هي ثلاثة نصوص شعرية حديثة خصنا بها الشاعر المغربي، وكعادته يتجه مباشرة الى تكثيف رؤيته الشعرية ليحدث أثرا بالغا في المتلقي، والجامع بين النصوص الثلاثة القصيدة والشعراء حين تتحول اليوم الى فعل ممكن للتطهير من دنس العالم.

ثلاثة نصوص

فتح الله بوعزة

 

  1. كتارسيس (catharsis)

ليسَ هديرَ ماءٍ

ما تسلّلَ إلى الْبيوتِ

بعد منتصفِ الليلِ

أوْ موسيقى صاخبةً

تترنّحُ خلف ستائرِ الحاناتِ

وليسَ برقاً يابساً

يرتِقُ ما تفكّكَ في الأقَاصِي

خذْ ضفيرتي

إن لم يكنْ

بكاءَ قيْصرٍ

خدع الناسَ جميعاً

حينما شنقَ القصائدَ كلّها

بدلاً من أحذيةِ الغزاةِ!

 

  1. رقص متوحش

هذا الذي بينَ كتفيّ

مصباحُ محاربٍ قديمٍ

أخطأ الطريقَ إلى الحياةِ

فجاعَ طويلاً

وأسرفَ في الرقصِ

إلى أنِ امْتلأَ الوادي

بالعظامِ

والعبيدِ

وحناءِ الكفوفِ

المرفوعةِ إلى السّماءِ!

 

  1. فيض

لم تكنْ قدمُ "السّندريلا" صغيرةً

إلى هذا الحدّ:

الحجارةُ الصّماءُ التي حملتها الخيولُ

إلى أعالي الجبالِ

المطرُ الغزيرُ الذي

غمرَ القبائلَ القديمةَ

والواحَ الشّعراءِ

الأزاهيرُ اليضاءُ، والحمراءُ

وثغاءُ العاشقينَ

على أعتابِ الغيابِ

كلّ هذهِ الأشياءِ

وأحمالُ القادمينَ من قلقٍ

إلى قلقٍ جديدٍ

تدفقتْ

منْ هذا الحذاءِ!