قد لا يجد الشاعر اليوم أي سؤال وجودي يشغله غير كتابة سيرة العدم، أمام هذه الهيولى التي تلف المشهد ككل، ولا تترك أثرا لأي نافذة للأمل، وحينها يبحث الشاعر عن ملاذ آخر في القصيدة كي تحرر العالم من هذه السوداوية. وحده الشاعر يظل يبحث عن بديل لغد أفضل.

أزرار الرؤية

عبدالحق ميفراني

 

هناك
لا تزال وشوشات اللغة

تسر في التيه

صراخ المنفى..


لدى

أمرغ وجهي في الرماد

كي تلوح لي الذاكرة

من تأوهات الأرض..

وكي يضع جسدي

حبرا

وأبجدية راقصة

تصدق النهايات..


هناك
علي
تتدحرج زخات الماء

ليبدو اليأس

شبيها بحزن الصمت..


هناك
وحدها الريح

تفتح طقسها للشعر

وللرؤيا

وأشياء لا شكل لها

غير حقل الرؤية..

 

أدركت الآن

لما العادة عصية

حين يمضي الشك

اتجاه منفى العدم...