هنا شاعر فلسطيني يرتبط لديه الشعر بالأدب، بشكل قد لا ينفصلان، وفي هذا السجن الكبير المفتوح، يكتب الشاعر عن لحظة عمر لكن من خلال استدعاء مفارقة وتضاد أقرب الى الفاجعة، وفيها يكتمل كل شيء لا مسافة بين الحياة نفسها والاقتراب من الغياب أو الإقامة فيه.

سِجْنُ الحَيَاةِ

حمزة شباب

 

مِيلادِي أُحَاديٌّ بعْد ثَلاثِينَ ،

و التَّوْحِيدُ سِمَةُ النُّسَاكِ و الغَافِلينَ

غَيْرَ أنّنِي كَانونُ المُلطَّخُ بِدمعِ السَّماءِ

و حَظّي مِنَ الأيّامِ كَأصابعَ طِفْلٍ لاجِئٍ

يبْحثُ في خَيْمتِهِ عَنِ الحَنينِ

الشُّهورُ ، أصْبحتْ ثلاثينيّةً ،

مِثْلي !!

و أنَا بِعُمْرِ الأنْبِياء

سَنَواتٌ ، نَقَضتْ مَغَازِلَها

لِتنْتظرَ النَّجاةَ . . .

سَاعَاتٌ ، اتَّسمتْ بِالقِصَرِ

لِتُعِيرَنِي سَمْتَاً شِعْريّاً ،

أو تُحِيلَنِي إلى عَجْزِ الوَفَاةِ

فالمَوْتُ قَصَّرَ عَنْ وَأْدِ قَصِيدَةٍ

أضَاءَتْ مَا حَوْلَهَا

الضَّوْءُ فِي لُغَةِ الفَرَاغِ لَا يَسْتَبِينُ

بَلْ تُزْهَقُ رُوحُهُ بِلا أطْيَافٍ . . .

و يَقُولُونَ فَلْتَحْمِلْ شَمْعَةً

تَدُقُّ نَاقُوسَ المَطَرِ الحَزِينِ

بَعْضُ هَذِهِ القَصِيدَةِ شَذَرَاتٌ مِنْ لَحْمِ الجَوْعَى

عَارِيةٌ لَكنَّ فِي جَنْبَيْهَا حَيَاءٌ

تَسْتَلِذُّ المُسَاعَدَةَ مِنْ نَاقِدٍ أُمَمِيٍّ

يَحْمِلُ قَوَافِي المُسَاعَدَاتِ فِي تَارِيخِ الشِّعْرِ الرَّسْمِيِّ . . .

أوَّاهُ كَمْ ذَرَفَتْ عُيُونِي دُمُوعاً تَزِيدُ الأَكْبادَ حَرَارَةً

فَالغَزَلِيُّونَ أكْثَرُ الأَكْبَادِ حَرَّى

يَسْتَمِرُّ قَلْبِي فِي إحْصَاءِ الأَطْفَالِ المُبْعَدِينَ

عَنْ شَقَاوَةِ الحُبِّ

السَّالِكِينَ طَرِيقَ حَدَائِقِ الدِّمَاءِ

حِينَ يَسْقُطُ طِفْلٌ فِي سِجْنِ الأَرْقَامِ

وَ غَالِباً مَا يُعْطى رَقمٌ ، [ السّجِين ]

إلا إذا حَانَ مَوْعِدُ مِقْصَلةٍ

فِي سِجْنِ الحَيَاةِ . . .