في الدار غريبه

فارقدي في عرض دجله..