يكشف هذا الحوار الشيق عن رأي أحد أبرز وجوه الثورة على الثورة في ستينيات القرن الماضي فيما دار في فرنسا مؤخرا، أثناء معركة انتخاباتها الشيقة، وفي سيطرة الصورة الأمريكية على العقل الجمعي الغربي وتغلغلها في حياة الإنسان الفرنسي، وما ينطوي عليه ذلك من دلالات جديرة بالتأمل.

إيمانويل ماكرون أو التتويج الأمريكي

ريجيس دوبري

حاوه: إيريك أيشمان وكزافيي دو لابورت

 

ترجمة: سعيد بوخليط

 

ولد ريجيس دوبري سنة 1940، هو كاتب وفيلسوف ناضل بجانب تشي غيفارا سنوات الستينات، كان مستشارا لفرانسوا ميتران في الاليزيه مابين سنوات (1981-1985). أسس وأشرف على مجلة ''ميديوم''، ويشتغل على مسألة تمفصل التقني والثقافي أو مايسميه ب''الميديولوجيا''. أصدر مؤخرا بحثا حول أمركة فرنسا، بحيث مثل انتخاب الرئيس في نظره مرحلة متوجة . وبالنسبة لمجلة(l obs)، يرسم دوبري بالأحرى صورة ساخرة عن الرئيس الجديد، لكنه يرفض النواح، مبجلا سوداوية سعيدة.

س-في كتابكم المعنون بـ"حضارة. كيف أصبحنا أمريكيين"، ظهر إيمانويل ماكرون في الصفحة 92، حينما أشرتم إلى كونه يستمع للنشيد الوطني ليس وفق مشهد: ''اليدان على امتداد الجسد" بل حسب الوضعية التي يتطلبها المواطنون الأمريكيون: "الذراع الأيمن مطويا ثم اليد موضوعة على القلب''. فهل الرئيس الجديد أمريكيا؟
ج-
طبعا، حتى ولو لم يعرف! ثم أنه ليس وحده. هي إشارة بغير رَوِية، وفعل لا إرادي. كل شخص ابن حقبته ومحيطه. الأمر بمثابة فدية لشبابه: هذا الجيل لم يعرف شيئا ثانيا سوى هيمنة القطاع البصري الأمريكي، هيمنة لاواعية، صارت بمثابة طبيعة ثانية. ثم إن مراقبة المالية، أو البنك، هو كذلك نظام بيئوي ذهني، حيث تمثل الولايات المتحدة الأمريكية، البيت- الأم، ويطويهم جميعا كاسم النظام الرمزي للعولمة. بالتالي، لايمكنه الانفلات منه، إنه عالمه، عالم إبرام العقود، والرقمي، والأقليات، والميديا، والمقاولة، والماركتينغ «التسويق»، والصورة الكاملة. الحضارة الأمريكية، أو إذا أردتم ما بعد الحداثة، هي تسيد السلطة الاقتصادية على كل شيء بما في ذلك السياسة. أي ما نحن بصدده حاليا.

س ألا تختزلون ماكرون إلى واحد من وجوهه؟ رغم أنه يمتلك أخرى، مثل عمله مع الفيلسوف بول ريكور؟
ج- نسيتم أن ريكور يتمتع بحضور واسع جدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان على حق بهذا الخصوص، لأن ذلك يبقى شرطا ضروريا بالنسبة لكل فيلسوف يتوخى تحقيق إشعاع عالمي. ويمثل الشرط البروتستاني عنصرا مهما للاندماج ضمن وطن شعاره "
نؤمن بالله". مع ذلك، ليس في وسعنا سوى الابتهاج برؤية رئيس للدولة سيخرجنا أخيرا بالتواصل وعناصر اللغة من الصحراء الفكرية، المفتقدة للهوية الثقافية، التي وضعنا فيها الرئيسان السابقان. إن سياسيا يقرأ كتبا، يعتبر أصالة مطلقة بالنسبة للعالم الأطلسي. إضافة، إلى زوجة اشتغلت سابقا أستاذة للغة الفرنسية، مما يجعلنا نترقب نوعا من الإلحاح حول الأسئلة التربوية. بهذا المعنى، لم يتحقق بعد كل شيء، لكنه سينجح في مغامرته، إذا اختار إريك أورسينا مستشارا بدل آلان مينك، بالتالي الحفاظ على البصمة الفرنسية. نرجو الإله.

س-والمقارنة التي نقيمها أحيانا مع ميتران؟
ج- أحدهما خاض الحرب
، وخَبِر معسكر المعتقلين، والمقاومة. عانى الجوع والعطش. بينما الآخر لم يعرف سوى إدارات الأحياء الراقية، والأسفار من الدرجة الأولى المخصصة لرجال الأعمال. هو اختلاف جوهري ذهني، بين الذين واجهوا التاريخ والموت، ثم من سعوا بمسارهم في إطار السعادة والسكينة. مسألة متعلقة بالأحداث التاريخية. مع ذلك، أبان ماكرون عن شجاعة خاصة بانخراطه وسط هذا الشغب. يسير بسرعة، ويفكر سريعا ولا سيما، هو قادر على التفكير ثانية و"يكدّ"، أي ينزاح عن محيطه. سنرى ذلك. لكن المهم يكمن في وضع انتخابه ضمن منظور تاريخي.

س – تحديدا، إذا أخذنا مسافة، فضمن أي نطاق تأمركت américanisée، بدورها جمهوريتنا الخامسة؟
ج- في إطار ماوراء - المألوف نكتشف تغيرا حضاريا: لا يقدم أبدا المشهد تفصيلا. شكل استبدال، نهاية سنوات الثمانينات، الكرسي ذا الذراعين بقِمَطر زجاجي، على منوال البيت الأبيض، خلال ندوات الرئيس الصحافية، منعطفا. إلى غاية تلك اللحظة، كانت السلطة في فرنسا، جالسة وجامدة. اليوم، ينبغي التحرك: نقترب من قِمَطرها بخطوة مرنة وفتية. أن تكون واقفا، يعني تكشف عن ديناميكية. لكن أن تكون جالسا، يعني سلطويا وأبويا، ومفرط الثقة في ذاتك. تظهر لوحات الكاتدرائيات، المسيح جالسا. حينما ينهض رئيسنا إلى المنصة متحدثا، فقد تمدد حقيقة أمام روما الجديدة. سنة 1974، حقق جيسكار ديستان نقطة تحول. هو أيضا، أمينا للمالية، متكلما بالانجليزية، فتوة الشباب، متألقا، وحده ضد الجميع، ومعارضا للسلطعونات الشائخة. بيد أنه أتى مبكرا. قبل ديزني لاند، وجماعات التفكير، وصور السيلفي، والهواتف المحمولة. أما ميتران، فقد توخى إبطاء المسار، مع قبة جرس القرية في المشهد الخلفي. الأمركة لها مراحل كمونها ثم إسراعها. نعيش حقبة تتويجها، هي تجربة أنتروبولوجية، الهدية الجميلة للأزمنة الجديدة.

س-"حضارة"، هو عنوان عملكم. كيف تعرفونها؟ وأي اختلاف تقيمونه بين الحضارة والثقافة؟
ج-
الحضارة، متعددة القرون والحدود. إنها شخصية جماعية تسود وتتصدّر. هذا يفترض بصفة عامة إمبراطورية. وصلت موسيقى الجاز إلى فرنسا سنة1917 ، مع الجيش الأمريكي. فلماذا عدم ربطه بديانة ماكومبا (إحدى الأديان الأفرو- برازيلية)؟ لأن البرازيل لم تكن إمبراطورية، ولا تمتلك حملة عسكرية. أما الثقافة، فهي شخصية محلية تستمر وتقاوم لكنها تخلق ركودا. تماما كما حدث في العهد الروماني، ثقافة بريطانية- رومانية، إسبانية- رومانية، أفريقية- رومانية، كانت وستكون ثقافة بريطانية-أمريكية: سنمتلك دائما حقنا في جُبن روكفور roquefort، وساحة'' tertre''، وكذا جوائزنا المتعلقة بالغونكور. هذا لايزعج شخصا، بل على العكس.

س- والهوية، ماذا يقصد بها؟
ج-
كلمة مزعجة بما يكفي. ثم تدافع حين شعورها بالاكتئاب. إن حضارة تتوخى الكوني، تضم، وتجمع بين قوة مُسْتقبِلة وأخرى باعثة. الموقف المتهيب لفرنسا حيال الهجرة لا ينبئ بشيء سعيد جدا. لأن حضارة تعيش أفضل حالاتها، لا تتهيب من استقبال الأجانب مادامت سترسخ لديهم طابعها. هي ثقافة تعتزل. لذلك لم تعد أوروبا تخلق حضارة: لا تصدر قط نماذجها، لقد وحّدت النمط. يمثل الانتماء إلى حضارة تتوارى، أمرا جارحا إلى حد ما. لكن ما يثير الدهشة أقلية الأشخاص المنزعجين جراء ذلك. إن لم يكن هذا نفسه تثاقفا ناجحا.

س –على أية حال، الحنين والرثاء، مشاعر ذائعة كثيرا في فرنسا هذا ما نسميه بأصحاب نظرية الانحدار؟
ج- هؤلاء أشخاص يتصفون بقصر النظر
، يتمركزون على ذواتهم بكيفية أنانية، يخلطون عالمهم بالعالم. يوجد تحول دائم ، تحركات قياسا لمركز الجاذبية. جل ما في الأمر، أن مختلف ذلك يعيش.

س-لماذا صارت أمريكا إمبراطورية للحداثة؟
ج- ولدت الحداثة في البلدان البروتستانية، ونتابع اليوم انتصارها العالمي، بما في ذلك ألمانيا. الولايات المتحدة الأمريكية، ذات الأساس البروتستاني، خلقت الإنجيلية، وهي بروتستانية جديدة. مثلما أشار أوليفيي أبيل، أن البداية كانت دينا منتسبا إلى المحيط الأطلسي، دين المسافرين والمهاجرين. ولم تشكل مدينة جنيف سوى أرضية، ينبغي الانطلاق منها مشيا –إذا تجاسرت على القول- وهم يحملون الله مع نعال أحذيتهم. يكفي توراة، ولا حاجة للازدحام. لا يتطلب الوضع كاتدرائية ولا قساوسة ولا جماعات ولا قرابين ولا تقنينا! وحده الإيمان يؤخذ بعين الاعتبار. البروتسانية، انعتاق للفرد من كل ما يمكنه التشويش على حواره مع الرب. نهاية العناصر الوسائطية، ثم التزام يتم تدبيره بطريقة حرة. لقد أصبحنا جميعا بروتستانتيين، وتتجلى صورة بول ريكور بشكل مناسب جدا.

س-لقد حددتم بعض خصائص الحضارة الأمريكية في: القدرة على احتلال المشهد، ثم الشغف بالصورة
ج-
أمريكا هي الضخامة والحركية والحرية: لا انتساب قط إلى نقطة مركز. من هنا هيمنة رائعة على المكان، إلى غاية القمر، وعما قريب كوكب مارس. لا يلعب أبدا التاريخ والذاكرة هنا نفس الدور سوى عندنا. يلزم إيمانويل ماكرون تأمل جملة العملة الصعبة الأمريكية: (واحد من بين الجميع)، ثم الأخرى المكتوبة على الدولارات ''بالله نؤمن''. لقد أراد الفرنسيون الليبراليون استيراد شعيرة المقاولة ثم معايير فردانية، لكنهم يهملون مايجعلهم قابلين للاستمرار قياسا للبلد الأصلي: ديانة توراتية - وطنية. أيضا، إذا ولد الشعور الوطني في أوروبا مع المطبعة، فقد انبثقت الولايات المتحدة الأمريكية، مع الصورة الصناعية، والتصوير الشمسي، والسينما. إنها أكبر وأفضل المنتجين للصورة. والصورة تترسخ أكثر وبسرعة أكبر من الكتابي. ثم ليست في حاجة إلى مترجم.

س- فقط أن أمريكا سنة 2017 تعيش تحت تهديد القوة الاقتصادية الصينية ثم اختارت مؤخرا رئيسا غير منضبط. هل أمريكا حقا إمبراطورية في أوج عظمتها؟
ج- إمبراطورية، هذا يستغرق قرونا. تتوفر الولايات المتحدة الأمريكية على 700 قاعدة عسكرية وعشر حاملات الطائرات. تمثل روسيا والصين، شيئا واحدا. هو بلد مهيمن على المستويات العلمية والمالية والتجارية والتقنية والسينمائية والموسيقية. المنافسة الصينية قائمة، لكن الصين لا تمتلك مشروعا نحو العالم. إنها لا تكترث بكياناتنا، فلا تخدم انتدابا إلهيا. وتريد فقط مقاولاتنا ونبيذ بوردو، دون أي رغبة في إخضاع العقول. نحن غير متحضرين، وسنظل كذلك. الحضارة الصينية موجودة، لكن لغتها تمثل سور الصين الحقيقي. ونظرا لانعدام دين توحيدي، فلا يحضر لديها إحساس الشعب المختار، ولا يشعر الصينيون بمسؤولية تحقيق السعادة للبشرية.

س- أمام هذا الغسق المعلن عنه، نترقب بحسبكم مزيدا من القلق. والحال تظهرون قَدَريا، تقريبا مبتهجا؟
ج-
لأنه يمكننا التفكير، في الجوهر، باعتباره قضية واضحة. بوسعنا رؤية بعض الكوابح، وأنواع من التذمر ، لكن أخيرا، هي سيرورة الأشياء. هل يعود ربما هذا إلى كوني أتناول في الواقع التقنية على محمل الجد. وباعتباري، مهتما بالميديولوجيا، فإني أدرس التفاعلات بين التقنيات والثقافة، وما تفعله الأدوات بالذين ابتكروها ويستعملونها. مجموع الأدوات المادية والذهنية المعاصرة أبدعت في أمريكا واستحالت نمطا للوجود والعيش والتخيل والشعور. مثلا كل نموذج للترحال يجسد رؤية للعالم. فالقطار جماعي واشتراكي- ديمقراطي. يفترض دولة مركزية، مالكة لساعات التوقيت. الطائرة عالمية. القناة المائية، بيئوية. أما السيارة، فهي فردية وليبرالية. كل واحد يذهب إلى الوجهة التي يريد متى أراد. حينما يشغل حاسوبه، فيلزمه تكلم لغة الغلوبيش قصد الاستدلال. طبعا، تترتب نتائج على ذلك.

س- هل تقود هذه المعاينة إلى اقتراح سياسي؟
ج- كل واحد يفعل ذلك حسب مزاجه. إذا توخى النجاح المجتمعي وكذا وسام جوقة الشرف
، سيختار طريق كاتب افتتاحيات كبير، ومنصب الرئيس- المدير العام، ثم المهووس بحكومة ماكرون. أما إن عثر على متعة في التفكير، فسيتأمل عن بعد إلى حد ما، كوميديا اليومي، دون فقده الحبور، على الرغم قليلا من كآبة القلب. المحزن، هو الابتذال. ربما أنا مرتبط بإفراط بصورة ذاك البلد العجيب حيث يمكننا أن ننشد قصيدة، خلال لقاء لا يعتقد خلاله الجميع بأن الرأسمالية مرحلة نهائية للتاريخ البشري، ولانخشى أبدا من الحلم بسياسة غريبة مستقلة، توفر للكاتب دورا ليس له في موضع آخر . لقد انمحت هذه الخصوصية. أنا لا أتسلى، لكن لاشخص سيمنعني كي أواصل بين ثنايا زاوية كتابة الفرنسية. لا أضع ذاتي موضع مقارنة، لكن في النهاية كم الأشخاص الذين لازال بوسعهم قراءة جوليان غراك أو ''مذكرات'' فرانسوا مورياك . مع ذلك، ما نخسره في جهة، نستعيده في الجهة الثانية. بعض القدرات تصاب بالضمور وأخرى تنمو. لقد تطورت قدرتنا على تفكيك الصور بكيفية مدهشة. انتقلنا من مرحلة الغرافوسفير la graphosphére إلى مجال الفيديو. وبما أني أكثر انسجاما مع الأولى قياسا للثانية، أجد نفسي إلى حد ما، مصابا بعطالة تقنية.

س-كيف يعيش المثقفون هذا التطور؟ بعضهم مستريح جدا داخل استوديوهات التلفاز أو على الانترنيت؟
ج-
المثقفون مضطرون لدخول اللعبة. وظيفة التأثير لا تمر عبر الخطي، بل بواسطة السمعي-البصري والرقمي. من أجل التسويق لبيع كتاب يلزمك الذهاب عند لوران روكيي ruquier . لكن واحسرتاه، لا أتابع برنامجه لأني أنام قبل بدايته، بالتالي أشعر بأني منفصل عما يجري. آخرون يمتلكون ليونة ليست لدي، أو شجاعة أو تواضع: أطرق باب روكيي، أمر مذل حينما نتحلى بقليل من الكبرياء. مع ذلك، أفهم ما يقدمون عليه. يمثل التماس الفعالية جزءا من المهنة. فأن تكون مثقفا يعني صناعة الرأي، والسعي إلى التأثير في مسار الأشياء، اقتحام العقول، بخلاف العالِم الذي يخلق نظريات أو يثبت وقائع. المثقف بالنسبة للعالِم هو ما جسده القس قياسا للناسك. إنه يبشر، يعظ ، ويحلم بجمهور أسير. بينما لا يتوجه الباحث سوى لباحثين آخرين.

س- عاتب بعض المعلقين على ميشيل أونفري وإيمانويل تود Todd، مثقفان يحظيان باهتمام واسع، رفضهما التصويت على ماكرون في الدور الثاني. مارأيكم بهذا الخصوص؟
ج-
مهلا، أكن لهما تقديرا ولا أريد توزيع النقط الجيدة. خلال الانتخابات التي عشنها مؤخرا، عرف النظام كيف يتنكّر تحت يافطة مقاومة اللانظام، بهدف أن يستمر. حاول الأفراد الرافضون لهذا النظام، البقاء منسجمين مع أنفسهم بامتناعهم عن التصويت.

س-ليس الأمر كذلك بالنسبة إليكم؟
ج- ترددت لكن التصويت مسألة سرية
، أصدقائي الأعزاء.

س-ألا تضيفون شيئا ثانيا بهذا الصدد؟
ج-لا، لأني لا أضمر رأيا في المطلق. كل واحد يفعل مثلما يستطيع التأثير بشبابه على امتداد أركان الكون حيث اكتشف العالم، بل وذاته ثم الأصدقاء والأفلام والكتب التي وسمته. ذاك قدرنا، فلنحافظ على تواضعنا.

 

http://saidboukhlet. com/

 

هامش: L obs: numéro 2741. 18 -05-2017.